منتديات بنات دوت كوم

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..انعميت..

عدت الى المنزل بعد عناء طويل من الركض في مارثون الحياة المتعبة فقد كان اليوم صعباً طويلاً مليئاً بالمواقف المحرجة والصعبة والمبكية ...
بعد عناء طويل, تم افتتاح مشروع والدتي وقد كنت فيه المحرك الانفجاري الذي يفجر وقوده وينتج الحركة للمشروع مبقياً لنفسه الكثير من الضجيج وآثار الضغط والانفجار ..بأيدي أخطبوطية ولسان ببغاء.. وكان في بالي من المشاغل الكثير ...كتقديم أوراق البعثة التي أأمل الحصول عليها ..إلى ترتيب غرفتي التي كانت إحدى ضحايا الانفجار وأيضا ترتيب جدولي الزمني ليتبقى لي وقت لرؤية المباراة الفاصلة النهائية بين الماكينات الألمانية والثيران الاسبانية(كأن الأسماء لها علاقة بي ! لكن لا أدري لماذا؟؟!!)
نعود إلى اللقطة التي كنت فيها من العمل وقطرات العرق تنزل بل تعتصر من أعلى عباءتي وتنحدر إلى أسفل حذائي الرياضي الذي عانى من الانفجار هو أيضا
ألقيت ما على كاهلي من أغراض لا يحملها حمار من العصر العباسي وأخذت حماما هادئاً اختتم برشات لطيفة! من الماء المغلي سخنته لنا شمس نجد حفظها الله !
وما إن خرجت حتى أصبت بصداع رهيب وكأنما إعصار كاترينا وزلزال تسونامي وعمائر 11 من سبتمبر ضربت راسي ! وبدأت الركض المارثوني من جديد للبحث عن مسكن لم أجده فلم يكن مني إلا أن رفست الباب برجلي المارثونية وأيقظت أخي النائم مع أهل الكهف ولم يستيقظ إلى الآن ..رفسته بيدي هذه المرة خوفا من أن يتكسر وطلبت منه بأدب شديد أن يذهب ليحضر لي الشيء المسمى "بنادول" لعل وعسى يذهب هذا الصداع وإلا سوف اخبر أبي بنسبته الجميلة !!
وفي مضمار الانتظار الذي لم اصمد فيه دخلت إلى غرفت واسلت الستائر ووضعت غطاء العين واستسلمت للنوم..
لكن ما إن نمت قليلا حتى استيقظت في عالم من الكوابيس والأوهام مرة ضعت في صحراء ومرة سقطت الطائرة بنا ومرة أصابنا زلزال وكأنه مسلسل مكسيكي من 100 حلقة !!
رأيت جميع من اعرفهم..أجل جميعهم حتى الممثلين والملوك والرؤساء حتى أني تخيلت شكل هارون الرشيد وصلاح الدين وهرقل!!
وفجأة استيقظت من هذه الدوامة لأفتح عيني !! فلا أرى شيئاً !! قرصت نفسي لعلي ما زلت احلم أو بالأحرى اكوبس !! تحسست وجهي وإذا به مضرخ بالمياه
يا إلهي إنها دموع .. يبدو أنني بكيت حتى فقدت بصري ..!
تحسست السرير وبدأت بالسير كالعميان أسير على حافة الجدار مستعيناً بذاكرتي لمعرفة مكان الستارة فتحتها وأنا ارتجف .. فتحت النافذة ببطء شديد
انها فاجعة ! أحس بحرارة الشمس لكن لا أرى ضوءها ..تجمدت في مكان لبرهة توقف الزمن وتوقفت الحركة التي كانت تسير بسرعة بالنسبة لي
لكنها ما إن استوعبت الأمر حتى عادت السرعة وبدأت بالصراخ منادية على جميع من في المنزل بصوت واحد" يممممممممه انعميت يبببه سآآآآعدوووني"
تداخل صوت صراخي مع صوت الباب وهو يفتح وصوت خرخشة كيس ...!
انفجر صوت ضاحك من عند الباب ويبدو أن ذاك المهرج قد وقع من شدة الضحك وأنا في حالة انبهار شديد يخالطه الإحباط الأشد وقلت بصوتي القوي لكن مع حشرشة الأنثى الباكية " تضحك علي يا **** تضحك على أختك"
وبين شهقات ضحكه وزفيره نطق بكلام لم افهمه إلا بعد مدة قصيرة ألا وهو
" شيلي.... الغط.....ا ...هآع ... عن.. عييييـ ..هه ...نك ..يا الدبـ..شة" واستمر بالضحك
حركت يدي ببطء شديد كمن يخاف الفضيحة وإذا بغطاء عيني "مسنتر" عليها ..وما إن أزلته حتى أصبحت في حاله من لملمة الكرامة الضائعة وحمد الله على نعمة عقلي وبصري.. وقلت بصوت خافت يسمع عن بعد 50 سنتيمتر "طيب وش قصة الدموع اللي بوجهي؟؟"
ومع التركيز الشديد على الملمس ومدى اللزوجة أصبحت الدموع ببساطة ... (سعابيل)

مخرج:~

قد تبدو المصائب كبيرة في البداية
إلا أنها مع التفكير بعقلانية يتضح مدى تهويل المسألة ومدى بساطتها ...