,,,
كانت سلمى تجلس في غرفة الطبيب وقد وصل بها جهاز تخطيط القلب المتصل بجهاز حاسب يجلس مقابله طبيبان على مكتب عتيق , بينما كانت الممرضة تسحب ابرة دم من ذرعها .
كان الطبيبان ينظران باهتمام شديد إلى التخطيط , بينما كانت شاردة الذهن , عندها طرق الباب
وأطل والدها من خلف الباب : آسف على الإزعاج , لكن سلمى , انا سأعود الآن الى المنزل وانت عندما تنتهين من تلك الفحوصات ستعودين مع عمك سالم .
سلمى : حسناً , كما تريد !
كان الطبيب الذي أشرف على حالتها يهمس الى الطبيب الذي بجانبه وكان رجلاً كبير السن ذو لحية رمادية اللون ووجه يدل على الحكمة : أنظر لقد ارتفع معدل النبضات هنا !
-شيء طبيعي الجميع يتوتر عندما يحدثه أحدهم .
-لكن معدل نبضاتها العادي منخفض جداً , ولا يضح عليها أي شيء , ألا تجد ذلك غريباً .
-وأنا ما أزال مصراً على نظرية أن أجهزة المشفى رديئة !
اطلقت سلمى ابتسامة ساخرة الا انها كانت بصوت منخفض .
نظر اليها الطبيب الأول وقال بعصبية : خذي نفساً عميقاً ثم اكتميه لنرى !
كتمت سلمى أنفاسها , بينما بدأ الاثنان بالنظر كلٌ الى ساعة يده , استمر ذلك نحو 3 دقائق , نظر الطبيب الأول الى الآخر وقال : أترى !
قال الطبيب الآخر باستخفاف : يا إلهى يبدو أنك ستصبحين غواصة ماهرة يوماً ما , لديك رئتين واسعتين , مثل ذلك الذي قبلك , والذي صدف انه قريبٌ لك , والذي نراه هنا هو عامل وراثي جيد .
ثم نظر الى الطبيب الآخر : أحضرتني الى هنا من أجل أدوات رديئة ورئتين واسعتين !
توقفت سلمى عن كتم أنفاسها وابتسمت .
نظر اليها الطبيب العجوز وقال : حسناً انتظري خارجاً حتى تأتي نتائج تحاليل الدم . ثم ننتهي هنا !
خرجت سلمى وانتظرت على كرسي وحيد في ممر ضيق وبدأت تتصفح كتيب للنصائح الطبية كان على ذلك الكرسي .
انقضت ساعتين كانت من أطول ساعات النهار ,عندما ظهرت الممرضة وهي تحمل ملفاً أصفر اللون وقد كتب على مقدمته "المختبر" .
دخلت الى غرفة الطبيب وتبعتها سلمى ,وقفت أمامهما .
بدأ الاثنان الذين كانا يحتسيان الشاي بتصفح الملف , اشار الطبيب العجوز الى احدى المعلومات ونظر الى الآخر وقال : أرأيت !
ان نسبة الاوكسجين بدمك مثالية , وهذا بالضبط نفس النتيجة التي حصل عليها قريبك لم يكن هنالك شيء يدعوا الى القلق .
نظر الى الطبيب الذي بجانبه بشزر , ثم نظر الى سلمى : وان كان هنالك فائدة من احضاري الى هنا , فهو لأقول لك ان لك مستقبل باهر في مجال الغطس !
ابتسمت سلمى وخرجت من العيادة .
اتجهت سلمى نحو الاستقبال حيث كان يجلس هنالك رجل في الثلاثينيات ويبدو عليه الملل .
سلمى : اين تقع غرفة سمر الأمازوري؟
اشار الى الأمام من دون ان يتصفح أي ملفات أو يبحث في أي سجلات : غرفة رقم 1
كان الهدوء القاتل يعم ممرات المشفى , دخلت غرفة رقم 1 وقد كانت الغرفة خضراء اللون تحتوي على سرير تقبع فيه سمر جثة هامدة ويتصل بها أجهزة قياس نبضات القلب , كانت أمها تجلس على الأريكة المجاورة وقد وضعت راسها على يدها وغطت في النوم .
استيقظت امها على صوت اقدام سلمى , رفعت نظرها بتثاقل بينما كانت تفرك معصمها الذي يبدو انه تخدر : سلمى !
اقتربت سلمى من سمر ونظرت اليها بشفقة : هل تحسنت حالتها .
رابعة : لم يتغير شيء !
سلمى : لقد قال لي أبي بأن أعود الى القصر مع عمي .
وضعت رابعة رأسها على يدها الثانية : لقد عاد الى القصر قبل فترة !
ثم غطت في النوم من جديد .
خرجت سلمى من المشفى واخذت نفساً عميقاً وبدأت بالمسير نحو القصر مرة اخرى , كانت تسير بين أحد الأحراش المتشابكة خارج المشفى ,
عندما أحست بتلك الحركة الغريبة خلفها , نظرت الى الخلف فلم ترى شيئاً ,
عندما أعادت نظرها الى الأمام تفاجأت بآدم يقف أمامها وقد تغيرت هيأته كثيراً عن آخر مرة رأته فيها,
ارتجف جسدها بقوة وشخص بصرها جف حلقها فلم تستطع الصراخ .
تكلم آدم :سلمى , لقد عدت الى هنا ...
لم تمتلك سلمى أعصابها وركضت بأسرع قوة نحو الأمام, كان آدم يتحرك بسرعة فيتقدم عليها ثم يقف ويقول : سلمى !
لكنها تبدأ بالركض بالاتجاه الآخر وهي تلهث بشدة , استمرت على هذا الوضع , حتى اختفى آدم , لم تكن تعلم أين هي الآن .
لكنها وصلت الى شارع يقع خلف القصر , دخلت من الباب الخلفي لمزرعة القصر ,
وكانت تركض بسرعة نحو القصر , حتى وصلت الى الشرفة اصطدمت بالباب بقوة ودفعته , ارتعب الجميع الذي كان أغلبهم داخل غرفة المعيشة , بدأت تصرخ : لقد عاد ! , لقد عاد !