تجمع جميع أفراد العائلة داخل الصالة الرئيسية واقفين حول تلك الأريكة الطويلة , بينما يجلس عليها آدم ويزن بينما تجلس سلمى عن عتبة الباب وهم في حالة انذهال تام .
ماجد صارخاً : ماذا حصل هناك !؟ سوف أجن !
جلال : رائد انت كنت تقود السيارة ماذا حصل لها لماذا هي محطمة هكذا !؟ ,, يزن ؟
كان الاثنان ينظران الى الأرض ولم يحركا ساكناً . كان الجميع يتساءل ويصرخ وكان الثلاثة في عالم آخر !
أمسك سالم بيد رائد بقوة وبدأ بهزه : ماذا حصل هناك يا فتى !؟
بلع رائد ريقه بصعوبة ثم نظر الى الجميع : يبدو أنكم على حق !
التفت يزن وسلمى نحوه , ثم أكمل : يبدو انها عفاريت أو شيء من هذا القبيل !
صمت الجميع وبدا عليهم شحوب الخوف , قال جلال : أتعني أنها هي من فعلت هذا بسيارتك ؟!
رائد : أجل ! انها قوية , وسريعة !
صرخت عزيزة : يا إلهي ! يجب ان نخرج من هذا المنزل انه مسكون لا نستطيع ان نمكث هنا.
رنت كلمات عزيزة في آذان الجميع وازداد شعورهم بالخوف !
رد جلال بحزم شديد بعدما رأى علامات الخوف على أعينهم : ان هذه الكائنات حق ! وهي موجودة ! ولا يجب ان نخاف منها فإيماننا يجب أن يكون أقوى من ذلك ! , لن نخرج من المنزل بسبب ذلك .
نظر حوله ثم قال : أتفهمون !
صالحة : لكن يا أبت , قد ...
عقد جلال حاجبيه وبصوت راسخ : لا مجال للمجادلة !
......
في تلك الليلة , كان الجميع يتغصب النوم ولا يلمس جفونه من الخوف . كان ماجد وسالم يحاولان أن يقنعا نفسيهما بما قاله أبوهما . ويتصنعان النوم , بينما كانت النساء قلقات بشدة , ويتقلبن باستمرار عاجزات عن النوم .
اما في غرفة الطفلين موسى وليث كان الطفلان يغطان في نوم عميق , فقد حاول الجميع اخفاء الأمر عنهما لإلا يشعرا بالذعر , بعكس لمياء ورهف اللاتي نمن في سرير واحد وتحت غطاء واحد وقد امتلأت قلوبهن رعباً مما سمعتا , وتستيقظان كلما عانقت رياح الخريف زجاج النوافذ !
كانت سلمى مستلقية على سريرها , وعيناها التي لم تذق طعم النوم منذ أسابيع تفكر بالتغير الجذري الذي حصل لمفاهيمها , وتحاول جاهدة ان تتكيف مع تلك الفكرة . وتفكر بحقيقة ما يصل معها ومع أٌقربائها ! وتحاول ان تحل كل تلك الألغاز المتشابكة .
عندما قاطع حبل أفكارها صوت صادر من النافذة , نهضت من السرير وتوجهت نحو النافذة المفتوحة ونظر نحو الأسفل .
كان يزن متعلقاً على انبوب المياه ويحاول أن يصعد , أرادت ان تصرخ لكنها كتمت أنفاسها في لحظات , نظر إليه وقالت بهمس : ماذا تفعل هنا !؟
نظر اليها وبابتسامة غبية بينما كان عالقاً : اذا انت مستيقظة ؟!
سلمى : أحقاً , وكأنك جلبت معلومة جديدة ! ماذا تريد ؟
نظر الى الأسفل ,ورأت رائد راكباً سيارته وينظر اليهما , رفع يزن نظره اليها : إن آدم وياسر ينتظراننا !
سلمى : الآن ؟!
يزن : يجب أن نعرف الحقيقة بسرعة !
سلمى : حسناً سآتي !
ركب ثلاثتهم السيارة , ادار رائد مفتاح السيارة , الا أنها أصدرت صوتاً أقوى من السابق , بسبب تلك الضربات التي لحقت بها .
سلمى : لم يكن عليك إخافتهم بهذه الطريقة !
رائد : الم تروا وجوهنا الشاحبة , كيف لي أن أفسر ذلك لهم !
يزن : ولا نستطيع أن نقول الحقيقة !
سلمى : ولم لا ؟!
يزن : نحن لا نعلم ما يحصل الى الآن , سنذهب لنحاول ان نفهم ما يحصل لنا !
سلمى : إلى أين ؟!
رائد: خلف أحد الكثبان الرملية , لقد واعدنا آدم هناك !
كانت السيارة تتحرك ببطء حتى لا تصدر ضجة عالية , وتخرج من البوابة , بينما كانت لمياء تراقب من نافذة غرفتها ما حصل !