منتديات بنات دوت كوم

منتديات بنات دوت كوم (http://www.vb.banaat.com/index.php)
-   همس الأرواح (http://www.vb.banaat.com/forumdisplay.php?f=177)
-   -   مُستودع * (http://www.vb.banaat.com/showthread.php?t=158558)

مِدادُ السمَاء 20-09-2011 04:52 PM

مُستودع *
 
http://www.english4arab.net/up/download.php?img=3249






غَنيّةٌ باللهِ عنِ العَالميّنْ ،
وَ جَميعُنَا أغنياءُ باللهِ ،
فَقط ارفَعوا أيديكُم إلى السمَاء ،
ارفَعُوا رؤوسَكُم وتَأملوا السمَاء عَميقًا .. كثيرًا ،
وأغمِضُوا أعينكُم سَترونَ كيَفَ تُسَاقُ إليكُم السَعادة
كالماءِ عِندمَا يُسَاقُ إلى الجَفَاف فَيتحولُ الخَريفُ إلى ربيعٍ أخضَر .


مِدادُ السمَاء 20-09-2011 04:53 PM




ارفَعُوا أُمنياتكُمْ إلى السَمَاء عاليًا عاليًا ،
لِتصعَدَ إلى رَحمةِ وَ لُطفِ رَبِّ العَالميّنْ ،
و تَنهمرُ عليّكُم مَطرًا غزيرًا وَ ثلجًا باردًا
تُشفى بِهِ صُدروكم .






مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:17 PM



لن تموتَ يا أمنيةً شابتْ في الروحْ , لن تموتْ ..
وَ لن يستكينَ قلبيْ !




مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:18 PM

إلى غَزَّة :

إننَا أسرفنَا يَاوطَن فِي الغِيَابْ ، فِي الأُمُور اللامُنتهيَة ، فِي تَوافِهِ الحيَاة ،
فِي أشيَاءٍ أخْجَلُ مِن نَفِسي أن أذكرهَا ،
وَ أتخذنَا مَلذات سَامِجَة مَلجَأ و مُتسعًا لصُدرونَا الضائِقة ،
إننَا أسرفنَا فِي كُلَّ شيء نَراهُ أمامنَا .
بيدَّ أننَا نَدعُو عميقًا ، نَدعُو بالصلاةِ في المسجِد ،
نُناجي رَبُّ السمَاء فِي أن يَهبنَا زياراتِ مُفاجئة إليك ،
فِي أنّ ما نَحلمُ بِهِ يَكونُ شيئًا مَلموسًا نَراه وَ نستبشرُ بهَذا
النَصرِ المؤزر الذي نتمناهُ منذُ أنّ كُنَّا أجنَّة فِي بُطونِ أمهاتِنا ،
وَ منذُ أن صَرخنَا فِي وجهينَا وَ قلوبِ آبائِنَا فِي وجهِ الإعلامِ بصمتْ ،
كُنتُ أصرخُ بِقوَة دُون أن ينتبهُ أحد بيَّ أو بِصُراخي أو بتنهيداتي العميقة كُنتُ أصرخُ فِعلاً .
لكنّ ،
حَسبُنا أنَّ الربَّ كَريمٌ لطيفٌ رحيمٌ بعبادِه ،
نُناجِي بالنصرِ الذي نَحلمُ بِهِ حتى آخر
قَطرةِ على الجبين .


مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:19 PM

إلى المُغيبّة عن أعيننا والأرواح التي تبكيّها غيابًا قاتلًا
إلى جدتّي التي أبكيها بكلِ مَا أملك من قوة للحديث عَنهَا ،
الحديثُ الذي يدورُ عنكِ كل يومٍ مابينَ صلاتي المغرب والعشَاء ،
يكونُ حلوًا لأننا نتذكرُ الهَدايا التيّ تأتي إلينا عندَ كُلُ زيارة إليكِ وعندما نكون لوحدنا فَقط فقط لأبناء ابنكِ الأصغر ،
نتذكر حديثكِ إلينَا وإن كُنَّا لا نَفقهُ سِوى العَبث واللعب مع البهائم الصغيرة الجميلة () ،
ودائمًا ما نُحدثُ ضَجيجًا رغبةً في أنّ نَغفو في النوم بجانبكِ من ليلةِ الخميس إلى الجُمعة ،
كوبُ الحليب يبدو لذيذًا لأنَّ حديثكِ الأبيض يجعلنا نتلذذ بكل رشفة ،
وفتات الخُبز المُتساقط على سجادة الغُرفة نلملمه لنقدمه إلى حضيرة الدجاج ،
ونتسابق إلى جمع حبات البلح المُتساقط من نخلتكِ العالية التي تُسابق السحاب في العُلو ،
أذكرُ ابريق الحليب الدافئ والأكواب الصغيرة المحببة إلينا وإليَّ أنا خاصة ،
وكل صباحٍ نستيقظُ على صوتُ أميّ وهي تُحادثكِ أشعرُ بالأمان إذا أصبحتِ قريبةٌ من أميّ ،
ونذهبُ إليك كل ليلةِ اربعَاء ، أعودُ من صباحي المدرسيّ مُستمتعة لأنني سألتقي بكِ مُجددًا ،
لأنني سأُقبل رأسكِ وأقول لكِ كيف حالك اليوم أمي هيلة ؟
ترتسم عليكِ ابتسامة بيضَاء أنا بخيرٍ يا ابنتي !
ونحن ياجدتي نحن بخيرٍ إذا رأيناكِ بخير وتضحكين وتتحدثين وجسدكِ لا يشكو ألمًا
ولا يبكي من فرط الأوجاع المتناثرة فيكِ ولا تَكفّ ،
ولم تلبثِ سنوات قليلة وعلى خروجِ فرحة تفرحين بها
تأتي إليكِ أُمي تُخبركِ بعقدِ قران أُختي وتفرحين لأختي بدلًا من ابنة بنتكِ وتبكين تمنيتُ لو أنني بجانبكِ لأمسح بعضًا منها
لأنل شرفًا مثلَ أمي وابي الذي يأتي إليكِ كل يوم ولا يصطحبني معه ،
وللبراءة الممتلئة بنا نحملُ شيئًا من ثمر "التمر" ونقول هاكِ هدية أمي هيلة ()
وتضحكين لبراءتنا وللمشاكسة التي لا تنتهي !
جَدتي الرؤوم : )
أكفُنا لا تسأم بالدُعاءِ إليكِ
دُعَاءً كثيفًا
دُعاءٍ بلُقيَا المنابِر في الفردوسِ الأعلى
جمعنَا الله فِي جنةٍ عَرضُها السَمَاواتِ والأرض
ورقنا اللذة إلى وجههِ الكريم مع الرسول الكريم عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التَسليم

