عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /13-10-2011, 04:28 PM   #12

أَشْوآقْ
بنوتة محلقة
وَهجُ حلمْ ~

 
    حالة الإتصال : أَشْوآقْ غير متصلة
    رقم العضوية : 67447
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 103
    بمعدل : 0.02 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : أَشْوآقْ is a jewel in the roughأَشْوآقْ is a jewel in the roughأَشْوآقْ is a jewel in the rough
    التقييم : 266
    تقييم المستوى : 18
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 2864
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور أَشْوآقْ عرض مواضيع أَشْوآقْ عرض ردود أَشْوآقْ
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي







غُيُومٌ مُتَرآكِمةٌ تُغَطّي ملامحَ السّمَاءْ .. بردٌ قَارصْ .. لاثَمّةَ سيّارةٌ سواها ..

وقفتْ على شَاطئٍ يُهَيِّجُهُهُ الجزرُ تَارةً ويُهَدِّئُهُ المَدُّ تَارةً .. بدتْ تلكَ الشَواطِئُ كمَا

لو هَجَرهَا الصّيادونْ .. فقط قواربٌ خاليةٌ تُصَارعُ الرياحُ الحبالَ في نَزعِهَا .. شِبَاكٌ خاليه ..

فجْأه .. صوتُ قَرعُ حِذاءٍ قريبْ .. التَفَتَتْ .. إمْرأةٌ تحملُ مِظَلةٌ سَودَاءْ .. وترتَدِي معطَفَاً

أسودْ .. جلستْ على الكُرسِي .. وضَعتْ المِظَلهْ فوق رأسِهَا .. شَهَقَاتُ صَدْرهَا بَدْتَ

عاليةً جداً .. وكَأنّما تَخْتَرقُ تلكَ الغُيومَ الثائرةَ لتَصِلَ السَمَاواتْ .. ثمّ يعُودُ صَدَاها كمَا

الزفيرُ .. فتَبْتَسِمْ .. بَدَأتْ تُحَدّقُ بهَا من بعيدْ .. لا شئ سوى مِعْطَفٍ أسْودْ .. وحِذاءٌ

بالي .. ومِظَلةٌ سَوداءَ تُغَطّي رأسَها .. توجّهَتْ نَحْوهَا .. شَهَقاتُ صَدْرِهَا تَزْدَادْ ..

حتّى لا يَكَادُ للزَفيرِ صَوتْ .. جَلَسَتْ بِجَانِبِهَا ... لِمَ أنتِ هُنَا في هذا البردِ القارصْ ؟ ..

لاثَمّةَ إجَابهْ .. بدتْ شَهَقَاتُها تَزْدَادُ وكأنّها تُجِيبْ ... أَتُرِيدِينَ مَاءْ ؟ .. لا ثَمّةَ إجَابهْ

سوى شَهَقَاتٌ تَزْدَادْ .. وَضَعَتْ يدَاها على المِظَلّهْ .. إهْدَئِي .. إزدَادَتْ الشَهَقَاتْ

ثمّ هَتَفَتْ بِصَوتٍ مَصْحُوبٍ بِبُكَاءْ .. أرجوكِ .. إبتَعِدِي عنّي ... أنا بِخَيرْ .. وقَفَتْ ثمّ سَقطتِ

المِظَلّه .. فَهربتْ .. رِدَاءٌ أسودْ .. وحِذاءٌ بالي .. وشَعْرٌ تَتَحَرشُ بهِ شَهَقَاتُ صَدْرِهَا ..

وقفتْ .. وصرختْ .. لكنْ المِظَلّهْ ؟ .. ولكنّ طَيفَهَا تلاشى تَمَامَاً لا يُرى سِوى ضَبابٌ كثيفْ ..

هَطَلتْ قَطْرةُ مَطرٍ على تلكَ المِظَلّهْ .. حَمَلتِ المِظَلّهْ ... وعَادتْ إلى الشاطِئْ ... إزدادَ المَطرْ

... نَظَرتْ إلى البَحرْ .. بداَ وكَأنّهُ ثَائراً .. أمْواجٌ عاليةٌ تكَادُ تَهْوي بالطّيورِ أعمَاقَ البَحرْ .. ريَاحٌ

بَارِدَةٌ تَلْفَحُ وجْنَتَيهَا ..


.... مِظَلّةٌ هُنَا .. كمَا تلكَ التِي تَحْتَضِنُهَا كلّ شِتَاءْ .. حَينَما بَدَأتْ تَتَسَاقَطُ قَطَراتُ المطرْ

أخْرَجْتَها .. وظَللتَنِي بهَا .. مُبْتَسِمَاً .. أرفعُ رأسي لأرى المِظَلّهْ .. لتَقِفَ عينِايَ الصغِيرتينْ

على يَدٍ مُجَعَدَةٍ تَرجِفْ .. تُحَاولْ أنْ تُسَيطِرْ على تلكَ الرجْفَاتْ .. ولكنْ ! .. سَقَطَتْ المِظَلهْ ..

لـِ تَبْتَسِمْ .. هاتِفَاً .. ( أوه لقدْ كانت الرياحُ قويةً جداً ) .. ثم لتُعَاودْ حَمْلَهَا ..

.. لمْ تكنْ رياحاً قويهْ ولكنْ ؟ .. رجْفاتُ يداكْ ! .. وتُظَلِلُنِي بها أخرى .. ثمّ لا تَقْوى عينَايَ

الصغيرتينْ على رؤيةِ يدكَ أخرى .. مُشْفِقةً .. ثمّ لِنُكْمِل المَسِيرْ ..



ثمّ نَظَرتْ إلى الشواطئ الهائجَهْ .. أينَ أنتَ الآنْ .. أينَ تلكَ اليدُ المُجَعْدَةُ التِي تحمل بها

المِظَلهْ ؟ .. أنا بحاجَةٍ لِأَنْ تَحْمِلَ تلكَ اليَدُ التِي ترْجِفُ مِظَلّتِي .. ثم لِتَسْقُطْ فتَهْتِفْ الرياحُ

شديدهْ .. ثم لِتَبْتَسِمْ .. تَسْقُطُ دَمْعَةٌ على الأرضْ لتَخْتَلِطَ بـ مَاءِ المَطَرْ ..




وسَأظَلُ تَحْتَ ذلكَ المَطَرْ بإنْتِظَارِ مِظَلّتِكْ





 


التعديل الأخير تم بواسطة أَشْوآقْ ; 13-10-2011 الساعة 04:48 PM
  رد مع اقتباس