اقتربوا من الباب وصوت الإمام يرتفع وهويقول _ قائما من الركوع _ " الله أكبر "
حينها وصل جهاد وهو يهتف بأعلى صوته " لبيك ياأقصى .. لبيك ياأقصى "
أخذ يرددها وهو يمطر الأعداء بوابل الحجارة التى تشتعل جمرا من غضب ملقيها فتحرق أعدائه ،
جرح اثنين منهم ، والباقون يطلقون عليه طلقات عشوائية في كل اتجاه وهو يتفاداها بخفة ومهارة .
أوشك المصلون على الإنتهاء _ كانت الركعة الأخيرة_ رفع الإمام رأسه من السجدة الأخيرة : " الله أكبر "
حينها أحس جهاد بحرارة في جسده وشعر كأن شيئا حادا اخترق ظهره ،
كانت رصاصة غادرة من رشاش العدو على حين غرة ..
_ هذه عادة اليهود يقتلون من الخلف لأنهم يعجزون عن القتل من الأمام فهذه من شيم الرجال
أما هؤلاء فليسوا برجال ، وكما قال تعالى " لايقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ...." _
سقط جهاد غارقا في دمائه وهو يرفع سبابته قائلا بصوت ضعيف :
" أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " وأسلم روحه الطاهرة إلى بارئها .
استشهد جهاد بعد أن لبى النداء ليسلم الراية لمن بعده فلن تنتهى تلك الحرب حتى يوم القيامة ،
سنبقى من جيل إلى جيل نستلم الراية حتى نظفر بالنصر المبين ..
بعد انتهاء المعركة وخفوت حدتها جاء المسعفون لنقل الشهداء والجرحى ،
حملوا جثمان جهاد الطاهر مخلفين ورائهم دمائه الزكية التي بقيت تروى الأرض
لتنبت أجيالا قادمة ترفع راية الجهاد في وجه الغاصب المحتل وتحرر الأرض ..
فلكل شئ ثمن وماأخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة وكلما غلي الثمن كانت الغنيمة أكبر والعاقبة للمؤمنين ..
فاستبشروا ياأهل الجهاد مادام فينا جهاد !