عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /30-11-2013, 09:06 AM   #53

Boshasha
بنوتة CooL
Exclusive Girl

L17
 
    حالة الإتصال : Boshasha غير متصلة
    رقم العضوية : 62875
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات : 582
    بمعدل : 0.11 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : Boshasha is a splendid one to beholdBoshasha is a splendid one to beholdBoshasha is a splendid one to beholdBoshasha is a splendid one to beholdBoshasha is a splendid one to beholdBoshasha is a splendid one to behold
    التقييم : 699
    تقييم المستوى : 28
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 1
    زيارات ملفي : 18835

     SMS : Keep faiting .. Don't stop .. Keep the smile .. this life is short .. you shold control on it :)

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور Boshasha عرض مواضيع Boshasha عرض ردود Boshasha
    أوسمتي :         هنا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر

مرت تلك الفراري المسرعة بين تلك السباخ الجيرية , والتي نبتت فوقها العديد من الأعشاب , وطارت خوفاً منها طيور النحام الوردية والتي غطت الرؤيا عنهم . وما ان انتهى هروب سرب النحام . ظهرت في الأفق تلك العمائر البيوت المتراصة منظر معاكس لما كان في القرية
بين تلك العمائر المنتشرة أعلى الهضبة المجاورة لساحل البحر في مدينة وهران , في أحد الشقق الصغيرة الكثيرة . جلسوا في غرفة المعيشة على تلك الأرائك الخشبية المنجدة بالقماش الأزرق القديم , بينما تصدعات الجدار اضافت للغرفة خطوط متشابكة حينا ومتفرقة , كان يزن يتأمل تلك الخطوط متكئا على ذراعه ويشعر بالملل الشديد , في حين أمير يتأمل الأثريات التي اجتمعت على أرفف الغرفة بنظام وبعناية . بينما ياسر ممداً على الأريكة وقد فرش ذراعيه وقدميه بملل وقد كانت احدى عينيه مغلقة بتثاقل وبمنظر شوارعي .
وفي الغرفة المجاورة والتي كانت هي الغرفة الوحيدة في تلك الشقة , كانت سلمى تجلس على السرير وقد فارقتها كل علامات الفرح والسعادة وكأنما لم تذق طعمهما من قبل . أقبلت عليها امرأة تحمل بين يديها بعض من الملابس وأعطتها اياها ثم جلست بجانبها . لم تلتفت نحوها سلمى . نظرت اليها تلك المرأة والتي كانت زوجة خال أمير بابتسامة غامضة : إذا أنت هي وردة الصحراء ؟
فتح باب الشقة الخارجي , ووقفت تلك المرأة لترى من القادم , بينما كانت سلمى تنظر نحوها بإستغراب ولم تستطع أن تسألها عما كانت تقصد بقولها وردة الصحراء
كان القادمان هما آدم ورائد
آدم : يجب أن نرحل من هنا
قفز يزن من مكانه بتوتر : الى أين ؟!
بينما التفت الجميع نحوه عدا ياسر الذي لم يتزحزح من مكانه , بينما كانت سلمى وتلك المرأة عند باب الغرفة يستمعن للحديث .
آدم : نعمل في المسامك والحقول, يجب أن نوفر مالاً لنعيش!
أمير : كيف؟
آدم : لدي صديق سيساعدنا في استخراج هويات مزيفة لكم
يزن : لكننا لا نملك أي مال لنعطيه؟ كيف سنبحث عن عمل ونعثر على سكن في هذه الأيام؟
جلس رائد ومتكئاً على طاولة الطعام ومسح رأسه بتعب : لقد بعت الفراري قبل قليل !
أمير : جلال لديه معارف كثر سيعرف اين نحن ويلحق بنا؟
ياسر ببرود : تخلصوا من الفتاة ! هم يريدونها ولا يريدون أحد منا !!
قفز آدم بسرعة فاجأت الجميع وأمسك برقبة ياسر , بينما صرخ خال أمير والذي صعقه الأمر .
التفت آدم حوله وقد كان الجميع مذهولاً من ردة فعله المبالغة . لكن لم يعلق أحد !
رائد : سنتفرق ! سيعمل كل منا في قرية مختلفة
