عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-03-2013, 03:46 PM   #26

moslema 4 ever
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : moslema 4 ever غير متصلة
    رقم العضوية : 69089
    تاريخ التسجيل : Feb 2013
    العمر : 26
    المشاركات : 42
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : moslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the rough
    التقييم : 327
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1285
    علم الدولة :  Algeria
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور moslema 4 ever عرض مواضيع moslema 4 ever عرض ردود moslema 4 ever
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي رد: يوميات فتاة مسلمة

الحلقة الحادية عشرة


أمسكت راوية بيدي بين يديها و هي تبتسم في رقة :

ـ اطمئني يا حبيبتي، إنها مجرد اضطرابات و إن شاء الله مع العلاج سيكون كل شيء على ما يرام... أرني ابتسامتك الجميلة!

هززت رأسي في عناد و سحبت يدي من بين يديها و أنا أقول مغالبة دموعي :

ـ لا يا راوية... الطبيبة لم تشأ أن تخبرني بكل الحقيقة... أنت تعلمين مثلي أن مهنة الطبيب توجب عليه التخفيف عن المريض و عدم تهويل المسألة مهما كانت خطيرة... حفاظاً على روحه المعنوية...
رمقتني راوية في أسى و قالت :
ـ لكن لا يبدو أن طبيبتنا قد أفلحت في الحفاظ على روحك المعنوية...


كانت الآلام قد خفت بعد أن بدأت أخذ الأدوية... و كان من الصعب علي حقاً أن أتبع تعليمات الطبيبة، نظراً لكثرة الأدوية من جهة، و المحاضرات المتتابعة التي قد تتجاوز الساعات الخمس من جهة أخرى... لكن راوية كانت دائماً إلى جانبي، تذكرني بموعد الدواء... و أمي توصلني بالسيارة كل صباح و أجدها في انتظاري آخر النهار... يا لهذا الدلال!


كنت واقفة مع راوية في فترة الاستراحة من عصر ذاك اليوم.
فجأة أخذت راوية تشدني من قميصي لتثير انتباهي و هي تهمس :
ـ مرااااام... انظري من القادم!!

التفتت لأراه على قيد خطوات مني... كان من الواضح أنه يقصدنا!!
ألقى التحية، فرددنا ثم ساد صمت رهيب بيننا كأن على رؤوسنا الطير قبل أن يبادر حسام قائلاً :
ـ آنسة مرام... كنت أريد أن أتحدث معك قليلاً، لو سمحت... لن آخذ من وقتك الكثير...

وقفت لا أعي ما الذي يجب علي فعله، في حين ابتعدت راوية خطوات و هي تقول :
ـ تذكرت... علي أن أحضر حاجياتي... تركتها في قاعة المحاضرة... لن أتأخر عليك...

ما الذي تفعله هذه البنت؟؟
كيف تتركني بمفردي معه؟ سوف ترى مني عقابا صارما!!
احمر وجهي بشدة، و وقفت مطأطأة الرأس...
يا إلهي!
رحمتك يا رب...

ـ آنسة مرام... اعذريني إن كنت أعرضك لموقف محرج... لكن كان يجب أن أتحدث إليك قبل أن أقدم على خطوة جدية... و أخشى أن تكون مشاعري أحادية الجانب... لذا أردت أن أعرف رأيك المبدئي...


يا إلهي... هذا ما كان ينقصني الآن...

يا إلهي... كم انتظرت هذه اللحظة، و كم تخيلت هذا الموقف في أحلام اليقظة...
كم عشتها بكل جوارحي و رأيت نفسي و أنا أهمس في خفر... أنا موافقة!
كم حلقت مع الطيور و سرحت بين الفراشات و الدنيا لا تسعني...
إنها السعادة التي تمنيتها
إنه الرجل الذي انتظرته...


لكن الآن... كل شيء تغير...
إنه لا يعلم أنني قد لا أكون قادرة على الإنجاب... قد لا أقدر على إسعاده!!
و لا يمكنني حتى أن أخبره...
و كيف أكاشف رجلاً أجنبياً عني بمشاكلي الصحية، بل و بأخص خصوصياتي؟!
أي كلمات ستسعفني لأعبر؟
حبست دموعي التي بدأت تطل من نوافذ عيني... و ابتلعت ريقي الذي جف...

ـ مرام... أنا معجب بأخلاقك و تدينك و طريقة تفكيرك و ثقافتك... و أريد أن أطلب يدك من والدك... إن كنت موافقة على إنشاء علاقة جدية بيننا...

أي موقف يضعني فيه؟!
أي حيرة أعيشها؟!
أي ذنب جناه المسكين حتى أدخله دوامتي؟!
إنه ككل الرجال يطمع في بيت سعيد يملؤه الأطفال بضحكهم البريء...
يحلم بولد يملأ عليه حياته...
لكنني قد لا أحقق له أمانيه... بل أكون قد خنت ثقته و خدعته إن وافقت دون أن أكون صريحة معه... و هو ما لن يسامحني عليه في المستقبل... و لن أسامح نفسي عليه أبدا!
لا يجب أن أظل ساكتة، حتى لا يحسب أن السكوت علامة الرضا...


ـ مرام...
يبدو أن صمتي قد طال و قد أخذني حواري الداخلي مع نفسي...
و خرج صوتي أخيراً، مبحوحاً مليئا بالألم :
ـ... أنا آسفة... و لكنني غير مستعدة حالياً...

