منذ /26-08-2011, 03:14 AM
|
#3
|
بنوتة مخلصة
شيخة البنات
|
طـلق الرسـول _ صـلى الله عـليه وسـلم _ حـفصـه طـلقه رجـعيه , وذلـك لانـها أفـشت سـرا اسـتكتـمها إيـاه , فـلم تـكتـمه وقـصة ذلـك أن النـبي _ صـلى الله عـليه وسـلم _ خـلا يـوما بـماريـه _ رضـي الله عـنها _ فـِي بـيت حـفصه , فـلما انـصرفـت مـاريـه دخـلت حـفصـه حجـرتهـا وقـالـت للـنبـي _ صـلى الله عـليه وسـلم _ : لـقد رأيـت مـن كـان عـندك , يـانـبي الله لـقد جـئت إلـى شـيئا مـا جـئت إلـى أحـد مـِن ازواجـك فـِي يـومي , وفـِي دوري وفـِي فـراشـي ثـم اسـتعبـرت بـاكيـه , فـأخـذ الرسـول _ صـلى الله عـليه وسـلم _ فـِي اسـترضائـها فـقال : " ألا تـرضيـن أن احـرمـها فـلا اقـربهـا ؟! قـالت : بـلى , فـحرمـها وقـال لـها : لا تـذكري ذلـك لاحـد , ورضـيت حـفصـه بـذلك , وسـعدت لـيلتـها بـقرب النـبِي _ صـلى الله عـليه وسـلم _ حـتى اذا اصـبحت الغـداة , لـم تسـتطع كـتمان سـرها , فنـبأت بـه عـائـشه , فـأنـزل الله تـعالـى قـوله الكـريم مـؤدبـا لحـفصـه خـاصه ولـنسـاء النـبي عـامه , قـال الله تـعالـى : { وإذ أسـر النـبي إلـى بـعض أزواجـه حـديـثا فـلما نـبأت بـه وأظهـره الله عـليـه عـرف بـعضـه وأعرض عـن بـعض فـلما نـبأها بـه قـالت مـن أنـبأك هـذا قـال نـبأني العـليم الخـبيـر } . فـلما بـلغ ذلـك عـمر فـحثـا التـراب عتلى رأسـه وقـال : " مـا يـعبـأ الله بـعـمر وابنـته بـعدهـا " , فـنزل جـبريل _ عـليه السـلام _ مـِن الـغد عـلى رسـول الله _ صـلى الله عـليه وسـلم _ فـقال : " إن الله يـأمـرك أن تـراجع حـفصـه رحـمة بـعمر " ,
وفـِي روايـة أن جـبريل قـال : " أرجـع حـفصـة , فـإنـها صـوامـه وقـوامـه , وإنـها زوجـتك فـِي الجـنه " .
عـكفـت _رضـي الله عـنها _ عـلى المـصـحف تـلاوة وتدبـرا وتـفـهما تـأمـلا , ممـا اثـار انتـباه ابيهـا الفـاروق _ رضـي الله عـنه _ إلـى عـظيم اهـتمامـها بـكتاب الله تـبارك وتـعالـى , وجـعلـه يـوصـي بالمـصحـف الشـريف إلـى ابـنته حـفصـه أم المـؤمـنين , والذي كـتب فـِي عـهد أبي بـكر الصـديق بـعد وفـاة النـبي , بـحسـب العـرضه الاخـيره التـي عـرضـها جـبريـل مـرتيـن فـِي شـهر رمـضان مـِن عـام وفـاته .
روى ابـو نـعيم عـن ابـن شـهاب عـن خارجـه بـن زيـد بـن ثـابت عـن ابـيه قـال : " لـما أمـرني أبـوبـكر فـجـمعت القـرآن كـتبتـه فـِي قـطـع الأدم وكـسر الآكـتاف والعـسب , فـلما هـلك أبـوبـكر _ رضي الله عـنه _ اي تـوفي _ كان عـمر كـتب ذلـك فـِي صـحيفـه واحـده فـكانـت عـنده _ اي عـلى رق كـانت الصـحـيفـه عـند حـفصـه , ثـم أرسـل عـثمـان بـن عـفان إلـى حـفصـه , فـسألـها أن تـعطـيه الصحـيفه , وحـلف لـيردنـها إلـيها , فـأعطـته , فـعرض المـصحف عـليها , فـردها إلـيها , وطـابـت نـفسـه , وامـر النـاس فـكتـبوا المـصاحـف .
بـقيت حـفصـه عـاكـفه عـلى العـباده صـوامه قـوامه , إلـى أن تـوفيـت فـِي أول عـهد مـعاويـه بـن أبـي سـفيـان فـِي عـام الجـماعـه , وشـيعـها أهـل المـديـنه ودفـنت فـِي البـقيع مـع أمهـات المـؤمـنين .
اللـهم أحـشرنـا مـعهـا ومـع أبـيهـا ومـع حـبيـبهـا فـِي جـنات الفـردوس الأعـلى مـِن غـير حـسـاب ولآ عـذاب آميـن آمـين آميـن   
|
|
|
|