![]() |
مُستودع *
http://www.english4arab.net/up/download.php?img=3249
|
|
|
|
إلى المُغيبّة عن أعيننا والأرواح التي تبكيّها غيابًا قاتلًا
إلى جدتّي التي أبكيها بكلِ مَا أملك من قوة للحديث عَنهَا ، الحديثُ الذي يدورُ عنكِ كل يومٍ مابينَ صلاتي المغرب والعشَاء ، يكونُ حلوًا لأننا نتذكرُ الهَدايا التيّ تأتي إلينا عندَ كُلُ زيارة إليكِ وعندما نكون لوحدنا فَقط فقط لأبناء ابنكِ الأصغر ، نتذكر حديثكِ إلينَا وإن كُنَّا لا نَفقهُ سِوى العَبث واللعب مع البهائم الصغيرة الجميلة () ، ودائمًا ما نُحدثُ ضَجيجًا رغبةً في أنّ نَغفو في النوم بجانبكِ من ليلةِ الخميس إلى الجُمعة ، كوبُ الحليب يبدو لذيذًا لأنَّ حديثكِ الأبيض يجعلنا نتلذذ بكل رشفة ، وفتات الخُبز المُتساقط على سجادة الغُرفة نلملمه لنقدمه إلى حضيرة الدجاج ، ونتسابق إلى جمع حبات البلح المُتساقط من نخلتكِ العالية التي تُسابق السحاب في العُلو ، أذكرُ ابريق الحليب الدافئ والأكواب الصغيرة المحببة إلينا وإليَّ أنا خاصة ، وكل صباحٍ نستيقظُ على صوتُ أميّ وهي تُحادثكِ أشعرُ بالأمان إذا أصبحتِ قريبةٌ من أميّ ، ونذهبُ إليك كل ليلةِ اربعَاء ، أعودُ من صباحي المدرسيّ مُستمتعة لأنني سألتقي بكِ مُجددًا ، لأنني سأُقبل رأسكِ وأقول لكِ كيف حالك اليوم أمي هيلة ؟ ترتسم عليكِ ابتسامة بيضَاء أنا بخيرٍ يا ابنتي ! ونحن ياجدتي نحن بخيرٍ إذا رأيناكِ بخير وتضحكين وتتحدثين وجسدكِ لا يشكو ألمًا ولا يبكي من فرط الأوجاع المتناثرة فيكِ ولا تَكفّ ، ولم تلبثِ سنوات قليلة وعلى خروجِ فرحة تفرحين بها تأتي إليكِ أُمي تُخبركِ بعقدِ قران أُختي وتفرحين لأختي بدلًا من ابنة بنتكِ وتبكين تمنيتُ لو أنني بجانبكِ لأمسح بعضًا منها لأنل شرفًا مثلَ أمي وابي الذي يأتي إليكِ كل يوم ولا يصطحبني معه ، وللبراءة الممتلئة بنا نحملُ شيئًا من ثمر "التمر" ونقول هاكِ هدية أمي هيلة () وتضحكين لبراءتنا وللمشاكسة التي لا تنتهي ! جَدتي الرؤوم : ) |
|
|
|
فِي كُلِ عثرة نَسقطُ بهَا تتبخرُ رائحة جديدة تُسمى إنجازًا ، إنجاز .. إنجاز .. إنجاز ذلكَ لا يعني أن نفعلَ شيئًا عَظيمًا ، أن تستيقظْ مِن نومكْ وتذهب إلى المسجد بخطواتٍ ثابتة بخطواتٍ تصعدُ بك إلى السمَاء ، وأن تمَلأ أوقاتِ فراغكَ بالإستغفار بالتسبيح بذكرِ الله ، أن تبتسمَ في سيرك أيًّـا كان من أمامكْ . بداية الحيَاة يبدأ بقطرة من صنبورِ الماء فلنسيطر على أنفسنا في إغلاق الصنوبر و فتحه : ) |
|
|
|
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-..._1057497_n.jpg
|
http://im.gulfup.com/2011-01-06/12943173331.jpg
<B>
|
|
http://up.arab-x.com/Jan11/d4F47671.jpg
|
http://up.arab-x.com/Jan11/1af74375.jpg
|
