الْمَزِيـدُ مِـنْ طُلاَّبِ الْعِلْـمِ والْحَـرِّيَّـة
حـتَّـى هـذهِ اللحْـظة الْتقَـينَـا بِثَـلاَثـةِ عَبِيـدٍ أمْريڪِييـن مِـنْ أصـلٍ إفرِيقـي ،
حَـرص ڪُـلٌّ مِنهـم علَـى التَّعـلُّم

،
ولـڪِنَّ هـؤُلاء لـمْ يڪُـونُـوا الوَحِيـدِيـنْ ، فقَـد تَّعـلَّم ڪَثـيرُون غيْرهـمْ ، وڪَـانُـوا يُجـازفُـون بـحَيـاتهـمْ
فـي سَبيـلِ ذلِـكْ

،
ولاَ أحـدَ يعلـمُ علـى وجـهِ الدِّقَّـة عـددُ العبيـدِ الَّذيـنَ تعلَّمُـوا ، فقـدْ حـرصَ معظمهـمْ علـى إبقَـاءِ الْأَمـرِ سرَّاً خـوْفـاً مـنَ الْعقـابْ

،
وَمنهـمْ (لُـوسْيُـوسْ هُـولْسِـي ) الَّذِي ڪَـانَ يقتنِـي خمسـةُ كُتُـب ، مـن بَينهَـا اثنَـانِ يُعـلّمـانِ
الْهِجَـاءْ ، وشيئـاً فشَيـئاً تَعـلَّـم كـلَّ اللَّهـجـاتِ المـوجـودَة فِـي الڪِتـاب

،
( تُـومـاسْ جُـونـزْ ) تعلَّـم هُـوَ الآخـرُ مـنْ ڪتُـب الهجَــاءْ ، وڪَانَ يـدفـعُ لطِـفلٍ آخـرُ ممَّـن يعرفـونَ
القِـراءَة سـتَّة ( سنتَـاتْ ) فِـي الإسْبـوعِ ڪيْ يـعلِّـمَهْ ، وڪـانَ هـذَا الطِّـفلُ يعـلّمهُ الڪـلمَاتُ الَّتـي
تتڪوَّن مـنْ مقْطـعٍ صوتِـيٍّ واحـدٍ أوْ مقطَعيـنْ ، وَبعْـدَ ذلـكَ علَّـم تُـومـَاس نفسَـه ڪلـماتٌ جَـدِيـدةٌ بِنفسِـهْ ،
ولـڪنَّ امتِـلاڪَ ڪتُبِ الهجـاءِ لـمْ يكـنْ أمـراً متـاحـاً لڪـلِّ العبيـدِ الرَّاغِبيـن فـي التَّعـلُّمِ والحُرِّيَّـة ،
بـلْ ڪـانَ ذلِـكَ ممنُـوعـاً ، ولـذَا فقـَد اضطُّـر بعضُـهمْ للتعَلُّـم بِطـرُقٍ مخـتَلِفـة دُون استعَـانةٍ بكُـتبِ الهِجَـاءْ

،
ففِـي جُـورْجيَـا ، ڪـانَ هنَـاكَ عبْـدٌ اسْتطَـاعَ الهِـجَاء قبـْلَ أنْ يتعَلَّـم القِراءَة ،
فقَـدْ ڪـانَ يُصغِـي جيِّـداً عندَمـا يسمَع أحـدَاً يتَهـجَّـى بعْـض الڪَلِمـات ويڪرِّر مـا يسمعُهْ ،
ثُـمَّ بدَأ فـِي قرَاءَة أسمَـاء الشَّـوارِع ولاَفتَـات المحَـلاَّت

..
وقَـد اسْتخْـدمَ هـذِه الطَّرِيـقة عبيـد ڪثِيـرونَ آخـَرونْ ،
وڪـانَتِ القـرَاءَةُ حُـلمَاً يُـراوِد الڪَثِيـر مِـنَ العَبِيـدْ ..
حَـقَّقُـوهُ بِـالصَّبـرِ والحِـيلـةِ ؛ لأنَّهُـم أرَادُوا حُـرِّيَّـتهُـم ،
فعلَـى سَبِيـلِ الْمثَـالْ ، ( سيللاَّ مَـارْتِـنْ ) الَّذي أرَاد أن يَتَحَـرَّر مِـنَ العُبُـودِيَّـة ،
فبَدَأ بهِـجَـاءِ الْڪَلمَـاتِ المَـوْجُـودة علـى اللاَّفـتاتِ والإشَـارَاتْ ، وبعْـد فتْـرةٍ ذَاعَ سِـرُّهْ .. وعَـرَف النَّـاس أنَّ مَـارْتِـنْ يُمْكِـنهُ القِرَاءة

! ،
فِـي ليْلـةٍ مِـنَ اللَّيَـالِـي ، ذهبَتْ إلَيْـهِ مَجمـوعـةٌ مِـنَ العَبِيـد فـي الفنْدقِ الَّذِي يعْمـلُ بهِ مـارْتِنْ ،
وقـدْ أحْـضرَ ڪلٌّ مِنهُـم مَـا تَيَسَّـر مِـن ڪُتُـبٍ أوْ صُحُـفٍ - بعضُهَـا مسْروقْ - لڪيْ تعينُـهُ علـى القِراءَة ،
فقَـدْ أرادَ كُـلٌ مِنهُـمْ مُّسَـاعَدَتِـهْ فـي تَحْقِيـقِ حُلُمهِ قَـدْرَ اسْتِطَـاعَتِهْ

!
أتَمَنَّـى أَنْ يَـڪُونَ مَـوْضُـوعِـي قَـدْ رَاقَ لَكُـمْ واسْتَمْتَعْـتُمْ بِ قِرَاءَتِـهْ :)


،
وَأَتَمَنَّـى أَنْ أَشُـوفْ رُدُودْكُـمْ وَتَقْييمَـاتْكُـمْ اللِّـي تِفْتَـحْ النِّفْـسْ



،
والسَّـلاَمُ عَلَيْكُـمْ وَرَحْـمَةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُهْ


..