منتديات بنات دوت كوم

منتديات بنات دوت كوم (http://www.vb.banaat.com/index.php)
-   همس الأرواح (http://www.vb.banaat.com/forumdisplay.php?f=177)
-   -   مُستودع * (http://www.vb.banaat.com/showthread.php?t=158558)

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:53 AM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_eeui0x0a.jpg

أُريدُ أن أُكبرَ عُمرًا واحدًا ، وأن أرتفِعَ درجـةً واحدة ، أُريدُ أنّ أُرتبَ تفاصيلي بهدوء كهدوءِ الحيَـاةِ المُزعِج والمُرتبِك فِي وقتٍ واحد دون فواصل زمنيَّة بعيدة ، أُريدُ أنّ أُتقنُ الرسمَ البيانيّ جيدًا ، وأنّ أُتقن حُدود الزوايا ،
أُريدُ أن أُرتبَ جلستِي على رفِ الكتابَة ، أنّ أملأ جوفِي بلغةٍ سهلة مُدهشَة ومن ثُم أُرتبها ابتداءً من رسَائِل السَمَاء وتنتهِي بأنَـا تنتهِي بأمانيّ غزّة ، أُريدُ أن أُرسم وطنًـا خاصًا لأمي ، فهِي أُمِي غُصنُ الجنَّـة ، وطنًا خالي تمامًا من تفاصيلِ الحُزن من تفاصيل مُزعجة .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:54 AM

إلى أُمِي ،
إلى غُصنِ الجَنَّـة ،
إلى أُمِي حَبيبـةُ قَـلبِي والتحَـايَـا .



http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_pqh8k7yb.jpg





أكتُبُ أنَـا فِعلاً ، أُتقِنُ رسمَ مشاعر مجهولةَ الهَويَّـة ، غَامضَة نوعًـا ما ،
فوضويَّـة دائمًا ، رؤيتهَـا مُعتمَة كثيرًا ، غيرَ مُرتبَـة ، رُبمَا لأننِي أفشلُ
فِي ترتيب مشاعِري ولُغتِي أفشلُ فِي أن أملأ جَوفِي لُغةً تُليقُ
بأن تظهر أمامكِ وأمام الجَميع .
أُمِي تُشبهين تفاصيلي السَمََّـاويَّـة ، تُشبهين المطَر ، تأتين إليَّ دائمًا
بأشيَـاء مُدهشَة ، تُشبهين تفاصيل عميقَة تفاصيل مُتشبثَـة بجداريَّة قلبي .
مَامَا ، أبدُو مُرتبكَـة كثيرًا هََـذا اليوم ، وقَلبِـي مُرتبك ، يديَّ مُضطربَـة ، كُلَّ ما فيَّ
ليسَ في مكانه المُعتادُ ، أشعُرُ أنَّ قلبِي خَارجَ جسَدي يتوسدُ فِراشُكِ ، يُضمُّ
وسادتكِ لحين ولوج وقتُ نومكِ ، ومن ثُمَّ تأتين ويصرخُ فِي وجهِي ليقول لكِ :
"مَامَا أُحبُّـكِ بحجمِ المطر ، بحجمِ النسمات الدافئة كدفءِ صدركِ تمامًا ،
كأنتِ ، كحضوركِ ، كبسمتُكِ ، كصوتكِ الحانِي ، كتفاصيلُكِ ، ككلِّ شيءٍ يُذكرني بكِ "
وقلبِي يُحبُّكِ يا كُلُّ الحُب .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:54 AM

لأجلِ أنفُسكُم ذاتِ القُلوبِ المُهترئَة ،
و الصُدورِ المثقُوبَـة ،
لأجلِ الأمَّـة العَربيَّـة الإسلاميَّـة ،
لأجلِ الأمَة المبتورة لأجلِ أنهَا بِحَـاجة ماسَّة إلى أكُفٍ تُرَّبِتُ على كتفيهَا ،
ولأجلِ الأوطانِ الصَغيرة !
لأجلِ كُّلِ ذَلِك ،
فِي وَقتِ السَحَر اجمَعُـوا أدمعكُم المسكُوبَـة فِي ظلامٍ دَامِس
وفِي غُرفةٍ ذاتِ نُورٍ خافِت ،
اشعِلُـوا السِراج المُستنَد على النوافِذ السِـريَّـة اشعِلُـوهَا بيقين !
ومِن ثُمَّ ارفَعوها أياديكُـم الذَابِلَـة و لتشكروا الأنعَـام الجمَّة التِي
أصبحتُم بهَا غَرقَى من كثرتِهَا ،
قولوا ” ياربّ بعددِ الأنعام لك شُكرًا وحمدا” اشكروه و احمدوه بعمق ، بوجَل ،
و ابدؤوا بالدُّعَـاءِ للأوطَـان الصَغيرة و للأُمَّـة المبتُـورَة و للأمنيَـات الصَغيرة
وللرسَـائِل المُؤجّلـة .
ليبيَـا تُحَـاولُ أن تُنادِي ، تُحاولُ أن تَصرُخ لم تستطع ،
وغزَّة لا تَزالُ تبكِي ،
و البحرين فِي مسَافةِ الطريق
ومنِ الآخر ؟
وأشعُرُ جيّـدًا أنَّ صُدورنا الظمأ أشدُّ من ذَلِك !
وَ تَذكروا ” الدُّعـاء النافِذة السريَّة للحيَـاة “


مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:55 AM

هِي ليلةٌ تَعبرُ بِيَّ كمركبةٍ فَضَائِيَّـة ،
ألوانها فَوضويَّـة ،
ويظهرُ لي أن النظَرة مُعتمة جدًا ،
الضبَابُ الرماديّ طغى على هَذا الكون ،
التفاصيل الناميَّة فِي الأكواخِ الصَغيرة التِي تَقبعُ فِي الغابات التِي تَنمو بالدرجَة الكبير ،
بالدرجة التِي أكبرُ فيها وأندهشُ من سرعةِ النمو السريع المُنتشر في جَسدي ،
هَذه التَفاصيل و كذلك تَفَاصيلي أصبحت رماديَّـة
بقدرِ الأحزان المتتابعَـة على هذهِ الحيَـاة ، على هذه الأوطَـان الغَريقة
فِي مُحيطٍ من حُزنٍ و اختنَـاقٍ بعد فَرَحٍ وبهجةٍ استمرت
لأجلٍ يستحيلُ عليَّ أن أُحصيهَا أو أن أُرتبُها في أوراقٍ مُرتبة بقدرِ جمالِ
الأمطَار حينما تأتِي لتُبلل أمكنةَ الحُزنِ بأُمنياتٍ سَمَاويَّة
تُشكلُ لوحة ملّونةً كأحلامِ الأطفال تمامًا ، مُنذُ لحظةِ الخُروج من بُطونِ الأمهَـات ،
مُنذُ أولِ صرخةِ بهجَة و دمعةِ فَرح وبسمةِ الأمُـومَة .
هَذِهِ الحيَـاة قاسية جدًا بقدرِ فَقدِي للأصدقَـاء ،
حَنينِي إلى روحانيَّـة مكّة و بياضِ الأرواحِ التِي تتربعُ حَول الكعبّة ،
هذا المكان يُطهرنِي وقلبِي مِن كُلِ حُزنٍ و ضيقٍ وكذلك الدمعَات التِي
تأتِي من أعماقِ قلبي الغريق في قوقعةٍ مُغلقة
وممتلئة بالفقد والحنين والأشواق العميقَـة ،
ولشوقِي إلى غَزَّة وإلى جَدتِي الوَطَن ،
وبقدرِ خَوفِي على هذه الأوطَـانِ الصَغيرة
أُجزمُ أنَّ جِـدّة بريئـة و كذلك تونس ومِصر وليبيا و
البحرين والأوطان الاُخرى وقلوبنا الصَغيرة أيضًا ،
الرجَالُ الأشدّاء منهم والضُعفَاء ،
النسَـاء والقَواعدَ مِنهنَّ ،
الأطفال ،
الشيوخ ،
الأجنَّة في بُطون الأُمهات ،
الرُعب التفَّ حَول هذه الأرواح ، امتلئت قُلوبهم بالذُعر ، أيُّ ذَنب ارتكبه هَؤلاء ليجري كل ذلك !!
أقِفُ بوجلٍ ،
ربَـاه أثِقُ أن الدُعاء نوافذنَـا السريَّـة .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:56 AM

