لماذا نتوكل على الله؟
1- نتوكل على الله لأن التوكل معيار الإيمان (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) ،
(إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا).
2- نتوكل على الله لأنه أعظم وكيل سبحانه
(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا).
3- نتوكل على الله لأنه هو الذي يكفينا ومن أعظم كفاية من الله
(ومن يتوكل على الله فهوحسبه).
4- نتوكل على الله لأن التوكل عليه يحمينا من سلطة الشيطان
(إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون).
5- نتوكل على الله شكرا له وامتنانا لأنه هدانا
(وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا).
ولكن متى نتوكل بالضبط؟
الجواب: نتوكل على الله في الأمر الخاص منذ أن نعزم مباشرة عليه
(فإذاعزمت فتوكل على الله)
حسناً .. هذا (التوكل) الذي أعاد القرآن فيه وأبدى، وكرره في مواضع كثيرة، وسياقات متنوعة، ما هو بالضبط؟
الإشكال بصياغة أخرى: الكثير يتساءل: كيف أكون متوكلاً ؟ كيف أحقق هذا المقام الإيماني العظيم الذي يحبه الله
ويعرضه لنا في القرآن، يرغبنا فيه؟
التوكل بكل اختصار: اشتغال الجوارح بالأسباب، واشتغال القلب بالله.
المسلم مأمور بالأسباب فالنبي ظاهر بين درعين يوم أحد،وادخر لأهله قوت سنة،واستأجر يوم الهجرة
هاديا خريتا , وحمل الزاد في سفره؛وهو سيد المتوكلين, ولكن , ومع فعل الأسباب , فإن القلب معلق بالله
ملتفت معرض عن التعلق بهذه الأسباب، ولذلك ترى المتوكليلهج بالذكر،يرقب توفيق ربه، ويتمتم بالدعاء.
يتحدث المتوكلون عن أذواق لهم يشعرون بها لا يتصورها المحبوسون في زنازين خطاياهم مثلنا ,
فمن أراد أن يعرف ماهي (الطمأنينة) وما هي (السكينة) وأي شئ هو (راحة البال) , فليجرب التوكل.
هل تظن رجلاً قلبه معلق بملك الملوك سبحانه فوق سبع سماواته يقلقه شئ من مقادير هذه الدنيا؟
نماذج مشرقة في التوكل على الله
تأمل طمأنينة وسكون خليل الله ابراهيم وهو يرى أعمدة اللهب، وقد اقترب منها، بينما هو يردد
(حسبنا الله ونعم الوكيل) كما رواه البخاري , ثم تأمل طمأنينة النبي إذ حاصرته الجيوش عند حمراءالأسد
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعولكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل),
تأمل ماذا قال الله؟ قال (فزادتهم إيمانا) .. رباه .. ما أسعد المتوكلين! يزدادون إيمانا في اللحظة التي تنهار
فيها نفوس الناس!.
إذاً التوكل حالة قلبية في التحليل الأخير، لذلك كان الإمام أحمد يقول:"التوكل عمل القلب،
ومع ذلك انظر لحب الله سبحانه لقيام هذه الحالة القلبية في عبده".
الشيخ أبو عمر - إبراهيم السكران - الخميس 13-8-1432هـ