عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /09-11-2006, 10:43 AM   #33

ريــمــــــــا
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : ريــمــــــــا غير متصلة
    رقم العضوية : 18271
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 36
    المشاركات : 70
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : ريــمــــــــا is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 20
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1034
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور ريــمــــــــا عرض مواضيع ريــمــــــــا عرض ردود ريــمــــــــا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

الفصل السابع :
مضت هيلاريإلى مكتب الاستعلامات بالفندق، تخطرهم بعزمها على زيارة الحي الشرقي فزودوها بدليليصحبها إليه. ومضى الدليل تصحبه هيلاري يجتازان حديقة الفندق الشاسعة الارجاء ، حتىاذا انتهيا إلى طرفها القصي أخرج الدليل من جيبه مفتاحا كبير الحجم ، وفتح به باباتكاد تحجبه الأشجار عن النظر ودلف منه تتبعههيلاري.
وتسمرت هيلاريمكانها في عجب ودهشه ، فقد الفت نفسها في دنيا غير تلك الدنيا التي كانت تعيش فيهامنذ لحظات. إذن فهذا هو الحي الشرقي الشهير.
شوارع ضيقهملتويه لا تكاد تتسع لاثنين يسيران جنبا إلى جنب ، وبيوت منخفضه متلاصة لو انالاذرع ارتعت لطاولت سقوفها ، واناس يروحون ويغدون في عباءاتهم الوسيعه الفضفاضه ،اما الحوانيت فتكدست فيها السلع والتحف الشرقية الجميله المصنوعه من الجلد المزركشاو النحاس المشغول.
وفتنها المشهدوسحرها ، لولا هذا الدليل الذي كان لا ينفك يثرثر في اذنها من لحظة لأخرى:
- انظري لهذايا سيدتي .. تأملي ذلك .. هل يعجبك هذا ؟!
كأنما ليس لهاعينان ترى بهما ..
واخيرا قاللها الدليل بعد ان امتدت بهما الجولة وطالت:
- والآن سأذهببك ياسيدتي إلى مشرب للشاي حيث تتناولين الشاي المغربي الشهير بمذاقهاللذيذ.
ومضى بها إلىمشرب يقع على سفح احد التلال.
فألفت نفسهاداخل مبنى شرقي الطراز تناثرت فيه على ارض القاعه وسائد من الجلد المزكش، وارائكمكسوه بقماش منقوش زاهي اللون . وقدم إليها الشاي المخلوط بالنعناع في كوب زجاجيةصغيرة الحجم وكان عليها ان تشرب مثنى وثلاث ورباع.
وقال لهاالدليل :
- والآن سآخذكفي السيارة إلى الضاحية لتري مشهد الطبيعه في بلادنا وهو مشهد ساحرخلاب.
ثم اردف :
- ولكن هذهالجرسونه ستذهب بك اولا إلى الحمام إذا لا شك انك تريدين انتغتسلي.
ودخلتالجرسونه في الحديث قائله بابتسامه لطيفه :
- إن لدينا فيفزان يا سيدتي حمامات رائعه لا تقل جمالا عما رأيت في لندن او باريس اوشيكاغو.
ونهضت هيلاريعن الوساده التي كانت متربعه فوقها ومضت في اعقابالجرسونه.
كان الحمامفعلا على غاية من الأناقة والنظافه وكان مزودا بالماء الساخن والبارد . وفرغتهيلاري من تجميل نفسها وهمت بالخروج .. ولكنها حين ادارت مقبض الباب استعصى وابى انينفتح.
عقدت هيلاريمابين حاجبيها دهشة وغضبا إذ مامعنى ان تحبس في الحمام ؟ ومن يكون ذلك الذي اوصدعليها الباب من الخارج؟
وهمت بأن تقرعالباب لولا أن فطنت إلى باب اخر يقوم في الجدار المقابل فسارت إليه وأدارت مقبضهفانفتح على الفور.
وجدت نفسها فيغرفه صغيره شرقية الطراز معتمة الضوء. وحين الفت عيناها الرؤيه وادارت بصرها فيانحاء المكان ، إذ بها تراه جالسا هناك على اريكه يدخن سيجارته فيهدوء.