يَاجدتِي أخبريني متَى سيكّفُ قَلبِي وفكري عن الإتيانِ إليكِ ، أو أن يرددَ حروف اسمُكِ بين الحينة والأخرى ؟ آواهٍ يا جدتِي نَدعو كثيرًا ولكنَّ بُكاءاتنا تَنسابُ بطريقة عجيبة أجهلُ جدًا تفاصيلها وأجهلُ هيئاتِها وأجهلُ أيضًا إستجابتها إليّ حينما أدعُو ! يا جَدتِي فِي هذا اليوم أتانا خبرُ وفاةٍ قريبٍ إلى خالتِي وأبنائها التِي هِي ابنةُ عمّكِ وأُختُ أمِي ، أمِي التي تُحبينها كثيرًا وكأنها ابنتُكِ أتذكرين ؟ أتذكرين الصباحات التي تُقومين فِيها من الصباحِ البَاكر وتدعين أمِي إلى فطورٍ هادئ وكوبٍ من حليبُكِ السَاخن ؟ أتذكرين ؟ أعودُ من المدرسة وتلقائيًا أصِلُ إليك ، وأجدُ أمِي بجانبكِ سَعيدة ؟ أجدُ كُوبكُمَا سعيدة أيضًا ورغوةُ الحَليب شهيّة جدًا وأجري مُسرعة جدًا لأقبّل رأس أمِي ويديها ويديكِ يا جدتِي أتذكرين حبّات البلح التي نُقطفها أنا وأخوتِي ونأتِي بها إليكِ وتبتسمين جدتِي أذكر جيدًا تفاصيلَ بسمتكِ ، آواهٍ لبسمتكِ أُحبُّها جدًا أتذكرين حضيرةَ الدجاج ؟ و الساحة الكبيرة التي أجري فيها مع أخوتِي وَ نُطعم الدجاج ، ونأتِي إلى الماعز لنقسيه الحَليب لأنُّه لا يَزالُ صغيرًا ولا يملكُ أُمًّا ! جدتِي ، أتذكرين تفَـاصيل احاديثنَـا و السُبات الذي نقضيه بجانبكِ ؟ أ تذكرين صباحَ العيد حينمَا نجري إليكِ نتسابقُ إليكِ ، كُنتُ مُحقّة فعلاً أنَّ العيد من دونكِ لا يُسمة عيدًا . يا جدتِي تبقى ليّ الآن جدّة واحدة أُم أمِي لا أفقدني الله إياهَـا ! جدتِي لا تزالينَ روحًـا حيَّـة في داخلِي ، من المؤسف أنَ أبناء أخوتي لم يروكِ لكننِي على ثقة أنهم سيرونَ روحكِ في الجنَّة . جدتي : يا أعذبَ الأرواحِ يا روحاً تدلّتْ من جِنانْ لازلتُ أذكرُ عِطرَكِ المغموسَ في دنيا الحنانْ فأظلُّ أبحثُ عن منىً قد قلتِ جادَ بها الزمانْ أشتاقُ لكن ليس لي بالوصلِ يا عمْريْ يدانْ فإلى السماءِ إلى السماءِ لأنتِ أطهرُ من سماءْ أوَ لستِ أكثر من بكيتُ عليه لو يجديْ البكاءْ إنيْ رأيتُك في المنامِ على سحائبَ من ضياءْ وملائكُ الرضوانِ تُلبُسُك السعادةَ والهناءْ * |
|
http://up.arab-x.com/Feb11/j3N74900.jpg
|
|
|
http://up.arab-x.com/Feb11/KZv94181.jpg
|
http://up.arab-x.com/Feb11/UwE97500.jpg
|
http://up.arab-x.com/Mar11/CPJ41860.jpg هَذِه الصُورة تُشبهني تمامًا ، تُشبهُ مِلامِح وجهِي حينمَا أبكِي ، حينمَا أدُسُه بينَ قدمايّ خَشية أن يرانِي أحَـد ، خَشية أنّ تُراودني أسئلتهم المُتكررة ، خَشية التَوبيخَات التي لا تنتهِي ! |
|
http://www.almlf.com/get-3-2011-almlf_com_buuin6qz.jpg
|
|
|
http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_pokxvy32.jpg
إنَّـه الصَبَـــاح |
http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_eeui0x0a.jpg
|
إلى أُمِي ، http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_pqh8k7yb.jpg
|
|
|
فِي كُلِ مرَّة أُحاول أن أتجاهل مشاعري تجاه جدتي رحمها الله ، |
http://up.arab-x.com/May11/n6W76599.jpg
|
دائمًا أشعرُ بحرقةٍ فِي قَلبِي فِي أنّ أرى حكايَا فَلسطين أمام عينيّ ، |
العُالمُ هُنَـا مُتعطشٌ ، |
يا أمِي أنتِ الأمانيّ و الرسَائِل التِي من السمَاء . |
|
الساعة الآن 02:41 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.