فِي كُلِ مرَّة أُحاول أن أتجاهل مشاعري تجاه جدتي رحمها الله ،
أتجاهلُ وجهها الذي يأتي فجأة أمامِي ، أتجاهَلُ رنينَ صوتِها
أتجاهل ضحكتها الهادئة ، أتجاهل همسَ صوتها في وقتِ الصباح
أتجاهلُ حكاياها اللذيذة ، أتجاهل الذكريات ، أتجاهل صوت الصباح
أتجاهل التفاصيل التي تسحبني إلى الخلف إلى جدتي ، إلى أمي هيلة
والتِي أسماها قلبي قلبُ أبي وفرحةُ أمِي وعيدُ الأطفَال وروحِ حفيدتها يارا
اشتاقُها دائمًا =”

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:56 AM

http://up.arab-x.com/May11/n6W76599.jpg







هذه الغَزَّة تُغريني ، تُثيرُ مشاعرِي بقوَّة ،
تجعلني أشتاقٌ بطريقَـة عجيبة ، وأبكِي بدهشَة ،
تُجبرنِي على أن أدُسُ ملامِح وجهِي داخلَ قطعةَ قُماشُ مُبللة من
بُكائي المُتكرر فِي كل هاجِسٍ أتذكرُ فيها شوقِي إليها وحنيني المُختزن فِي
أسفل قلبي وكل يوم يرتفعُ هذا الحنين لكن إلى أين حينما ينهالُ على جسدي ؟
لا أدري

و أحاديثُكِ يا غَـزَّة لا تنتهِي أبدًا ،
والرسائِل الممتلئة بكِ اكتظَّت بها مخازن الرسائِل .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:57 AM

دائمًا أشعرُ بحرقةٍ فِي قَلبِي فِي أنّ أرى حكايَا فَلسطين أمام عينيّ ،
أنّ أُسندَ كتفيّ على جِداريَّـة مَسجد القُدسْ ، فيّ أن أصمُد أمام كُل جُنديّ صُهيوني ،
فِي أن أملأ جوفهم بالأحجَـار وأُربط عليها بقمُاشٍ مَتين لا يُمكن نزعُه ،
فِي أن أحجُبَ عن أعينهم الرؤيَـة ، فِي أن أُفسد أسلحتهم ،
فِي أن أتحدث وأصرُخ وأُخزن بُكاءاتِي إلى أن أُقيم صلاتِي داخِل القُدس ،
فِي أن أطرد الصاهينَـة مِن أرضِ فلسطين .

وأقول : “أنا لفلسطين ، وللقُدس ، ولغزَّة ، لأوطانِي”

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:58 AM

العُالمُ هُنَـا مُتعطشٌ ،
. . . وجِلٌ ,
بحاجةٍ عميقَة إلى أن تُربّت كفينَا على كتفيِهِ بخفَّة ،
ابعثوا ما تجُودُ بِهِ أنفُسكُمْ ، ما تُسطرُه أقلامُكُمْ ،
كُلُ ما بحوزتكُم أطلقوه ، لا تُخبؤه داخل القلوب المُخبَّة
أطلقوا كل شيء ، أتركوا عادة أن تجعلوا الأمانيّ حبيسَة في صدوركم
إلى أن تنحدرَ إلى أسفَل إلى أن تتلاشى ولا تعُود !
أخرجوها لأجلِ أنفسكم و .. العَالمْ .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:58 AM

يا أمِي أنتِ الأمانيّ و الرسَائِل التِي من السمَاء .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:59 AM

أتنفسُ الفرَح حينمَا أرى أُمِي كُل صبَـاح وكل مسَـاء ويكفيني “صباح الخير يا بنتي”
تنبعثُ الراحة إلى جداريَّة قلبي حينما تنتشي بسمتهَا إلى وجهِي ، تمامًا حينما أرى طيفيها مُحلقًا في أجزاء المنزل .
تُذكرني أُمِي بجدتي ، تمامًا بتفاصيلها الصباحيَّـة كيف تبدأ وكيف تنتهِي !
أمِي
جدتِي كانت مُحقَة حينمَا أحبّتكِ ،
لم يُدخل فِي قلبها إلا مَلاكْ يُحلقُ فِي هذه الحيَـاة ، وأبى إلا أن يستريح في قلبها المأوى ،
أبي لم يُخطيء حينما أحبّكِ ، ولم يخطيء العالم .

وبينما يراكِ العالم أنكِ فردًا من الشعب العربي ، أنا أراكِ كُلُ هذا الشعب ، كُل هذه الحيَـاة ، كُل الحركات والسكنات ،
وكُل الكرة الأرضيَّة


الساعة الآن 01:32 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.

Adsense Management by Losha

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM