عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /24-02-2013, 02:43 PM   #19

moslema 4 ever
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : moslema 4 ever غير متصلة
    رقم العضوية : 69089
    تاريخ التسجيل : Feb 2013
    العمر : 26
    المشاركات : 42
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : moslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the rough
    التقييم : 327
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1333
    علم الدولة :  Algeria
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور moslema 4 ever عرض مواضيع moslema 4 ever عرض ردود moslema 4 ever
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي رد: يوميات فتاة مسلمة

الحلقة السابعة
خرجت من القاعة و قد أوشكت أن يغمى علي...
كانت الجموع لا تزال في الخارج، ينتظرون خروج الشاة الذبيحة لتكتمل فرجتهم المسلية. لبثت عيونهم معلقة بي، و أنا لا أقوى على الحراك... يتهامسون و يتمتمون دون أن يوجه أحدهم لي الكلمة
ألم شديد في رأسي و صدري
رحمتك يا رب...

ثم سمعت صوت باب المكتب يفتح ثانية، ثم صوت الطبيبة بجفافها المعتاد :
ـ مرام، اتبعيني!
رفعت رأسي بصعوبة، ثم تبعتها بخطوات يائسة إلى مكتبها...

دخلت، فأغلقت الباب خلفي و دعتني لأستريح على كرسي...
تمنيت أن أتهالك على الكرسي، لكنني تجلدت و رفضت شفقتها، و هي التي اتهمتني زوراً و بهتاناً...
لم تعر رفضي للجلوس اهتماماً بل أنشأت تقول :
ـ اسمعيني يا مرام، مثل هذه الحادثة كان من الممكن أن تودي بمستقبلي المهني... و لا أظنك ترضين لي ذلك... ثم أنت يا صغيرتي لازلت طالبة تحت التمرين، و لا تؤاخذين كثيرا بأخطائك، و لن تتحملي أية مسؤولية لأنك لست مؤهلة بعد للعب دور الطبيبة...

و أرواح الناس؟؟ من يتحمل مسؤوليتها أمام رب العالمين؟؟
لا أصدق أن الدناءة قد تصل بالإنسان تجاه أخيه الإنسان إلى هاته الدرجة...
كيف يسمحون لمثل هاته الوحوش القاسية بالقيام بدور ملائكة الرحمة!!
أين الضمير المهني؟؟
بل أين المشاعر الإنسانية؟؟
حسبي الله و نعم الوكيل...

يبدو أنها استشهدت منذ زمن في المستشفيات على أيدي عديمي الشفقة، فلم يبق لها أثر...

كانت هذه الخواطر تمر بذهني، دون أن أنطق فأنا أعلم أنه لا فائدة من كلامي...
فمن مات قلبه فلم يعد يتأثر بموت البشر أمامه، هل سيتأثر ببضع كلمات لوم و تأنيب؟؟
تابعت الطبيبة بعد استراحة صغيرة ريثما أستوعب كلماتها :
ـ أظنك متعبة من كل ما حصل اليوم، لذلك يمكنك المغادرة... و لا داعي للعودة في الغد... سأسعى لنقلك إلى مستشفى ثانية في أقرب فرصة حتى تنهي تمرينك دون أن تعكر ذكرى حادثة اليوم مشوارك...

نعم بالطبع، يجب أن أختفي فوجودي يهددها... إنها تخشى أن أحدث أحداً بحقيقة ما حصل...
مدت يدها لتصافحني في برود :
ـ شكرا لتفهمك، و بالتوفيق...

خرجت من مكتبها و أنا بالكاد أحافظ على هدوئي حتى لا أنفجر... عدت إلى قاعة الفحوصات حيث أخذت أجمع أوراقي و أدواتي بسرعة و عصبية... تطلعت إلى الخارج عبر النافذة. إنها تمطر بشدة، و البرق يمزق رداء السماء...
رحمتك يا رب...
لبست معطفي و خرجت... الحمد لله أنني جئت بسيارة أمي اليوم، و إلا لما تمكنت من العودة، فمحطة الحافلة على مسافة ليست بالقصيرة عن المستشفى، و مع الأمطار الغزيرة كنت سأصاب بنزلة برد حادة.
قطعت المسافة حتى الموقف راكضة تحت المطر... ركبت السيارة، أدرت المحرك و انطلقت.
كان المستشفى في منطقة شبه نائية، أقيم زمن الاستعمار. المحيط جبلي، و الطريق وعرة قبل الوصول إلى الطريق السيارة. ارتجفت و أنا أستمع إلى صوت الرعد الذي هز أرجاء المكان...
سبحان الذي يسبح الرعد بحمد و الملائكة من خيفته...

