الـدرس الرابع مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان
من قصص العائدون إلى الله !!
توبة مدرسة على إحدى طالباتها
إن الاهتمام بالحجاب والمحافظة عليه هو الخطوة الأولى في طريق الالتزام والاستقامة بالنسبة للمرأة، ولستُ أعني بالحجاب حجاب العادة والتقليد الذي تلبسه المرأة فتزداد به فتنة في أعين ذئاب البشر، وإنما أعني الحجاب الشرعي الكامل الذي يُكسب المرأة احتراماً وتقديراً، كما قال تعالى عن نساء المؤمنين في آية الحجاب: (ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين). الأحزاب 59 فإذا رأى الناس المرأة المتحجبة الحجاب الشرعي الكامل، عرفوا أنها من النساء العفيفات، فلم يجرءوا على إيذائها والتعرض لها.
وبلادنا -ولله الحمد- قد تميزت نساؤها بارتداء الحجاب الكامل الذي يشمل الوجه بالدرجة الأولى، وإن كانت هناك محاولات مستمرة من قبل بعض الأدعياء لإقناع المرأة بنزع غطاء الوجه كخطوة أولى في طريق طويل لنزع الحجاب بأكمله ليصل الأمر في نهاية الطريق إلى العري الكامل والاختلاط في الأماكن العامة وعلى شواطئ البحار وغيرها كما هو الحال في كثير من البلاد التي نجح فيها أولئك المفسدون في الوصول إلى مآربهم، ولكن هذه البلاد تختلف عن غيرها، ونساؤها -والله الحمد- على وعي تام بما يدبره الأعداء، وإن لبسوا لباس الدين، وظهروا بمظهر الناصحين والمشفقين.
والقصة التي سأرويها لكم هي مثال رائع الفتيات هذا البلد المسلم.
تقول صاحبة القصة:
(وتعودت -في بلادي- أخرجُ بلا حجاب.. أرتدي الأزياء المتعارف عليها... وأحرص على آخر خطوط الموضة.
شاء الله -عز وجل- أن أحضر إلى المملكة بعقد عمل مع إحدى الجهات، وفي بداية عملي كان لابدّ من الالتزام بعادات البلد وتقاليدها، فلبست العباءة والغطاء، وظللت على هذه الحال حتى جاء موعد سفري لبلدي.
وفي المطار خلعت العباءة والحجاب، وفوجئت بإحدى طالباتي مسافرة معي لبدي لقضاء العطلة.
سعدت جدّاً برؤية طالبتي، وما إن سلّمت عليّ حتى فاجأتني بقولها:
(لم أتوقع -يا معلمتي- إنك لا ترتدين الحجاب، عكس ما كنت أراك فيه أثناء الدراسة..).
سألتها: لماذا تقولين هذا.. إنني حريصة على أداء واجباتي الدينية كالصلاة والصيام وعدم فعل أي منكر.
فأجابت: إن ما أنتِ عليه الآن هو عين المنكر.
شعرت في تلك اللحظة بالحرج من طالبتي التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، وهي التي تنصحني وتوجهني إلى طريق الصواب.
حقيقة شعرت بضآلة وضعي، وتمنيت أن الأرض ابتلعتني من شدة خجلي من الله سبحانه وتعالى.
ومن ذلك اليوم قررت ارتداء الحجاب طاعةً لله سبحانه وتعالى وامتثالاً لأمره، وحفظاً لكرامتي ونفسي من عيون الأجانب.
فلله در هذه الطالبة النجيبة -بنت الستة عشرة ربيعاً- ما أروع ما صنعتْ، وإن المسلم ليفتخر بوجود أمثال هذه الفتاة المؤمنة في مجتمعه، ويضرع إلى المولى القدير -عز وجل- أن يحفظ نساء المسلمين وبناتهم من كل مفسد عميل وكل فكر دخيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
من كتيبات : العائدون إلى الله ..
أطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !!
الحـب (وأي حـب) ..
الحب ...
كلمة صغيرة قليلة الحروف، لكنها كبيرة المعنى، عظيمة الأثر.. من عظم هذه الكلمة احتار النّاس في معناها،
وربّما من أجل هذه الكلمة زهقت أنفس وسالت دماء!!
الحب...
لا يعرف طعمه إلاّ من ذاقه ثم فقده!! فلوعة الفراق وألمه وعذابه دليل تغلغل (الحب) إلى أعماق القلب وسيرها
في مجرى الدماء ومخالطتها لكل المشاعر والأحاسيس.
الحب...
إمّا أن يكون مشروعاً ومحموداً وإمّا أن يكون ممنوعاً ومذموماً، وغاية الحب التعبد وهي مرتبة لا تجوز إلاّ (لأعظم محبوب)
وهو الله جل وعلا، ويصل الحب فيها إلى درجة التذلل والخضوع بحيث لا يعترض على أي أمر يؤمر به ولا يخالف ما يحبه
حبيبه فيحب كل ما أحبه الله، ويبغض كل ما يبغض، بل ويحاول الحبيب أن يجعل كل حبه في الدنيا تبعا لحب (أعظم حبيب)
وهو الله تبارك وتعالى، فيحب فيه ويبغض فيه.
الحب...
يجعل الحبيب يسهر الليالي ويهجر النوم، يدع الطعام والشراب والشهوة من أجل حبيبه، ترجف القدمان من طول القيام
والوقوف ولا يشعر بهما من أجل حبيبه، تدمع العينان وتسيل الدموع شوقاً لحبيبه وطلباً لرؤيته، يقرأ كلامه مرات ومرات
ومرات لا يمل ولا يكل.. بل يزداد شوقاً وطمعاً، يناجيه في السر والخفاء ساعات وساعات.. يكفيه أنّ حبيبه يسمعه!!..
لو طلب منه حبيبه وقته لأعطاه لو طلب ماله لأعطاه لو طلب حياته ودمه لأعطاه بلا تردد،
فمن أجله يرخص كل شيء، أنّه الحبيب الأعظم، أنّه (الله).
الحب..
يتدرج بصاحبه حتى يصل إلى مرتبة كبيرة تجعل صاحبها لا يفعل إلّا ما يرضي حبيبه!!
فهل رأيتم حبيباً لا يأكل إلاّ ما يرضي حبيبه، ولا يشرب إلاّ ما يرضيه، ولا يلبس إلاّ ما يرضيه،
ولا يمشي إلاّ إلى ما يرضيه، لا يسمع إلاّ ما يرضيه، ولا يرى إلاّ ما يرضيه، حركاته.. سكناته..
كلامه.. صمته.. نومه.. سهره.. أخذه.. عطاؤه.. كل هذا لا يفعله إلاّ إذا كان يرضي حبيبه!!
بل حياته وموته في سبيل حبيبه!!فهل هناك حب أعظم من هذا الحب؟! ..
إنّه (الحب) الأعظم ولا يستطيعه إلاّ المؤمنون الصادقون، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} [سورة البقرة: من الآية 165].
لنبيل العوضي حفظه الله ..
فلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !!
الجــنة .. مُبتغانا الأكبر ..
لعلّنا نحاكي نعيمها في هذا الوصف الشيّق لابن القيّم الجوزيّة ،
ونذكّركم أخوتي ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدوا بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..
. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..
. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..
. أداء صلاة الضحى ..
. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..
. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..
. قيــام الليل ..
. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..
. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..
. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..
. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..
والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .