وقد نشأت علآقآت اجتمآعيـہ قوية بين هذا الفئآت لتبآدلهآ العمليّآت التجآريـہ والمنفعـہ ، وبدا المجتمع الرشيدي متمآسڪاً ومترآبطاً رغم تعدد الطوآئف والأجنآس ، فشآعت عمليّآت التزآوج بين أبنآء وبنآت ( رشيد ) وبين أبنآء الجآليآت العربيـہ : شآميـہ ومغربيـہ . وكذلك حدث الترآبطُ الإجتآعي بين أبنآء ( رشيد ) وبنآت الجآليآت الأجنبيـہ التي ڪآنت في ( رشيد ) ، حتى إن ( جآڪ مينو ) القآئد الثآلث للحملـہ الفرنسيّـہ ( 1799-1801 ) ، أعجب بسيدة مصريـہ رشيديـہ تدعى ( زبيدة البواب ) - غآدةُ رشيد - فأعلن إسلآمـہ وتزوج بها .
وڪآنت ( رشيد ) قد شهدت دخول جيوش ( نآبليون بونآبرت ) قآئد الحملـہ الفرنسيّـہ على ( مصر ) في يوليو من عام 1799 ، وتولى ( عبد اللـہ جآك مينو ) حڪم ( رشيد ) ، واهتمّ الفرنسيون بترميم ثغور ( رشيد ) ، وأثنآء العمل في قلعـہ ( قآيتبآي ) عثر الجنُود الفرنسيّون على ( حجر رشيد ) الذي يعد مفتآح الحضآرة المصريّـہ القديمـہ ، وهو كتلـہ من البآزلت الأسود . وكآن وقت اكتشآفـہ لغزاً لغوياً ؛ لأن اللغآت الثلآثـہ التي نقشت عليه - وهي الهيروغليفيّـہ و الديموطيقيّـہ والإغريقيّـہ - ڪآنت وقتهآ من اللغآت الميّتـہ ، حتى جآء العآلمُ الفرنسي ( شآمبليُون ) وفسّر هذه اللغآت بعد درآسـہ دآمت 23 عآماً وفڪّ أبجديـہ اللغـہ المصريـہ القديمـہ التي ڪشفت للعآلم أسرآر حضآرة عريقـہ أضآءت الدنيآ أكثر من خمسَـہ آلآف عآم نوراً وعلماً وفنّاً ، والحجر موجود الآن بآلمتحف البريطآني بـ ( لندن ) .
وفي عآم 1807 قرر الإنجليز احتلآل ( مصر ) ، فجهزت حملـہ ضخمة بقيآدة الضّآبط الإنجليزي ( فريزر ) ، ووصلت الحملـہ إلى شآطئ ( رشيد ) ، غير أن المدينـہ وقفت تدآفع ببسآلـہ عن تآريخهآ وحضورهآ الإنسآني على أرض مصر ، وفي يوم 31 مآرس 1807 دخل الجيش الإنجليزي مدينـہ ( رشيد ) ، وغآص في شوآرعهآ الملتويـہ ودروبهآ الضيّقـہ ووجدهآ خآليـہ تمآماً حتّى ظن أنّ أهلهآ غآدروهآ . وفي لحظـہ مبآغتـہ ، انطلق النّدآء بالتڪبير من أعلى مئذنـہ مسجد ( زغلول ) وخرج عليهم أهل رشيد وحآميتهآ ، من نوآفذ المنآزل وأسطح البنآيآت ، فبددوا شمل الإنجليز وأوسعوه ضرباً وتقتيلاً وطردوه خآرج المدينـہ .. وانتصرت ( رشيد ) .. وانسحب الغآزي من حدود ( رشيد ) الخآرجيّـہ بعد اتفآقـہ مع ( محمد على ) ( وآلي مصر ) على الخروج منهآ في 19 سبتمبر من نفس العآم ؛ ليصبح هذآ اليوم العيد القومي لـ ( محآفظـہ البحيرة ) احتفآلاً بـ ( رشيد ) وأهلهآ وشجآعتهم في موآجهـہ الغزآة .
لكن تأتي الريآح بمآ لآ تشتهي ( رشيد ) ، وهي التي تحيآ على الصيد والسفن والبحر ، فهآ هو ( محمد علي ) يتولى حڪم ( مصر ) عام 1805 ، وتسوء علاقتـہ بـ ( الآستآنـہ ) والدول العثمآنيـہ ، فيقرر تغيير طريق التّجآرة والاعتمآد على ( الإسڪندريـہ ) ڪمينآء رئيسي لـ ( مصر ) بدلاً من ( رشيد ) ، ويقوم بحفر ترعـہ ( المحموديـہ ) ڪطريق بحري يربط بين ( القآهرة ) و ( الإسڪندريـہ ) لنقل البضآئع والمسآفرين ، فتضعف الأهميّـہ التجآريّـہ ومن ثمّ الإقتصآديـہ والسّيآسيّـہ لـ ( رشيد
) ، إلاّ أن التّآريخ لا ينسى صآنعيـہ ، فمآ زآلت ( رشيد ) حية تحمل في دروبهآ المزدحمـہ دوماً عبق المآضي وتألّق الحآضر .
|