
مُقدمـہ
الصور الفوتوغرآفيّـہ التي نرآهآ أمآمنآ يومياً هيَ نتآج للعديد من المرآحل والمعآلجآت المعقدة ، بدآيـہ من الالتقآط بوآسطـہ الڪآميرآ ، وحتى رؤيـہ الملتقى المبآشر لهآ في النهآيـہ عن طريق عينـہ المجردة .. وقد شهد عآلم التّصوير الفوتوغرآفي في الفترة الأخيرة العديد من التطوّرآت المتلآحقـہ

.
نَشأة وتطور
نشأ فن التصوير متزامناً مع ظهور البشريـہ ، فالإنسآن يميل بغريزتـہ إلى تسجيل لحظآت معينـہ من حيآتـہ ؛ وذلك لأغرآض متنوعـہ ڪحفظ ذڪرى أو ڪرمز أو للتعلم .. ولم تڪن لدى الإنسآن في البدآيـہ وسيلـہ لذلك سوى سوى رسم أو نقش تلڪ الأحدآث على الصخر ، ثم اعتمد بعد ذلڪ بقرون على استخدآم الجلود والأقمشـہ والأورآق ، ولكن الملاحظ أن الڪثير من رسومآت تلك العصور - ورغم تنآولهآ لنفس الأحدآث - اختلفت فيمآ بينهآ اختلآفاً ڪبيراً ، ويمڪن إرجآع هذه الاختلافآت إلى عدة أسبآب ؛ أهمهآ الذآتيـہ والخيآل واختلآف المهآرة من رسّآم إلى آخر ، فآلڪثير ممن ڪآنوا يقومون بالرّسم لم يشآهدوآ فعلياً الأحدآث التي ڪآنوآ يسجلونهآ ، أو حرفوهآ بسبب خيآلهم أو نظرتهم للموضوع الذي أرآدوآ التعبير عنه ؛ لذآ ڪآنت هنآك حآجـہ دآئمـہ لوسيلـہ تلغي تلك العيوب وتحفظ الوقت ، ولا تڪتفي بخيآل الرّسآم بل تجعله فقط دعماً ظآهراً لجمآليـہ الصورة .. وأدى ذلك ڪله في النهآيـہ إلى ظهور مآ يسمى بفن التصوير الفوتوغرآفي

.
الغرفـہ المظلمـہ
الأصل الأول للڪآميرآ الفوتوغرآفيـہ كمآ نعرفهآ اليوم وضعـہ الفيلسوف اليونآني ( أرسطو ) في القرن الرآبع قبل الميلآد ، ثم مرت الڪآميرآ عبر العصور والأجيآل بآلعديد من التطورآت ، إلى أن اڪتملت ڪينونتهآ في القرون الوسطى بالإعلآن عن ( الغرفـہ المظلمـہ ) Camera Obscure والتي ظهرت تحديداً عام 1568مـ .. وهي عبآرة عن غرفـہ ذآت أربعـہ جدرآن ومحڪمـہ الإغلآق ولديهآ فتحـہ صغيرة وحيدة في أحد تلڪ الجدرآن ، فتعرضُ بذلك صوراً من العآلم الخآرجي على الجدآر المقآبل لتلڪ الفتحـہ .
وقد ظلت ڪآميرآ الغرفـہ المظلمـہ هڪذآ لفترة طويلـہ ، إلى أن قآم الفنّآن الإيطآلي ( دانيللو باربارو ) Danillo Barbaro بإضآفـہ عدسـہ للفتحـہ أحدثت تأثيراً مذهلاً في حدة الصورة ، وفي القرن السآبع عشر تم تصغير حجم الڪآميرآ لتصبح على شڪل صندوق صغير ، وتم وضع قطعـہ ورقيّـہ مقآبل العدسـہ ؛ فأصبح بالإمڪآن حملهآ ونقلهآ

.
الشڪل الحديث
في صيف عآم 1826مـ قآم الفرنسي ( جوزيف نيبسي ) Joseph Niepce بوضع أسس التصوير الفوتوغرآفي بشڪلـہ الذي نعرفه اليوم ؛ حيث قآم ( نيبسي ) بقطع فتحـہ في علبـہ خشبيـہ وثبّت بهآ عدسـہ ووضع مقآبلهآ لوحاً زجآجياً تم طلآؤه بمرڪب ( البيتومين ) Bitumen ، ثم وضع العلبـہ عند عتبـہ النآفذة في معملـہ وترڪهآ لمدة 8 سآعآت من النهآر ، بعد ذلڪ قآم بغسل اللوح الزجآجي بزيت ( الافاندر ) ؛ فحصل بذلڪ على أول صورة فوتوغرآفيـہ مثبتـہ في تآريخ البشريـہ .
وفي عآم 1829مـ تحآلف ( نيبسي ) قبل وفآتـہ بقليل مع عآلم فرنسي آخر يدعى ( لويس داجوري ) Louis Dagurre ، فطورآ معاً نظآم التصوير على الألوآح الفضيـہ المسمآة بالطّريقـہ ( الدآجوريـہ )

.
مرآت عديدة
على الجآنب الآخر من بحر ( المآنش ) كآن البريطآني ( و. ف. تآلبوت ) W. F. Talbot يعمل مجتهداً على ابتڪآر أسلوب أفضل من الطريقـہ ( الدآجوريـہ ) الفرنسيـہ ، وظل هذا الأسلوب مرتبطاً باسمه إلى يومنآ هذآ .. فقد ڪآن ( تآلبوت ) ينقع الأوآق بالملح المذآب ، وبعد تجفيفهآ يرشهآ بمحلول نترآت الفضـہ Silver Nitrate ليتشڪل بذلك ڪلوريد الفضـہ Silver Chloride الحسآس للضوء على سطح الورقـہ ، وبعد تجفيفهآ ڪآن يضعهآ في الڪآميرآ وينزع الغطآء عن العدسـہ ليڪشفهآ ويعرضهآ للضوء ، موجداً بذلك الصيغـہ السآلبـہ للصورة الفوتوغرآفيـہ .. وفي عآم 1841مـ قآم ( تآلبوت ) بتحميض أول صورة سآلبـہ في التآريخ بطريقـہ تسمح بتڪرآر الطبع الموجب منهآ بعد ذلك للعديد من المرآت ، وڪآنت هذه خطوة متقدمـہ لآ تصدق ؛ حيث أصبح بالإمڪآن استخرآج وإيجآد نسخ موجبـہ من الصورة السآلبة بشڪل جيد ولمرآت متعددة ، وهي الطريقة التي اتبعهآ المصورون من بعد ( تآلبوت ) لوقت طويل جداً وحتى يومنآ هذآ ، وبهذآ فإن ( تآلبوت ) يعتبر بالفعل الأب الروحي لعلم التصوير المستخدم إلى عصرنآ الحآلي .
تعددت الابتڪآرآت منذ ذلك الحين وانتشر التصوير الفوتوغرآفي ، حتى إنه في عآم 1853مـ ڪآن هنآك مآ يزيد عن 80 استوديو تخصصاً في ( نيويورڪ ) وحدهآ ، وڪذلك ڪآن الأمر في ( لندن ) و ( بآريس ) ، ثم تطورت الأمور تدريجياً حتى أصبح التصوير ڪمآ نعرفه اليوم من حيث الأجهزة والڪآميرآت المستخدمـہ



.
شُكراً لكمـ

