عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /13-11-2006, 03:26 PM   #22

LOVECITY
تألّقت وسطكن

 
    حالة الإتصال : LOVECITY غير متصلة
    رقم العضوية : 10388
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 3,534
    بمعدل : 0.49 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : LOVECITY is a jewel in the roughLOVECITY is a jewel in the roughLOVECITY is a jewel in the roughLOVECITY is a jewel in the rough
    التقييم : 312
    تقييم المستوى : 29
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 17773
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور LOVECITY عرض مواضيع LOVECITY عرض ردود LOVECITY
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

مشـــــــــــــــــاركة

فلسطـــــــــين


حين غدا الطفل يلعب بالحجارة
كانت له قصة من خلف جدار جاره
ذاك الجدار الذي هدم , وتلك الطفلة التي كانت
تلعب معه في الطريق , وذاك العجوز المقعد في ذات الطريق

مسكينة أماه هي تلك الطفلة التي كانت تعقد لدميتها الضفيرة
قال : أين غدت تلك التي كانت تبتسم حين تراني
تتقاسم معي رغيف الصباح البارد
وتلمس يديّ بلطف يديها الدافئتين

كلا ,, لم تذهب بل بقت أبدية كنحت شق به الصخر في هذا المكان
دمها الطاهر كان رذاذا ملئ الطريق وجدار الجار الصديق



واه يا أماه ما أصعب صباح لا أراها به
واه يا أماه ما أتعب طريق لا تشقه قدمينا الصغيرتين معا
واه أماه أين تلاشت محبرتها وكراستها وقرطاس كانت تحمله
على كتفها الرقيق ..

سأذهب فــ بدون نور لم أعد أرى النور
سأحمل ذاك الحجر بدل الكتاب والقلم
لأقتل الحجر بالحجر

لا تبكي على طفل السبع السنين
فقد رأيت فيهن عجاف ما راهن من مدت له الأرض
في عمرها آلاف القرون
لينتهي إذن بنو صهيون

بانتهاء آخر يوم من حياة الطفل في ذاك الطريق
حين رأى دماء حبيبته نور رذاذ أنبت الحزن والأسى
وجفف ينبوع الحياة في عروق الطفل



في طريقه الوعر رأى عجوز ملقاة تلتمس
عكازها العتيق ذاك الذي نحتته من شجر الزيتون
حين قُلع بجرافة جندي دجج بالحديد والجنون
فاقتلع جدارها وشجرة الزيتون
قال لها أماه هل من مساعدة قبل أن اذهب إلى نور
قالت ومن نور تلك التي تسرع الخطى لها
قال إليك بهذا الطريق فاسلكيه
ثم انحني خلف بيت جارنا المهدوم
ثم أنظري دمها المسكوب تحت دميتها التي تبكي
وتنتحب نور أين نور!!


ثم سلك يبغي الطريق الموصلة
ليروي الأرض التي بوركت بدم الطهر حين غاب عن السماء
صهيل رعدها وجيوش سحبها التي
لم تُذل وهي عزيزة
ولم تقنع لأفواه ترتعش البقاء

عد يا صهيب فالمدرسة ما زالت تنشد التلميذ
عد فكتبك ملقاة في قارعت ذاك الطريق
عد فأمك التي سجن زوجها وقتل أباها ترتجيك
لتحمل الخبز إلى تلك البقال
وتحنيك حين يأخذ الجنود حتى الغطاء عن الجلود
لتبقى عرضة لقرص قسوة الشتاء


مضى صهيب يحمل الحجارة
ماذا بقى سوى الحجارة في حجارة
حتى رأى الجندي الذي أطفأ النور في عينه وعين نور
فصرخ الله أكبر يا بني صهيون من تلك الحجارة
ثم رمى بجسده الصغير الضعيف فوق قسوة الحديد
وتحققت أمنية الطفل
حين حلق خلف نور فوق نور
وعلى فوق سواد ظلمة البشر
وقسوة البشر , وجنون كره البشر
واحتضن في طهر نور .