عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /18-08-2015, 04:39 PM   #2

Om Al-Hussain
بنوتة new

 
    حالة الإتصال : Om Al-Hussain غير متصلة
    رقم العضوية : 69245
    تاريخ التسجيل : Jul 2013
    المشاركات : 12
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : Om Al-Hussain is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : 2 (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1629
    استعرضي : عرض البوم صور Om Al-Hussain عرض مواضيع Om Al-Hussain عرض ردود Om Al-Hussain
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي رد: روايةه || لَون التفآح || بقلمي

الفصل الثاني || إقتباسآت من الماضي - الجزء الثاني

صباح نشيط يملأ الدنيا حياة، فركت عينيها الواسعتان و النعاس يملؤها، حولت نظرها نحو النافذة الشبه محطمة لترى النور ساطع من خلالها ، رن في أذنيها تغاريد العصافير الصباحية ، فقامت نافضة كسلها و توجهت لغرفة الجلوس لترى والدها قد سبقها بالجلوس ينعم بكوبٍ دافىء من الشاي الساخن ، أقبلت نحوه بشعرها الحريري المبعثر ، ما إن رآها حتى وضع الكوب ساخن جانباً و ساعدها بالمكوث على أحضانه الدافئة : صباح الخير يورآ

قبلت جبينه بلطف و ردت عليه قائلة : صباح الخير أبي

فتحت باب السور الأسود المحيط بالمنزل المتهالك ، و تقدمت نحو الباب الخشبي العتيق، طرقت الباب عدة طرقات متتالية لتهيج العصافير المختبئة فوق سطح المنزل ، فتحت الباب طفلة بعينان ذهبيتان و أرمت ثقلها نحو أحضان الفتاة القادمة قائلة بلهفة : عمتي جولــيا ! ، أشتقتُ إليكِ !

هبطت على الأرض لتصل لقامتها و بادلتها العناق : أنا أيضاً عزيزتي

دقائق معدودة حتى فتحت عيناها البنيتان و كأنها تذكرت شيئاً مهماً ، وضعت كلتا يديها على كتف الطفلة و قالت بنبرة عتاب : أقلتِ عمة مجدداً !

أكملت ببكاء مصطنع : ألم أقل لكِ مراراً و تكراراً بأني لم أتجاوز الثامنة عشر من عمري بعد

قالت بعد أن أخرجت لسانها بعفوية : لكنك خطيبة عمي ، لذا أنتِ عمتي !

جاء خارجاً من المطبخ واضعاً قطعة الخبز في فمه و لم يستطع أن يكتم ضحكاته الرنانة و أردف قائلاً : حقاً لا فائدة أنها المرة الحادية عشر بعد المئة أتعلمين ؟

أحاطتها حالة الإحباط و دخلت المنزل متجاهلة من سخر منها قبيل لحظات و وجهت حديثها للرجل المقعّد : مرحباً جآك ، كيف حالك ؟

رد عليها بإبتسامته البشوشة : أنا بخير كما ترين

نظرت للواقف أمامها مشيراً بصبعته السبابة نحو نفسه و السعادة تغمره ، قالت متعجبة : ما الأمر كين

تحولت نظراته للحزن و قال : ألن تسأليني عن حالي ؟

نظرت إليه ببلاهة وأكملت : ماذا ؟ لقد رأيتك بالأمس

أدار وجهه نحو زاوية الغرفة لتُئؤنسه ، بينما هي خلعت معطفها الأسود الطويل و توجهت نحو المطبخ لتعد الفطور بإستمتاع شديد و لحقتها الطفلة الصغيرة ذو السبع أعوام لتمد لها يد العون و المساعدة

***

يكاد يشعر بقرب السماء الزرقاء إليه و هو في جوف هذه الشجرة العملاقة ، يؤنسه خرير النهر الذي بجانب الشجرة و ألحان الطيور المغردة ، يتزود حناناً من أحضان هذه الشجرة الجميلة ، و فصل الربيع قريب القدوم و الدليل بإن أوراقها بدأت تصبح أكثر نضوباً من ذي قبل

***

هرعت مسرعة نحو الطابق السفلي مخلفة صوتاً مزعجاً ، أتجهت و العرق يتصبب من جبينها نحو الغرفة الأخيرة الموجودة في نهاية الممر المخصص للخدم ، فتحت الباب على مصرعيه و قالت و هي تحاول أسترجاع أنفاسها الضائعة : س-سيدي الـ-صغير ! لقد أختفى

تعجبت لأنها لم ترى أية ردة فعل عليهم بل إنهم نظروا إليها بصمت ثم انفجروا ضحكا عليها ، نظرت إلى نفسها من خلال المرآة العاكسة المعلقة على الجدار الذي بجانبها و قالت بإستغراب شديد : ما بالكم ؟ أقول لكم بإن السيد الصغير ليس موجوداً بغرفته و أنتم تضحكون

ترك جون الورقة الأخيرة على الطاولة وقال لمن حوله مجتمع : أنتهت اللعبة

ثم نهض من على كرسيه وتوجه ناحية الباب ، وضع يده اليمنى على كتفها ثم قال : نحن نعلم بإنه خرج لتنزه ، لا تشغلي بالكِ !