: )


مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:22 PM



أُؤمنُ أنَّ الثباتَ عَلى المبادئ نَاتِجٌ عن القُوة الكَامنَة التي في القلبّ وَكذلك الإيمان القويّ



مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:23 PM



نُخبئ أنفسُنا بعيدًا عنِ الرمَادِ عن السَواد عن الشَوائِب التي تتشبثُ بشدَّة ،
لأجلِ الأصدقاء / لأجلِ أمي حبيبةُ قلبي ، لأجلِ الجنَّة !





مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:25 PM


الرسَائِل المُؤجلّة لا تزالُ مُبللة
والشريطة المُلتفة من حولها لم تكن عُقدة يصعب فكها بعد !
وكُونُوا على ثَقِةٍ بربكم بأنَّهُ يتطلعُ عليها دائَمًا ،
وتذكروا أرواحنَا تحتاجُ إلى صلاةِ استسقاء عميقة :"

مِدادُ السمَاء 20-09-2011 09:27 PM




فِي كُلِ عثرة نَسقطُ بهَا تتبخرُ رائحة جديدة تُسمى إنجازًا ،
إنجاز .. إنجاز .. إنجاز
ذلكَ لا يعني أن نفعلَ شيئًا عَظيمًا ،
أن تستيقظْ مِن نومكْ وتذهب إلى المسجد بخطواتٍ ثابتة
بخطواتٍ تصعدُ بك إلى السمَاء ،
وأن تمَلأ أوقاتِ فراغكَ بالإستغفار بالتسبيح بذكرِ الله ،
أن تبتسمَ في سيرك أيًّـا كان من أمامكْ .

بداية الحيَاة يبدأ بقطرة من صنبورِ الماء
فلنسيطر على أنفسنا في إغلاق الصنوبر و فتحه : )





مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:43 AM

http://www.english4arab.net/up/download.php?img=4549


-1-

رُبمَا فِي كُلِّ صَبَاح أُحَاول أن أجَمَع مَا تَبقَى مِن القَلبّ لأضَعَهُ فِي
أُنبوبٍ صغير مُغلق من الجانب الأيمَنْ وَ الجَانِب الأيسَرْ وثُقبٍ صَغيرٍ
جدًا فِي الأسفَل وَ فَجوةٍ كبيرة جدًا فِي الأعَلى بِهُدوء بِهدوء أتلصَصُ
إلى الأُنبُوب وَ بحَذرٍ شَديد أضَع صندُقًا كان مليئًا بالأشيَـاء الكثَيرة الحسنَة
و السيئَة الرماديَّ و المُلون الأرواق و الرسائِل المُؤجَلة و التيّ لم تَكتملُ بَعد !!.
لم أخضَعُ بَعد إلى أن أقُولَ لأُمِي سأذهب إلى غُرفتي لأكُتبَ يَـا أُمِـي ،
كانَ عليَّ أن لا أندهِشَ من وَعكتِي المُفاجئة والتي تَأتِي إليَّ فِي
كُلِّ صبَـاح أستقُبله بِقميصٍ أبيَض وشريطَة رمَاديَّة مُشطبَّةً بألوان
مُعتمَة وَ حقيبتِي التي أتتني هديةً من أبي لا تُفارقتِي وَ كذلكَ
خِصلات شَعري أصبحتُ لا أرى منها سِوى أنهَا أصَابها المَلل فقط أستيقظُ
مِن نَوم وبسرعةٍ قُصوى أجمعه بطريقة لا تُدرج ضِمن جدول مهَامِي المُهذبَّة ،
و أُرجع السببَ فِي ذلك إلى سَائِق الحَافلة الذي يأتِي إليَّ و منَابِر المسَاجِد
لم تنتهِ من إقَامةِ صلاةِ الفَجرِ بَعد ومِن ثُمَّ ذلك أتضَجَرُ إلى وصُولي إلى الجَامعة
وهِي فَارِغَة جدًا لا أسمَعُ ضَجيجًا ولا تسَارعُ الأقدَام إلى الداخِل
ومِن ثُمَّ الصباحَات المُزعجَة !
ينتهِي هذا الصباح ككلِ صبَاحٍ يَمُرُ عليَّ .




مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:44 AM



أُمِي ،
كَانَ مِن عَادتِي عند كُلِّ عَودة ليَّ من الدوام الصبَاحِي
المُنهَكْ أن أبدأ حَديثي بِ " السلامُ عليكِ يا أُمي"
أُقبّل يديكِ بِهدُوء "كيفَ حالكِ يا أُمي؟!" "تُجيبني بالحمدُلله بفضل
من ربي ورحمات ، وأنتِ كيف الدوام"
أُجيبكِ يا أمي بذبولٍ عجيبْ "خُذلتُ يا أُمي من قِبل الأصدقَاء !! "

كانَ من المُعتاد أن أبدأ حديثي هكذا ،
ولكنَّ يا أُمِي هذه المرَّة "خذلتني الأقنعَة" .



مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:45 AM




لسنَـا بِحَاجةٍ إلى أنّ نَقُـول للغَربِ أتِمُّـوا الإختَـراعَ المَـائَة و الألفْ و المِليَـار
نَحنُ نَحتَـاجُ إلى إعَـادة تَركيب الكلمَة المُتناثِرَة
نَحنُ نَحتاجُ إلى عُقولٍ مُدركة لِمَا تَفعَل لِمَا تَسيرُ عَليّهِ !


نَحتاجُ إلى الحيَـاة السريَّـة ،
نَحتاجُ إلى الأُمنيَـات السَمـاويَّـة ،
نَحتـاجُ إلى العَيشِ بالخيَـال ،
نَحتاجُ إلى أنّ نرفَع أيادينَـا الصَغيرَة ،
الدُعَــاء يا أصحَــاب سِرُّ الحيَـاة المُدهشَة
وأرواحكم بحاجةٍ إلى ذَلِك !






مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:46 AM

http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-..._1057497_n.jpg



أدِر مَلامِحَ قلبّكِ قليلاً فَقَط قليلاً ، لأستطيعَ أنّ أتحدثَ إليكِ جيّدًا ،
لأستطيعَ أن أُخبركِ كيفَ يَكونُ الغيَـابْ !!
كيف يكون أن تحمِلِ حقيبتكِ دُون سبب مُبلل !
تذهبين ،
هكَذا بتصرفٍ أجهلهُ كثيرًا ، أجهُله بهذه الطريقة الغريبة ،
غريبةً في تفاصيلها في تكونها في رسمِ أفكارها الرئيسة وكذلك في مِلامِح وجهكِ الذي يتبسمُ في كُلِّ الأوقَـات ولكنّ هذه المرَّة لا أستطيعُ أن أعرف كيف يكون !

لا أُريدُ إجَـابة .

لانَّه لا أظُن أنَّ فِي ذلكَ داعِي لأنّ أتحدث أو أن أبكِي أمامكِ .
ولكن اعلمِي ،
بكت عيني كثيرًا .. ولم تتوقف ،
لم أكنّ أُريدُ لأخبركِ بأنّي أبكي أو أني أسيرُ بوجعٍ صامت ،
أو أن أتحدث بانطوائيَّة جدًا ،
وليسَ مُهمَا أن أكون كذلك أعلم .. أعلم .

أودُ أن أُخبركِ أنني فِي كُلِّ سُؤال أضعه إجابة سلبية وأُخرى إجابيَّة ،
لكنّ الإجابات السلبيَّـة تنهمرُ عليّ بطريقة عجيبة جدًا .

مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:47 AM

http://im.gulfup.com/2011-01-06/12943173331.jpg


<B>

رسَائِلي حَاولتُ أنّ أُشكلها على هيئةِ طائرة صَغيرَة تَكُونُ فَوضيَّة أكثرَ مِنَ اللازِمْ ،
أُشكلها وأُعيدها إلى هيئتهَا القَديمة وفعلت ذلك أكثر من ذلك فأصبحت مُتسخَة كاتساخِ ثيابِ الأطفال عند ملعبِ كُرةِ السّلة فِي مُقدمةِ الشَارِع ومِن ثُمّ يعودون وهَم مُتضجريّن من صُراخِ سُكان المبانِي الصَغيرة التي بالكادِ تُنفقُ على صِغارها وتُحاول إغفاؤهم إلى النَـوم هُروبًـا من أنينِ بُكـاؤهم الذي يُزعجُ صاحب المبنى المُتهالك !

فِي هذه الرسَالة خِصيصًـا أتيتُ بقلمِ رصاص ورسمتُ بيتًا صغيرًا وجسرًا فيه ثُقوبًـا كثيرًا ، لا يمكن أحدًا أن يسيرَ عليّه إلا إذا أراد حيَـاةً مؤلمةً بعضَ الشَيء ، ونهرًا صغيرًا ولكن منبعه جاف كثيرًا وأوراقه جَدبَاءُ كثيرًا ، لا يمكن لأي أحدٍ أن يشتمهَا أن أنّ يُلقي نَظرةً إليها ، وبجانبها أيضًا عربة صَغيرة وَ خُرقَة قُماشِ ألوانُه باهتَة جدًا ، وهذه العَربة أذكُرُ أنّه كَانَ يَجرُها حصَـانٌ أبيَضٌ جميل ولكنّ لا أدرى مالذي حَدث بعدما كُنتُ داخلَ أُنبوبٍ زُجاجِي !


- لم تنتهي بَعد ،

</B>

مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:48 AM





رُبمَا أردتُ أن أقُولَ يا صديقتي أننيّ أحبّكِ ،
وأننيّ أمدُّ يديَّ إلى السمَاء وأهتفُ بالصلواتِ العميقَة
أهتفُ أن تَعودَ تلك الليلة المتربعة في أرواحنَا بِكُلِّ تفاصيلها وحتى الدقائق التيّ لا تعني شيء
وإنّ كانت شيئًا بالنسبة لي بالنسبة لأيامي وحتى خيالاتي التي لا تنتهي !
"أُسندُ جسدي على حائطِي غُرفتي أحاولُ أن أجعله بخير وأن أُدفن الـ "بخير " في أحشائه في زواياه بل وحتى في جُداريته ، أرفَعُ بصري إلى سَقفِ غُرفتي أُحاول أن أطمسُ ملامحَ هذا اليوم لكن .. ينتهي بأحاديثنا التي بِتُّ أن أغرقَ بها "

أحاديث الصباحِ الغيرِ مُتناهيَـة أصبحت تَرنُ في أُذني كصوتِ إذاعة الصباح فِي كُلِّ مدرسة .





مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:49 AM

http://up.arab-x.com/Jan11/d4F47671.jpg








أشكركِ عميقًـا !

ولتعلمِي أننِيّّ أجهلُكِ و أجهلُ تفاصيلكِ ، وأجهَل تصرفَاتُكِ ، وكلّ شيءٍ يتشبثُ بكِ ،
أو أرادَ أنّ يشبثَ بكِ أو شيءٍ يتصلُ بكِ !

مِن الطَبيعِي أن أكُونَ مُمتنةٌ بدرجةِ الأشيَاء التي حصلت فِي قَلبي أو رُبما لي شخصيًا بما أننِي انفصلتُ تمامًا من قلبِي - كما أراه - ، كُنتُ محقّة فِعلاً فِي البُكَاء بَل وأيضًا بالأوجاع التي تَظهرُ ليَّ وكأنهَا خيوطًا سميكَة جدًا وكأنها خُيوطِ عَنكبوتٍ مُريب ، كُنتُ مُحقّة فِي ضَجري من قَلبِي مني - خصيصًـا - ، كُنتُ مُحقّة فِي زَفيري المتذبذُ بينَ هذا وذاك ، مُحقة فِي هاجسِي الذي يأبى أن يرتكزَ فِي مكانه المُعتاد .

