عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /22-07-2005, 04:04 PM   #8

راية
عـضـوة شـرف

    حالة الإتصال : راية غير متصلة
    رقم العضوية : 122
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    العمر : 38
    المشاركات : 291
    بمعدل : 0.04 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : راية is just really niceراية is just really niceراية is just really niceراية is just really nice
    التقييم : 379
    تقييم المستوى : 26
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 3150
    استعرضي : عرض البوم صور راية عرض مواضيع راية عرض ردود راية
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

نويّرة ...
حمدًا لله على سلامتك غاليتي ... !
عشتُ موقفك بحذافيره ... وكأني كنت معكم ...
حمداً لربي أن حماكم ...
..
بالنسبة لي ...
كثرت المواقف التي استشعرت فيها الموت ..
وأني بالفعل مفارقة ...
من أبرز هذه المواقف و التي غيرت مجرى حياتي ..
وكانت سببًا في امتناعي عن أمورٍ اعتدت عليها ..
هو ماحدث في يوم 17 أغسطس من عام 1999م في تركيا
زلزالٌ شديد ... في مايقارب الساعة الثالثة فجرًا ...
رعباً .. قفزت من مضجعي ... و بجانبي كانت أختي تبكي ... !
كان صوتاً مخيفاً ينبعث من الأقدام .. وكل ما حولنا يهتزُّّ و يتمايل .. !
جميع من في البيت كان للنوم خالدًا .. و الكل على الرعب أفاق سوى اثنين ..
هما أخوايا الصغيران .. !
كنتُ مع أختي التي تكبرني بعامين ..على سرير واحد ...
لا أنسى نظراتنا ... علامات التعجب التي كست محيانا .. و دموع أختي ...
ذهبتُ أنــا.. وتركتها ... لأتفقد باقي الأسرة .. و هي تناديني ...
فــــــــاطمة .. اجلسي بجواري .. !!
لم ألتفت إليها .. بل مضيتُ قائلةً : سأذهب لأرى أمي .. وأبي ..
جدتي ... وباقي اخوتي ...
ذهبت لوالديّ .. سائلةً باستغراب و قلق ..: ماهـــذا ..؟؟
فأجابني .. بأنه زلزال ...
أختي الكبرى تصرخ.. وتبكي ..
وجدتي ((رحمها الله )) صامتة .. !
و أختي الواسطة لم تزل في سريرها قابعة ... !!!
و والديّ في غرفتهم .. يدعون .. ويذكرون الله ...
وأنـــــا ..بين الجمع متجولة ... أتفقد هذا ... وهذاك ..
رعبٌ يا نويرة أصابني ..
إحساسٌ بالذنب .. وأن الموتَ أمامي ... ولا أستطيع فعل شيء ..
ذنوبي .. تراءت أمامي ... قلة حيلتي ساءت حالي ..
دموع من حولي ... خوفهم .. نظراتهم ... لم أنسها ..
وكأن كل واحد فينا .. لسان حاله يقول ..اللهم ميتةً هناك .. ولا هنا ..
بين أهلونا ... لا بين غرباء .. يارب ..!
في تلك الظلمة يا نويّرة ....
نزلنا إلى ردهةٍ ملحقة بالبيت ...
صراخٌ ... عويل .. و نباح كلاب ...
أناسٌ يفرون بجلودهم .. ليذهبوا .. إلى أمكنةٍ خالية من أبنية ...
حينها .. تجلى موقفٌ شهمٌ للسائق الذي كان يخدمنا ...
أتى .. ليرى حالنا ... و يتطمئن علينا ..
كم أكبرنا تصرفه يا نويّرة .. !.
... بعد ذلك ..
فتحنا التلفاز ... ورأينا ما رأينا ...
أطفالٌ بين الأنقاض ..نساءٌ .. و شيوخ ...
يدٌ ظاهرة تعجز باقي الأيدي أن تلتقطها ... لتراكم الخراسانات عليها .. !
ونحن لساننا بالحمد يلهج ... و نسأل الله السّلامة ...
.. تلت تلك الهزة أربع هزات ٍ أو أكثر ...
في كلٍ واحدة كان الخوف يجتاحنا ... و ذكر الله يخفف عن حالنا ..
.. وكنا في تلك الردهة ننام ... رجالٌ .. نساءٌ ... و أطفال ..
لجأنا إليها لكونها ملحقة بالبناء الذي قطنّا فيه ..
ما أصعب الأمر ... عدم وجود أية وسيلة للسفر ...
الكل يود الذهاب لوطنه ... كثرت الحجوزات ... وقلت الحيل ...
حتى وجدنا حجزاً ... بعد أسبوعٍ تقريباً من الحادثة ....
و هناك رأينا عجبًا ..
الخوف في عين الجميع .... و البعض أتى بجلده فحسب ..
تاركاً أمتعته ...
لا أنسى حالتنا ..حين حططنا في أرض جدة ..
شعرنا بأن الله من جديد أحيانا ...
... وتنفسنا هواء الحياة مجددًا ..

***
موقفٌ منذ مايقرب الخمس سنوات ...
تلاها عدة مواقف ...
قد أرجـع يا نويّرة يومـــاً آخر ... و أبـــوح . !