خطى أمامها مخرجاً سيجارة من معطفه الداخلي ، بينما هي تسمرت مكانها لتلم شتاتها و تبعته لتخرج من هذا المأزق

وقف فجأة و أستدار مخاطباً : أين جهازكِ اللاسلكي ؟

بحثت في جيب بدلة الخدم التي ترتديها و نظرت إليه ببلاهة قائلة : أنه معي !

أعاد وضع سيجارته في فمه و أخرج دخاناً ثم أكمل : إذن رنيم لا حاجة لكِ للمجيء لمقر الأولاد ، كان عليكِ التحدث من خلال الجهاز

أحنت رأسها خجلاً من تصرفها و قالت وهي تكمل طريقها : أنا أسفة لقد نسيت أمره تماماً ، سأذهب لأكمال عملي ..

***

صوت بكاء طفلٍ عم بكاءه أرجاء المكان ، أقبلت إليه يورآ و هي تبحث حوله عن شيء ما يسكته ، تذكرت دميتها المحشوة لقد أختفت من جيب بدلتها الهزلة ، صراخ الطفل لم يجعل لها وقتاً للتفكير فأنتشلته من فراشه العتيق و أخذته إلى عمها : عمي أظن بأن ألكس يحتاج لتغير الحفاض

ترك ما في يديه و أخذ الطفل منها : حسناً يورآ ، أحضري منشفته و ملابسه

أحضرت يورآ ما طلبه عمها من الغرفة و قالت له متسائلة : عمي ألم تعثر على دميتي ؟

أجابها و هو يأخذ ملابس الطفل : لا لم أرها

عقدت شفتيها الزهريتين بحزن و حولت نظرها لأبيها و أجابها بالنفي كذلك ، قررت بأن تبحث عنها لاحقاً فعلى ما يبدو بإن الفطور قد جهز و أنتشرت رائحته في الأرجاء ..

أخذت أخيها و بدأت بمداعبته قليلاً فأصبح يضحك تارة و يبتسم تارة أخرى معها ، بينما أفلتت من الرجل المقعّد إبتسامة حانية شبه حزينه و كأنه تذكر شخصٌ مهم ، مهم جداً

فرشت جوليا البساط على الطاولة الخشبيه العتيقة و بدأت بوضع البيض المسلوق و الحليب الدافىء لكل فرد ، أما منتصف الطاولة وضعت الخبز الأبيض ، أحتل كين الكرسي الذي بجانب جوليا بينما جلست يورآ بعد أن وضعت أخيها على الأرض يمرح ويلهو بالإلعاب بجانب جوليآ الآخر ، و أخيراً أدار والدها كرسيه المتحرك بجانب أبنته ..

أرتشفت يورآ من حليبها الرشفة الأخيرة و نهضت متوجهة إلى المطبخ بعد أن قالت : الحمدلله ، شكراً على الطعام

و عادت هي تحمل علبة طعام الأطفال و فاكهة الموز لتطعم أخيها الصغير ، بينما مرة أخرى نظر إليها والدها بإبتسامة هامساً : متى كبرت هذه الفتاة ؟

***

همسات أنثوية وصلت إلى مسامعه لتظهر على وجهه بعض معالم الإنزعاج ، لطالما أعتاد على الهدوء و هو وحيد في قصر جده ، لذا حتى أقل الهمسات تيقظه من غفوته ، لا رغبة له بمعرفة أصحاب الصوت فلم يكن يوماً فضولياً أو شيئاً كهذا ، أدار وجهه للجهة المقابلة و أكمل غفوته الغير مريحة ..

دقائق معدودة وأقبلت تلك الفتاة ذات الشعر البني الطويل ملوحة : يورآ .. يورآ .. لقد حضرتُ لكِ فطيرة تفاح شهية

تلألأت عيناها الذهبيتان نحو تلك الفطيرة : حقاً .. لقد أشتقت لها

تربعت بجانب الطفلان و بدأو بتناول الفطيرة الشهية ، بينما قالت يورآ و كأنها تذكرت شيئاً : صحيح عمتي هل رأيتِ دميتي ؟

أجابت جوليأ بالنفي ، فظهرت على معالم وجه يورآ بعض الحزن لكنها أنتهزت الفرصة و قالت مشيرة نحو ألكس : عمة جوليأ أمسكيه للحظة سأتفقد الشجرة لربما أجد دميتي .. لقد جئت هنا بالأمس

