عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-01-2007, 11:13 AM   #7

عفة العفوف
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : عفة العفوف غير متصلة
    رقم العضوية : 27822
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 36
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : عفة العفوف is on a distinguished road
    التقييم : 24
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 897
    استعرضي : عرض البوم صور عفة العفوف عرض مواضيع عفة العفوف عرض ردود عفة العفوف
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي



التكنولوجيا عملة ذات وجهين.. وجه مفيد وحسن.. ووجه ضار وسيء..
وبما أننا في أيام ٍ مباركة .. أمرنا فيها بصلة الرحم وزيارة الأقارب والأهل والأحباب.. نود أن نناقش معكم قضية مهمة.. بعنوان..:
( الكنولوجيا وصلة الرحم.. ارتقاء أم عودة للوراء..)
قضية بالغة الأهمية في عصرنا هذا.. ونحتاج جميعاً مناقشتها..
.
.
.
افتتاحاً للنقاش كنا قد أجرينا حواراً حول هذه القضية مع الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم وبعض الأخوات الطيبات..نترككم مع الحوار..



الضيف الأول/ الشيخ عبد الرحمن السحيم
الداعية المعروف بوزارة الشئون الإسلامية

طرحنا عليه هذا السؤال:
تعقيب:

ما أهمية صلة الرحم وما هو عقاب قطعها وما هو رأيكم فيمن يتسبب ارتباطه الشديد بالتكنولوجيا الحديثة بأن يجعلها بديلا عن الوسائل التقليدية للتواصل بين الناس من زيارات ومكالمات ولقاءات وغيرها.


فأجاب:

بارك الله فيكنّ .

تَتَبَيَّن صِلَة الرَّحِم بِما جَاء في نُصُوص الوَحيين – الكِتاب والسُّـنَّـة – .
فقد قَرَن الله صِلَة الرَّحِم بِصِلَتِه . قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ . قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ : فَهُوَ لَكِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : (
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
) .
فَقَرَن قَطِيعَة الرَّحِم بالإفْسَاد في الأرض ، فقال : (
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
) .
كَمَا قَرَن صِلَة الرَّحِم بِتَقْواه ، فقال : (
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : اتَّـقُوا الله الذي تَسَاءلون به ، واتقوا الله في الأرْحَام فَصِلُوها .
وقال مُجَاهِد وعكرمة والضَّحّاك : اتَّـقُوا الأرْحَام أن تَقْطَعُوها .

ولَمَّا كان الجزاء مِن جِنْس العَمَل ، فقد وَعَد الله بِوَصْل مَن وصَل رَحِمه ، وقَطْع مَن قَطَع رَحِمَه .
قال عليه الصلاة والسلام : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وصححه الألباني .
ومِمّا يُكافأ بِه الوَاصِل لِرَحِِمِه أن يُمَدّ في عُمُره ، وهذا هو القول الرَّاجِح في قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ . رواه البخاري ومسلم .

ومِمَا يُعاقَب به القَاطِع لِرَحِِمِه قِلّة البَرَكة في عُمُره ، كَما هُو مشَاهَد ، وأنه لا يَدْخُل الجنة ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : لا يَدْخُل الْجَنَّةَ قَاطِع . رواه البخاري ومسلم ، وزاد مسلم : قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ .

فَقَاطِع الرَّحِم مَمْقُوت مَذْمُوم في السَماء وفي الأرْض .
مُحْرُوم مِن الْخَيْر والبَرَكة .
ولا يَدخُل الْجَنَّة .

ويَحْصُر بَعض الناس صِلَة الرَّحَم بِمَن يَصِلُونه ، وفي الحديث : لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا . رواه البخاري .

ووَاصِل الرَّحِم التي يَأتي منها أذى مُؤيَّد مِن الله مَنْصُور على مَن آذاه .
جَاء رَجُل إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ . فَقَالَ : لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ . رواه مسلم .
ومعنى " تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ " : أي : كأنَّما تُطْعِمهم الرَّمَاد الْحَارّ ، لِشِدَّة وَقْع ذلك عليهم .

وأمَّا مَن " يتسبب ارتباطه الشديد بالتكنولوجيا الحديثة بأن يجعلها بديلا عن الوسائل الْمَعْرُوفَة للتواصل بين الناس من زيارات ومكالمات ولقاءات
وغيرها
" ؛ فهذه قَطِيعَة رَحِـم ، لأنه لَم يَصِل رَحِمه مِن خلال تلك الوسائل الحديثة ، ولا جَعَلها بِدِيلاً عن الوَسائل الْمَعْرُوفَة ، بل شَغَلَتْه أعْمَاله عن صِلَة الرَّحِم .
وأمَّا مَن اسْتَعان بِتلك الوسائل على صِلَة رَحِمه ، فلا شكّ أنَّ هذا مِن استغلال تلك الوسائل فيما يَنْفَع ، وفما يُفيد .
وقد تكون الوسائل الـتَّقَنِيَّة الحديثة وَسيلة صِلَة رَحِم ، كَالْهَاتِف مثلا مع بُعْد المسافة .
أمَّا الْمَرْسَال " الْمَاسِنْجَر " فهو وسيلة محدودة بَيْن فِئات قليلة مِن الأقارب ، لأنَّ كِبار السِّنّ مثلا ، ومَن ليس لَديه اهتمام بالأجهزة الْحَاسُوبيَّة لا يَسْتَخْدِم تلك الوَسيلة ، ومثله مَا يتعلّق بالبريد ، فليس كلّ الناس يَسْتَخْدِمُون البريد ، بِخلاف الهاتف فالكُلّ يَتَحَدَّث عبْر الهاتف .
ومع ذلك كُلّه فلا تُغني الوسائل الحديثة عن الـتَّواصل والـتَّلاقِي شيئا ، إلاَّ أنها وسيلة اتِّصَال .
فاللقاء والاجْتِمَاع بالأقارب لا يَعْدِله شيء .


ومَن شَغَلَتْه تلك الوَسائل عن وَاجِب ، فهو آثِم .

وعلى الْمُسْلِم أن يُسَدِّد وأن يُقَارِب ، وأن لا يشغله شيء عن شَيء ، ولا عَمَل عن آخر .
والْمُوفَّق من يَضْرِب مِن كُلّ غَنِيمَة بِسَهْم .
فيستفيد من الوسائل الحديثة ، ولا يَجعلها تَمْلِكه ، وتأخذ وقته ، وتصْرِفه عن وَاجِبَاتِه .
هذا إذا كان يستغِلّها في مُبَاح ، فكيف إذا كان يَسْتَعْمِلَها في حَرَام ؟!

ونسأل الله أن يُلْهِمَنا رُشْدَنا . وأن يَقِينا شَرّ أنْفُسِنا .