عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-07-2010, 07:58 PM   #2

عذبة بإحساسي
مبدعة الردود
سمـوٌ يعـ’ـآنق السح’ـآب !

L3
 
    حالة الإتصال : عذبة بإحساسي غير متصلة
    رقم العضوية : 50069
    تاريخ التسجيل : May 2008
    المشاركات : 1,042
    بمعدل : 0.18 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : عذبة بإحساسي has a spectacular aura aboutعذبة بإحساسي has a spectacular aura about
    التقييم : 152
    تقييم المستوى : 21
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 20570

     SMS : لاتقل فــآت الأوآن .. وانطلق فالوقــت حــآن

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور عذبة بإحساسي عرض مواضيع عذبة بإحساسي عرض ردود عذبة بإحساسي
    أوسمتي :         هنا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي


" الله أكبر .. الله أكبر"

إنه صوت آذان العصر ، أسرع جهاد _ذو الأربعة عشر ربيعا_ ليتوضأ ويلحق بالصلاة في المسجد مع الصف ألأول ،
ذهب مسرعا نحو المسجد وهو يردد : بإذن الله لن تفوتني تكبيرة الإحرام
دخل المسجد بعد أن تمتم بدعاء الدخول ووقف في الصف الأول ينتظر الإقامة ،
أقيمت الصلاة ورفع المؤذن صوته بالتكبير وبدأت الصلاة .

كانت هناك حركة غريبة في المسجد .. هكذا أحس جهاد ولكنه حاول ألا يشتت انتباهه عن الصلاة .
ما إن سلم الإمام التسليمة الأخيرة حتى ارتفع صوت قوي بنبرة تهديد قائلا :
" ارفعوا أياديكم إلى أعلى دون أن تتحركوا .. هيا " ،
حينها أحس جهاد بقلبه يهوي إلى أسفل قدميه .. "ياإلهى إنهم جنود الإحتلال".

رفع المصلون أياديهم بإستسلام للجنود الذين شرعوا
بتكبيلهم ليكونوا ضحية أسر جديد في السجون الإسرائيلية الموحشة.

كانت هناك عيون تراقب الموقف من بعيد وهي تكاد تشتعل غضبا وسخطا من هؤلاء المغتصبين ،
تقدم جندي من أحد المصلين الذي كان يحمل بيده المصحف الشريف وشده بقوة وعنف
وبكل برود ألقاه على الأرض بطريقة ليس بها أدنى مراعاة لمشاعر المصلين ،
ثار الفتى مالك المصحف على الجندي وهب واقفا بغضب : كيف تجرؤ أيها الجبان الحقير ؟!
.. ولكن الرصاص كان الرد الوحيد ! .. فخر صريعا من فوره .

لم تحتمل تلك العيون التي تراقب أكثر من ذلك ، نعم فالمراقبة لم تعد مجدية ووصل الغضب ذروته والسخط أعلى مراتبه ! ،
جرى نحو ذلك الجندي بسرعة خاطفة وبكل قوة وهو يهتف بأعلى صوته " الله أكبر " طعنه طعنة قاتلة
لفظ الجندي على إثرها أنفاسه الأخيرة ، ثار المسجد وعلت صيحات
المصلين " الله أكبر " في وجه الغاصب,, دب الرعب في قلوب الجنود من صوت التكبير
وبدأوا بالتراجع والإنسحاب وهم يطلقون طلقات عشوائية في كل جانب إلى أن ولوا ظهورهم ورجعوا من حيث أتوا.



كان حدثا مخيفا ومثيرا حفر في ذاكرة جهاد إلى الأبد وزاد إصراره على الإنتقام
لدينه ومقدساته ووطنه ولهؤلاء الذين قدموا أغلى مايمكن دفاعا عن عقيدتهم وأرضهم .



توالت الأيام والسنون ، والمآسي تزداد ، والمآذن تأن والجراح تنزف ،
والشباب يذبحون والأطفال يشردون ، صرخات تتعالىفتتضيع في أرجاء الفضا ..
واستغاثات تتكرر فلا يقابلها سوى الصمت الطويل ، وشكاوى تبعث فتصطدم بجدران التجاهل المرير .


كانت أسرة جهاد تتناول طعام الغداء حينما دوى صفير الإنذارات المنبعث من الدبابات الإسرائيلية
يقابله رفع صوت الآذان " الله أكبر " لصلاة الظهر ، هب جهاد من مكانه ، ذهب إلى غرفته
ولبس بنطاله الأسود الثقيل ووضع حزامه المملؤ بالحصى والحجارة حول خصره ،
تلثم بحطته [ غترته _ شماغه ] وخرج مسرعا ..


أمه بقلق : إلى أين يابني ؟! ألم تسمع صافرات الإنذار ! إنهم جنود الإحتلال .
جهاد بثقة : أعلم ياأمي .. ألم تسمع أيضا صوت الآذان يصدح .. إنه النداء ياأماه ،، إنه النداء !!
أمه بحزن وقد علمت ماينويه ولدها : ولكن يابني ...،
قاطعها جهاد وهو يمسك يديها وينزل بمستوى رأسها ويقبلها : أماه أنت من علمتنا معنى الدفاع عن الوطن والتضحية في سبيله ،
أنت من حثثتنا على الجهاد من أجل الأرض والعرض .. ألم تذكري ماقلته لي ..لقد أسميتك جهاد لترفع راية الجهاد ضد الغاصب يابني .

ابتسمت أمه بحنان ودموعها تنهمر دون إرادة منها : فليكن الله معك يابني ،
نعم أنا من علمتك وأنا من أدفعك الآن ، ولكنه قلب الأم لابد أن يتألم ويخاف ويحزن على فلذات أكباده ،
ثم أكملت بحزم : لاتهتم لدموعي وسر لترفع راية الجهاد فالوطن أغلى والدين أهم ..
رزقك الله الشهادة يابني ثم قبلته بين عينيه وودعته الوداع الأخير ..



انطلق جهاد ودعوات والدته تحفه ليلبي النداء ..
كانت الدبابات قد توغلت داخل مدينة القدس الشريف ،
وقف جهاد أمام بوابة المسجد الأقصى مع مجموعة من المقاومين الأبطال فهو يعلم أن وقت الصلاة
هو الوقت الذي يتوغل فيه الجنود داخل المسجد .



مع بدء رفع إقامة الصلاة .. بدأ صوت الدبابات يقترب وضحكات الجنود تتعالى
وعلى الجانب الآخر بدأ المقاومون يستعدون وهم يتسلحون بذكر الله والدعاء ،
كان الغضب داخلهم أكبر من أن يوصف ودافع الإنتقام يتأجج داخل صدورهم ..
لم يتوقع الجنود أن يواجهوا مقاومين في طريقهم فكما يظنون لابد أن يكون الجميع في الصلاة .


اشتدت المعركة وارتفع زئير الدبابات ولكن " الله أكبر" كانت أعلى من هذا الزئير ،،
كان الجرحى ينزفون والشهداء يتساقطون ولكنهم مازالوا صامدين من أجل الأقصى وفلسطين ومن أجل حماية المصلين ،
ابتعد جهاد قليلا ليعبأ حزامه الذي قد فرغ من الحجارة مرة أخرى وبينما هو يجمع الحجارة
انتبه أن مجموعة من جنود الإحتلال تسللوا من خلف المقاومين ذاهبين يإتجاه الباب الرئيسي للمسجد .
شد حزامه بقوة وأسرع ليوقفهم .. كانوا أكثر منه عددا وعدة ولكن يقينه بالله كان أكبر من كل شئ
ورغبته في إحدى الحسنيين تختلج كل جوانحه فإما النصر وإما الشهادة ..




 


التعديل الأخير تم بواسطة عذبة بإحساسي ; 03-07-2010 الساعة 08:10 PM
  رد مع اقتباس