متابعة
حدث أنه على حين اشتغالٍ في الناس وازدحام ٍ في سلك المقاصد...نادى الملك
في حاشيته:- أيا أيها الملأ إنّي أراني أشرب سمّاً تشرب منه الناس في أرضي هذه
إلا واحداً منهم ...ثم لا يموت منهم إلا هو، يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا
تعبرون. هنالك قام المنجّمون من حاشيته كلٌ يريد أن يقول ما هو أقرب إلى قناعة الملك حتى ينال من رضاه المال والهدايا، وكان خيرهم من قال في السّمّ أنه الذهب
يملأ أرض الملك بالخير والنّعماء ، وليس كلّ نَكِد ٍ في الرؤيا هو فألٌ سوء ٌ بالضرورة،..
تعمّ البشرى أنحاء البلاد وفرادى الشعب دون استثناء إلا واحداً منهم، يكره الملك ..ولا
يرضى به وليّاً وإماماً عليه، فلا يطوله من الخير ما طال من سواه، ويُقطَعُ رأسه فيموت،
والناس على موته لشاهدون. هنالك هزّ الملك رأسه في عجب وسرور وقد فرهت
عيناه بالسّعد والتّفاؤل.
دقّ خبر رؤيا الملك أنحاء البلاد، وصار الناس في أمل ٍ إليها ، ووجل ٍ من هويّة
المقتول، فصار كلٌّ منهم يحمل حبّ الملك في نفسه سرّا... وعلى النّاس علانية ، بل
ويسابق بعضهم بعضاً في حبّه والرّضا به مَلِكاً، وإن لم يكن كذلك آنفاً.
وصار أيضاً... أنّه في ذات يوم ٍ من ربيع الأرض ...وصل المدينة غريبٌ من البلاد البعيدة...
.
.
.
.
. يتبع.......