عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-12-2008, 01:22 PM   #3

Šмilè
عضوة موقوفة لأسباب إدارية

 
    حالة الإتصال : Šмilè غير متصلة
    رقم العضوية : 19711
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 1,972
    بمعدل : 0.28 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : Šмilè is on a distinguished road
    التقييم : 20
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 77420
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور Šмilè عرض مواضيع Šмilè عرض ردود Šмilè
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي


.
.
.



** عذاب اهل النار **




فما ظنك بعذاب دار أهون أهلها عذاباً من كـان له نعلان يغلي

منهما دماغه، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم.

أما حال أهلها فشر حال وهوانهم أعظم هوان وعذابهم أشد عذاب؟

ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة،

لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى انقطعت

أعناقهم عطشاً، واحترقت أكبادهم جوعاً.

ثم انصرف بهم بعد ذلك إلى النار، فيسقون من عين آنية

قد آذى حرها واشتد نضجها.

فلو رأيتهم وقد أسكنوا داراً ضيقة الأرجاء،

مظلمة المسالك،

مبهمة المهالك،

قد شدت أقدامهم إلى النواصي،

واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي،

يسحبون فيها على وجوههم مغلولين،

النار من فوقهم، النار من تحتهم، النار عن أيمانهم، النار عن شمائلهم:

( لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ )[الأعراف:41].

فغطاؤهم من نار، وطعامهم من نار، وشرابهم من نار،

ولباسهم من نار، ومهادهم من نار.

فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع،

وجر السلاسل، يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها،

ويضطربون بين غواشيها.

تغلي بهم كغلي القدور وهم يهتفون بالويل ويدعون بالثبور:

قال تعالى ( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى

بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ

مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ )[الحج:19-22].

يتفجر الصديد من أفواههم، وتتقطع من العطش أكبادهم،

وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم،

قال تعالى ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا

لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ )[النساء:56].

أمانيهم فيها الهلاك، ومالهم من أسرها فكاك.

فما حال دارٍ أماني أهلها إذا تمنوا فيها، الموت؟

ما حال دار أماني أهلها إذا تمنوا فيها، أن يموتوا؟

كيف بك إذا رأيتهم وقد اسودت وجوههم فهي أشد سواداً

من الحمم. وعميت أبصارهم،

وأبكمت ألسنتهم،

وقصمت ظهورهم،

ومزقت جلودهم،

وغلت أيديهم إلى أعناقهم،

وجمع بين نواصيهم وأقدامهم،

يمشون على النار بوجوههم،

ويطئون حسك الحديد بأحداقهم.

ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها: ((يا مالك قد أثقلنا الحديد،

يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود،

يا مالك قد تفتت من الكبود، يا مالك العدم خير من هذا الوجود)).

فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقسى خطاب وأغلظ جواب:

( إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ ) [الزخرف:77].

فينادون ربهم وقد اشتد بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم:

( قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا

مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ) [المؤمنون:106-107].

فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبه بتوبيخ

أشد من العذاب: ( قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ ) [المؤمنون:108].

فعند ذلك أطبقت عليهم النار وغلقت، فيئس القوم بعد تلك

الكلمة أيما إياس، فتزداد حسراتهم وتنقطع أصواتهم،

فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء.

يبكون على تضييع أوقات الشباب، ويتأسفون أسفاً أعظم من

المصاب. ولكن هيهات هيهات، ذهب العمل وجاء العقاب.

لقد خاب من أولاد آدم من مشى إلى النار مغلول القيادة أزرقا

يساق إلى نار الجحيـم مسربلا سرابيل قطران لباساً محرقـا

إذا شربوا منها الصديد رأيتهـم يذوبون من حر الصديد تمزقا

ويزيدهم عذابهم شدة، وحسرتهم حسرة تذكرهم ماذا فاتهم

بدخول النار.

لقد فاتهم دخول الجنان، ورؤية وجه الرحمن، ورضوان رب الأرض

والسماء جل جلاله. ويزيد حسرتهم حسرة، وألمهم ألماً أن

هذا العذاب الأليم والهوان المقيم ثمن اشتروه للذة فانية،

وشهوة ذاهبة، لقد باعوا جنة عرضها السماوات والأرض بثمن

بخس، دراهم معدودة. بشهوات تمتعوا بها في الدنيا ثم ذهبت

وذهبوا فكأنها وكأنهم ما كانوا وما كانت.

ثم لقوا عذاباً طويلاً، وهواناً مقيماً.

فعياذاً بالله من نار هذه حالها.

(( رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ

مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً ))


.
.
.



اللهم اجرنا من النار
اللهم اجرنا من النار

pink





 


التعديل الأخير تم بواسطة سهام ; 06-12-2008 الساعة 07:59 AM