ذلك الفرنسيالذي التقت به في القطار .. مسيو هنريلورييه.
لم ينهضالفرنسي ليحييها وإنما لزم مكانه واكتفى بأن يقول لها :
- طاب يومك يامسز بيترتون.
ولبثت مكانهابرهة جامده بلا حراك ، وطغت عليها دهشة لجمت لسانها وشلت تفكيرها .
ثم بدأتتستعيد رباطة جأشها .
إذن فقد بدأتالرحله الحقيقيه ! إذن فهذه هي المغامرة التي كانت تترقبها .. إن عليها ان تتصرفطبقا لما كان مفروضا ان يصدر عنها هي .. عن مسز بيترتون الحقيقيه..
إن عليها انتحسن اداء دورها وإلا اودت بنفسها إلى التهلكه ..
وقالت بعد انتمالكت وسيطرت على اعصابها :
- الديك انباءلي ؟ ايمكنك ان تساعدني؟
فأومأ إيجاباثم اردف بنبرة لوم وعتب :
- ما بالك كنتفي القطار متحفظه حذره مع انني ظللت طوال الوقت احدثك عن الجو؟
الجو ؟ ترىمالذي قاله مسيو لورييه عن الجو؟ نعم فقد تكلم عن البرد .. وعن الضباب .. وعن الثلج .. آه عن الثلج..
( الثلج ) الشيء نفسه الذي تحدثت عنه اوليف بيترتون وهي تحتضر وتلفظ نفسها الاخير ..
وتذكرت علىالفور اغنية الطفوله التي رددتها عندئذ وبادرت على الفور تكرر المقطوعة نفسها :
الثلج .. الثلج .. الثلج الجميل .. تدوسين على قطعة منه وتنزلقين .. ثم تذهبين تذهبين ..
وقال لورييه :
- تماما .. إنها كلمة السر المتفق عليها فلماذا لم تستجيبي إذ ذاك وتردديها على الفور كما امرت؟!
قالت هيلاري :
- اغاب عنكاني كنت مريضه ؟ فقد كنت في الطائره التي سقطت واصبت بارتجاج في المخ اثر علىذاكرتي إلى حد ما .. إني لا ازال اذكر الماضي بدقائقه وتفاصيله ، ولكني في بعضالاحيان اشعر بفراغ وينمحي كل شيء من ذهني ..
- إني استطيعان ادرك هذا .. ولكن المشكله هي هل انت في حاله يمكنك معها ان تواصلي الرحله؟
فردت في حماس :
- طبعا سأواصلالرحله .. إن زوجي ..........
فقاطعها :
- إن زوجك علىمافهمت بانتظارك في لهفة وشوق ..
فتبسم فيوجهها بيد ان ابتسامته كات متسمه في ثناياها بقسوه واضحه .. فسألها :
- اتعتقدين انالسلطات الانجليزيه اتقنعت بإجابتك عندما استجوبتك؟!
- وأنى لي اناعلم ؟ ولكن يبدو انهم كانوا راضين. ولكني اعتقد انهم وضعوني تحت المراقبه منذغادرت البلاد . إني طبعا لم افطن إلى ان هناك من يتعقبني لكن لدي إحساسا داخليابهذا .
- هذا شيءطبيعي توقعناه وادخلناه في حسابنا .. نحن لسنا بالأطفال البلهاء يا مسز بيترتون. إنك كنت تحت المراقبه منذ اللحظة التي اختفى فيها زوجك ، ومع ذلك استطعنا ان نبلغكرسالتنا ، اليس كذلك ؟
- طبعا طبعا ..
- والآنسأزودك بتعليماتنا الجديده .. بعد غد تسافرين لمراكش طبقا لجدول الحجزالسابق.. وفيمراكش ستتلقين برقية من انجلترا تحملك على ان تتخذي على الفور الإجراءات اللازمهللعوده.
قالت باستغراب :
- هل سأعودلإنجلترا ؟!
فردبجفوه:
- انصتي إليولا تقاطعيني .. ستحجزين لك مكانا في الطائره التي ستغادر كازابلانكا في اليومالتالي
- وهب انالمقاعد كلها كانت مشغوله ؟!
- لن تكونكلها مشغوله .. ستجدين مقعدا شاغرا في انتظارك .. فقد اتخذنا العدة لكل شيء .. والآن هل وعيت التعليمات تماما؟!
- وعيتهاتماما.
- إذن عوديإلى الدليل فقد طال انتظاره .. وبهذه المناسبه فقد تعرفت إلى سيدتين في قصر الجمال .. إحداهما امريكيه والأخرى انجليزيه .. أليس كذلك ؟!
فردت في نبرةمن الوجل :
- نعم .. فهلاخطأت بهذا؟! فقد فرضت الامريكيه نفسها علي ، ثم عرفتني بزميلتها .. إني آسفه ..
- هوني عليكفهذا التعارف يلائم خطتي .. يحسن بك ان تحاولي اقناع إحداهما بمرافقتك في رحلتكلمراكش..
- سأحاول ياسيدتي وإن كنت لا ادري إن كانت ستقبل ام لا ..
- إذن إلىاللقاء .. طاب يومك ..
فرجعت هيلاريإلى الحمام ومن الغريب ان الباب المفضي إلى المشرب استجاب لها حين ادارت مقبضه .
قالت مسهيذرنجتون تخاطب هيلاري كرافن :
- إذن فأنتمسافره غدا إلى مراكش ؟ ولكنك لم تقيمي في فزان سوى فترهوجيزه.
- لقد استمتعتمنها بما يكفي .. ولعلي استطيع ان اغري ايكما بمصاحبتي في رحلتي لمراكش فقد سعدتبالتعرف بكما ، وسفر المرء وحيدا يبعث على الضجر
فردت مسهيذرنجتون:
- اجو انتعفيني من هذه الرحله فقد زرت مراكش من قبل .
اما مسز بيكرفقد علقت قائله :
- لقد كنت فيمراكش منذ شهر ولكن لم لا ازورها مرة اخرى ؟! إني ولوعه بالرحلات. والمرء حين يزوربلدا للمرة الثانيه فإنه يستشف منها ما لم يفطن إليه اول مره .. إني ذاهبه من فوريلأحجز تذكرة السفر .
خلت هيلاريكرافن بنفسها وانهالت على ذهنها الخواطر صاخبه متضاربه كأنها دوامه في لجة من الماء .. وانتزعت نفسها من خواطرها حين سممعت بغتة بجانبها صوت يقول :
- اتسمحين لييا سيدتي ان اجالسك برهه ؟!
وكان المتحدثهو ذلك المليونير اليوناني ذو اللحية المدببه : مسيو اريستيد ، وسحب كرسيا وجلسبجانبها ثم قدم إليها سيجاره واشعل لنفسه اخرى ..
- ترى هلاعجبتك هذه المدينه يا سيدتي؟!
- لا ادريلأني لم اقض فيها إلا برهة وجيزه.
- هل زرت الحيالشرقي ؟
- إنه رائعخلاب.
- صدقت .. إنهرائع حقا .. إنه موطن الماضي .. الماضي بدسائسه وهمساته الخافته وغموضه السحريوعواطفه الجياشه الفاتره.
ثم اردف:
- اتعرفين ياسيدتي ما يطوف بذهني حين اجوس خلال شوارع فزان الضيقه المتعرجه؟ إني عندئذ اذكرشوارع لندن المتسعه المكشوفه. هناك كل شيء واضح صريح ، اما هنا فالغموض هو السائدوالستائر تخفي كل ما يجري وراءها .. اتعرفين يا سيدتي إني احسدك على التجربه التيمررت بها بحادث سقوط الطائره ؟ فقد تمنيت لو اني كنت مكانك .. إنها لمغامره رائعهان يرى المرء الموت ثم إذا به يرتد إلى الحياة .. ذلك شيء ينقي الروح ويطهرها ..
وكما جاء فجأة، انصرف فجأة .. وهيلاري تتابعه بنظرة تفيض بالدهشة والاستغراب ..