كانت مستلقية علىذلك الكثب الرملي , خصلات شعرها تتطاير بينما هي جثة هامدة لا تتحرك ولا تتنفس ,واسفل منها كان الخمسة جالسين في صمت خانق , قطعه آدم : هل تتوقعون بأنها ستستيقظ؟! انها لا تتنفس وهي على هذه الحال منذ 8 ساعات !
ياسر : انها المرةالثالثة لها أليس كذلك ؟
رائد : أجل ! فيالمرة الأولى عندما اسقطها أمير استمرت الحالة لمدة عشر دقائق , والمرة الثانيةعندما انقلبت السيارة استمرت لأربع ساعات وهذه المرة الثالثة !
آدم : أنا اصبت بهذهالحالة مرتين , والثانية دامت أطول !
رائد : وانا كذلك !
يزن: اذا في كل مرةيدوم الأمر أطول من قبل !
رائد: الغريب فيالأمر , لماذا انقلب جدي وأبي وأخوته علينا بهذه الطريقة لقد أرادوا قتلنا !
أمير: لقد علمت انهذا سيحصل !
يزن:أمير ! هل تعلمما يحصل لنا هنا !؟
أمير : بالضبط لاأعلم ماذا حصل ! لكنني عندما تشاجرت مع أحد المتنمرين في القرية قام بضربي بقوةعلى رأسي فقدت الوعي وعندما استيقظت كان قد هرب , لم أستطع النوم بعدها أبداً !اكتشفت مع الايام انني أملك قوة عجيبة , الى ان جاء اليوم وجدت في ذلك المتنمروعندما اردت ان أضربه , تفاجأت اكثر بأنني كدت ان أقتله بضربة واحدة !
رائد : فعلا امرعجيب.
أمير: بدأ جديوأعمامي وعمتي باضهادي بشكل واضح , لقد كنت أرى الكره في أعينهم نحوي بشكل واضح لمأره في أعين أحد من قبلهم ! بعدما هربت من القصر , ذهبت الى المدينة لأسكن عندخالي , لم يخبر أحدا بمكاني حتى أمي ! لقد لاحظ القوة الغريبة التي أمتلكها , حتىوصل بي الأمر أحيانا بأن أكسر كل شي أمسكه . كانت زوجة خالي تعشق قراءة الرواياتوبالاخص تلك الروايات التي تتحدث عن الخرافات الرومانية وغيرها . عندما حدثتها عنما صدر من جدي وأعمامي , نظرت الي وبدأت تحرك يديها متلفة نحو اليمين واليسار , وتلعثمتكثيرا ولم أستطع أن أفهم سبب اندهاشها , ثم ركضت مسرعة نحو مكتبتها المليئةبالروايات , وبدأت تبحث حتى أخرجت رواية وأعطتني اياها , كان اسمها ( وردة الصحراء) . وأخرج من جيب معطفه كتاب بال .
كان الأربعة ينظروننحوه بإنتباه شديد , مرت نسمة من نسمات الخريف , أشعرتهم بتلك القشعريرة التيازدادت مع شوقهم لمعرفة ما سيقوله .
أمير : كتب في بدايةالكتاب بخط صغير , الرواية مقتبسة من قصة يعتقد بأنها خرافية تداولها السكانالمحليون في القرن التاسع للميلاد . تتحدث عن فتاة كانت تسكن مدينة صغيرة متحضرةفي الصحراء الكبرى قبل ثلاث آلاف عام امتلكت هي وخمسة من أقاربها قوى خارقة .جعلتهم يأخذون حكم اقليم الصحراء الكبرىلمدة مئة عام , كان أحدهم يسقط من فوق سطح الجبل ولا يتأذى .
أخرج آدم جهازهالنقال من جيبه وأراه صورة تلك اللوحة التي رآها بالمتحف وقال : ما تقوله ليسبجديد أنظر !
تفاجئ أمير مناللوحة , وقال بتأتأة : انهم نحن ! كيف !؟
ياسر : يبدو أنهاصورة لهم ! ماذا ذكر في الرواية !؟
أمير: لم تذكر سببما يحصل لهم , فقد كانت تتكلم عما كان يحصل بينهم ! وأيضاً تذكر العداء الشديدالذي أكنه أهلهم لهم , وكان بدون سبب , ومحاولة أبو تلك الفتاة التي كانت تذكر فقطباسم (وردة الصحراء) لقتلها . لكنه فشل وفي المقابل قام الخمسة بقتله بشكل شنيعانتقاما لها . ما جعلها تكرههم !
نظر الجميع نحو سلمى, ثم قال آدم : لقد حاول جدها وعمها أن يقتلوها !
يزن: حاولوا أنيقتلونا أنا ورائد أيضاً !
رائد : سأصارحكم بأنني أشك بان أحدهم قد دس ليسماً في الطعام الذي كنت اتناوله في تلك الليلة التي تغيرت فيها !
فتحت سلمى عينيهاببطء , ونظرت نحو شروق الشمس , وسقطت دمعة من عينها كانت محبوسة لفترة طويلة , ثمجلست والتفتت نحوهم, ثم وقفت على قدميها بسرعة أمسكت بطرف ردائها وركضت الى أسفلالكثب الرملي مبتعدة عنهم !
هب الخمسة جميعا وراءها, صرخت: دعوني وشأني !
كانت تركض وهي تنظرنحو الشفق الأحمر وكأنه وجهتها ! كانت تهرب من هذا الواقع الغريب , ومن كل ما حصلبها !
أمسك آدم بردائها ,لم تلتفت نحوه لكنه عرقل مسيرتها !
صرخ يزن من بعيد :دعها وشأنها !
تركها آدم , أطلقتشهقة من أعماقها , وتابعت الجري نحو الشفق..