لتبدأ رحلتي ولأتجرع مرارة الفراق وشدته وعندما وصلت دخلت والحزن يغمر قلبي والدموع تنهمر على و جهي ، وأخذت أروح عن نفسي وأتذكر أن هذا الحلم الذي طالما انتظرته؛ لكي أشعر بالحرية وأتحرر من قيود الثانوية ، وقمت بمسح دموعي فإذا بالمفاجأة التي أسعدت قلبي أن صديقتي سارة تسكن معي وسريرها بجانب سريري ،وهي من الطبقة الاجتماعية الرفيعة تحب إتباع الموضة, وتعشق سماع الأغاني ، تحب ارتداء الضيق والقصير، تنمص حواجبها ، وتضع عباءتها على كتفيها، فرحت فرحا شديداً ؛ لأن صديقتي عصرية ...
كنت أتحرج منها في كثير من الأوقات؛ لأنها كانت تعايرني بعباءة الرأس حتى رغبتني بلبس عباءة الكتف فقلت: وماذا بشأن والديّ ؟
أجابت علي بكل سخرية وكيف سيعلمان ؟!
وقالت لي :ما هذه الحواجب لو ترتبيها سوف تبدين أكثر جمالاً
شيئاً فشيئاً حتى تبعتها وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم :( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .
فأصبحنا نذهب الجامعة سوياً , جلسنا على طاولة الطعام ثم أخرجت سارة جهاز التسجيل ووضعت السماعة في أذنها والأخرى في أذني , وبينما كنا في صالة الطعام إذ بطالبة جميله تتجه إلينا ويسبغ عليها ذاك اللباس الساتر فسلمت علينا أغلقنا المسجل ثم رددنا عليها السلام
وقالت :لماذا تستمعان إلى هذه الأغاني الساقطة ؟! لو تسمعان القرآن لكان خيراً لكما..
قلت لها: نسمع القرآن أحياناً فما يمنع أن نستمع للأغاني..
فقالت : ولكن الله حرمها .
قلت: ومن قال أنها محرمة .
فقالت: قول الله تعالى:(ومن الناس من يشري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم )
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( سيأتي زمان على أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) .
فقالت لها سارة :لقد قطعتي حديثنا وأرى أن نصيحتك قد انتهت فدعينا وشئننا ..
قالت:آسفة لقطعي حديثكما ولكن تذكرا أن هذا العمل مخالف لأنظمة الجامعة ثم انصرفت.
فعدنا على ما كنا عليه .
يتبع