عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-03-2010, 02:00 PM   #2

همس السَحر
مشرفة " نـــادي القارئـــات "
عضوة مجلس إدارة بنات
لنوركَ أحتاج يا خالقي !

 
    حالة الإتصال : همس السَحر غير متصلة
    رقم العضوية : 16740
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 1,568
    بمعدل : 0.24 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : همس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to beholdهمس السَحر is a splendid one to behold
    التقييم : 933
    تقييم المستوى : 38
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 2046

     SMS : والربَّ أدعوا مخلصاً أنتَ رجائي ،، أبغي إلهي جنةً فيها هنائي،،

    استعرضي : عرض البوم صور همس السَحر عرض مواضيع همس السَحر عرض ردود همس السَحر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي




أبرار عبدالعزيز السويلم..

أبرار ذات التسعةَ عشر ربيعاً .. فتاةٌ في مقتبل الشباب ..
ضاحكة السن .. حلوة المعشر ..رمزُ النشاط والحيوية و البشاشة و التفاؤل ..
هكذا تبدو لكل من عرفها , بل و حتى من رآها و لم يعرفها ..
8/5 / 1423 هـ .. تاريخٌ له ذكرى جميلة في الفؤاد ...
فهو تاريخ زفافها كأبهى عروس تُزف إلى زوجها ..
و بعد ستة أشهر .. تزيد أو تنقص قليلاً شاء الله – عز و جل – بحكمته البالغة قبض روحها ؛
فقد التهم الحريق بيتها الصغير ...
و أطبقت عليها الأبواب و أظلم المكان ؛ فتوفيت اختناقاً و الحمد لله على كل حال..
العجيب في ذلك أنها توفيت و هي متلفعةٌ بعباءتها و لم تُذهل عنها حتى في هذا الوقت العصيب و ما فيه من فزع و خوف..
فقد كانت تأمل الخروج من بيتها ؛ فكيف تخرج بلا عباءة ؟!
لا يمكن ذلك .. و لا عجب ؛ فإن الله – عز و جل – يقول :
((يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ))



تقول أختها :
كان يوم جنازتها يوماً مشهوداً ؛ فقد حضره جمعٌ غفير من المشائخ و طلبة العلم و أكثرهم لا يعرفها ..
وامتلأ البيت من المعزين و المعزيات , و الدعاة و الداعيات و أهل الخير .. و بكاها الجميع ..
الكبير و الصغير .. القريب و البعيد .. الرجال و النساء .. من عرفها و من لم يعرفها .. بل و حتى الخدم!!
فقد تأثرت خادمتنا لوفاتها تأثراً بالغاً و بكتها بحرقةٍ و ألم ..
و رأينا فيها من الرؤى الشيء العجيب .. ما اطمأنت إليه قلوبنا و سكنت له نفوسنا ..
وقفتُ أتأمل ذلك كله و أتساءل : بماذا تميزت أبرار حتى سخر الله لها القلوب ..
فرفعت لها الأيدي بالدعاء و لهجت الألسن عليها بالثناء..
فوجدت فيها ميزتين أرجوا أن الله – عز و جل – رفعها بهن:
الأولى: الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؛ فلا يمر أمامها منكر إلا أنكرته , ولم تكن تخاف في الله لومةُ لائم.
الثانية: الحرقة لهذا الدين و التماس أخبار المسلمين في شتى بقاع الأرض ؛
فقد كانت المسؤولة في البيت عن نقل أخبار المسلمين المضطهدين في الشيشان و فلسطين و غيرهما ..
بل كانت كنيتها بيننا ..أم فـــاتــــح فـــلــســــــــطـــــــــــين .. ولعل القارئ الكريم يلمس هذا واضحاً في كتاباتها..
غفر الله لك يا أبرار .. و أسكنك بحبوحة جنانه , و بلغك منازل الشهداء ..
و حشرك في زمرتهم كما كنتِ تحبين سماع أخبارهم في حياتك .. و جمعنا بك في عليين .. على سررٍ متقابلين ..



من هي أبرار؟
ولم سماها أهلها أم فاتح فلسطين؟
ولم كتب الله لها هذا القبول والذكر الحسن بعد مماتها؟

جمع إخوتها كتاباتها..
وفوائدها التي كانت تلخصها..
في كتاب أسموه :
تحفة الأخيار
بفوائد منتقاة من حياة أبرار

وهو على قسمين:
1-خواطرها ومقالاتها.
2-فوائد دونتها.

هنا!


مقتطفات مما كتبته:
][ الوصية ][
أنا أبرار السويلم .. هذه وصيتي إليكم ..
أحبتي :
إنني لا أملك مالٌ ولا درهم ولكن أوصيكم بإعطاء ملابسي للفقراء ..
و أن تبنوا لي مسجداً ينفعني في آخرتي , و أن تدعوا لي ؛ فهذا أحسن عمل ينفع الأموات ..
و السلام عليكم..
ابنتكم الراحلة
أبرار

][هذه الكلمات كتبتها في سفرها الأول بعد زواجها ..][
أيا قلمُ .. أيا قمرُ .. أيا دنيا اسمعيني ..
و أرسلي أيتها الشمس سلامي إلى أحبابي ..
أيا قلمُ اكتب أعذب عبارات الشوق و الحنين ..
أيا قمرُ أنر على أحبابي و خلاني .. و بلِّغهم أني لهم مشتاق ..
أيها العالم بأسره اسمع كلماتي .. و يا طيور غردي أناشيدي و ألحاني ..
ثم انقليها معك إلى وطني ..
إلى أهلي .. أبي و أمي .. إخوتي و صحبي .. إلى ديار الأحباب ..
و بصوتك الجميل غردي أحلامي و أحزاني
أمالي و حنيني .. و نادِ بأعلى صوتك .. متى أعود لكم أحبتي؟!
بنتم و بنَّا ؛ فما ابتلت جوانحنا
شوقاً إليكم , و لا جفت مآقينا
بقلم / محبة الوطن

من الفوائد التي كتبتها :
][لا تغتري ][
قال أحد السلف : لا تغتر بمكان صالح .. فلا مكان أصلح من الجنة و لقي فيها آدم ما لقي ..
و لا تغتر بكثرة العبادة .. فإن إبليس مع طول العبادة لقي ما لقي ..
و لا تغتر بلقاء الصالحين .. فلا شخص أصلح من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينتفع بلقائه أعداؤه
و المنافقين.

][صورةٌ مشرقة ][
يقول الراوي : كنتُ جالساً في اللقاء الأسبوعي لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – ذات يوم..
فبدأ الشيخ بالدرس , ثم بدأت أسئلة الحضور تطرح عليه , واحداً تلو الآخر حتى وصل المكبر إلى شاب صغير.. فأخذ المكبر من بعده ؛ فأرجعه الشيخ له ..
الذي بدأ بحمد الله وأثنى عليه و صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ودعا للشيخ ثم بدأ يسأل الشيخ أسئلة تفوق عمره ..
أسئلة في الطلاق و أحكامه و الشيخ يجيبه ويبتسم متعجباً منه ..
و هو الذي لم يبلغ اثنا عشر ربيعاً ..
و هنا تفكرت فيمن تجاوزت العشرين و مع ذلك لا تستطيع قول نصيحة .. أو إلقاء كلمة ..
فسبحان الله !!


رحمها الله..وأسكنها فسيح جناته..





 


التعديل الأخير تم بواسطة همس السَحر ; 07-03-2010 الساعة 09:02 PM
  رد مع اقتباس