جميعها مصطلحات أطلقت على ظاهرة طرأت مؤخراً على الحجاب الإسلامي تحت مسمى "الموضة" !
و كالعادة . . استحسن فتياتنا المسلمات هذه الموضة . . و باتوا يتـّبعونها . . ؛
حتى أصبح من المستحيل أن يتخلين عن ذلك الشيء الكبير الذي يضّخم من حجم رؤوسهن إلى حد اللا معقول !
بل و لأشد الأسف . . أخذن يتسابقن من أجل رفع رؤوسهن لمنافسة ناطحات السحاب علواً !
بعد أن عادت مريم إلى منزلها . . ؛
جلست تستذكر جانباً من الحديث الذي دار بينها و بين زميلتها في إحدى التجمعات الدورية التي تقيمها فتيات الحي ؛
فاطمة: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
مريم: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
فاطمة:يُخيـّل لي أن عكفتكِ أصبحت أكبر . . ؟ ! :sg.9:
مريم: نعم يا فاطمة . . و أصبحت أجمل أيضاً أليسَ كذلك . . ؟!
فاطمة: لا يا عزيزتي . . إنها ليست جميلة البتة !
مريم: و لماذا تقولين هذا الكلام؟ إنها الموضة يا فاطمة . . إنها الموضة . . ؛
ألا ترين أنها قد اكتسحت الأسواق بمختلف الأحجام و الألوان . .
أفكر في اقتناء واحدةٍ أكبر . . فلقد أعجبتني العكفة التي ترتديها سناء .
فاطمة: صحيحٌ أنها الموضة يا مريم . . و لكن يجب أن نرى أولاً ما إذا كانت هذه الموضة تتوافق
مع صفات الحجاب الإسلامي الذي فرضه الله تعالى علينا أم لا . . فإن كانت لا تتعارض و تعاليم
الدين الإسلامي فلا بأس من مجاراتها و إن كانت غير ذلك فلابد من الابتعاد عنها بل و مكافحتها
أيضاً ؟!
مريم: و لمَ لا تتوافق العكفة مع تعاليم ديننا الإسلامي ؟! لو كانت كذلك لما ارتدتها جميع الفتيات ! :sg.6:
فاطمة: ألم تسمعي بحديث الرسول[صلى الله عليه وسلم] حيث قال: [صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم
سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهن
كأسنمة البخت ، لا يدخلن الجنة و لا يشمنّ ريحها]
إن الرسول [صلى الله عليه وسلم] يحذرنا من هذا الحجاب . . حجاب الكاسيات العاريات . . ؛
إنه يشبه هذه العكفة بسنام الجمل المائل و . . .
قاطعتها مريم قائلة: هل أفهم من كلامكِ هذا أنني أَشْبَهُ بالناقة عند ارتدائي لهذه العكفة ؟!
فاطمة: هذا ما يستنتج من الحديث الشريف يا عزيزتي :d098:
تخيلي أنه بمجرد وضعكِ لهذه العكفة فإنكِ تُحرمين من دخول الجنة
و تُحرمين حتى من شم ريحها !
مريم: ألهذه الدرجة ؟! و لكنها عكفة ليس إلا !
فاطمة: لا تستهيني بهذه العكفة يا مريم . . إن لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] حديثاً آخر . . يقول فيه:
[سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد ،
نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات ،
لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم]
أتعلمين ما هو اللعن يا مريم ؟ !
مريم: إمممممممم
فاطمة: هو الطرد و الإبعاد عن رحمة الله سبحانه و تعالى . . فهذه العكفة التي تستهيني بها من
شأنها أن تحرمكِ رحمة الله الواسعة . . التي نحن جميعاً بأمسّ الحاجة إليها . . !
كما و أنني قرأت ذات مرة أن العلة في النهي عن لبس العكفة . . ؛
أنها تعتبر زينة تلفت نظر الأجنبي إليكِ مما يدعوه إلى عدم غض البصر.
مريم: لقد أفزعتني بما قلتِ . . لم أكن أعلم بهذا من قبل ؟!
إذن لماذا يتهافت الفتيات عليها و يتسابقن من أجل تكبير تلك -النفخة-
ما دامت لا تتناسب و حجابنا الإسلامي و تعتبر مظهراً من مظاهر التزيّن و التجمّل ؟!
فاطمة: لقد أغواهنّ شيطان الموضة . . الذي يزيّن هذه العكفة في نظرهنّ . . ؛
و يحاول أن يقنعهنّ بأنها تضفي على الحجاب جمالاً و على الأنثى بهاءً . . !