كُل هذه الأشيَـاء تحدثُ خلال ثلاثةِ أيام ،
ثلاثةِ أيام كانت ممتلئة بالبُكَـاء ،
كانت بالنسبة إليّ مُخيفة / مُريبة كشبكة العنكوت تمامًا
كظلامِ الليل الدامسِ فِي غُرفةٍ مهجورة فِي العليّّة
كأوجه الأطفَـال الوجلون فِي كُوخٍ خالِ من سقفٍ قويّ
كثيابُ الأجنّة تحتَ رُكامٍ أشياء قديمة لا تُعرفُ إطلاقًـا
كُل ذلك يَحدثُ خلال أيَـام .

مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:50 AM

http://up.arab-x.com/Jan11/1af74375.jpg








كُنتُ مُشتبثَـةٌ بكلمةِ الصَداقَـة بتفَاصِيلهَـا ، بأحاديثهَـا ، بشُروطِهَـا ، بِملامِحهَـا ،
بأيّ شيءٍ قَدّ يَتصِلُ بِهَـا ،لماذا كَانَ عليَّ أنّ أهتمُ بِها بقدرِ إهمَـالِي لنومِي ،
بقدرِ إهمَـالِي لأشيَـاء قَد كُنتُ أرسمَها خارج نِطاق دائِرتي المخنوقَة ،
بقدرِ حُرمانِي من البسمَة التي رُبمَا لا تُكلفنِي شيئًا رُبمَا تجعلنِي بخيرِ أو
بسعادة أو براحةٍ سَرمديّة ليسَ مُهمًا أنّ أعلمُ عَدد الأيَـام التي أكونُ فيهَا بخيرٍ
أو بسعادة أو أيُّ شيءٍ ليسَ يُعكرُ مزاجِي أو مزاجَ أُخوتي أو أمِي أو حتَى جدتِي -لو كانت حيّة فقط- .

"جدتِي جدتِي تلكَ الرُّوحُ سَمَاء يا آخرون سمَاء والسمَاء ليست أجمل من رُّوحِ جَدتِي ،
جدتِي أشعرُ حينمَا أنظرُ إليها ببسمتها بحديثها بملامِحها بل وحتى الأشياء التِي بجانبها "
كوب ماء ، دواء ، وعاء ماء لأجلِ الوضوء ، فراش صغير لأجلِ القيلولة ، صندوق صغير ،
أشياء أحتفظُ بها في قلبي "
أتوقعُ حُزنَ جدتِي العميق عليّّ رُغمَ مرضهَا الذي يَقتلني ويؤلمنِي ذُبول وجناتها ،
جدتِي تُحبني وأنا أُحبُّها ولا أحد يُنافسُ حبها العميقُ فِي داخلِي .
آواهٍ يا جدتِي ، لا أظّنُّ أننِي سأكون حزينة عند وجودكِ بجانبِي فِي هذه الأوقات ،
جدتِي أفتقدكِ جدًا ."

كُنتُ أبكِي البَارِحَة فِعلاً كُنتُ حزينة على أُمتِي على جدّة على مصر
و السودان وغزّة القَلبّ ، غزّة التي أحتفظُ باسمها فِي جداريَّـةِ قَلبِي
وأدعو لها كثيرًا أكثر من دُعائِي للأصدقَـاء ولنفسي ،
وحزينةٌ أكثر على نفِسي المكلومَة نفسِي التي أجهلُها أكثر من
جهلِي بأصدقائِي / بأشيائي المتشبثَة بيّ .




مِدادُ السمَاء 22-09-2011 12:51 AM




إلى جَدتِي المُغيبَة عنِي وعن أمِي وأبِي
والأرواح التي بَاتت مُشتاقة لتلك الرُّوح التي
تُشبهُ السَمَاء !
............... السَمـاء
............................السَمَــاء

يَاجدتِي أخبريني متَى سيكّفُ قَلبِي وفكري عن الإتيانِ إليكِ ،
أو أن يرددَ حروف اسمُكِ بين الحينة والأخرى ؟
آواهٍ يا جدتِي نَدعو كثيرًا ولكنَّ بُكاءاتنا تَنسابُ بطريقة عجيبة
أجهلُ جدًا تفاصيلها وأجهلُ هيئاتِها وأجهلُ أيضًا إستجابتها إليّ حينما أدعُو !
يا جَدتِي فِي هذا اليوم أتانا خبرُ وفاةٍ قريبٍ إلى خالتِي وأبنائها التِي هِي ابنةُ عمّكِ
وأُختُ أمِي ، أمِي التي تُحبينها كثيرًا وكأنها ابنتُكِ أتذكرين ؟
أتذكرين الصباحات التي تُقومين فِيها من الصباحِ البَاكر وتدعين أمِي إلى فطورٍ هادئ
وكوبٍ من حليبُكِ السَاخن ؟
أتذكرين ؟
أعودُ من المدرسة وتلقائيًا أصِلُ إليك ، وأجدُ أمِي بجانبكِ سَعيدة ؟
أجدُ كُوبكُمَا سعيدة أيضًا ورغوةُ الحَليب شهيّة جدًا
وأجري مُسرعة جدًا لأقبّل رأس أمِي ويديها ويديكِ يا جدتِي
أتذكرين حبّات البلح التي نُقطفها أنا وأخوتِي ونأتِي بها إليكِ وتبتسمين
جدتِي أذكر جيدًا تفاصيلَ بسمتكِ ، آواهٍ لبسمتكِ أُحبُّها جدًا
أتذكرين حضيرةَ الدجاج ؟
و الساحة الكبيرة التي أجري فيها مع أخوتِي وَ نُطعم الدجاج ،
ونأتِي إلى الماعز لنقسيه الحَليب لأنُّه لا يَزالُ صغيرًا ولا يملكُ أُمًّا !
جدتِي ،
أتذكرين تفَـاصيل احاديثنَـا و السُبات الذي نقضيه بجانبكِ ؟
أ تذكرين صباحَ العيد حينمَا نجري إليكِ نتسابقُ إليكِ ،
كُنتُ مُحقّة فعلاً أنَّ العيد من دونكِ لا يُسمة عيدًا .


يا جدتِي تبقى ليّ الآن جدّة واحدة أُم أمِي لا أفقدني الله إياهَـا !

جدتِي لا تزالينَ روحًـا حيَّـة في داخلِي ، من المؤسف أنَ أبناء أخوتي لم يروكِ
لكننِي على ثقة أنهم سيرونَ روحكِ في الجنَّة .



جدتي :
يا أعذبَ الأرواحِ يا روحاً تدلّتْ من جِنانْ
لازلتُ أذكرُ عِطرَكِ المغموسَ في دنيا الحنانْ
فأظلُّ أبحثُ عن منىً قد قلتِ جادَ بها الزمانْ
أشتاقُ لكن ليس لي بالوصلِ يا عمْريْ يدانْ
فإلى السماءِ إلى السماءِ لأنتِ أطهرُ من سماءْ
أوَ لستِ أكثر من بكيتُ عليه لو يجديْ البكاءْ
إنيْ رأيتُك في المنامِ على سحائبَ من ضياءْ
وملائكُ الرضوانِ تُلبُسُك السعادةَ والهناءْ *

مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:30 PM



أتمنَى أنّ يَعُودَ المَاضِي إلى أيَامِهِ التِي أصبحَت منفيَّة تمامًا كجدتِي ،
وتمامًا كطفولتِي المُندسَة بين كفيّهَا ،
وتمامًا كضحكتِي الطفوليَّـة المدفونة في صدرها ،
و تمامًا كملامحِ وجهِي التائهَـة فِي ملامحها ،
وتمامًا كالحُزنِ الذي أصبحَ تُرابًا لقبرها :"
أتمنى أنّ أعودَ لأجلَ جسدي وقلبي مُتشبثان بجدتِي !




مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:31 PM

http://up.arab-x.com/Feb11/j3N74900.jpg








صبَاح النصرِ يا غَـزَّة ،
أثِقُ جيّـدًا أنكِ بخيرٍ و أنَّ ربيّ -سُبحانه- تولكِ بحفظهِ ورعايتِه ،
وتوجّكِ بصلوت لا تُخطئُ بإذنهِ !

أننِي حَزينَة لا يَعنِي أنكِ لستِ بخير ، أو أنَّ الخَطَر قَد دنى منكِ ، أو أنَّ رصاصةٍ الصُهيون الملعون قد تمكنَّ منكِ لا يا وَطن ، إنّ الصلوات الموجهة إلى السَمَاء فِي ليلٍ السَحر فِي ارتفَاعٍ إلى ربِّ السَمَـاء ، أثِقُ جيّـدًا أنَّ الأحلام التي تأتِي إلينَـا بخفّة ستحققُ يومًا ، هذه الأحلام لا تأتينا فِي السُبات ، إنمَا ونحنُ فِي صحوتنا ، نُحاولُ أن نتمالك الدموع المُنهمَرَة من الأعينِ الصغيرة ، نُحاولُ أنّ نملأها فِي خزائنِ الصناديقِ الصَغيرة المخبئّة فِي قلوبنا الصَغيرة ، أكبر الصناديق كانَ خصيصًا لكِ يا غَـزَّة مملؤًا بالذكريات الصغيرة و الأمانيّ العَميقة و الأسئلة الكثيرة و الفوضويّة أيضًا ، و آخر للعراق ، والآخر للعالمِ الإسلامي ، وأمتِي أيضًا لها خزينة خاصَة .

يا غزَّة ،
أخبريني ، متى نأتِي إليكِ .. متَى ؟

أصبحتُ لا أُطيقُ صبرًا من هذه الأعيَـاد التي لا تأتِي بكِ ،
فلكم رددتُ للهلال غُب فلا تأتِي إلا بِـ غَـزَّة !
أتوقُ إلى رؤيةِ خيلاً قويَّـة من صلاحِ الأيـوبِي أو سيفًـا من سيوفِ خالد !


- " الأحاديثُ عَن غَـزَّة لا تنتهي "



مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:32 PM


ولكننِي يا جدتِي ذُقتُ مُرّ الغِيَاب :"


مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:33 PM



هَذه المَرَّة أخطئتُ يا أمِي فِي الحديثِ مع الأصدقاء ،
أخطئتُ فِي الضغطِ على زرِّ البُكاء ، كان عميقًا أكثر مما مضَى ،
كانَ أعمق من برودة الشتَاء التِي لم تنتهِي بَعد !

أمِي أ تعتقدين أنَّ جدتِي كانت فرحًا يحلقُ بين روحًا و أُخرى ؟!
أثِقُ جيّـدًا أنّ تلكَ الصباحات لم تعد مَألوفة فِي هذا الزمن كأنا حينما أُحاول أخترق الفرح و أحاولُ أن اجعلُه مُستندًا على الحائِط بِجانبِ النـافذِة !




مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:33 PM

http://up.arab-x.com/Feb11/KZv94181.jpg




عَبر هَذِه النَـافِـذة اخرجُوا مَلامِحكم إلى الهواء كطيرٍ طَليق ،
وأيديكُم الصَغيرة ارفعوهَا قليلًا ثُمَّ قليلًا ثُم ارفعوها ثانيَـة ،
ارفعُـوهَا وهِي مُحمّلةٌ بالرسائِل المُخبئة خلف خزائنكُم ؛ خشيَة أن يتطلع عليها أحَد ،
الآن حانَت ساعةُ الإقلاع إلى السَمَاء ، ومِن ثُمَّ تصطفُّ فِي طابورِ الرسَائِل المُؤجلَّة ،
ابدوؤا رسائلكم بالأمنيات و الأحلام المرسُومَة على ثنايا صُدوركم و كونُوا على يقينٍ
بأنَّها مُعلقةٌ أسفلَ قليلًا من السَمَاء السَابعَـة !
و اختتمُوها بِـ "يَــــــــاربّ"

الربَّ قَريب فأحسنوا ترتيبَ الأمانيّ وأتقنُـوا رسمَ الأحلام السَمَـاويَّـة :sg.13: .



مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:34 PM

http://up.arab-x.com/Feb11/UwE97500.jpg





لأجلك يالله اثق جيدا أن جدتي بخير و بابا عبدالرحمن بخير و كذلك الطِفلة
التي أنجبتها أختي ولم تنجبها في آنٍ واحد لم ترى الحيَاة يالله ، لم ترى
والديّها وحتى أمي التِي فرحت ببزوغِ شمسِ اول حفيدة في هذه الحيَاة ،
كُنتُ حزينة ياربيّ ولكنني كُنت سعيدة لأنّها لم ترى السُبات الذي باتَ عميقًا
أكثر مما ينبغي ولا يزَال ، وأثِق ايضًا يا ربي أنَّ هذا الجنين شَهيدًا في سبيلك ياربيّ =" ،


مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:35 PM

http://up.arab-x.com/Mar11/CPJ41860.jpg



هَذِه الصُورة تُشبهني تمامًا ، تُشبهُ مِلامِح وجهِي حينمَا أبكِي ، حينمَا أدُسُه بينَ قدمايّ خَشية أن يرانِي أحَـد ، خَشية أنّ تُراودني أسئلتهم المُتكررة ، خَشية التَوبيخَات التي لا تنتهِي !