أخذت جوليأ الطفل و وضعته في حضنها ثم أردفت : حسناً كوني حذرة

تسلقت يورآ الشجرة العملاقة الشبه قصيرة ، لكنها تفاجأت به مرة أخرى ! ، هذه المرة أصبح رؤية خصلات شعره الزرقاء أكثر وضوحاً رغم أنها لا ترى منه سوى ظهره ، جاءها النداء من أسفل ليقطع تأملها : يــــورآ ، هل عثرتي عليها ؟

أجابتها : لا ، لا شيء هنآ

دفعت نفسها لِتهبط على الأرض لكنها خاطبت نفسها ، هذا الطفل ذو الشعر الأزرق كان هنا بالأمس ، لربما عثر عليها ، ترددت كثيراً هل تفسد عليه نومه ؟ أم تنسى أمر دميتها العزيزة ، حقيقةً هي لن تنساها لأنها الذكرى الوحيدة من والدتها الراحلة ، لذا أخذت نفساً عميقاً و قالت : أمم عذراً ، أيها الفتى !

ظنت بإنه لا يسمعها فأقتربت أكثر نحوه ، إلا أنها قبل أن تنطق بشيء وجدتها ! ، نعم كانت معلقة بخيط دقيق خلف الأوراق المتدلية ، تترنح يميناً و شمالاً مع هبوب الرياح ، تساقطت دموعها اللؤلؤية من غير قصد ثم نطقت نحو النائم : شُـ شكراً .. شكراً لك !

هبطت بسلام على الأعشاب الخضراء و أظهرت دميتها الحمراء نحو عمتها بسعادة عارمة ..

***

إمتلأ وجهه الخبيث بالغضب الشديد فأصبح يدمر كل ما يراه أمامه ، قال بعصبيته المعهودة بعد أن كسر الطاولة الخشبية بيده التي وشمت بصورة مرساة البحر : ممــاذا ألم تعثروا عليــه حتى الأن !!

تجمد الأتباع في مكانهم فنطق واحد منهم أخيراً : ســيدي ! ، أظن بإنه غادر اليابان !

رد عليه محاولاً كبح غضبه العارم : لا ، محال أن يفعل هذا لقد تزوج منذ سنين ..

أكمل و كأنه تذكر شيئاً : مَــهلاً ! ، هل بحثتم عنه في الأحياء الفقيرة ؟

أجاب أحدهم بعد أنحنائه : لا سيدي !

هذه الأجابة هي ما جعلت عصب الغضب يطفر لديه فرمى عليهم صحن السيجارة و صاح فيهم : حممـقى ! ، أبحثو عنه و أقتـلوه في الحال !

حمدوا الله بأنهم خرجو أحياء من عند سيدهم ، بينما هو أشعل غليونه نقشت عليه أيضاً صورة مرساة البحر – أحدى وسائل التدخين – من جيب بنطاله الأسود ثم تمتم ببعض الكلمات قائلاً : سأجدك ! و إن كنت في قعر المحيط !

***

تأخر مكوثهم خارجاً ، فقررو العودة قبل أن تتوسط الشمس السماء الصافية ، فتوجهو نحو الشارع إلا أن صوت أرتطام قدماه على العشب أوقفهم ، أستدارت جوليا أولاً نحوه لترى طفل في مثل عمر يورآ تقريباً ، تمعنت فيه أكثر هذا الشعر الكثيف و العينان الرصاصيتان الواسعتان ، و هذه الملابس الفاخرة أنه هو نفسه ! ، سيدها القديم ريوتآ !

نظرت يميناً و شمالاً و كأنها تبحث عن شيء ما ثم قالت : سـيدي الصغيير ! ، لمّ أنت وحدك هنا !!

أكتفى بإطلاق نظراته المعهودة نحوها ، ثم وضع يداه في جيب بنطاله الأسود القصير و رحل بهدوء ، أما هي حكت شعرها و قالت : حقاً لم يتغير

شدت يورآ تنورة عمتها و سألتها بتعجب : من هذا الشخص عمتي ؟

أجابتها و هي تحمل ألكس : أنه حفيد رجل الأعمال المعروف سوزوكي

تخطت الشارع الفاصل بين المكان العشبي و منزلهم العتيق ثم أكملت : أنتِ لا تشاهدين التلفاز و لكنه يظهر كثيراً على نشرات الأخبار ، لقد كنت سابقاً أعمل خادمة في مدينة سوزوكي العظيمة

لم تشأ يورآ أن تسألها أكثر فأكتفت بالنظر خلفها لتراه قد أختفى ..




 


من مواضيع : Om Al-Hussain

  رد مع اقتباس