الجزء الثامن
الساعة 11 الصبح طلعوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة من البيت وراحوا ليوا.. وطول الدرب وهم يضحكون ويسولفون.. محمد يالس جدام حذال الدريول وورا ليلى ويدوتها وخالد وسارة .. ووراهم مايد وأمل اللي كانوا يالسين يلعبون game boy .. وكانوا حاطين الاف ام رغم اعتراضات أم أحمد اللي ما تداني تسمع أغاني وخصوصا في السيارة..
أم أحمد (بظيج): خافوا ربكم حطوا لكم قرآن بدل هالاغاني..
مايد: يدوه مب زين نسمع قرآن ونرمس وانتي تعرفينا نحن ما نروم نصك حلوجنا..
ليلى: ههههه ميود دومه عذره جاهز..
مايد: ليلى.. الاغنية اللي بيحطونها عقب هاذي.. إهداء حقج..
اطالعته ليلى وابتسمت: فديت روحك ما تقصر..
مايد: عاد اذا طلعت اغنية فيها ذم انا ما يخصني..انتي وحظج..
ليلى: هههههه انا متأكدة انه حظي حلو والاغنية اكيد بتكون حلوة..
مايد (بغرور): أكيييييد بتكون حلوة.. مب اهداء مني؟
سكتوا كلهم يوم خلصت الاغنية وابتسمت ليلى من الخاطر وهي تسمع الاغنية اللي اهداها اياها مايد.. كانت اغنية محمد عبده "مذهلة" ومايد ما فهم منها ولا كلمة.. بس استانس انه اهدائه عيب ليلى اللي حست انه قلبها انقبض وهي تسمع كلماتها.. " مذهلة.. تملأك بالأسئلة .. هي حقيقة أو خيال.. هي ممكنة ولا محال.. هو سهلها صعب المنال .. أو صعبها تستسهله.. ليه كل شي فيها تظن انك تعرفه تجهله.. وليه كل لا معقول فيها ورغم هذا تعقله؟ " حميد كان دايما يقول لها انها غامظة وانه مهما حاول يفهمها ما يقدر.. وهالمقطع ذكرها فيه.. وحست بالدموع تترس عيونها وتمت ترمش بعيونها لين حست انها ردت طبيعية والتفتت على يدوتها اللي كانت ترمسها..
أم أحمد: لو خليتوني في البيت أنا وخالد مب احسن؟
ليلى: ليش عاد يدوه؟ نهون عليج نتم في العزبة بروحنا؟
أم أحمد: والله ما اروم ايلس في الموتر ركبتي الحين ردت تعورني..
ليلى: أنا بهمزج أول ما نوصل وبعطيج فولتارين.. وبيروح الالم..
أمل: نحن وين رايحين؟
مايد: كم مرة قلت لج يالبقرة ياللي ما تفهمين.. إنا رايحين العزبة..
أمل (وهي مب فاهمة شي): اهااااااا
مايد: لولة شو يعني عزبة؟
اطالعته أمل بتركيز وقالت عقب فترة صمت وهي تبتسم: ما أعرف..
مايد: يوم اقول لكم بقرة..
ليلى: مايد اسكت عن اختك..
مايد: دومكم تزعلون من كلمة الحق..
يوم وصلوا ليوا.. اليهال اللي كانوا مب مهتمين للعزبة.. ولا يبون يروحون.. أول ما شافوا الزرع والمناظر الحلوة اللي هناك وربشة العمال والجو الحلو استانسوا وايد.. ومن نزلوا من السيارة ركض مايد صوب الزرع وركضت سارة وأمل وراه رغم انه كان يسبهن وما يباهن يتبعنه.. وحتى ليلى كانت وايد مستانسة لأنها هاي اول مرة تروح فيها العزبة .. ويدوتهم هي الوحيدة اللي كانت تبتسم غصبن عنها .. بسبب سالفة صالحة اللي بعدها منغصة عليها عيشتها.. بس ما حبت تبين هالشي لعيال ولدها عشان لا تظايجهم وهم يايين هني يستانسون.. وخالد كان راقد ولا حاس بشي وأول ما نزلوا من السيارة رفع راسه عن كتف ليلى واطالع يدوته ورد يرقد على طول ..
دشت ليلى البيت وشافت عمها يالس يتقهوى في الصالة ويوم شافهم داشين عليه ابتسم ووقف وسلم عليهم وخذ خالد عن ليلى اللي راحت تحط أغراضهم في غرفهم.. ومحمد وأم احمد يلسوا ويا عبدالله في الصالة..
عبدالله: ها محمد؟ شو أخبار الشغل وياك؟
ابتسم محمد بفخر وقال: الحمدلله كل شي ماشي اوكى..
عبدالله: الحمدلله انا كنت احاتيك .. حسيت اني وايد ثجلت عليك .. توك بادي في هالسوالف وما تعرف لهن..
محمد: لا عمي لا تحاتي.. كل شي تحت السيطرة..
أم أحمد: الله يوفجك ويحفظك يا ولدي..
عبدالله: يوم السبت بسير وياك المكتب وبساعدك
محمد: ما تقصر عمي .. انا بطلع اتمشى برى شوي.. تامروني بحاية..
ام احمد وعبدالله: لا ..تسلم ما تقصر..
وقام عنهم محمد وطلع يتمشى بروحه برى.. وأول ما طلع شاف موتر دريول عمه ووراه موتر ثاني غريب وعرف انه ظيوف عمه وصلوا ومشى بسرعة قبل لا يشوفونه لأنه ماله نفس يسلم على احد او يقعد ويا عمه في الميلس..
* * *
ياسمين أول ما وصلت العزبة حست انه قلبها بيطلع من بين ظلوعها .. وكانت من كثر فرحتها بتدش البيت قبل لا ابوها ينزل من السيارة.. بس أمها اطالعتها بنظرة واضطرت غصبن عنها تتريى.. ولمحت عبدالله طالع من داخل وياي صوب الموتر وابتسمت ..
مريم: تغشي.. !
اطالعتها ياسمين بأرف وقالت: شو؟؟؟ تغشي انتي أول وعقب انا بتغشى..
مريم: أنا لابسة برقع ولا ما تشوفينه..
ياسمين (بعناد): مب متغشية...!! (وتلتفت على ابوها بدلع).. أبويه قول لها..
بس ابوها لبسها ونزل يسلم على عبدالله ونزلن ياسمين ومريم ودشن الصالة على طول وسار عبدالله هو وعلي الميلس.. وأول ما دشت ياسمين وأمها نشت لهن أم أحمد وسلمت عليهن ويلست وياهن.. تتخبرهن عن احوالهن وتتعرف عليهن.. وخالد اللي كان راقد حذالها نش ويلس يطالعهن وهو ساكت..
مريم: ماشالله الجو حلو عندكم هني.. غير عن جو دبي..
أم احمد: هى انتوا اللي مخرب عليكم في دبي الرطوبة ..
مريم: صدقتي والله .. وأنا عاد ما اتحمل الرطوبة مول احس بعمري بختنق..
ياسمين: العزبة بعد وايد حلوة .. ومرتبة..
أم أحمد: هى.. عبدالله وايد متعبل منها وكل ما ايي هني لازم يغير فيها شي..
ياسمين: أهاا..
مريم: من سنين وانا احن على بو لافي عشان ياخذ لنا عزبة بس مب طايع..
أم أحمد: يمكن ما عنده وقت يجابلها..
مريم: برايه هو.. انا بجابلها بروحي..
أم أحمد: خلاص عيل خليه ياخذ لج مزرعة في الذيد ولا في حتا..
مريم: هى بس الحين هو مشغول في الفندق اليديد اللي يسويه.. يوم بيخلص منه برمسه في هالسالفة..
تنهدت ياسمين بملل وقالت في خاطرها " أنا ياية هني اتسمع سوالف هالعيايز؟؟ متى بظهر.؟؟؟"
في غرفتها فوق.. ليلى كانت واقفة جدام المنظرة تمشط شعرها وهي تبتسم.. من زمان ما حست بهالراحة النفسية .. يمكن لأنها ابتعدت عن جو البيت وغيرت المكان المشحون بذكرياتها الحزينة.. نزلت المشط واطالعت شعرها الأسود الفاحم الطويل وملامحها الطفولية الحلوة.. وابتسمت بفخر.. كانت وايد تحب تهتم بعمرها ووين ما تنزل موضة يديده هي وراها.. بس كل شي تغير بعد ما راحوا اهلها.. وصارت مول ما تهتم بعمرها.. يمكن لأنه ربيعاتها اللي كانوا وياها قبل ما فكروا حتى ايون يعزونها أو يتصلون مجرد الاتصال فيها وهي في أمس الحاجة لهم.. ولأنه حميد اللي كانت تلبس وتكشخ له خلاص راح.. ما كان عندها حد يرد لها الدافع في انها تهتم بنفسها .. بس اليوم ومن دون سبب قررت انها تلبس وتهتم شوي بكشختها.. اذا مب علشانها.. عشان عمها اللي ظيوفه بيوصلون عقب شوي..
وراحت وطلعت لبس كانت يايبتنه وياها من لندن وما لبسته أبد .. تنورة جينز وبودي لونه خمري من Miss Sixty .. وعقب ما لبست اللبس ابتسمت ورفعت شعرها بمشبك لونه نفس لون البودي ونزلت شوية خصلات من جدام وجحلت عيونها بجحال بني وحطت lip gloss وردي.. وعقب ما تأكدت انها تجنن تعطرت بعطر Versace ونزلت الصالة تحت ..
ياسمين اللي كانت ملانة وغصبن عنها تبتسم لأم أحمد وتحاول انها ما تسرح .. ما انتبهت في البداية لخالد اللي أول ما شافها استانس عليها وسار صوبها وابتسم لها وهو حاط صبعه في حلجه ويطالعها ببراءة.. كان باين من حركاته انه يباها تشله بس ياسمين اللي ما تعرف تتعامل ويا اليهال بالمرة.. ابتسمت له ببرود وقرصته على خده وردت تتلفت حواليها.. تدور صورة عبدالله على الجدران أو أي شي يدل على انه كان موجود ويالس في الصالة قبل لا تدشها.. بس للأسف ما لقت شي وفي هاللحظة يت عينها على الدري وشافت ليلى وهي نازلة من فوق..
حست ياسمين انه انفاسها انحبست وهي تطالع هالملاك اللي نازل بكل بطئ من فوق .. وبخوف تسارعت الافكار في بالها وفكرت في عبدالله.. منو هاذي وشو اللي يايبنها هني؟؟ وشو علاقتها بعبدالله؟؟ واللي زاد قهرها انه ليلى كانت تنافسها في الجمال وهي تقريبا مب حاطة شي على ويهها بعكس ياسمين اللي كانت يالسة ساعة كاملة جدام المنظرة وهي تتجهز لهالزيارة اللي تعتبرها فرصتها الاخيرة ويا عبدالله..
أول ما شافت ليلى ياسمين ابتسمت لها بعفوية واستانست من خاطرها.. ما كانت متوقعة تكون من بين الضيوف بنت تقريبا في نفس عمرها.. وحست انه قلبها يدق بقوة وهي تسلم على مريم بسرعة ومدت ايدها لياسمين اللي استقبلتها بكل برود.. ويلست ليلى وياهم وأم أحمد تطالعها بفخر وهي تبتسم من خاطرها.. من زمان ما شافتها كاشخة جذي..
أم احمد: هاذي ليلى بنت ولدي المرحوم أحمد.. أخو عبدالله..
مريم: هى ماشالله عليها.. في أي صف انتي يا ليلى؟
ابتسمت ليلى وقالت: أنا مخلصة الثانوية من سنة الحين.. بس ما رحت الجامعة..
ياسمين (اللي ابتسمت ابتسامة عريضة أول ما عرفت انه ليلى بنت اخو عبدالله): حتى انا ما رحت الجامعة..
ليلى: ليش؟
ياسمين: برتاح هالسنة والسنة الياية بروح..
ليلى: أها .. ووين ناوية تدرسين؟
اطالعت ياسمين امها بطرف عينها وقالت: أنا خاطريه ادرس في الامريكية بس امي مب راضية..
أم أحمد: مب هاي هي الجامعة المختلطة؟
مريم: هى.. هي هاذي عسب جي انا ماباها تدرس هناك..
اطالعتها ياسمين بحقد وقالت ليلى اللي حست بالتوتر بين ياسمين وامها: ياسمين؟ شو رايج نطلع برى نتمشى في الحديقة؟
ياسمين (اللي كانت تتريا هالفرصة): فكرة حلوة..
ليلى: دقيقة بس بروح اييب شيلتي من فوق..
ياسمين: بترياج هني.. لا تبطين..
ركضت ليلى فوق بسرعة وهي حاسة بسعادة كبيرة .. من كثر ما كانت وحيدة وبعيدة عن ربيعاتها، كانت ليلى متلهفة تتعرف على ياسمين وتسولف لها.. من زمان ما فتحت قلبها لحد ولا عبرت عن الي في خاطرها وتمنت انه ياسمين تكون ربيعتها.. وشلت شيلتها ونزلت وطلعت هي وياسمين برى يتمشون لأنه الجو كان مغيم ووايد حلو..
* * *
محمد كان يالس بعيد عن البيت.. في أبعد بقعة قدر يوصل لها .. صوب ملعب كرة الطايرة.. أول ما وصل هناك استغرب من وجود الملعب في العزبة لأنه عمه مب معرس.. ليش مسوي ملعب هني؟؟ يمكن لربعه يوم كان بعده صغير؟ عيبه وايد تصميم العزبة .. كان فيها حمام سباحة وأماكن الزرع منظمة.. وكل شي مرتب.. الظاهر انه عمه يحب هالمكان.. وتمنى لو انه اللي في باله تقدر تشوف هالمناظر الحلوة وياه.. تمنى لو انه وفاء وياه في هاللحظة وفكر يتصل بها بس يدري انه ماشي ارسال هني.. ويلس يطالع الزراع وهو يسقى أشجار الياسمين اللي تارسة البقعة .. وابتسم وهو يفكر بوفاء..
أول مارة شافها فيها كانت في المحل.. كان محمد رايح هناك ياخذ الفواتير وكشوف الحسابات مال الشهر اللي طاف وكانت هي توها داشة المحل .. ومحمد ما اهتم ابد وكعادته ما يحب يطالع الحريم.. وراح المكتب ولم اوراقه وقبل لا يظهر.. دش واحد من اللي يشتغلون في المحل اسمه ديليب وقال له: مستر محمد.. مدام برى يبي يسوي كلام ويا انته..
اطالعه محمد باستغراب وسأله: منو هاذي؟
ديليب: customer
محمد: انزين ال customer تفاهم وياها انته شو يخصني فيها انا؟
ديليب: she wants to talk to you
قطب محمد حياته وتأفف وهو يقول له:لا حول ولا قوة الا بالله.. انزين بلم اوراقي وياي الحين..
طلع ديليب وحط محمد كل الفواتير في الملف البني اللي كان يايبنه وياه وطلع.. وشاف مجموعة حريم يطالعن الcollection اليديد مالهم والحرمة اللي كانت تبا ترمسه كانت يالسة في صوب وديليب يايب لها قهوة وتمر..
ارتبك محمد وهو يشوفها وفي البداية مول ما عيبته.. كانت حاطة مكياج كامل مع انه الساعة 10 ونص الصبح والغشوة اللي على ويهها خفيفة لدرجة انه أدق ملامحها كانت تبين.. ومشى محمد غصبن عنه صوبها وسلم عليها ووقفت هي يوم شافته ياي..
محمد: تفضلي اختي.. أي خدمة؟
اطالعته الحرمة باستغراب وسألته: انته صاحب المحل.؟
محمد (بنبرة حادة): هى أنا.. أي خدمة؟
الحرمة: لا بس ما توقعتك تكون صغير هالكثر..
سكت محمد وهو يقول في خاطره : وبعدين؟؟
الحرمة حست انها احرجته وقالت وهي تبتسم: انا سمعت انه هالمحل عنده مصممين مجوهرات .. وانا اريدهم يسوون لي عقد..
محمد: انزين اختي تفضلي رمسي مدير المحل في هالموضوع هو أدرى عني في هالشغلات..
الحرمة: رمسته وقال لي ما يقدرون لأنه التصميم انا بروحي راسمتنه..
محمد: لحظة اختي..
راح محمد للمدير وسأله: ليش ما طعت تاخذ التصميم عنها؟ يمكن الصايغ يروم يسويه..
المدير: استاز محمد انا خبرتها انه العقد هايدا راح يكون غالي كتير.. والتصميم اللي هي عاملته لازم ندخل فيه أكتر من 20 قطعة من حجر العقيق وهايدا لوحده ما بيقل عن الخمسة عشر ألف درهم..
محمد: وين التصميم عطني اياه بشوفه..
عطاه المدير التصميم ويوم شافه محمد عيبه وايد.. وسأله: يعني سعره النهائي كم بيوصل؟
المدير: تقريبا 30 ألف درهم..
محمد: خبرتها بالسعر؟
المديرك لما الت لها انه هيك بيكلف آلت بدها تكلم صاحب المحل..
تأفف محمد : يا ربيه شو هاللوث؟؟ يوم ما تروم على اسعارنا ليش تدش المحل من الاساس؟
المدير: ما بعرف .. تفاهم معها انته..
رجع محمد التصميم للمدير وراح للحرمة اللي كانت بعدها واقفة تترياه.. وقال لها: اختي المدير فهمج كل شي .. شو المطلوب مني الحين؟
اطالعته الحرمة وهي ترمش بعيونها بدلع وقالت: والله يا ريت تراعيني شوي بالسعر..
محمد (بجدية): آسف اختي .. انا ما اقدر انزل السعر ..
الحرمة: بس بصراحة وايد غالي..
محمد: اختي نحن ما نظلم حد في اسعارنا وانتي تعرفين انه تصميمج كله احجار كريمة وألماسات وأكيد سعرها بيكون غالي..
الحرمة: انزين خلاص.. عشانك انته بس انا موافقة على هالسعر..
استغرب محمد منها وحس بإحراج.. هاذي أول مرة يتعامل فيها ويا وحدة جي وجها لوجه .. وهاذي شكلها وايد جريئة..
ابتسمت له الحرمة وراحت للمدير واتفقت وياه ودفعت له خمسة الاف عربون ومحمد طلع بسرعة وركب ويا الدريول وراح المكتب..
كانت هاذي أول مرة يشوف فيها محمد وفاء.. وما حس اتجاهها بشي أبد غير الاحراج بسبب اسلوبها وياه.. بس بعد تم يفكر فيها بين فترة وفترة .. ويوم كان يسير المحل .. كان يسأل المدير عن العقد ومتى بيخلص.. وهاذي كانت بداية معرفته فيها..
قطع على محمد أفكاره صوت ليلى وهي تضحك والتفت صوب الصوت بسرعة واستغرب يوم شافها تتمشى ويا وحدة حلوة .. ونش من مكانه وسار الصوب الثاني عشان لا يحرجهن..
ليلى وياسمين كانن يسولفن وبسرعة اندمجن ويا بعض.. ياسمين خبرتها عن ربيعاتها وسوالفها وياهن وعن سفراتهم وأبوها واخوها.. وليلى خبرتها عن حميد وعن كل اللي صار لهم في الفترة اللي طافت.. وانصدمت ياسمين وايد وتعاطغت وياها..
ياسمين: يا ربيييييييه ما اتخيل انج مريتي بهذا كله في هالفترة البسيطة..
ابتسمت ليلى بحزن ونزلت راسها..
ياسمين: بس صدقيني بتندمين عقب.. انتي وايد صغيرة وحرام تظيعين عمرج كله على اخوانج..
ابتسمت ليلى واستانست انه ياسمين كانت مهتمة فيها هالكثر وقالت: اظيع عمري؟ انتي تشوفين اللي اسويه عشانهم خسارة وقت ؟
اطالعتها ياسمين بحنان وقالت وعيونها في عيون ليلى: مب خسارة وقت.. بس بعد ما فيها شي لو انج اهتميتي بعمرج واهتميتي فيهم في نفس الوقت.. يعني ماله داعي تهملين عمرج.. انتي مالج ذنب في اللي صار.. عيشي حياتج..
ليلى: حياتي كانت ويا حميد.. وانتهت بوفاته..
ياسمين: حرام عليج والله حرام.. مب زين تغرقين في الحزن وتحرمين نفسج من السعادة اللي تستحقينها..
ليلى: لا تحاولين ويايه يا ياسمين.. أنا مالي رغبة في العرس ومستحيل أي شخص ثاني يملا قلبي عقب حميد..
ياسمين: حتى الارملة تعرس عقب وفاة ريلها... كيف تحرمين انتي عمرج من هالحق؟؟
ابتسمت لها ليلى: كلامج صح.. يمكن مع مرور الوقت اقدر اتقبل هالفكرة.. بس الحين مستحيل..
ياسمين كانت بعدها مركزة نظراتها في عيون ليلى وحست انها مب مقتنعة باللي يالسة تقوله..
ليلى: بس تبين الصراحة؟ ما اعتقد اني بعرس في يوم من الايام..
ياسمين: شو هالخبال؟؟
ليلى: انا مب خبلة.. بس حرام اظلم الريال اللي بياخذني .. انا اخواني ماخذين كل وقتي وما في ريال بيرضى ياخذ وحدة تربي خمسة.. حياتي مب ملكي عشان اتصرف بها على هواي..
ياسمين: عمرج ما بتكونين سعيدة في حياتج من دون ريال يوقف وياج..
ليلى: صدقيني انا سعيدة وراضية بحياتي واخواني الله لا يحرمني منهم بيكبرون ومستحيل يتخلون عني.. وعمي عبدالله ما يقصر ويانا ابد..
ترددت ياسمين وقالت عقب دقيقة صمت: ليلى.... بخصوص عمج عبدالله..
ليلى (باستغراب): شو فيه عمي؟
اطالعتها ياسمين بخوف وقالت مرة وحدة وبدون تفكير: ليلى انا احبه..
بطلت ليلى عيونها ع الاخر وما عرفت شو تقول..كانت صج مصدومة من اللي تسمعه .. مستحيل كانت تفكر انه ياسمين تعرف عمها او انها تكون شايفتنه .. فكيف انها تحبه؟؟؟ كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها .. وياسمين بروحها كانت مصدومة انها قالت هالمعلومة لليلى وهي توها تعرفها.. بس ليلى شكلها طيوبة وايد وبتساعدها.. وياسمين حبت تستغل هالشي..
ياسمين: ليش ساكتة؟
ليلى: بصراحة صدمتيني..
احمرت خدود ليلى ونزلت عيونها .. كانت منحرجة مع انه ياسمين اللي المفروض تستحي بس ليلى ما عرفت كيف تتعامل وياها او كيف المفروض تكون ردة فعلها..
ياسمين: آسفة .. أحرجتج .. بس والله ابا اكلم حد في هالموضوع لأني تعبت منه وانا بصراحة ارتحت لج وايد..
حاولت ليلى تتكلم بس كل اللي طلع منها همسة: لا تعتذرين.. انتي ما غلطتي عليه..
اجبرت ليلى نفسها انها تطالع ياسمين وشافت في عيونها نظرات توسل فظيعة ..
ياسمين: ليلى انا اباج تساعديني.. الله يخليج لا ترديني انا صج محتاجة مساعدتج..
ليلى: بشوف غناتي بس والله ما اوعدج بشي.. عمي اعرفه شايل فكرة الزواج من باله نهائيا..
ياسمين: انزين ليش؟؟
ليلى: ما يبا.. يقول انه تعود على حياته بروحه..
ياسمين: هذا مب عذر..
ليلى: ياما حاولنا معاه.. حتى يدوتي زعلت منه أكثر من مرة ورغم هذا تم مصر على عناده..
ياسمين: يعني ما بتساعديني؟
ليلى: شو تبيني أسوي؟
ياسمين: حاولي تقنعينه ..
ليلى (وهي تبتسم بارتباك): بحاول .. بس والله ما اوعدج بشي..
بوزت ياسمين وحست انه مالها أمل.. وحتى ليلى اللي كانت معتمدة على مساعدتها لها الظاهر انه ما منها فايدة بالمرة.. وليلى حست انها وايد مرتبكة وعقب ما غيرن الموضوع ما قدرن يرمسن ويا بعض بصراحة.. لأنه ياسمين تكدرت وليلى كانت بعدها مصدومة..
* * *
مايد يوم سار يتمشى لحقته أمل وسارة .. بس يوم التفت وشافهن عصب وقال لهن: شو تبن؟ ليش لاحقاتني لين هني؟؟
سارة: خذنا وياك..
مايد: لاء.. أنا بسير مكان بعيد .. تموا هني..
سارة: الله يخليك ميودي..
مايد: لا انا ما يخصني فيكن بسير استكشف على كيفي.. ما فيه تخربن عليه..
اطالعته سارة بنظرة توسل بس مايد رد عليها بنظرة حادة.. واضطرن غصبن عنهن يروحن عنه.. وهو وقف لين تأكد انهن مشن وراحن عنه وابتسم بانتصار وقرر يتبعهن.. ويراقبهن من دون ما يحسن..
مشت سارة ويا أمل بروحهن وأمل ترمس وسارة مب وياها.. ووصلن مكان كله حصى والحصى اللي فيه وايد حلو.. يلمع وضوء الشمس يوم ايي عليه يخليه يلمع اكثر.. ووقفن أمل وسارة جدامه يطالعنه بانبهار.. عمرهن ما شافن حصى شراته.. وتقربت أمل منه ولمسته بإيدها وابتسمت لسارة وهي تقول.. : حلووووو
في هاللحظة وصل لهن مايد وابتسم يوم شافهن مستانسات وسار لهن..
مايد: شو عندكن يالسات هني؟
سارة: شوف ميودي حصى حلو..
يود مايد حصاة صغيرة وجلبها في ايده .. وابتسم بخبث وقال: يا حظكم!! لقيتوا ذهب..
بطلت سارة عيونها ع الاخر وقالت: ذهب؟
مايد: هى ذهب.. أصلا الذهب حصى و هم يحطونه ع النار ويسوونه خواتم وشغلات حق الحريم..
سارة: جذاااااااااااااب
مايد: والله اني مب جذاب.. هذا ذهب..
سارة: اذا وديته لليلى بتستانس؟
مايد: وااااااايد وبتعطيج بيزات بعد..
أمل: أنا ما ابا بيزات.. أبا حلاوة..
مايد: بتييب لج كل اللي تبينه.. هالحصى اذا بعتي وحدة منهن.. عادي تشترين الدكان كله..
قال مايد جملته هاذي وراح عنهن وهو يضحك عليهن .. وأمل تمت واقفة حذال الحصى وسارة تطالعه وهي تفكر بعمق.. وعقب دقايق التفتت على أمل وقالت: نشله ليدوه؟
بس أمل من دون ما تستشير اختها كانت حاطة كمية كبيرة من الحصى في ثبانها ويت بتوقف عشان ترد البيت ..
سارة شهقت يوم شافتها محملة بالحصى ويلست ع الارض بسرعة وترست ثبانها بالحصى.. ووقفت وركضت عشان تسبق أمل اللي كانت متلعوزة وكل خطوة تمشيها بصعوبة لأنه الحصا يطيح من جوانب ثوبها..
مرت سارة حذالها وهي تضحك وسارت عنها وصارت أمل ورا وهي تحاول تتبعها وتزاعج عليها: صبري... ترييني.. سارووه.. !!!!
بس سارة كانت تركض ومن القهر وقفت أمل وفرت الحصى كله ع الارض وشلت حصاة عودة ومن دون تفكير فرتها على اختها ..
سارة ما كانت منتبهة ويتها الحصاة في راسها وصرخت بحيل قبل لا تطيح .. حست انه الدنيا ظلمت جدامها .. وحست بألم كبير في راسها من ورا .. ويوم حطت ايدها على مكان الالم حست بشي لزج فوق شعرها ويوم اطالعت ايدها كانت مليانة دم .. ومن الخوف والألم ابتدت تصيح وتصارخ بأعلى صوتها..
أمل أول ما يت الحصاة على سارة.. وطاحت.. وقفت وهي مبهتة ما تعرف شو تسوي.. وتلفتت حواليها ويوم ما شافت حد ركضت الصوب الثاني.. كانت متأكدة انها بتنظرب.. ولازم تنخش في مكان عن اختها ويدوتها..
* * *
ياسمين كانت بعدها تحاول تقنع ليلى انها تساعدها يوم سمعوا صرخة سارة وليلى من الخوف نست ياسمين وركضت بسرعة صوب صوت اختها.. وياسمين في البداية انصدمت ويوم استوعبت اللي صار مشت بسرعة للمكان اللي سمعت منه الصرخة.. وشافت ليلى معتفسة هي واختها اللي كان راسها يصب دم.. وحست بظيج وهي تشوف محمد ياي يشل سارة اللي كانت تصيح بتعب.. وقالت وهي تتأفف: هذا وقتج الحين انتي بعد ؟؟ ما لقيتي تطيحين الا اليوم وتخربين عليه؟
يوم شل محمد سارة التفتت ليلى على ياسمين وقالت: اسفة غناتي.. تعالي بنرد داخل .. اختي شكلها تعورت وايد..
ابتسمت ياسمين ببرود وقالت: اسبقيني انتي .. بتبعج عقب شوي..
ليلى: لا ما يستوي اخليج هني بروحج..
ياسمين: والله عادي ابا اتمشى شوي..
ليلى: عادي؟
ياسمين: هى والله..
ليلى: دقايق وبرد لج..
ياسمين: خذي راحتج..
راحت ليلى ورا محمد وتنهدت ياسمين من الملل وهي تتمشى بروحها في الحديقة.. الظاهر خلاص مالها أمل ولازم تنسى عبدالله.. ما تعرف ليش تعلقت فيه هالكثر بس اللي تعرفه انه عمرها ما حبت حد كثر ما حبته.. معقولة هالنحاسة اللي هي عايشة فيها؟.؟
في هاللحظة طلع لها مايد جدامها وابتسم ابتسامة عريضة يوم شافها.. وهي ابتسمت له نفس الابتسامة .. كان ويهه كله رمل وقالت ياسمين وهي تضحك: شكلك كنت تسبح في الرمل..
مايد : لا ..بس .. إحم.. طحت قبل شوي..
ياسمين: هههههه.. يحليلك.. شو اسمك؟
مايد: مايد أحمد خليفة.. عمري 12 سنة.. وانتي؟
استانست ياسمين على اسلوبه ورديت عليه بنفس طريقته: ياسمين علي يمعة.. عمري 19 سنة..
مايد: الله اسمج حلو..
ياسمين: حتى انته..
مايد: انتي ياية ويا ضيوف عمي عبدالله؟
ابتسمت ياسمين : هى.. أنا بنت ربيع عمك..
مايد: أهااا..
ياسمين: بتتمشى ويايه؟
مايد: عادي؟
ياسمين: هى .. ليش لاء؟
ابتسم مايد ومشى وياها.. وقال لها : تبيني أوديج مكان عجيب؟
ياسمين: لا مابا.. أنا متظايجة..
مايد: ليش؟
تنهدت ياسمين: مب لازم تعرف.. (بس عقب ما فكرت.. ابتسمت بخبث وقالت لمايد): مايد أبا منك خدمة.. عادي تسويها؟
لمعت عيون مايد بإثارة وقال: أكيد!!!
ياسمين: والله؟
مايد: هى والله انا اصلا كنت ملان..
ياسمين: اسمعني عدل ونفذ اللي بقول لك اياه.. وصدقني أي شي تباه بتحصله..
مايد: مابا شي.. بس المهم يكون اللي بسويه حلو..
ياسمين: أكيد حلو.. مب انا اللي فكرت به.؟
اطالعها مايد بإعجاب وغمزت له ياسمين بخبث وخبرته بخطتها كلها..
* * *
في الصالة كانت ليلى تنظف جرح سارة اللي كانت تزاعج من الالم وكل ما حطت ليلى المطهر مكان الجرح تصرخ بأعلى صوتها.. وأم أحمد لاحظت بطرف عينها انه مريم متظايجة وانقهرت منها.. أصلا من أول ما يلست وياها وهي مب عايبتنها سوالفها.. كل اللي رمست عنه وكالاتهم وفنادقهم والناس اللي يعرفونهم.. خقاقة من الدرجة الأولى وأكيد مب من النوع اللي تستلطفه أم أحمد.. بس نظرتها وهي تطالع سارة بأرف قهرتها وتمنت لو تقدر تيودها وتهزبها وتقول لها كل اللي في خاطرها.. بس احترمتها لأنها ظيفتها وفي بيتها..
خالد يوم شاف سارة تصيح صاح وياها وحست ليلى انه راسها بينفجر واطالعت يدوتها بظيج وقالت: يدوه سكتي خالد الله يخليج
شلت أم أحمد خالد ويلست تلاعبه لين ما هدا شوي..
ليلى: انتي كيف طحتي؟
سارة (وهي تصيح): لولة ظربتني..
ليلى: كيف ظربتج؟؟
سارة: بحصاه..
ليلى: مسودة الويه.. بتشوف يوم بترد .. وين بتسير يعني؟
أم أحمد: شو تبين فيها .. ياهل ما تفتهم..
ليلى: ما تشوفينها كيف فتحت راس اختها؟؟
سارة (وهي تتحسس راسها): يعورني..
ليلى: فديتج غناتي لا تصيحين .. يوم تصيحين يزيد الالم..
وعقب ما لفت ليلى راس سارة شلتها فوق ورقدتها غصب .. وغيرت ثيابها اللي كانت مليانة دم وردت تنزل تحت تدور ياسمين اللي للحين ما ردت لهم في الصالة ويوم طلعت تدورها برى شافتها تبطل باب سيارتهم وطلعت منها شي وعطته لمايد..
استغربت ليلى من حركتها وراحت صوبهم وأول ما شافها مايد ابتسم لها وراح عنهم بسرعة.. وياسمين ابتسمت بارتباك ونزلت راسها وهي تقول: نرد داخل عندهم؟
ليلى (اللي ما حبت تتدخل بس قررت تسأل مايد عقب عن كل شي) : هى..
وردت هي وياسمين داخل..
أمل اللي كانت منخشة وتطالعهم من بعيد، استغلت الفرصة يوم شافت ليلى دشت الصالة ويا ياسمين وركضت بأقصى سرعتها للميلس وبطلت الباب وهي تلهث من التعب.. عبدالله يوم شافها ابتسم ومد لها ايده
عبدالله: تعالي غناتي دشي..
علي: هاي بنت اخوك؟
عبدالله: هى.. أمولة تعالي..
دشت أمل وهي منزلة راسها ولصقت في عمها .. على الاقل هني محد بيظربها .. واستغرب عبدالله من تصرفها ورد يسولف ويا علي وهي تمت صاخة وعيونها ع الباب تتريا يتبطل في أي لحظة ويدش محمد يخبر عليها.. بس من حسن حظها انهم حطوا الغدا ومحد خبر عليها.. وتغدت ويا عمها وعلي بن يمعة وعقب الغدا رقدت في الميلس من التعب ..
* * *
محمد عقب ما اتأكد انه سارة بخير.. رد يتمشى بروحه صوب البيوت الزجاجية.. العزبة وايد عايبتنه وفكر يخبر عمه انه بيعزم ربعه هني يوم الخميس الياي.. أكيد عمه ما بيرده.. وبالصدفة اتصل به عمه وابتسم محمد وهو يرد على التيلفون..
محمد: سبحان الله .. توني افكر فيك عمي..
عبدالله (بظيج): والله؟ وبشو كنت تفكر؟؟
محمد استحى وقال: لا ما شي .. خير عمي ؟؟
عبدالله: وينك انته ؟ دورتك في كل مكان.. ليش ما ييت تتغدى ويانا؟
محمد: مالي نفس والله.
عبدالله: شو بعد هاذي مالك نفس؟؟ الريال يالس في الميلس ولا فكرت حتى تدش تسلم عليه؟؟ شو تبا يقول عنا ؟ ما عرفنا نربي عيالنا؟؟
محمد: اسف عمي بس والله ما حسيت بالوقت..
عبدالله: تعال الحين تقهوى ويانا..
محمد: ان شالله..
بند محمد عن عمه واستانست انه الارسال رد للتيلفون وعلى طول اتصل بوفاء.. بس تيلفونها كان مشغول وتم مشغول فترة ومحمد يحاول ويحاول يتصل بها.. وفي الاخير رن.. وابتسم محمد وحس بقلبه يغوص بين ظلوعه وهو يترياها ترد عليه.. ويوم ردت..
وفاء (بصوت واطي): ألو؟
محمد: هلا بغناتي ..
وفاء (وهي تهمس): حبيبي بدق لك عقب انا مب يالسة بروحي..
محمد: خلاص اترياج..
وفاء: دقايق وبرد ادق لك..
محمد: أوكى..
بندت وفاء وتنهد محمد وهو يعرف انها ما بترد تدق له الا عقب ساعتين أو أكثر.. دوم اهلها يكونون يالسين وياها أو انها تكون مشغولة أو في الدوام.. ومحمد يا دوب يقدر يرمسها خمس دقايق على بعضهن.. وبظيج .. مشى محمد للميلس عشان يقعد ويا عمه.. وردت به ذكرياته للأيام الاولى اللي عرف فيها وفاء..
عقب المرة الاولى اللي شافها فيها في المحل.. مروا ثلاث اسابيع اختفت فيهن وفاء .. وفي اليوم اللي المفروض العقد يخلص فيه كان محمد يالس في المحل الصبح لأنه مخلص شغله في المكتب.. ومر يشوف المجموعة اليديدة اللي طرشها الصايغ حقهم.. وأول ما دش محمد.. دشت وفاء وراه.. وهالمرة ما كانت متغشية ولاحظ محمد انها قمة في الجمال بس شكلها كبيرة شوي في السن..وهي أول ما شافته ابتسمت له وقالت: صباح الخير ..
محمد (بارتباك): صباح النور..
وفاء: الحمدلله اني لقيتك.. كنت متوهقة وادعي ربي طول الدرب اني احصلك في المحل..
محمد: خير اختي؟
وفاء: انته تعرف انه عقدي بيخلص اليوم صح..؟
محمد (يبتسم): لا والله ما اعرف..
وفاء: أها.. المهم انه عقدي اليوم بيخلص وانا محتاجتنه ضروري عشان عندنا مناسبة هالاسبوع لازم البسه فيها..
سكتت وفاء واطالعها محمد باستغراب يبا يعرف شو اللي تبا توصل له..
وفاء: اخويه ممكن اكلمك داخل في المكتب؟
محمد: لا اختي اذا عندج شي قوليه هني..
وفاء: بس ما يستوي اتم واقفة جي..
محمد: تفضلي ايلسي
وأشر لها ع الكراسي الموجودة على صوب وراحت وفاء ويلست وهي متظايجة.. ويلس محمد بعيد عنها بكرسيين..
وفاء: أخويه انا ما عندي المبلغ كله.. انا دفعت عربون خمسة آلاف وبصراحة الحالة صعبة شوي وما اقدر ادفع الباجي الا الشهر الياي..
محمد (بحزم): خلاص اختي تفضلي استلميه الشهر الياي ما في أي اشكال بهالخصوص..
تنهدت وفاء: بس انا محتاجتنه هالاسبوع وقلت لك عندنا مناسبة..
محمد: اختي هاذي مب مشكلتي ..
نزلت وفاء عيونها بحزن وتلوم فيها محمد على طول.. حس انه غلط عليها مع انه كل اللي قاله من حقه انه يقوله.. بس بعد غمظته وهو بروحه ما كان يعرف ليش؟... ويوم رفعت وفاء عيونها كانن حمر.. كأنها تحاول تحبس الدموع اللي في عيونها..
وفاء: اسفة ...
محمد: ليش تعتذرين.؟؟
وفاء: اسفة لأني احرجتك.. المفروض ما كنت اطلب منك هالطلب.. بس قلت بما انك صاحب المحل بتساعدني.. وصدقني انا مب حرامية وكنت بدفع كل اللي عليه الشهر الياي.. بس ياللا .. الله مب كاتب اني البسه في هالمناسبة مع انها عزيزة عليه وايد..
سكت محمد ويت عينه في عينها .. ووقفت وفاء وقالت: في امان الله..
وراحت.. بس قبل لا توصل للباب ما حس محمد بعمره الا وهو يناديها..
محمد: لحظة اختي...
التفتت وفاء وراها بأمل وارتبك محمد .. ما كان يعرف ليش ناداها اصلا .. وراح ووقف حذالها..
محمد: خلاص اختي تقدرين تاخذين العقد الحين وتدفعين الشهر الياي.. بس لازم تخلين لنا شي هني يظمن انج بتردين..
ابتسمت وفاء بفرح وقالت: والله؟
محمد: هى..
وفاء: يعني اعطيك ليسني؟؟
محمد:لا لا .. مابا الليسن يمكن تحتاجينه.. ما عندج أي شي ثاني..؟؟
ابتسمت وفاء وطلعت ورقة من شنطتها وكتبت عليها شي بسرعة وعطته اياها
وفاء: هاذا رقم موبايلي.. اذا تأخرت ولو يوم واحد عن الدفع تقدر تتصل بي وتطالبني بالبيزات..
تمت وفاء مادة ايدها بالرقم ومحمد مستغرب منها وما خذ الورقة.. فحطتها وفاء على الكاونتر حذاله وابتسمت له وراحت للمدير تكلمه.. ووقف محمد يطالعها والمدير يطلع لها العقد ويعطيها اياه وشاف المدير يطالعه باستغراب وأشر له محمد انه عادي يعطيها العقد ويكتب لها فاتورة..
وقبل لا يطلع محمد من المحل.. التفتت للرقم .. وما يعرف ليش شله وخشه في مخباه.. مع انه وفاء مول ما كانت جاذبتنه.. رغم هذا خذ رقمها وهو اللي عمره ما سواها.. وروح المكتب وتم يفكر في حركتها اليوم بطوله..
تنهد محمد وهو يشيل ذكريات وفاء من باله .. وبطل باب الميلس ودش على عمه وعلي بن يمعة وسلم عليهم وابتسم يوم شاف أمل راقدة حذال عمها..
محمد: هاذي هني؟
عبدالله: هى امولة عندي من قبل الساعة وحدة ومتغدية ويانا بعد..
محمد: هههههه كلهم يدورونها .. وهي هني..
اطالعها عبدالله بحنان وابتسم وسكت محمد ما بغى يخبر عليها الحين.. يوم بيروحون ظيوف عمه يصير خير..
* * *
مايد اللي محد شافه ع الغدا.. ظهر فجأة الساعة ثلاث الظهر وويهه أحمر من الشمس وايده وثيابه كلها رمل.. وأول ما شافته ليلى داش الصالة شهقت وافتشلت جدام ياسمين وأمها واطالعته بنظرة حادة.. بس اللي استغربت منه انه رد يطلع في نفس اللحظة اللي دش فيها وعقب ما طلع بشوي قالت لهم ياسمين انها تبا تتمشى .. وقامت ليلى وياها.. وطلعن برى..
ليلى (وهي تمسح على خصلة من شعر ياسمين اللي كان ظاهر من الشيلة): وايد حلو اللون اللي صابغة فيه شعرج.. كستنائي صح؟
ياسمين: المفروض يطلع أشقر بس انا كنت صابغة شعري من قبل وطلع لي هاللون الارف في النهاية..
ليلى: بالعكس لا أرف ولا شي والله انه يجنن..
ياسمين: وانتي ليش ما تصبغين شعرج؟
ليلى: ما ادري عمري ما جربت..
ياسمين: شو رايج اصبغ لج اياه؟؟
ابتسمت ليلى : متى ؟
ياسمين: ممممم تعالي عندي دبي ولا انا بزورج هني وبصبغ لج شعرج بلون احمر ناري.. حلو بيظهر عليج..
استانست ليلى من خاطرها .. ياسمين من الحين تعتبرها ربيعتها وتفكر انه بتكون بينهم زيارات.. ومن الفرحة ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تقول: خلاص موافقة.. تعالي زوريني في أي وقت..
ياسمين: عطيني رقمج..
نقلتها ليلى رقم بيتهم وخزنته ياسمين في موبايلها وهي تسأل ليلى: ليش ما تعطيني رقم موبايلج؟
ليلى: ما عندي موبايل..
ياسمين (بأرف): معقولة؟؟
ليلى: هى مب محتايتنه..
ياسمين: بس انتي كنتي مخطوبة..
ليلى (وهي تحس بنغزة في قلبها وبإحراج ماله تفسير): ما كنت أرمسه في التيلفون..
ياسمين: وتقولين انج كنتي تحبينه ؟؟؟ وما ترمسينه؟؟ ما اصدق..
ليلى: كنت ارمسه جدام اهليه يوم ايي يزورنا في البيت.. بس عمري ما فكرت ادق له وارمسه في التيلفون..
ياسمين: انتي غريبة..
اطالعتها ليلى وحاولت تبتسم بس ابتسامتها ما كانت من الخاطر.. واستغربت انه ياسمين ما ردت ترمسها في موضوع عمها عبدالله وقررت تسألها: شو بتسوين الحين بخصوص عمي؟
اطالعتها ياسمين ببرود وقالت: بترياج ترمسينه وترمسين يدوتج في الموضوع وبرضى بأي قرار يتخذه..
ليلى: يحليلج يا ياسمين.. والله انج تستاهلينه واتمنى يوافق.. بصراحة حبيتج واتمنى تكونين جريبة مني..
ابتسمت ياسمين وسكتت .. وأول ما وصلوا للحديقة طلع لهم مايد وقال لليلى: سارونا تصيح تباج..
ليلى: ميود سير ايلس عندها شوي .. أنا مشغولة..
ياسمين: لا.. حرام.. سيري لها.. يمكن اليرح يعورها..
ليلى ما كانت مطمنة وحست انه هالاثنين يخططون لشي.. وقالت : انزين.. بشوفها وبرد لكم على طول..
وعقب ما راحت ليلى.. اقتربت ياسمين من مايد وقالت: ياللا؟
غمز لها مايد وقال: ياللا..
* * *
الساعة ثنتين الظهر كان مبارك حاط راسه على مكتبه وراقد من التعب.. وسكرتيرته دقت عليه الباب ويوم محد رد عليها بطلته بهدوء وانصدمت يوم شافته حاط راسه على الدرج وابتسمت بعطف وعرفت انه راقد.. وطلعت بهدوء وروحت عقب ما بندت الليتات في مكتبها ومبارك ولا حس فيها.. بس عقب دقايق رن تيلفونه وبطل مبارك عيونه بتعب وظيج وحس كأنه سكين انغرزت في راسه من الالم ..
ورد على التيلفون من دون ما يشوف منو المتصل..
مبارك: الوووو
سهيل: السلام عليكم..
مبارك: وعليكم السلام والرحمة .. اوووووه سهيل نسيتك والله..
سهيل: ههههه وانا هني اترياك من نص ساعة..
مبارك : الله يهديك جان دقيت لي قبل لا تروح..
سهيل: ما توقعتك تنسى .. ما احيدك شيبة..
مبارك: يالله جان انا مب شيبة..
سهيل: ها؟ متى بتوصل.. ؟
مبارك: مسافة الطريج وبكون عندك..
سهيل: خلاص..
بند مبارك عنه وعدل غترته وخلى اوراقه وشغله كله في المكتب وقفل عليه وطلع .. من أمس وهو متحرقص يبا يعرف شو سالفة سهيل .. وفي شو يبا يرمسه..
ويوم وصل الانتركونتننتال ، راح بسرعة للمطعم وشاف سهيل يالس عند الباب الزجاجي.. وسار وسلم عليه..
سهيل: شكلك كنت مشغول وانا عطلتك ..
مبارك: لا والله توني مبند المكتب وياينك..
سهيل: خلاص عيل خلنا نتغدى تراني بموت من اليوع..
سار مبارك ويا سهيل وحطوا لهم من البوفيه ومبارك يحترق ومقهور من برود سهيل ورسميته الزايدة اللي تخليه يتغدى قبل لا يرمسه في الموضوع.. وفعلا طول فترة الغدا وسهيل يرمس في مواضيع عادية وتافهة .. وما حس مبارك بعمره الا وهو يسأله: شو الموضوع المهم اللي كنت تبا ترمسني عنه؟؟
ابتسم سهيل ابتسامة بطيئة وقال: كل شي في وقته حلو.. خلنا نتغدى وخلني اعرف اخبارك..
مبارك: اخباري كلها تعرفها والغدا خلص تقريبا وتبا الصراحة انا على اعصابي من امس وابا اعرف شو الموضوع..
سهيل: ليش عاد..؟؟ صح انه الموضوع مهم.. بس مب مسألة حياة أو موت..
مبارك: سهيل.. انته ناوي تييب لي الجلطة؟؟؟
سهيل: هههههه مب زين الفضول بزيادة يا مبارك..
مبارك: مب فضول بس انته اسلوبك امس ونبرة صوتك كانت تقول انه الشي اللي بترمسني فيه مب هين..
سهيل: يا مبارك قبل لا ارمسك في هالموضوع اباك تتقبله بصدر رحب وتفكر فيه عدل .. لا تعطيني جواب متسرع ممكن تندم عليه بعدين..
مبارك: ان شالله ..
سهيل: مبارك انته لازم تدمج شركتك بشركة عبدالله بن خليفة..
اطالعه مبارك باندهاش وتحولت نظرته عقب دقيقة لنظرة احتقار وأرف.. وقال وهو يبتسم: سهيل انته تخبلت؟
سهيل: انا قلت لك لا تتسرع.. خلني اكمل رمستي..
مبارك (باستخفاف): كمل كمل..
سهيل: مبارك قبل لا تستخف بكلامي فكر بمستقبلك وبمصلحتك.. عبدالله بيفيدك وايد.. خبرته في هالمجال محد يقدر ينكرها.. ومعارفه وايدين.. وفكرة الدمج هاذي انا افكر فيها من سنة تقريبا..
مبارك: عمري ما احتجت لعبدالله ولا بحتاج له في يوم..
سهيل: ان شالله ما راح تحتاج لأي شخص يا مبارك بس اتمنى تسمعني للأخير..
تنهد مبارك واطالع سهيل بتعب: ألحين انا .. من أمس مب راقد.. وطالع من الدوام بدل لا اسير احط راسي وارقد .. ياي ومجابلنك هني.. واخرتها يطلع هذا موضوعك المهم؟؟
سهيل (وهو يطالعه بنظرة حادة): الشرهة علي انا اللي ابا اساعدك..
مبارك: يوم بتشوفني يالس في الشارع اشحت من خلق الله.. تعال ساعدني.. بس الحين الحمدلله انا مب محتاج للمساعدة وخصوصا منك انته وعبدالله..
سهيل: مبارك انته على وشك الافلاس تعرف هالشي؟؟؟
مبارك: شو؟؟؟ شو هالخبال؟؟ انته شو يالس تخرف؟؟
سهيل: خبرني كم دفعت وكم خسرت شركتك في مشروع المجمع التجاري اللي اونك لهفته عن عبدالله.؟؟؟
مبارك: رجاءا لا تتدخل في شغلي..
سهيل: صاحب المجمع طلع من البلاد... وكل حد يدور عليه.. خبرني منو اللي بيعوض خسايرك؟؟
مبارك: شو هاللعبة اليديده اللي تلعبها علي انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله ما يعرف اني رمستك وانا بعدني ما رمسته في هالموضوع بس متأكد انه بيرحب بالفكرة..
وقف مبارك وقال: سهيل.. توقعتك اكبر عن جذي.. طلعت والله شرات الباجين.. للأسف..
سهيل (اللي كان واقف ومجابل مبارك): الحق نفسك يا مبارك ووافق على عرضي وانا مستعد ارمس عبدالله في هالموضوع من اليوم .. لا تهدم مستقبلك بإيدك انته خسرت الملايين في هالمجمع..
مبارك: واذا فرضنا انه كلامك صدق.. شو بتستفيد انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله مب صغير.. وكل بيزاته بتروح لعيال اخوه في الاخير وعيال اخوه يهال.. وانا ادري انه بيحتاج لشخص كبير يدير شركته من عقبه وفي نفس الوقت يظمن انه ما ياكل حقوق عيال اخوه..
مبارك: وهالشخص انا اكيد..
سهيل: هى..
مبارك: عندك شي ثاني تقوله؟
سهيل: مبارك ..
مبارك: مع السلامة..
طلع مبارك من بوكه اربعمية درهم وفرهن على الطاولة وطلع بسرعة وتم سهيل واقف يطالعه بنظرة إشفاق.. ماشي بيدمر هالانسان الا عناده وكبريائه اللي ماله داعي.. بس والله خسارة انه واحد بطموحه وحماسه يطيح بسبب لحظة سها فيها وما حسب حساب باجر..
* * *
اقترب مايد من باب الميلس وهو يضحك .. ورفسه بريوله بقوة وركض بأقصى سرعته واختفى عن الانظار..
عبدالله استغرب من الظربة القوية على الباب وقال لمحمد: اطلع شوف منو برى؟
بطل محمد باب الميلس ووقف وتلفت حواليه بس ما شاف حد.. وقال لعمه: محد برى..
عبدالله : منو هيل اللي دق الباب قبل شوي؟
محمد: ما ادري والله.. يمكن قطوة؟
عبدالله: يمكن..
مايد يوم شاف محمد دخل وصك الباب وراه .. طلع من المكان اللي انخش فيه ومشى صوب الميلس .. بس ليلى شافته من بعيد ونادت عليه وتأفف وهو يشوفها يايه صوبه وقال في خاطره " الحين ليلوه بتخرب كل شي" ..
ليلى كانت شالة خالد في ايدها ويوم شافت مايد سألته: وين ياسمين؟
مايد (بارتباك): شدراني!!!
ليلى: يوم ودرتكم انته كنت واقف وياها..
مايد: انزين.. تبيني اتم واقف وياها للأبد؟؟
ليلى: وانته شو تسوي هني؟
مايد: بدش الميلس عند عمي ..
شهقت ليلى وهي تطالعه برعب: بتدش عندهم وانته بهالمنظر؟؟
مايد: شو فيني؟
ليلى: طاع شكلك والله اللي يشوفك يقول ولد الزراع..
ابتسم لها مايد من دون نفس وسارت عنه ليلى وهي تضحك ولقت ياسمين يالسة في الحديقة اللي حذال الميلس .. كانت مبطلة شعرها وعاطية ليلى ظهرها ويالسة بهدوء كأنها سرحانة وتفكر بعمق.. وابتسمت لها ليلى وقالت: بشو تفكرين؟
ياسمين شهقت بقوة والتفتت بسرعة صوب ليلى.. ومن الارتباك ما عرفت شو تقول..
ليلى: هههههه سوري غناتي زيغتج؟؟
ياسمين: هاا؟؟ لا لا .. بس كنت سرحانة..
يلست ليلى على الكرسي الابيض اللي كان موجود هناك ووقفت ياسمين مجابلتنها وخالد كان يطالع ياسمين ويضحك ويسوي لها حركات وياسمين كل شوي تتلفت حواليها بارتباك..
مايد يوم سارت عنه ليلى رد اقترب من باب الميلس ورفسه بقوة وركض ورد ينخش في المكان اللي انخش فيه المرة الاولى..
طلع عبدالله يشوف منو اللي كل شوي يدق الباب ويشرد .. بس ما شاف حد.. وقال في خاطره: ما عليه يا ميود ان ما زخيتك اليوم ما اكون عبدالله.. ومشى صوب الزرع.. وحس انه في حد موجود صوب الكراسي البيض بس الاشجار كانت مغطية عليه وما يشوف بوضوح..
وبين أشجار المانجا.. وقف عبدالله وحس انه قلبه وقف وياه... حاول يشيل عيونه عن المنظر اللي جدامه بس ما قدر.. كأنه عيونه مب عيونه هو.. مب قادر يسيطر عليهن .. ولا قادر يحركهن في أي اتجاه ثاني..
ياسمين كانت جدامه.. مبطلة شعرها الطويل الكستنائي والهوى يحركه بكل نعومة على ويهها الطفولي الجميل.. وحذالها يالسة ليلى وفي ايدها خالد وتسولف لياسمين اللي كانت تطالعها وتبتسم.. ليلى كانت عاطتنه ظهرها .. وياسمين تقريبا ما تشوفه.. بس هي تعرف انه وراها وتعرف انه يطالعها وتأكدت انه ابتسامتها اختفت من ويهها يوم التفتت له بحركه (تمنت انها تبين عفويه) ومثلت انها مصدومة وهي تشوفه واقف وعيونه في عيونها..
ليلى ما كانت حاسة بأي شي وتلاعب خالد بكل براءة وعبدالله.. مع انه شايف عيون ياسمين من قبل.. بس هالمرة بهرته.. كانت متجحلة بالجحال الاخضر اللي تعرف كيف تأثيره على عيونها.. وكيف يخلي لونها أقرب للون البرتقالي.. وبحركة بطيئة.. شلت شيلتها اللي كانت على كرسي الحديقة وغطت بها شعرها ونزلت عيونها تحت اونها مستحية منه.. وفي هاللحظة انتبه عبدالله لعمره ولوجود ليلى وخالد ورد الميلس.. وهو عقله مب عنده.. مب قادر يشيل هالمخلوقة من خياله.. ولا قادر يفهم السبب اللي يخلي قلبه يدق بهالعنف لوحدة ياهل .. أصغر حتى من انها تكون بنته.. ما يدري شو اللي استوى له او شو اللي حس به في هاللحظة.. بس اخوه أحمد الله يرحمه طرى على باله وتذكر كيف كان يحسده على الحياة اللي عايشنها وعلى عياله وكيف انه دوم كان يتمنى في داخله يكون عنده ياهل.. تذكر فاطمة في هاللحظة ونورة يت في باله وحس للحظة انه يخونها بمجرد تفكيره بياسمين.. بس مهما حاول.. صورتها وهي واقفة مثل الحورية بين الشير وتطالعه بعيونها الناعسة كانت مطبوعة في جفونه.. كل ما حاول يتخلص منها كان يشوفها بوضوح اكثر..
وقف عبدالله عند باب الميلس وايده على مقبض الباب.. وفكر ببيته في العين .. ولأول مرة .. حس انه حياته فارغة.. بدون هدف وبدون طعم.. وانه يبا ياسمين هناك .. في بيته.. تعطر المكان بوجودها فيه.. وهو اللي عمره ما حس بهالاحساس من يوم نورة.. يمكن حس بانجذاب كبير لفاطمة بس ياسمين.. ما يعرف يوصف شو اللي جرفه لهالدوامة وياها . . بس اللي يعرفه انه توهق بشي كبير ما يعرف كيف بيطلع منه..
أما ياسمين .. فوقفت مكانها تبتسم بانتصار ومن فرحتها يلست على ركبتها وباست خالد بقوة على خده.. بس خالد استغل فرصة قربها منه وشبك أصابعه في شعرها وشده بكل قوته ودخله في حلجه.. وخلى ياسمين تصرخ من الالم لين ما قدرت ليلى عقب مجهود كبير انها تحرر خصلات شعرها من بين مخالب اخوها الصغير..
* * *
عقب صلاة العصر.. روحوا قوم ياسمين دبي وطلع مايد بسرعة غرفة عمه عبدالله وحط له الامانة اللي سلمته اياها ياسمين على شبريته.. وطلع بسرعة ومن دون محد يشوفه..
في الصالة تحت ، كانت ليلى مرتبكة وتفكر كيف تبدا بموضوع ياسمين ويا يدوتها .. وفي هاللحظة دشت أمل بهدوء وكانت توها قاعدة من الرقاد وطلعت من الميلس وردت الصالة وهي ميتة من الخوف.. ويوم دشت وشافت يدوتها واختها في الصالة ، نزلت عيونها وراحت بسرعة فوق..
ليلى ابتسمت وخلت عمرها ما شافتها والتفتت ليدوتها اللي كانت ترمسها..
أم احمد: ويه زين روحوا ما بغيت افتك من هالعيوز..
ليلى (مصدومة): منو تقصدين يدوه؟
أم أحمد: مريم منو غيرها بعد.. ذبحتني ما عندها رمسة غير البيزات والاسواق..
ليلى: هههه .. يحليلها
أم أحمد: بس ياسمين ماشالله حلوة ..
ليلى: الا قمر مب بس حلوة ..
أم أحمد: والله لو انها بعمر محمد جان خطبتها له..
ليلى: ممممممم .. اعتقد انه في واحد هني أكبر من محمد ولازم تفكرين تخطبين له..
أم أحمد: منو؟
ليلى: عمي عبدالله
أم أحمد: منو؟؟ لا انا هذا غسلت ايديه منه .. ادري به ما بيعرس..
ليلى: يمكن يرضى بياسمين..
اطالعتها ام أحمد باندهاش وقالت: ياسمين وايد صغيرة عليه اهلها ما بيرضون ياخذها عبدالله..
ليلى: وانتي شو دراج؟؟
أم احمد: حتى لو رضوا عبدالله ما بيطيع..
ليلى: خلي عمي عليه انا بقنعه..
ابتسمت أم أحمد بحزن وقالت في خاطرها : ان شالله..
* * *
الساعة عشر المسا.. دش عبدالله غرفته وفصخ كندورته وفرها على الكرسي.. وتنهد بتعب.. كان مرهق بشكل فظيع واللي متعبنه اكثر افكاره المتناقضة عن ياسمين.. ومشاعره اللي ابتدت تخونه هاليومين.. بس الارهاق اللي يحس به والصداع اللي ذبحه منعه من انه يفكر في هالموضوع اكثر من جذي وكان كل اللي يباه في هاللحظة هو انه يرقد .. بس يوم سار صوب الشبرية شاف شريط كاسيت صوب المخدة وجلبه في ايده من دون اهتمام .. وفي النهاية فره في الزبالة وبند الليت ورقد..
يتبع.................