أتعلمين يا لمو أعتقد أن الناس في هذا الزمن قد خلطوا مفهوم
الطيبة والسذاجة معا ، فأصبحنا نعتقد أن كل من كان طيبا مع
الآخرين أصبح ساذجا في نظرنا ..
حينما نقول هو (شخص طيب) ألا يعني ذلك أنه شخص ذكي وعاقل
يعلم كيف يتصرف لمصلحته ولمصلحة غيره في نفس الوقت ،
ويعلم ماذا يقول وكيف يقوله ومتى يقوله أيضا ،
يحب مساعدة الآخرين ومعاونتهم وإبداء النصح لهم لكن
بحدود وضوابط معينه تكون مناسبة له
-أي لا يحمل نفسه ما لا طاقة لها لكي يرضي الآخرين ويساعدهم-
يعلم متى يكف الأذى عن غيره ويصمت ، ويعلم متى يتكلم بمنطقية ليأخذ حقه .
للأسف كل تلك الصفات الرائعة اختلط مفهوم السذاجة معها
فيظن البعض أنه إذا سامح شخص آخر غيره ولم يطالب بحقه
فيعتبر ذلك طيبة أو كما يقولون (على نياته)
متناسين أنه شخص متسامح ولا يحب جعل المشكلة كبيرة بلا سبب معين ،
ويعتبرونه طيبة أيضا حينما يطلب منا الآخرون المساعدة ولا نرفضها لهم ،
متناسين أن الشخص الذي قام بالمساعدة يود ذلك وفي مقدروه مساعدة غيره .
والمثل المتناقل بين الناس (إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب)
لذلك نرى أن كل من يقال له أنت طيب يصاب باليأس
والإحباط لأنه ضعيف وليس كغيره مع أن ذلك خاطئ تماما !
أعطيكِ مثالا أخيرا لما أود قوله :
حينما تساعد طالبة صديقتها في حل واجباتها للمرة الأولى والثانية
فنعتبر ذلك طيبة منها لأنها تود حقا مساعدة صديقتها
ولكن حينما تطلب منها صديقتها مساعدتها في حل الواجب لأكثر من مرة
وتوافق تلك الطالبة على ذلك فحينها نعتبره سذاجة لا طيبة ،
لأن الطالبة حملت نفسها ما لا تحبه
كما أنها لم تساهم في فعل ما يصب في مصلحة صديقتها
والتي تتمثل في أن تتعلم تلك الصديقة كيف تعتمد على نفسها في حل الواجب
أعتذر على الإطالة وأتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال ما أود قوله .