أُغادِرُ بِي بعِيدا , بعِيداً جدَّاً
بغضتُ موطِئَ المَهدِ , بيتَنَا , سرِيرِي الوَثِير , براوَازِي , شَمعتِي
كلَّ شَيءْ !
فِيْ حِينِ أنَّهَا مُمتلِئَةٌ بِتفاصِيلِي معك
حتَّى الحَمَامُ الذِي كَانَ يجِيئُنِي عنوَةً مُغنِّياً غُرَّة كلِّ صباحْ, رحَل
استَوحشَ الفَراغُ الذِي كَانَ يَحمِلُ موجات أصوَاتهِ , استَوحَشَتِ القَصعةُ التِي كَانتْ
لِحُبيبَاتِ القَمحِ مآلاً لِيَملءَ بهَا معدَتهُ الفارِغة المَشوبَةُ بالعَناءِ
أوه , نسِيتُ أن أُخبرك بأنَّي عندَما اقتَلعتُنِي مِن موطنِي وسِرتُ بِلا هوِّيةِ سماحٍ بالخرُوج
وركَنتُ إلَى جدارٍ هرمٍ شاخَ مِن تصَادُم سَاعات الزَّمن , استَنهَضَ رمَادَهُ
وتشكَّلك أمَامِي , رافِعاً رايَةَ النَّصرِ
وانتَصَرَ الرَّمادُ , وسُباتٌ تحتَ كنَفِ سمَاءٍ غاضِبَةْ