فرأيت بخيالى رجل جميل مثل القمر بل أجمل من القمر
رأيته يقف أمام باب الجنه
أخذ بحلقة باب الجنه فيقعقعها فيقول الخازن لا أفتح لأحد قبلك و لا أقوم لأحد بعدك
فكيون أول من يأذن له دخول الجنه
و الجنه درجات بعضها فوق بعض
فباب الجنه العاليه فوق باب الجنه التى تحتها و كلما علت الجنه أتسعت
فمن كان هذا الرجل الذى هو أول من أذن له بدخول الجنه
هو رسول الله صلى الله عليه و سلم
دخل الجنه هو و الأنبياء و الصحابه و المؤمنين و كل من أراد الله
و كانت أمته هى أول من تدخل الجنه
و أول زمره تلج الجنه صورتهم على صورة القمر ليلة البدر
لا يبصقون فيها و لا يتغوطون فيها و لا يتمخطون فيها
فعندما دخل الرسول صلى الله عليه و سلم
و الأنبياء و الصحابه و المؤمنين و كل من أراد الله لهم دخولها
و جدوا فيها مالا عين رأت و لا خطر على قلب بشر
هم فى غاية السعاده
يضحكون و يلعبون ...يتقابلون
السعاده ملئت حياتهم و كيف لا و قد أصبحوا فى نعيم دائم
و نظرت لهم بخيالى و هم يتنعمون
فرأيت آنيتهم و أمشاطهم من الذهب و الفضه و رشحهم المسك
و بنائها لبنة ذهب و لبنة فضة و طينها المسك
و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و ترابها الزعفران
أرض الجنه بيضاء و أن الجنه بيضاء
و رأيت فى الجنه غرف بعضها فوق بعض
و ان فيها غرف يرى ظهورها من بطونها و بطونها من ظهورها
و تكون هذه الغرف لمن طيب الكلام و أطعم الطعام و أدام الصيام و صلى بالليل و الناس نيام
و أهل الجنه يتراءون أهل الغرف كما تراءون الكوكب الغابر من الأفق
و رأيت خيمه من لؤلؤة واحده مجوفه طولها ستون ميلا"
فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا"
و هناك قصر من لؤلؤ ليس فيه صدع و لا وهن أعده الله لخليله ابراهيم عليه السلام
و رأيتهم فى الجنه يعرفون أماكن بيوتهم و مساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا
لا يستدلوا عليها أحد
و هم فى الجنه على طول سيدنا أدم ستين ذراعا"ذراع الملك على حسن سيدنا يوسف
و على ميلاد سيدنا عيسى ثلاث و ثلاثين سنه و على لسان سيدنا محمد
جرد مرد مكحلون
و أن ريح الجنه يوجد من مسيرة مائة عام
لها تكمله ان شاء الله