http://www.banaat.cc/uploads/images/...69797567c0.jpg


-

أجلسُ على طرفِ سريرِي،

وأغمِضُ عيني ثمّ الملمُ ملامِحكَ داخل ذاكرتِي
لِتتجسّد امامي، كما أنت!

أفتح عيني شيئًا فشيء، فأراك وتسري في جسدِي قَشعريرة

مألُوفة !

كيفَ أنتَ عزِيزي؟

أتلمس ذقنك، واتساءل!

ماهذا العبُوس اما زلت حزينًا؟

تشيحُ بوجهك عني،

لِماذا؟ لا بأس سيأتي كل شيءٍ بوقته

كُن مؤمنًا بالله !

فَ تبتسم أنت عندها وتمسكُ يدي

ويتساءلُ بدعابة؟ اممم ذكريني لماذا لا اقوى الإبتعاد؟

فأكمل أنا "آآآ.. لأنك تعشقني؟"

فيرد بمداعبة"ماذا؟ كنتُ أفكر في طهوك!"

فأضربُه بعبث،

"يالكِ من طفلة" يُردد مُبتعدًا

فأضحكُ ماضية الى قصة أخرى،

"بأي حال تخيل ماذا؟؟؟" فيتحمسُ معي أيضًا

انا سأبدء الدراسة في الجامعة بعد اسبوعين، نعم!!

اظنهُ سيضمّنِي ويقول كم كبرتي ")

حتى أنا لم ألاحظ ذلك.. أطلقُ ضحكة شقية وأتابع

وتعرفُ ماذا؟ سألتني رفيقتي إن كنتُ سأحبّ في الجامعة !

فتتحول ابتسامتك العريضة إلى وجه عابسٍ بغضب !

فأرد، لا لا لقد قلتُ لها أني هنا للدراسة فقط،

"آها، جيد ما فعلتِ"

لأضحك مُتراجعةُ، أشيرُ إلى قلبِي وأقول" هُنا شخصٌ واحدٌ فقط ")

فينظر إلي بشغف.. ويمرر أصابعهُ على شعرِي.. "أعرف"

ثمّ أستلقِي، وأراقبَ رشفاتهِ لكُوب القهوة المرة، التي لطالما تساءلتُ

كيف يشربها دون سُكر ولا حليب؟

ليرد دائمًا "بنفس الطريقة التي أعيشُ بها"

لطالما كانت ردُوده مبهمة، مفهومة وغيرَ مفهومة!

-

*لن تنام؟

فيردّ بلا مُبالاة، لا ليسَ بعد.. مخرجًا عُلبةَ اللفافات المسمومة تلك، وينظر الي بطرف عينه

"لا تُفكّر حتّى"

مبتسمًا بخبث يتناول الولّاعة..

فأقفز من حضن الغطاء، وأتناولها بقوة.. "ليسَ وأنا موجُودة"

فيطلقَ ضحكة خبيثَة،

"أنظرُوا من المضحك اليوم؟" أقول بغيظ وأنا أفتتها والقي بها

ثمّ انسحب تحت الغطاء، وأغمض عيني

"خيرٌ لك أن تنام إنك تقتل نفسك!"

فيرد "سأصلّي، وادعو لعلّ الله يهديكٍ!"

ليعُود بعد قليل، يقطرُ منهُ الماء يبدُو نديًا نيّرًا

فيصلّي، أُ تابع ركعاته وسجداته.. وأستمتع بتلاوتِه

وأتحسسُ الخشوعَ فيه..

واراهُ يدعُو، يسبح ثمّ يمسح وجههُ الطاهر

أنسحب من تحت الغطاء، وأقتربَ منه لأجلسَ خلفهُ

وأحتضنهُ بعمق، وأردد بقلبي.. ياربّ أحفظه لِي !
يارب لاتحرمني ولا تبكيني فراقه!
فيمسحُ على رأسِي بحنو..

أعودُ أدراجي أستلقِي واغمضَ عيني،
أحس بجلوسه قرب السرير، يراقبني

ثم أكسرُ الصمت...

"إحكِ لي قصة؟"
"ألم تكبري؟" يردُ

فأفتحُ عينًا "وهل تراني كبيرة؟"
فيقُول ضاحكًا "لن تكبري، صغِيرتي"

ويبدأ بسردِ قصصه المجنُونة"

فيروِي لي قصة ريم الجميلة، وريما السيئة

ويأتي بخزعبلات وضفادعٍ تحتفل، عجائزٍ يسقطن من السماء

وأرانبٍ تطِير بشمسياتٍ، وغليونات تبغ لا تفرَغ !!!!

أسألُه "أنا لستُ في الخامسة؟ أتهزأُ بي يارجل؟"

فيضحك، ويقول "أسكتي وأستمعي"

فيظل يترامى بينَ أفكاره العجيبة وقصصه الغير مفهُومة مثله
عابثًا بشعرِي.. تنويمٌ ممغنط !

حتّى أنام، وأحلم بهِ أيضًا.. أسمرًا طويلًا غريبَ الملامح! ء

ليس وسيمًا، لكنهُ يأسرني بأي حال،

يكسُوهُ السواد، هكذا انت في كل حلم !

وأستيقظَ على صوتِ العصافير المزعجة على نافذتِي،

لأجدك أختفيت، ككل يوم

"عزيزي؟"

لأستلقي مرة اخرى وأبتسم بتأمّل، "أعرف انك ستأتي !

يومًا ما سيأتي كما أُريده...

إنها ايامي تمضي هكذا.. فكيفَ هيَ ايامه ياترى؟

، 12:43ص لـ أروَايّ "$