هَامشْ

[عائِشة]

القبح، إنّ القبح ليس خيارًا، إنّه ما نرى أنفسنا عليه فجأةً فنهرع إلى أقرب نقطةٍ تخلو من النّور *()

[عائِشة]

أفتقدُ الوحدة.

[عائِشة]

نضحكُ على الرّغمِ من كلّ شيء، هذه إحدى خصائصِ الكائناتِ البغيضة، أن تؤلمكَ حدّ الضّحك

[عائِشة]

كأنّهم سمينونَ جدًّا إلى درجةٍ تحجبُ عنك رؤيةَ سواهم، ويُذيقونكَ كأسَ وقاحتهم إلى أن تملّ نفسك

[عائِشة]

لقد كان الآخرونَ يصرخون بي ويلقون بآلامهم إلى داخلِ رأسي إلى أن حفظتُ كيف تكونُ تلك الآلام
لقد عرفتها جيّدًا ورأيتها مرّاتٍ عدّةٍ في عيونِ أولئك البؤساء - أمّا الآن فقد صرتُ واحدًا منهم .

أقصوصتي: جنّ طبيبُ الجنون.

[عائِشة]

كرهتُ العمل، إلى درجةٍ كرهتُ معها موعد استيقاظ أصحابِ العمل، حيثُ يخرجونَ من حجراتِ نومهم وقد ارتسمت على وجوههم نظراتُ كرهٍ تنمّ عن الشّرّ لا تعلّلُ لماذا وأين ومتى! إنّ ذلك يكونُ مضحكًا وكريهًا في الوقتِ نفسه، حيث تخشى أن يزمجروا في وجهكَ فجأةً بلا سببٍ محدّدٍ كأسودٍ غاضبةٍ تكشّرُ عن أنيابها؛ لا لسببٍ إلّا لأنّها قد خلقت لتأكلك!

[عائِشة]

نسيتُ إخبارهم بأنّي مشغولٌ بالفعل، إنّني مشغولٌ بالفعل، بل إنّي لا أملكُ وقت فراغٍ لأقومَ بتلك الأعمال الّتي يطلبونها منّي، فأنا - وعلى سبيلِ المثال - أفكّرُ دائمًا، ومقاطعتهم لي وكلّ تلك المتطلّبات الّتي لا تنتهي تثيرُ ضغينتي تجاههم وهم لا يفهمونَ ذلك، وأنا قد مللتُ الشّرح لمن لا يملكُ الفهم الّذي أنشده، وقد مللتُ أيضًا استياءهم وغضبهم عليّ، ولا حلّ مؤكّد بعد!

لكنّي أفهم نفسي! ثمةَ أشياءَ أهمّ أفضّل إنجازها عن مهامكُم التّافهة الّتي لا تكادُ تنقضي، ثمّة فنّ، ثمّة عبقُ فكر، ثمة روحٌ تنمو ولكنّكم تخرّبون عليها مسيرتها بتفاهاتٍ توردُ المرءَ مورد المرض!

#أنانيّة_حلال

[عائِشة]

- وعلى أيّةِ حال، لقد اكتشفتُ أنّ مكاني ليس هنا ..
- وكيف تعرف .. ؟
- ليس بوجود كلّ هؤلاء النّاس.

[عائِشة]

لقد كان بإمكاني فعل أيّ شيءٍ متى أريد، لم تكن المسألة تكمن هنا، بل كانت مشكلتي الحقيقية تكمن في عدم معرفةِ أنّه ممكن

[عائِشة]

- تحدث الآن، لم يخجلك الماضي كثيرًا؟
- نعم؟
- لم تخاف منه؟ لم تحاول التهرب دائمًا؟
- مادمت أخاف منه، فلا بد من وجود سببٍ مخيف.
- وما هو ذلك السبب؟
- أمرٌ مخيف، هذا بديهي.
- أنت ترهقني، تحدث الآن!
- أتعتقد أن هذا من شأنك؟
- كلا، لست أعتقد ذلك ولكنك ستخبرني بأية حال.
- هذا لن يحدث.