أحسست بوقع الصدمة عليه...
أحسست بآماله تتبعثر... و أنا التي بعثرتها بكل قسوة...

و أحسست بقلبي يتحطم بين ضلوعي...



لم تصدق راوية أذنيها حين رويت لها ما حصل بعد أن انصرف حسام مكسور الخاطر
ـ هل جننتي يا مرام؟؟ كيف تقابلينه بمثل هذه الطريقة؟ أليست هذه هي اللحظة التي انتظرتها طويلاً و تمنيتها من كل قلبك؟؟ كيف تفرطين فيها بكل سهولة؟؟ و الشاب المسكين، صدمته بقسوة كأنك لا تبالين به!

ارتميت في حضن راوية و قد تدفقت دموعي غزيرة على خدي
ـ لا تلوميني يا راوية فإنني أتعذب أكثر...

ربتت على رأسي في أخوة صادقة و همست :
ـ أنت مجنونة... تعذبينه و تعذبين نفسك و المسألة لا تستحق!

رفعت رأسي و نظرت إليها بعينين تملؤهما الدموع :
ـ كيف تقولين أن المسألة لا تستحق؟! كل من يتقدم لخطبة فتاة يتوقعها الفتاة المثالية التي يتمناها... و ينتظر منها أن تكون صادقة معه في كل ما يخصهما معا، و خاصة إن كانت غير قادرة على الإنجاب...

تنهدت راوية ثانية و قالت :
ـ يا مرام، يا حبيبتي... من قال أنك ستكونين غير قادرة على الإنجاب؟؟ هذا من علم الغيب و الغيب لا يعلمه إلا الله...

ـ و لكن الاحتمال كبيرا نظراً للمرض الذي ألم بي...

ـ يا مرام اسمعيني... كم من الفتيات السليمات اللاتي لا يشكون شيئاً وجدن أنفسهن عقيمات بعد الزواج بدون سابق إنذار... و كم من عقيم، شفيت بعد طول صبر و توكل على الله فأنجبت! كله بتقدير من الله عز و جل...

تنهدت في ألم و قلت في يأس :
ـ ما الذي كان بإمكاني فعله؟

ـ كان بإمكانك مصارحته بالحقيقة...

ـ كيف؟! لم أكن لأجد الكلمات المناسبة! الموضوع خاااااص جداً... لا يمكنني أن أتحدث فيه مع رجل، و أي رجل!! أين الحياء!؟

ـ كان بإمكانك تبليغه موافقتك، ثم تحدثين أخته بالتفاصيل...

ـ لكنني أخاف من ردة فعله... أخاف أن يشفق علي و يتغاضى عن الأمر بشهامة منه... كرامتي ستجرح، لا أحب أن يشفق علي يا راوية! أريد أن أكون أميرته التي يحلم بها كما أريده أن يكون فارسي... و أخاف أن يتغاضى الآن... ثم يفكر ملياً، فيعدل و يختلق أسباباً أخرى للانفصال بعد أن أكون قد بنيت آمالاً عريضة...

تناثرت دموعي من جديد و أنا أواصل :
ـ و أخاف إن رفض مباشرة... كم ستكون صدمتي عنيفة... في الرجل الذي أراه مثالاً للشهامة و الأخلاق العالية... و أخاف أكثر، إن أوهم نفسه بأن مرضي لن يؤثر في قدرتي على الإنجاب... ثم يحصل ما لا نرجوه...

ارتفع نحيبي هذه المرة...

ـ إني خائفة يا راوية... قد أفقد الكثير في هذه التجربة... أفقد الأمل، أو احترامي حسام أو كرامتي... لذا آثرت الانسحاب...

هزت راوية رأسها في عدم موافقة :
ـ و ما حصل هو أنك اخترت خسارة حسام نفسه! هل هذا ما تعتبرينه أخف الأضرار!؟

لم أعد أدري ما الصواب و ما الخطأ...
يا إلهي رحمتك...

ـ اسمعي... يجب أن يفهم حسام الموضوع، هل يرضيك أن يعتقد أنك رفضته لعيب فيه؟! كرامته أيضا جريحة! خاصة أن فتيات كثيرات ينتظرن الفرصة... و من سوء حظك أنك ضيعتها، فقد تقتنصه في لحظات ضعفه و انكساره فتاة أخرى لا تستحقه... و تكونين قد ضيعته من يدك و ضيعت مستقبل الشاب المسكين في نفس الوقت!!

ـ لا يا راوية... حسام ليس بهذا الضعف!

ابتسمت راوية و هي تحتضنني :
ـ إن لم يكن حسام بهذا الضعف، فهو لن يبني حياته الزوجية و مستقبله على الشفقة... و لن يترك المجال لأي عاطفية متطفلة لكي تتحكم في قراره... اتركي له الخيار... أعطه الفرصة...

أعطيه الفرصة؟
آه يا قلبي...
صراع بين قلبي و عقلي...
قلبي يرجو أن يعطيه الفرصة و يرى الأحلام الوردية أمامه...
و عقلي يرفض بشدة، لا يفسح المجال للآمال و الافتراضات...

و تكلمت أخيرا :
ـ و لكنني رفضته يا راوية... كيف أفتح الموضوع ثانية؟!

ابتسمت راوية مطمئنة :
ـ دعي المسألة علي...


نعم، لقد انتصر القلب على العقل...

<<<<<تـــــــــــابعـــــــــــونــــــــــا>>>> >




 

  رد مع اقتباس