\\
تقبعُ في تلكَ الزّاويةِ خائفةً كسيرةَ الخاطِرْ ,,
هدوءٌ مُرعب ,, وصمتٌ قاتِل ,,
تجري ورائهم , وهم يهربون منها ,,
فرَّ الجميعُ منها ,,
تصرخ بأعلى صوتها ,,
"تعالوا إليّ , اقتربوا مِنّي , امسكوا بيدي , أحتاااااجكم"
لكن فرّوا جميعاً ,,
الظلام يضمّها إليه ,, يريد أن يأخذها إلى عالمهِ المجهول ,,
صرختْ /
"أريدكم شمساً ,, أريدكم قمراً ,, أريدكم حبّاً وسلوى ,,
أحتاجُ دفئاً ,, أريدُ حضناً يكفُّ الدموع "
ولا أحد ,,
تريدُ أن تبكي لا تستطيع ,, تريد أن تصرخ لا تستطيع ,,
تحتاجُ لحِضنٍ ترتمي إليه وتشكي لهُ كل شيء ,,
.
.
تأففتم عندما رأيتم اسمها يتصّل بكم ,,
أغلقتم السمّاعة في وجهها ,,
أعرضتم عنها ,,
ربّما لم تحسبوها كما حسبتكم ,,
ولم تصل لمكانةٍ ترضيكم ,,
كانتْ تضحّي لأجلكم ,,
كنتم حياتها وبلسم جراحها ,,
تبكي لبكائكم ,,
تفرحُ لفرحكم ,,
تحرنُ لحزنكم ,,
تفعلُ المستحيل لأجلكم ,,
متى ما أردتموها وجدّتموها بقربكم ,,
ضمّتكم كي لا يصيبكم أي مكروه ,,
أخذتم حاجتكم منها ورحلتم ,,
نعم ,,
فلديكم من أحببتم وعاشرتم وأرحتهم لهم ,,
لم تعدّوها منهم في يومٍ من الأيّام ,,
سحقاً لقلوبكم الغدّارة التي كانتْ تضحّي من أجل سعادتها وراحتها ,,
ارحلوا عنها ,,
فـ رفرفة لا تحتاجكم بعد اليوم ,,
فلتنسوا أنكم كنتم لها كل شيء ,,
فـ أنتم الآن لا شيء ,,
لن تبكي على فراقكم وقسوتكم ,, فأنتم لا تستحقّون دمعةً منها ,,
ستضحك على غبائها بمجالستكم ,,
ستندمُ على ساعاتٍ أهدرتها بالحديث معكم والسؤالِ عن أحوالكم ,,
ستبكي أياماً مضت قضتها بالقربِ من أرواحكم ,,
ستمسحُ بصماتكم من جدران قلبها وعقلها تماماً ,,
ولتعلموا !
أنّ لكلِ داءٍ دواء ,,
ودوائي هوَ ؛
"الرحيلُ عنكم" !
.
.
.
رَفْرَفَةْ ,
10/10/1428 هـ - 1:34 مساءً
//