كانت الطريق خالية و مخيفة،
لمحت في المرآة العاكسة سيارة أخرى تسير خلفي... إنها قادمة من المستشفى أكيد... فلا يوجد أي مظهر من مظاهر الحياة في الاتجاه الذي أتيت منه. مع أن الدوام لم ينته بعد، من يكون غادر المستشفى في مثل هذا الوقت؟
تابعت سيري بسرعة منخفضة لأن الطريق أصبحت زلقة...
فجأة ارتفع صوت منبه السيارة التي تتبعني...
يبدو أنني أعطل حركة المرور... زدت في السرعة قليلاً، لأصل بسرعة إلى الطريق السيارة... لكن السائق عاد ليرفع صوت منبهه ثانية
هل سرعتي لا تزال غير كافية؟؟
دست مجدداً على مزود السرعة... فأحسست بأن السيارة تفقد توازنها... ضغطت على الفرامل قليلاً... ثم فجأة أحسست بأن السيارة تغوص إلى الأسفل!! و المحرك يتوقف بعد أن ارتجت السيارة بي ارتجاجاً شديداً...
لقد وقعت في حفرة!!!
حاولت إدارة المحرك من جديد، و ضغطت على مزود السرعة في محاولة يائسة للخروج من الحفرة، لكن بدون فائدة... كدت أن أنفجر باكية، لولا أنني في نفس اللحظة سمعت صوت طرق على باب السيارة!
كانت الرؤية قليلة الوضوح... لكنني تبينت ملامحه و قد تبلل شعره و تساقطت قطرات صغيرة على وجهه!
...


إنه هو، نعم هو! دائما يظهر لست أدري من أين، ليخرجني من أشد المواقف صعوبة...

كان يطلب مني أن أفتح الباب... كنت في مأزق و لم أقدر إلا أن أنصاع إلى أومره...
فتحت الباب بعد تردد قصير، لم ينظر إلي لكنه أفسح لي المجال و هو يقول في حزم :
ـ انزلي!
أنزل؟؟ ماذا يريد مني؟؟
كنت أنظر إليه في دهشة دون أن أقوى على النطق، فوجدته يمدني بمفاتيح سيارة، و هو يشير إلى سيارته التي توقفت خلف سيارتي :
ـ خذي سيارتي و عودي إلى المستشفى!

آخذ سيارته؟ لم يبد عليه أنه يمزح... دائما بنفس الحزم و الجدية و العملية.

مددت يدي لألتقط المفاتيح، ثم نزلت من سيارتي و أنا أرتجف... كنت أنفذ أوامره بدون نقاش، كأنه ولي أمري!

ركضت إلى سيارته، فتحت الباب و جلست أمام المقود. كان لا يزال يتابعني بعينيه و أشار إلي بأن أنطلق عائدة إلى المستشفى.
أدرت المحرك و انطلقت بالفعل...
كان يجب أن أنتبه إلى الحفرة، فقد تفطنت إليها ساعة قدومي إلى المستشفى و تجنبتها... لكنني لم أكن مركزة جدا عند مغادرتي كما أن حالة الطقس جعلت الرؤية غير واضحة، فوجدت نفسي في قعر الحفرة تماما!
ماذا سيقول عني؟ أنني متهورة و قليلة الانتباه!

إحساس غريب انتابني. إنني أقود سيارته!!
ما الذي يحصل معي؟
كنت أجول بعيني داخل السيارة، كأنني في مكان عجيب...
إنها سيارة ككل السيارات، لكنها سيارته... و أنا أقودها!!
تنبهت إلى القلادة التي تدلت من المرآة الأمامية و عليها دعاء السفر فابتسمت...
سقطت عيناي على كتاب كان موضوعاً قريباً من المقود : كيف تنمي روح المبادرة...
إنه يهتم بالتنمية البشرية أيضا!!
عدد من الأشرطة : كن إيجابياً للدكتور صلاح الراشد... يا إلهي، إنني أعشق هذه السلسلة!

وصلت إلى المستشفى بسرعة، لبثت في السيارة لبضع دقائق.
هل أدخل ثانية؟ ستراني الطبيبة و ستعنفني... ستحاصرني النظرات الفضولية...
لكن هل من المعقول أن أبقى في السيارة... في سيارته؟

وجدت الحل... نزلت من السيارة و ركضت إلى مدخل المستشفى. المكان مغطى بحيث يحميني من المطر، لكنني لن أضطر إلى مواجهة الأشخاص الذين في الداخل من جديد...
وقفت هنالك أتأمل السماء و الطبيعة المبتلة حولي، و المطر لا يتوقف...
مرت الدقائق ثقيلة على قلبي... خمس دقائق مرت، عشر دقائق، ربع ساعة...
و أنا أرقب الباب الخارجي للمستشفى... أنتظر عودته بفارغ الصبر
ترى هل السيارة بخير؟ أمي لن تكون جد مسرورة بحماقتي!
و ما أهمية السيارة الآن! أرجو أن يكون الشاب بخير... فقد تأخر!
انتابني قلق شديد...
مرت نصف ساعة، ثلاثة أرباع الساعة...

رحت أذرع الممشى جيئة و ذهاباً...
و أخيراً، ظهرت سيارة أمي في مدخل موقف السيارات. ركضت إليها متلهفة... إلى السيارة طبعاً، كي أطمئن على حالها!

كانت الأمطار قد خفت بعض الشيء. نزل من السيارة و سلمني المفاتيح مبتسماً :
ـ لم أكن لأستطيع إخراجها بمفردي فقد غاصت العجلات في الوحل، فانتظرت مرور سيارة أخرى فيها بعض الشبان، فساعدوني... آسف إن كنت تأخرت عليك...

و يتأسف على التأخير أيضاً! سلمته مفاتيحه بدوري...
ـ لست أدري كيف أشكرك على ما فعلته معي... الحمد لله أنك عدت سالما، فقد بدأت أقلق بالفعل...

مراااااام!! ما الذي تقولينه؟؟
لم أستطع السيطرة على لساني، يا ويلي!!!!
احمرت وجوهنا معا و لم يكن ينقصنا سوى موسيقى رومانسية لنرقص تحت المطر

ـ ستتبللين تحت المطر... و لا أريد تعطيلك أكثر من هذا... لكن كوني حذرة هذه المرة... سيري على مهل. المطر لم يعد غزيراً و ستكون الرؤية أمامك أوضح... أعلم أن وفاة السيدة أمامك أثرت فيك كثيراً... و حين رأيتك تخرجين على تلك الحالة، تذكرت مباشرة الحفرة و توقعت أن تسقطي فيها، فخرجت على إثرك لأنبهك، لكنك كنت تسرعين فلم ألحقك في الوقت المناسب...

اشتعل وجهي ثانية، من الخجل من نفسي ... هل يبدو علي أنني متهورة!؟
ـ أقسم أنها لم تكن غلطتي... لقد...

وجدته يهز رأسه مؤيداً، لم يلق علي باللوم! بل قاطعني مطمئناً :
ـ أعرف الدكتورة سعاد منذ مدة، و أعرف لامبالاتها و تكبرها... ليس غريباً أن تلقي عليك باللوم و تتهمك بأخطائها!

كنت في غاية السعادة... إنه لا يعتقد أنني المذنبة! الحمد لله...

ـ انتبهي إلى الطريق، و صحبتك السلامة...
صعدت إلى السيارة و ابتسامة تعلو شفتي،
ابتسامة مسحت عني كل آلام ذاك اليوم و مصائبه...



<<<<<<<< تـابعـــــــــــونا>>>>>>>>




 

  رد مع اقتباس