نظر ياسر نحوه وهو يهز رأسه بسخرية : كيف استطعنا ان نتدبر أمرينا طوال هذه الاشهر من دون أن تجدنا الشرطة !؟ لا أحد يلتفت الى عمال المسامك والحقول!
سار ياسر نحو الباب الخارجي وفتحه وقبل أن يخرج نظر اليهم : بعد أسبوعين سأمر وأقلكم من هنا.
سار خلفه آدم ببطء وخرج وأغلق الباب .
..............................
كانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف فجرا , وكان يزن ورائد وفارس وسلمى يجلسون في أمام درج العمارة ينتظرون ياسر وآدم كما أخبرهم . أسندت سلمى رأسها الى الجدار وكان أمير ينظر الى نهاية الشارع , نظر يزن نحو رائد وكان يتخاطر معه : ربما كان ياسر محقاً ربما من الأفضل أن نتركها !
وضع رائد رأسه على يده وتنفس بعمق . وقفت سلمى وتركتهم لتسير لوحدها وهي ترمق يزن ورائد بنظرات كئيبة .
يزن : هل من الممكن أنها سمعت ما أفكر به ؟!
رائد : يبدو ذلك
نظر أمير نحوهما : ماذا يحصل هنا
استمرت سلمى في المسير مسرعة الى نهاية الشارع , ركض أمير خلفها : إلى أين تذهبين ؟!
سلمى : لن أجلس هناك لأكون عبئاً على أحدهم
أمير : إنها المرة الأولى التي تتكلمين فيها منذ أن وصلنا الى شقة خالي
لم تعقب سلمى واستمرت في المشير
أمير : لكن الى أين تذهبين ؟!
أومأت برأسها الى الأمام , وقد كانت سيارة جيب بيضاء مقبلة وكان ياسر يقودها .
ركبت سلمى في الخلف , ركب أمير بجانبها وقال لياسر : إنهم عند بوابة العمارة !
توقفت السيارة وركب يزن ورائد وكانت الكراسي متقابلة , لم يكن يزن يحاول ان ينظر نحوها مباشرة , بينما كانت هي تراقب النافذة بصمت .
كان آدم يجلس بجانب ياسر , التفت نحوهم وسلمهم الهويات : هل قمتم بحرق هوياتكم القديمة كما قلت لكم !؟
ضحك يزن بسخرية : لم يكن هناك وقت لنحضرها , عندما كنا نحاول أن نهرب !
لم يشاركه أحد روح الدعابة. أمسك رائد الهويات بحذر وبدأ ينظر إليها ويقرأها بصوت عال.
-ليث جابر. وقام بإعطاء الهوية الأولى ليزن
-ابراهيم ياسر. وأغطاها لأمير
-قاسم خالد.
أمسك كل منهم هويته وبدأ يتأمل أسمه الجديد. بينما سلمى تنظر إليهم بإنتظار بطاقتها لكنها لم تتحدث. بعد برهة انتبه ثلاثتهم بأنها لم تستلم هوية جديدة. كان ياسر ينظر الى تعابير وجهها عبر مرآته بمكر. بينما كان آدم يمسك بيده الهوية الأخيرة وهو ينظر اليها بتمعن.
بعد عشر دقائق كانت السيارة في وسط الطريق السريع خارج وهران. لم يطق يزن الصمت: يبدو أنك نسيت هويتها.
آدم: لم انسها, لكن لا أريد أن يعرف هويتها الجديدة أحد. هذا أفضل لها!
أمير بصوت حاد: ماذا تقصد!
آدم: إنها ليست مشكلتك !
بصوته العدواني المعتاد, أمير : وليست مشكلتك أيضاُ!
كان البقية يتابعون الحديث باستغراب, وكانت علامات الحنق قد بدأت تظهر على وجنتيها, بينما يبدو ياسر مستمتعا بهذا الجدال.
يزن محاولاً تخفيف حدة الجو: إلى أين سنذهب الآن؟
ياسر: إحدى القرى الساحلية عملت أنا وآدم فيها لأسابيع في الفترة الماضية.
يزن: من سيقوم بالعمل هناك؟
ياسر: أحدنا سيعمل هناك سنقرر عندما نصل هناك.
يزن: كم تبعد؟
ياسر: حوال 6 ساعات!
رائد: إنها فترة مؤقته إلى أن نجمع بعض المال ويتوقف جلال عن البحث عنا !
حل الصمت وكأنما جلبت هذه الكلمات أفكار كثيرة في دواخلهم
مرت دقائق معدودة قطع صمتها يزن وكأنما هذه الكلمات كانت حبيسة داخله لمدة طويلة: لماذا كل هذا يحصل معنا ؟!
نظر الجميع نحوه باهتمام وكأن السؤال كان يجول في خواطرهم ولكن لم يجدوا وقتا ليتناقشوه .
رائد: قضيت أشهر وأنا أحاول أن أحل لغز عدم مقدرتي على النوم! كل ما استطعت الوصول اليه أن كل ذلك حصل بعدما غبت عن الوعي. وأنتم كذلك بدأت فدراتكم العجيبة بالظهور بعدما تعرضتم لحوادث مميتة.
