
حِينَمَا كُنَّا سَوِيَّاً لَا يَفْصِلُ بَينَنَا سِوَى مَكَانَ العَمَلِ الذِي يَفْتَرِضُ بِأَنْ تَكُونِي سَطْحِيَّةً مَعِي ..
لَكِنِي مَاوَجَدتكِ فَعَلتِ ذَلِكَ ..
فَقَد كُنتِ أَقْرَبَ مَايَكُونُ إِلَيَّ ..
كُنتُ بَحَقٍ أَخْشَى النِهَايَةَ التِي سَتُصَبِحَنَا فِي الغَدِ القَرِيبِ ..
أُوقِنُ بِأَنِي أَرَدتُ البُكَاءَ لَكِنَّ مَيزَانَ الثِقَةِ بِاللهِ كَانَ الأَرجَحُ كِفَةً بِأَنَّ الأَيَّامَ سَتَجمَعُنَا ..
وَأَننا مَهمَا تَبَاعَدَتْ أَجْسَادُنَا مَازَالَتْ هُنَاكَ مَوَاثِيقٌ بَينَنَا خَفِيَّةً ..
سَجَلنَا فِيهَا أَنْ نَبقَى عَلَى عَهدِ المَحَبَةِ فِي اللهِ ..
تِلْكَ المَحَبَةُ التِي تُبقِي الأَروَّاحَ معَ بَعضِهَا وَلَوّ بَعُدَتْ بَينَهَا المَسَافَاتُ ..
الذِي يُحزِنُنِي أَنِّي وَلَوّ قُلتُ مَا أَقُوّلُ سَتَبقَى هُنَاكَ أَحَادِيثٌ وَكَلِمَاتٌ مُقَيَّدَةَ اليَدَينِ فِي زِنزَانَةِ المَشَاعِرِ المُختَلَطِةِ التِي قَضَيتُ عَلَيهَا بِالإِعدَامِ ..
فَهَكَذَا كُنتُ وَمَا زِلتُ ..
مَشَاعِرِي يَجِبُ أَنْ يَنجُو مِنهَا البَعضُ ..
وَيَمُوتُ مِنهَا البَعضُ ..
وَيُسجَنُ سِجنَ مُؤَبَدَاً البَعضُ ..
فَقَطْ لِأَنِي لَحنُ المَطَــــــــــــــرِ !
|