مريم: و لكن مظهر الحجاب يكون بها جميلاً
فاطمة: يُهيء لكِ أنه جميلاً . . و لكنه في الحقيقة قبيحاً . . أتعلمين أن معظم الشباب يسخرون
من هذه -النفخة- التي تصنعها تلك العكف . . أخي يقول أن الشباب يعتبرون من ترتديه
مخلوقاً فضائياً قد أتى من المريخ أو زحل !
كما و أنهم يسخرون من تلك -النفخات- بشكل كبير . . و كذلك رسّامي الكاريكاتيرات . .
الذي لا يفتأون بين الفينة و الأخرى إلا و رسموا كاريكاتيراً يسخر من ذلك الحجاب
أشد أنواع السخرية . . كم يحزنني يا مريم أن تكوني موضع استهزاء و سخرية !
مريم: و من ترضى أن تكون موضع سخريةً لأحد . . !
و لكنـّي اعتدت عليها يا فاطمة . . إن العكفة تقوم بتثبيت الحجاب و تغنيني
عن تعديله بين الفينة و الأخرى :angelmr:
فاطمة: دعي عنكِ هذه المبررات الباطلة فهي لا تسمن و لا تغني من جوع .
و ما الذي كان يثبت حجابكِ قبل ظهور هذه الموضة ؟! هاه ؟!
تستطيعين الاستعاضة عن العكفة بلبس قبعة أسفل الحجاب . . ؛
هناك أنواع كثيرة منها . . اختاري ما يناسبكِ . . ؛
كما يمكنكِ استخدام الدبابيس المخصصة للحجاب . . ؛
يوجد منها أنواعاً و أشكالاً مختلفة و جميلة في الأسواق .
لا تقولي اعتدت عليها . . و لا أستطيع التخلّي عنها . . ؛
بل قولي :
-أنا قادرة على التخلص من هذه العادة-
-لن أدع هذه العكفة تحول بيني و بين الجنة-
-لن أدع هذه العكفة تحرمني من رحمة الله و أنا بحاجة إليها-
-لن أجعل نفسي موضع سخرية و استهزاء لأيٍ كان-
-لن أساهم في تشويه صورة الحجاب الإسلامي و إلتزام الفتاة المسلمة-
اعقدي العزم على تركها . . خذي بالأسباب و توكلي على الله
و إن كنتِ لا تستطعين الاستغناء عنها مباشرةً كما تقولين . . ؛
قومي بتقليصها شيئاً فشيئاً . . إلى أن تصبح لا شيء
لا تكوني ملفتةً للأنظار بتلك العكفة الداعية للسخرية
بل كوني ملتزمةً بالحجاب الإسلامي الكامل . . ؛
الذي يدل على حيائكِ و عفتكِ و إلتزامكِ و قدرتكِ على مقاومة التيار الذي يجرف معظم فتيات هذه الأمة بسهولة . . ؛
عندها لن تكوني مدعاةً للسخرية و الاستهزاء ؛
بل قدوة حسنة تقتدي بكِ فتيات هذه الأمة
غاليتي . . أتمنى الآن أن تعقدي العزم على ترك هذا الحجاب الذي ليس بحجاب . . ؛
لأنكِ فتاة الإسلام . . ؛
الفتاة التي تحرص على أن تظهر معنى و فلسفة الحجاب الإسلامي
بمفهومه الصحيح و فلسفته الراقية . . ؛
و تعكس صورة برّاقة للحجاب الإسلامي . . !
الفتاة التي تؤمن بأن الله سبحانه لم يفرض علينا هذا الحجاب عبثاً . . ؛
و إنما فرضه ليصون كرامة المرأة الملتزمة . . ؛
و يحفظ جوهر الأنثى العفيفة . . ؛
و يحمي الفتاة من الذئاب البشرية الشرسة التي تسعى لانتهاك تلك الكرامة . . ؛
و سلب ذلك الجوهر رونقه و بريقه . . !
أنا واثقة تمام الثقة من قدرتكِ على مقاومة التيار الذي جرفكِ معه . . ؛
لتعودي إلى بر الأمان . . ؛
لأنني أعلم أنكِ لن تستمري في لبس حجابٍ الإسلام بريءٌ منه
و بعد تفكير عميق . . ,
اندفعت مريم نحو ذلك الدرج الذي تضع فيه عكفها
و بلا أدنى تفكير ألقتها في كيس القمامة بغضب و قالت بنبرة حادة :
- قبـّحكِ الله من عكفة أغواني بها الشيطان . . و حجبت عنّي رحمة الرحمن . . و كانت ستحرمني من ريح الجنان !
و الآن ماذا عنكِ أنتِ ؟!
هل ستسلكين مسلك مريم؟!
أم ستظلين منجرفة مع التيار ؟!
ودّي لكنّ
[]
*شكر خاص للمصممة الرائعة
κisαмє ≈ cнαи
:sg.7::sg.7: