-أنعود الى هناك ؟
نظر اليه بأسى : وكيف نفسر ما نحن عليه ؟
-نحاول أن نخفيها قدر الامكان .
-وماذا اذا كسرت مقبض الباب اذا اردت فتحه او خلعت مقود السيارة بينما انت تقودها , او قفزت من الدور العلوي اذا أجفلني احدهم ؟!
-معجزة ! او دعاء الوالدين ! صدفة !
-حسناً اين كنا طوال هذه الفترة ؟
-يجب ان تكون روايتنا متوافقة .
كان الاثنان فتيان أحدهما يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً والآخر يصغره بسنة , يتحدثان بينما هما يجلسان فوق صخرة ملساء كبيرة على جبل مرتفع
ينعكس نور البدر عليها بنفس قوة انعكاس نوره على صفحة ماء البحر الذي لا يسكن ساحله أحد , و أطراف السماء قد امتلأت بتلك النجوم وقد سطع نورها بشكل يثير الأعين .
وردة الصحراء ..
كانت جبال أطلس الشاهقة قد ملأت الأفق وسدت السماء بأحجارها الرمادية وينابيعها التي تخرج من صدوعها ليخل للرائي بأن تلك الصخور لينه كالإسفنج .
وتناثرت على قممها اشجار الصنوبر والبلوط المنتظمة الأوراق لتعطي لقمم أطلس غطاء ً مقلماً .
عندما ترجع نظرك الى الوراء ليبدأ الضباب بالانقشاع والاشجار بالاختفاء وتنخفض القمم وتطل الشمس من بين تلك الصخور السوداء لتعطيها لمعة ذهبية اللون .
تنخفض القمم ويقل سواد الصخور وتبقى تلك اللمعة الذهبية تثير العين الا ان العين لا تدرك الا بعد برهة ان ما يراه هي تلك الرمال الذهبية التي تعانق الصخور السوداء الى ان تغوص في قلب الصحراء والكثبان الرملية.
هناك كانت تلك القرية الممتدة المتربعة بين الرمال والصخور بين الجفاف والينابيع والغدران بين سطوة الشمس ورطوبة الضباب .
بين أطلس والصحراء الكبرى .
اتخذ ذلك القصر بين تلك المنازل ذات المعمار المغربي الأصيل وتلك النوافذ المتسعة وتلك الستائر البيضاء المتدلية والتي ترى من بعيد موقعا موضعاً بارزاً وطلة أخاذة بين تلك البيئتين .
عاشت هناك عائلة عريقة لم يخرج أبناؤها من ذلك القصر ولم يعيشوا في غيره . ليكون القصر حاوياً لثمانية عشر فرداً ونفر من الخدم .
انتظروا ,
|