وَ أخشى أن لا يعلمُ من أبكِي لأجلهم .

مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:36 PM




رُبمَا لأنني لا أُتقنُ سِوى أن أكتُبَ حُزنًـا ،
و أرسُمَ اختِنَـاقًا ،
و أُشكلَ ضيقًا عَميقًـا على واجهةِ قلبي - إن كان خاليًـا من أي خدش - ،
"رُبمَا قُلتُ رُبمَا" !

وَ رُبمَا لأنِي مُتخمَة بالتفاصيل التِي بلغت الحدَّ الكبير -جدًا- ،
بلغت حدَّّ الوجع عميقًا و الألم أعمَق و البُكاء أشد وكذلك
الاختناق الذي يُشبه اتساخ قَميصَ بائعَة الكبريت المُهترئ ،
ولأننِي أفتقد الأصدقاء ،
ولأننِي أشتاقُ وأحنّ إلى أحاديث أنوار و روان ،
ولمحادثة العَنود في كل الأوقات وإلى المُشاكسة مع سارتِي الصَغيرة ،
وأحتاجُ إلى أن أصرُخ فِي وجهِي يكفِي ألمًا فِي قلبِ أنوار و عينيّ سارة ،
يكفِي بُكاءً يا أنَـا يكفِي إضرابًـا عنِ النَـوم ويكفِي حُزنًـا على ما مضَى من فقدِي لأنوار ،
ولتفاصيل تلك الليلة التِي أتيتُ لأجلِ أن أرى أنوار ،
غادرتُ المكان قبل أن ألتقِي بها بخطوات ،
كُنتُ حقًّـا لا أستطيع محادثتها صوتيًّـا ؛ خشية أن تَحزن ،
وحدث الشيء الذي لم يكن في حُسبانِي أن يَكُون .

ولقربها العَميق أتَت إليَّ وأصغت إليَّ حينما كُنتُ أبكِي
بقوةِ الحُزنِ الذي كانَ عَالقًـا بِي ، لكننِي أُحبها جدًا .




مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:37 PM

http://www.almlf.com/get-3-2011-almlf_com_buuin6qz.jpg



هِي ليبيَـا ،
هِي الوطَنُ الصَغير ،
أتاهَـا الوَغد الذي يُدعى بِـ "مُعمّر القذافِي"
ولا يستحقُها ، لا يستحقُ أن يتمتع بهذه المشاهِد الداميَـة
لا يُستحق أن يُطلق عليه ملِكًـا أو أميرًا أو وليًّا لشعبَه ،
إنه ليُدعى إلى الشفقة هذا الرجل على سفاهته التِي أمقتُها ويمقتُها الجميع !
إنه ليُدعى إلى الشفقَة
إلى نظرةِ استغرَاب
وعلامة تعجّب فوق مُقدمةِ الرأس
وشُلعة من نيرانِ الغَضب تتأجج في الجسد .

؛

وإنَّه لأمرٌ مُحزنٌ جدًا لهؤلاء الشَعب المُندس تحت
تهديداتِ هذا الوَغدْ ،
والأجسَـاد المدفونة تحت رُكامٍ من الأسلحة القاتلة .


أمقتُ هذا الرجل الذي لا يُجيد إدارة الدول الصَغيرة
لا يُجيد ترتيب ألمور بشكلٍ جيّد
أظنُه بحاجة إلى أن يتلقى دورسًا في الحكمة من غيره من الحُكماء .


ياربّ أرنا فيه عجائب قُدرتك .

مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:38 PM


(1)

أُحاولُ فِي كلُ حضورٍ إليها أن أخرس نفسِي بالبُكَاء ،
أو أن أصطدم قدمي بحائِط غُرفتِي أو أن أتأملَّ سقفَ غرفتِي
أو بالمطر الذي يختلطُ بدمعاتِي الغزيرة كثيرًا أكثر من قطراتِ المطَر الكثيفَة
أصبحتُ أدسُ وجهِي في لحافِي خشيَة أن يرانِي أحد وأنا ذابلة بهذه الطريقَة .


أُحاول أختبئ بعيدًا عنها خشية أن تحزن :"

مِدادُ السمَاء 05-10-2011 09:39 PM


(2)

شوقُ جدتِي يزدادُ يومًا بعد يوم
وكذلك الحنينُ إلى الصلاة في المسجدِ الأقصَى
وكذلك الأمانيّ المُسجلة في الرسائِل المُخبئة في خزائني القديمَة
الأمانيّ التي تضمُ جدتي وجدي والعنود وأصدقائِي الطيبين :"
وتسجلُ تفاصيل تُسعد أُمِي وتسعدني ، وكذلك تفاصيل جداريَّة منزل جدتي :"

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:51 AM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_pokxvy32.jpg
إنَّـه الصَبَـــاح
يأتِي اللهُ بالبشَـائِرِ لا تَخَـفْ !*
العَنود المحمود

أُمنياتُكم المُتكدسَة فِي زوايَـا صُدوركم الضَـائقَـة ،
الضَـائقَـة من هَذه الحيَـاة العميقَة قسوةً و ألمًا
وتفاصيل كبيرة تؤلم القَلب وتُهلكُ الجسد .
لأجلِ ذلك ولأجلِ أنَّ قُلوبكم أمانة عليكم
أريحوها بـ"صلاةِ الضُحى" لا تجعلوا بكاؤكم شحيح
ولا سؤالكم قليل ، اخرجوا أُمنياتكم وتفاصليكم لا تبقوا شيء
في صدوركم .. أخرجـــوها .




مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:53 AM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_eeui0x0a.jpg

أُريدُ أن أُكبرَ عُمرًا واحدًا ، وأن أرتفِعَ درجـةً واحدة ، أُريدُ أنّ أُرتبَ تفاصيلي بهدوء كهدوءِ الحيَـاةِ المُزعِج والمُرتبِك فِي وقتٍ واحد دون فواصل زمنيَّة بعيدة ، أُريدُ أنّ أُتقنُ الرسمَ البيانيّ جيدًا ، وأنّ أُتقن حُدود الزوايا ،
أُريدُ أن أُرتبَ جلستِي على رفِ الكتابَة ، أنّ أملأ جوفِي بلغةٍ سهلة مُدهشَة ومن ثُم أُرتبها ابتداءً من رسَائِل السَمَاء وتنتهِي بأنَـا تنتهِي بأمانيّ غزّة ، أُريدُ أن أُرسم وطنًـا خاصًا لأمي ، فهِي أُمِي غُصنُ الجنَّـة ، وطنًا خالي تمامًا من تفاصيلِ الحُزن من تفاصيل مُزعجة .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:54 AM

إلى أُمِي ،
إلى غُصنِ الجَنَّـة ،
إلى أُمِي حَبيبـةُ قَـلبِي والتحَـايَـا .



http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_pqh8k7yb.jpg





أكتُبُ أنَـا فِعلاً ، أُتقِنُ رسمَ مشاعر مجهولةَ الهَويَّـة ، غَامضَة نوعًـا ما ،
فوضويَّـة دائمًا ، رؤيتهَـا مُعتمَة كثيرًا ، غيرَ مُرتبَـة ، رُبمَا لأننِي أفشلُ
فِي ترتيب مشاعِري ولُغتِي أفشلُ فِي أن أملأ جَوفِي لُغةً تُليقُ
بأن تظهر أمامكِ وأمام الجَميع .
أُمِي تُشبهين تفاصيلي السَمََّـاويَّـة ، تُشبهين المطَر ، تأتين إليَّ دائمًا
بأشيَـاء مُدهشَة ، تُشبهين تفاصيل عميقَة تفاصيل مُتشبثَـة بجداريَّة قلبي .
مَامَا ، أبدُو مُرتبكَـة كثيرًا هََـذا اليوم ، وقَلبِـي مُرتبك ، يديَّ مُضطربَـة ، كُلَّ ما فيَّ
ليسَ في مكانه المُعتادُ ، أشعُرُ أنَّ قلبِي خَارجَ جسَدي يتوسدُ فِراشُكِ ، يُضمُّ
وسادتكِ لحين ولوج وقتُ نومكِ ، ومن ثُمَّ تأتين ويصرخُ فِي وجهِي ليقول لكِ :
"مَامَا أُحبُّـكِ بحجمِ المطر ، بحجمِ النسمات الدافئة كدفءِ صدركِ تمامًا ،
كأنتِ ، كحضوركِ ، كبسمتُكِ ، كصوتكِ الحانِي ، كتفاصيلُكِ ، ككلِّ شيءٍ يُذكرني بكِ "
وقلبِي يُحبُّكِ يا كُلُّ الحُب .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:54 AM

لأجلِ أنفُسكُم ذاتِ القُلوبِ المُهترئَة ،
و الصُدورِ المثقُوبَـة ،
لأجلِ الأمَّـة العَربيَّـة الإسلاميَّـة ،
لأجلِ الأمَة المبتورة لأجلِ أنهَا بِحَـاجة ماسَّة إلى أكُفٍ تُرَّبِتُ على كتفيهَا ،
ولأجلِ الأوطانِ الصَغيرة !
لأجلِ كُّلِ ذَلِك ،
فِي وَقتِ السَحَر اجمَعُـوا أدمعكُم المسكُوبَـة فِي ظلامٍ دَامِس
وفِي غُرفةٍ ذاتِ نُورٍ خافِت ،
اشعِلُـوا السِراج المُستنَد على النوافِذ السِـريَّـة اشعِلُـوهَا بيقين !
ومِن ثُمَّ ارفَعوها أياديكُـم الذَابِلَـة و لتشكروا الأنعَـام الجمَّة التِي
أصبحتُم بهَا غَرقَى من كثرتِهَا ،
قولوا ” ياربّ بعددِ الأنعام لك شُكرًا وحمدا” اشكروه و احمدوه بعمق ، بوجَل ،
و ابدؤوا بالدُّعَـاءِ للأوطَـان الصَغيرة و للأُمَّـة المبتُـورَة و للأمنيَـات الصَغيرة
وللرسَـائِل المُؤجّلـة .
ليبيَـا تُحَـاولُ أن تُنادِي ، تُحاولُ أن تَصرُخ لم تستطع ،
وغزَّة لا تَزالُ تبكِي ،
و البحرين فِي مسَافةِ الطريق
ومنِ الآخر ؟
وأشعُرُ جيّـدًا أنَّ صُدورنا الظمأ أشدُّ من ذَلِك !
وَ تَذكروا ” الدُّعـاء النافِذة السريَّة للحيَـاة “


مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:55 AM

هِي ليلةٌ تَعبرُ بِيَّ كمركبةٍ فَضَائِيَّـة ،
ألوانها فَوضويَّـة ،
ويظهرُ لي أن النظَرة مُعتمة جدًا ،
الضبَابُ الرماديّ طغى على هَذا الكون ،
التفاصيل الناميَّة فِي الأكواخِ الصَغيرة التِي تَقبعُ فِي الغابات التِي تَنمو بالدرجَة الكبير ،
بالدرجة التِي أكبرُ فيها وأندهشُ من سرعةِ النمو السريع المُنتشر في جَسدي ،
هَذه التَفاصيل و كذلك تَفَاصيلي أصبحت رماديَّـة
بقدرِ الأحزان المتتابعَـة على هذهِ الحيَـاة ، على هذه الأوطَـان الغَريقة
فِي مُحيطٍ من حُزنٍ و اختنَـاقٍ بعد فَرَحٍ وبهجةٍ استمرت
لأجلٍ يستحيلُ عليَّ أن أُحصيهَا أو أن أُرتبُها في أوراقٍ مُرتبة بقدرِ جمالِ
الأمطَار حينما تأتِي لتُبلل أمكنةَ الحُزنِ بأُمنياتٍ سَمَاويَّة
تُشكلُ لوحة ملّونةً كأحلامِ الأطفال تمامًا ، مُنذُ لحظةِ الخُروج من بُطونِ الأمهَـات ،
مُنذُ أولِ صرخةِ بهجَة و دمعةِ فَرح وبسمةِ الأمُـومَة .
هَذِهِ الحيَـاة قاسية جدًا بقدرِ فَقدِي للأصدقَـاء ،
حَنينِي إلى روحانيَّـة مكّة و بياضِ الأرواحِ التِي تتربعُ حَول الكعبّة ،
هذا المكان يُطهرنِي وقلبِي مِن كُلِ حُزنٍ و ضيقٍ وكذلك الدمعَات التِي
تأتِي من أعماقِ قلبي الغريق في قوقعةٍ مُغلقة
وممتلئة بالفقد والحنين والأشواق العميقَـة ،
ولشوقِي إلى غَزَّة وإلى جَدتِي الوَطَن ،
وبقدرِ خَوفِي على هذه الأوطَـانِ الصَغيرة
أُجزمُ أنَّ جِـدّة بريئـة و كذلك تونس ومِصر وليبيا و
البحرين والأوطان الاُخرى وقلوبنا الصَغيرة أيضًا ،
الرجَالُ الأشدّاء منهم والضُعفَاء ،
النسَـاء والقَواعدَ مِنهنَّ ،
الأطفال ،
الشيوخ ،
الأجنَّة في بُطون الأُمهات ،
الرُعب التفَّ حَول هذه الأرواح ، امتلئت قُلوبهم بالذُعر ، أيُّ ذَنب ارتكبه هَؤلاء ليجري كل ذلك !!
أقِفُ بوجلٍ ،
ربَـاه أثِقُ أن الدُعاء نوافذنَـا السريَّـة .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:56 AM

فِي كُلِ مرَّة أُحاول أن أتجاهل مشاعري تجاه جدتي رحمها الله ،
أتجاهلُ وجهها الذي يأتي فجأة أمامِي ، أتجاهَلُ رنينَ صوتِها
أتجاهل ضحكتها الهادئة ، أتجاهل همسَ صوتها في وقتِ الصباح
أتجاهلُ حكاياها اللذيذة ، أتجاهل الذكريات ، أتجاهل صوت الصباح
أتجاهل التفاصيل التي تسحبني إلى الخلف إلى جدتي ، إلى أمي هيلة
والتِي أسماها قلبي قلبُ أبي وفرحةُ أمِي وعيدُ الأطفَال وروحِ حفيدتها يارا
اشتاقُها دائمًا =”

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:56 AM

http://up.arab-x.com/May11/n6W76599.jpg







هذه الغَزَّة تُغريني ، تُثيرُ مشاعرِي بقوَّة ،
تجعلني أشتاقٌ بطريقَـة عجيبة ، وأبكِي بدهشَة ،
تُجبرنِي على أن أدُسُ ملامِح وجهِي داخلَ قطعةَ قُماشُ مُبللة من
بُكائي المُتكرر فِي كل هاجِسٍ أتذكرُ فيها شوقِي إليها وحنيني المُختزن فِي
أسفل قلبي وكل يوم يرتفعُ هذا الحنين لكن إلى أين حينما ينهالُ على جسدي ؟
لا أدري

و أحاديثُكِ يا غَـزَّة لا تنتهِي أبدًا ،
والرسائِل الممتلئة بكِ اكتظَّت بها مخازن الرسائِل .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:57 AM

دائمًا أشعرُ بحرقةٍ فِي قَلبِي فِي أنّ أرى حكايَا فَلسطين أمام عينيّ ،
أنّ أُسندَ كتفيّ على جِداريَّـة مَسجد القُدسْ ، فيّ أن أصمُد أمام كُل جُنديّ صُهيوني ،
فِي أن أملأ جوفهم بالأحجَـار وأُربط عليها بقمُاشٍ مَتين لا يُمكن نزعُه ،
فِي أن أحجُبَ عن أعينهم الرؤيَـة ، فِي أن أُفسد أسلحتهم ،
فِي أن أتحدث وأصرُخ وأُخزن بُكاءاتِي إلى أن أُقيم صلاتِي داخِل القُدس ،
فِي أن أطرد الصاهينَـة مِن أرضِ فلسطين .

وأقول : “أنا لفلسطين ، وللقُدس ، ولغزَّة ، لأوطانِي”

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:58 AM

العُالمُ هُنَـا مُتعطشٌ ،
. . . وجِلٌ ,
بحاجةٍ عميقَة إلى أن تُربّت كفينَا على كتفيِهِ بخفَّة ،
ابعثوا ما تجُودُ بِهِ أنفُسكُمْ ، ما تُسطرُه أقلامُكُمْ ،
كُلُ ما بحوزتكُم أطلقوه ، لا تُخبؤه داخل القلوب المُخبَّة
أطلقوا كل شيء ، أتركوا عادة أن تجعلوا الأمانيّ حبيسَة في صدوركم
إلى أن تنحدرَ إلى أسفَل إلى أن تتلاشى ولا تعُود !
أخرجوها لأجلِ أنفسكم و .. العَالمْ .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:58 AM

يا أمِي أنتِ الأمانيّ و الرسَائِل التِي من السمَاء .

مِدادُ السمَاء 06-10-2011 09:59 AM

أتنفسُ الفرَح حينمَا أرى أُمِي كُل صبَـاح وكل مسَـاء ويكفيني “صباح الخير يا بنتي”
تنبعثُ الراحة إلى جداريَّة قلبي حينما تنتشي بسمتهَا إلى وجهِي ، تمامًا حينما أرى طيفيها مُحلقًا في أجزاء المنزل .
تُذكرني أُمِي بجدتي ، تمامًا بتفاصيلها الصباحيَّـة كيف تبدأ وكيف تنتهِي !
أمِي
جدتِي كانت مُحقَة حينمَا أحبّتكِ ،
لم يُدخل فِي قلبها إلا مَلاكْ يُحلقُ فِي هذه الحيَـاة ، وأبى إلا أن يستريح في قلبها المأوى ،
أبي لم يُخطيء حينما أحبّكِ ، ولم يخطيء العالم .

وبينما يراكِ العالم أنكِ فردًا من الشعب العربي ، أنا أراكِ كُلُ هذا الشعب ، كُل هذه الحيَـاة ، كُل الحركات والسكنات ،
وكُل الكرة الأرضيَّة


الساعة الآن 02:41 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.

Adsense Management by Losha

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM