..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاول مرة .. تحاول حروفى الهروب
فـ ماذا احكى وماذا اقول وماذا افسر و .. و .. و ..
فـ كل شئ وكل نظرة من عيونهم تعبر اعظم من تعابير
اعظم الادباء عنهم ..
تأثرتم .. فقط بـ هؤلاء .. من لهم بيت يأويهم
فما بالكم بمن لا مأوى غير الشارع له ..؟
ماذا عن دمعة لا تجد من يمسحها ؟
ماذا عن كتف يأس الحياة لا يشعر بيد تخفف عنه ؟
ماذا عن تلك العيون التائهة فى بحر عالم اكبر حجماً من استاعبها ؟
ماذا عن جسد .. تململت منه الملابس حتى مزقت روحها فيه ؟
ماذا عن طفل .. فى ركن ..
يحاول التماس الدفئ فى جو قارص البروده ؟
ماذا عن هذا الذى يجرى هرباً ؟
ماذا عن هذا الذى يمسح السيارات بعد توسل
وتحمل اهانة فقط ليأخذ بعض القريشات ؟
و
ماذا .. وماذا .. و الف لماذا قبل ماذا
لماذا كان لهم هذا المكان .. أكان لهؤلاء وجود فى عهد رسول الله ؟
بالله .. كيف سنقابل الله .. أبهذه الجرائم الانسانية فى حياتنا ؟
بالله .. كيف تهنأ اعين بالنوم فى حال بكاء رضيع فوق الرصيف
وهناك .. على بعد بضعة امتار .. اخاه يحاول ايجاد اي لقمة .. مرماه فوق نفس الرصيف ؟
نتكلم عن حنان .. ونسينا ان نتكلم عن انتهاك الحقوق ..
فـ اللقيط اتخذ ابواه حقه .. و اطفال الشوارع اتخذ البقية جميعا حقوقهم
حينما جعلوهم عالم ثانى .. عالم اقذر .. عالم مليئ بالسرقة
و
هل يصمت طفل محتاج الى لقمة وليس الى شاورما او بيتزا شهية
الى ان تأخذ حقه امامه دون ان يأخذه بيداه ..؟
ان كان فى هؤلاء عيب .. فليس منهم .. بل من صنع من حولهم
من صنع كل من حاول تجاهل امرهم ونهب حقوقهم ..
ليس ذنباً حينما ولدوا ليكونوا فى دار ايتام ام فى الشارع
بل هو ذنب اخرون .. غامضون .. وهاربون من عدالة الانسانية
التى باتت هى ايضا غامضة تحت ستار ابهر .. حقوق الاطفال ..
آه ثم آه .. والله يعين كل من فى قلبه هدف فى سبيلهمـ
و
جزيتى خيراً اختى على مجهودكِ .. ليس للمشاركة
ولكن لعطاءكِ لهم .. شئ من حنان .. فـ دمتى بقلب نوره كـ البدر
يثبت
..
نزف الحنين