أمير: ما لم أستطع استيعابه هو الكره الشديد الذي أكنه أهله لنا بعدما بدأ كل شيء بالحصول ولماذا حاولوا قتلنا؟
ياسر بلهجة واثقة وصريحة: إنهم لا يكنون الكره لنا ولم يحاولوا قتلنا !
يزن: وكيف تفسر كل ما حصل ؟!
ياسر: انهم يكنون الكره لها هي !!
كان الكلام موجهاً لسلمى بطريقة عدوانية, أصبحت تشعر بالثقل والنبذ أكثر مما كانت تشعر من قبل! إنها المرة الثانية التي يكرر فيها ياسر بأنها هي السبب في المشاكل التي تحصل, لا يمكن أن تنفي أن ياسر لا يستحمل وجودها.
رائد وكأنه يحاول أن يخفف عنها: لماذا اذا حاولوا قتلي أنا ويزن؟ ولماذا كانوا يضيقون على أمير في الفترة الماضية؟ بالضبط منذ أن تقاتل مع الفتى الذي كاد أن يقتله!
ياسر: لقد توقفت عن النوم منذ أشهر اليس كذلك ؟
رائد: أجل.
ياسر: هل شعرت بأنهم يكنون لك أي كره؟ هل حاولوا قتلك؟ لكن عندما حاولت ان تدافع عنها بدأوا بالتهجم عليك.
ألجمت الحجة رائد لكنه لم يود أن يظهر اقتناعه.
أكمل ياسر بعجبه المعتاد وغروره: أما بالنسبة لأمير فكيف تتوقع أن تكون ردة فعلهم منه فهو عالة متطلب وفتى يطلب المشاكل في الشوارع ويبدو أنه يحب أن يبات في السجون.
أشعلت هذه الكلمات نار مستعرة داخل أمير ولم يصبر فقفز على ياسر كالثور محاولا أن يدق عنقه. فقد ياسر السيطرة على السيارة وهم الجميع بإبقاف أمير. لكنه كان أقوى من ذلك. كان آدم يحاول امساك الطارة بينما ياسر ينازع الحياة بين يدي أمير. لكن شيء ما شتت انتباه أمير عن ذلك كله, بدأت قبضته ترتخي عن رقبة ياسر حتى توقف تماماً. كان رائد ينتفض بجانبه واضعاً يده على رقبته وكأنما هناك ما يخنقه. وكانت سلمى تبكي لم تستطع أن تسحمل أيا مما يحصل.
بعد أن توقف أمير, بدأ رائد تدريجيا بالتنفس. وياسر بدأ يستعيد السيطرة من جديد فأوقف السيارة جانباً بينما كان الجميع ينظر الى رائد باستغراب. يزن: هذا شيء جديد! هل شعرت بما يحصل لياسر؟
لم يستطع رائد الكلام فقد كان يلتقط أنفاسه بصعوبة, خرجت سلمى من السيارة وهي تصرخ: لا يوجد مكان آخر أذهب اليه الآن! لماذا اخذتوني من منزلنا؟ لماذا أخذتوني من وهران؟ لماذا لم تتركوني هناك! لا أريد أن أكون عالة على أحد!
تكلم رائد بصوت متقطع: لست كذلك!
بينما كان أمير ينظر اليها بحزن: نحن جميعاً في نفس الموقف صدقيني.
صرخ ياسر من خلف السيارة بعد ان نزل منها متوجها نحو سلمى: لا! نحن لسنا جميعا بنفس الموقف.
كسر آدم حاجز صمته بعد أن كان يراقب الموقف: ياسر! كفى!
لم يأبه ياسر به: أنتي السبب في كره أهلك لهم ومطاردتنا بالبنادق! لا أدري لماذا! لكنك أنتي السبب! لا أعلم ما الذي تخفينه.
كان أمير يتجه نحو ياسر لكن رائد ويزن يحاولان عرقلته.
اقترب ياسر نحو سلمى وهو يوجه سبابته نحوها وكأنه يتهمها بشيء: لقد قمت بشيء ما يجعلهم يقتلونه.
ثم نظر الى أمير بنظرات ريبة: ربما شيء له علاقة به لذلك كانوا يكرهونه أيضا.
كانت هذه الاتهامات المموهة كالصاعقة وقعها على سلمى, كانت تنظر حولها كالمكذبة كمن في كابوس. لم تستطع الكلام وكانت تنظر في أعين الجميع. وقعت عينها أولا على آدم الذي كان في مشدوهاً و كأنه يحاول أن يصدق الاتهام.
هجم أمير على ياسر هذه المرة كان ياسر مستعداً له. لكن غضب أمير كان مستعراً حيث أمسك رقبته وكسرها في بضع حركات. جثم ياسر على الأرض ميتاً في بضع ثوان.
كان المشهد سريعاً وغريباً جعل يزن ورائد يتسمران في مكانهما بينما هرع آدم نحو ياسر, وأدار أمير ظهره لجثة ياسر ثم نظر نحو سلمى التي كانت تنهار من الداخل ثم استوعب ما قام به.
لم تنظر سلمى لأي منهم وأعطت الجميع ظهرها وبدأت بالمسير الى الأمام بمحاذاة الطريق الصحراوي لوحدها.
............





 

  رد مع اقتباس