آمن الإنسان.منذ بدايات الخليقة,بـ "شيءٍ ما" فائقِ الطبيعة,بشيءٍ يسمو على
الطبيعة المنظورة. حاول تفسير الإسرار كالوِلادة والموت واصلِ العالم...
الديانات : معتقدات وممارسات
منذ ما قبل التاريخ,دفن الإنسان الأول موتاه مع سلاحهم وحُلاهم
وأشيائهم المألوفة كما لو كانوا ليستخدمونها في حياة أخرى,حياة
يعيشونها بعدَ الموت.ومنذ وقت مبكر راح الإنسان يتساءل عن بدايات
الطبيعة وعن سبب الظواهر التي لم يكن يستطيع تفسيرها كالصواعق
والبروق والرعود والرياح والليل والنهار,وعن دورة الفصول وما شاكل.
لقد عزا ذلك إلى اٍله أَو عدة آلهة أقوياء.وأخيراً لقد رغب الناس دائماً
في الاتصال بالآلهة ليستدروا عطفها.وان مجملَ ما يؤمن به الناس وما
يمارسونه على شرف القوى الفائقة الطبيعة يشكل ما نسميه الدين أَو الديانة.
- دور الدين في المجتمع
لعب الدين دوراً أساسياً في جميع المجتمعات القديمة؛فلأسباب دينية
أُنجزت الأعمال الفنية الأولى.وكان الدين مبرراً لتنظيم المجتمع والحياة
العائلية وهو الذي نسق الأعمال اليومية.وكان لا يَرِد في تفكير أحدٍ ألا
يمارس ديناً وكان من النادر جداً أن تلتقي ديانتان مختلفتان في بلد واحد
دون أن يؤدي ذلك إلى حروب أَو إلى اضطهادات.اليومَ أعطت بعضُ الدول
مثِالاً عن التسامح : إذ يمكن أن تتعايشَ عدة ديانتا وأن يمارِسَ الإنسان
الديانة التي يريد أَو أن لا يمارس أية ديانة على الإطلاق.ولكن لا يزال هناك
بلدان تستنبط قوانينها من دين معين.
المعتقدات والمقدسات,أساسُ الأديان
تتألف الأديان من مجموعة من المعتقدات:
فالاحيائيون يعتقدون أن الطبيعة تُحييها أرواحُ لا عديد لها وهي غير
منظورة؛ويؤمن المشركون بعدة آلهة:وليس للموحدين سوى الهٍ واحدٍ.
غير أن المشركين والإحيائيين كثيراً ما يتفقون على أن ألها واحداً هو
وراء الخليقة بكاملها فيلتقون بذلك مع الموحدين..والإله,بالنسبة إلى
الجميع,هو خارج العالم العادي,انه مقدس ويوحي باحترام عميق..يتناقل
المؤمنون,بخصوص آلهتهم,شفيها أو كتابة,الكثير من الحكايات,الخرافات
التي تشكل في مجموعها علم الآلهة أَو الميثولوجيا.هذه الحكايات هي في
غاية التنوع,لكننا نجد بعضها في كثير من الديانات:حكاية الفردوس
الأرضي,أسطورة خلق الإنسان الأول,حكاية الطوفان...وفي بعض
الديانات,يعتقد المؤمنون أن الله يخاطب الإنسان مباشرة:تلك هي "الديانات الموحاة".
وبعض الناس لا يؤمنون بوجود الله ولا بوجود أي اله آخر:أنهم كافرون .ويعتقد
آخرون أن الإنسان لا يستطيع أن يعرف شيئاً عن أصل الكون ولا عن قدره:يُدعى
هؤلاءِ الناسُ لا أدريين,لا يبالون بأي معتقد.
- الممارسات:ما يجب أن نفعَله من أجل الآلهة
المؤمنون هم أشخاص يمارسون ديناً بتنفيذ وصاياه.وبين هؤلاء كثيرون
يؤكدون أنهم ينتمون إلى دين,دون أن يقوموا بكل ما يتطلبه هذا الدين:أنهم
مؤمنون إلا أنهم غير ممارسين لهذا الدين.في كل الأديان يقوم المؤمنون
بأعمال محددة,يقولون إن الله يفرضها عليهم.العبادةُ هي تقديم التكريم
والاحترام لإله (أَو لعدة آلهةٍ):
تتضمن احتفالاتٍ أَي أعياداً ذاتَ صفة مقدسة تَسِمُ لحظاتٍ مختلفة من الحياة
والسنة,كما تتضمن صلوات وتضرعات وتشكرات.تنظيم الاحتفالات والصلوات
تبعاً لقواعدَ دقيقة هي الطقوس.
وفي الأكثرية الساحقة من الديانات يكلفُ بعض الأشخاص بتفسير النصوص
الدينية والسهر على حسن تنظيم العبادة.هؤلاء الأشخاص هم غالباً كهنة
ويؤلفون مجموعة رجال الدين.إلا أن هناك ديانات من دون رجال دين حيث
لا وسيط بين الإنسان والله (أَو الآلهة)الذين يؤمن به,ويظن بعض المؤمنين
أن ثمة كلمات وأعمالاً مقدسة بإمكانها أن تعاند قوى الطبيعة وتفعلٍ ما يريدون.
وهذا ما يدعى سحراً,يستخدم أَو للتنبؤ بالمستقبل أو لإحداث شر أَو أذى للعدو.
ويعتقد جميع من لا يؤمنون بالسحر أَن الممارسات السحرية تعتبر ضرباً من الأوهام.
تسامُح:ميزة بفضلها نتقبل ونحترم آراءَ الآخرين وطريقة تصرفهم.
خُرافة:حكاية وهمية تحاول تفسير أصل الإنسان والكون.
صلاة:فكرة نرفعها إلى الله (أَو أَي اله),أَو نص نتلوه على اسم الله أَو أَي اله.
طُقوس:مجموع الممارسات والاحتفالات الدينية التي يُحييها الإنسان في إطار معتقدٍ أَو دين.
عبادة:تكريم نخص به إلها.حفل نعبر بواسطته عن هذا التكريم.
وَهم:اعتقاد بأشياءَ سرية نعتبرها دلالات خيراً أَو شرا.
حكاية الطوفان
بين الأديان نقاط مشتركة مثل أسطورة
(أو حكاية)الطوفان التي تفسر خوف الإنسان من الفيضانات القديمة.
يقول الكتاب المقدس إن نوحاً هو الوحيد الذي نجا من الطوفان الذي
أرسله الله لقتص من الناس الأشرار.فبنى فلكاً أدخل إليه زوجاً من
كل نوع من أنواع الحيوانات (أدناه).
وهطلت الأمطار أربعين نهاراً وأربعين ليلة,ثم رسا الفلك على أحد الجبال.
ان أسطورة ما بين النهرين أوحت,لا شك,بهذه القصة التوراتية,أَوعز
الإله ايا إلى الإنسان الأول ,أوتا نابشتي. أن يبني قارباً لينجو من الطوفان.
وفي اليونان القديمة أرسل الإله زفس طوفاناً لكنه أنقذ دوكاليون وبيرا اللذين بنيا فُلكاً.