منتديات بنات دوت كوم

منتديات بنات دوت كوم (http://www.vb.banaat.com/index.php)
-   على منابر من نور (http://www.vb.banaat.com/forumdisplay.php?f=107)
-   -   ×××الأنبياء عباد الله&÷÷÷ (http://www.vb.banaat.com/showthread.php?t=136631)

احساس هادئ 25-07-2009 11:26 PM

جزاكـ الله خير
ورفــع قــدركـ

أموووونة 27-07-2009 11:08 PM

http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/106130109.jpg
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/370578981.jpg



هود عليه السلام


4- نهاية قوم عاد

فاستكبروا وتفاخروا بقوتهم وقالوا لهود: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } [فصلت: 15]
وأخذوا يسخرون منه ويستعجلون العذاب والعقوبة في سخرية واستهزاء فقالوا: { قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [الأعراف: 70
فقال هود -عليه السلام-: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف:71]
أي: قد استحققتم بهذه المقالةالرجس والغضب من الله، أتعارضون عبادة الله وحده لا شريك له بعبادة أصنام نحتموهاوسميتموها آلهة من تلقاء أنفسكم؟ اصطلحتم عليها أنتم وآباؤكم، ما نزل الله بها منسلطان، أي: لم ينزل على ما ذهبتم إليه دليلاً ولا برهاناً، وإذ أبيتم قبول الحقوتماديتم في الباطل، سواء عليكم أنهيتكم عما أنتم فيه أم لا، فانتظروا الآن عذابالله الواقع بكم، وبأسه الذي لا يرد، ونكاله الذي لا يصد.


وبدأ عذاب الله لقوم عاد بأن أرسل عليهم حرًّا شديدًا، جفَّت معه الآبار والأنهار، وماتت معه الزروع والثمار، وانقطع المطر عنهم مدة طويلة، ثم جاء سحاب عظيم، فلما رأوه استبشروا به، وفرحوا، وظنوا أنه سيمطر ماءً، وقالوا: ( هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) [الأحقاف: 24
لقد ظنوا أن السحب ستأتي لهم بالخير، لتروي عطشهم وتسقي إبلهم وخيولهم، وزرعهم وبساتينهم، ولكنها كانت تحمل لهم العذاب والفناء،
فجاءتهم ريح شديدة استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام دائمة دون انقطاع، تدمر كل شيء أمامها حتى أهلكتهم،
قال تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } [الأحقاف: 24-25
وقد ذكرالمفسرون وغيرهم هاهنا الخبر الذي ذكره الإمام محمد بن إسحاق بن يسار قال: فلماأبوا إلا الكفر بالله عز وجل، أمسك عنهم القطر ثلاث سنين، حتى جهدهم ذلك، قال وكانالناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان فطلبوا من الله الفرج منه إنما يطلبونه بحرمةومكان بيته، وكان معروفاً عند أهل ذلك الزمان، وبه العماليق مقيمون، وهم من سلالةعمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان سيدهم إذ ذاك رجلاً يقال له معاوية بن بكر،وكانت أمة من قوم عاد واسمها جلهذه ابنة الخيبري.

قال: فبعث عاد وفداًقريباً من سبعين رجلاً ليستسقوا لهم عند الحرم، فمروا بمعاوية ابن بكر بظاهر مكة،فنزلوا عليه فأقاموا عنده شهراً، يشربون الخمر، وتغنيهم الجرادتان، قينتان لمعاوية،وكانوا قد وصلوا إليه في شهر.

فلما طال مقامهم عنده، وأخذته شفقة على قومهواستحيا منهم أن يأمرهم بالانصراف، عمل شعراً يعرض لهم فيه بالانصراف، وأمرالقينتين أن تغنيهم به فقال:



ألا يا قيل ويحك وقم فهبنم فيسقي أرضعاد إن عادا من العطش الشديد فليس نرجو وقد كانت نساؤهم بخير وإن الوحش يأتيهمجهاراً وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم فقبح وفدكم من وفد قوم لعل الله يصحبنا غماما قدأمسوا لا يبينون الكلاما به الشيخ الكبير ولا الغلاما فقد أمست نساؤهم أيامي ولايخشى لعاد سهاماً نهاركم وليلكم تماما ولا لقوا التحية والسلاما



قال فعند ذلك تنبه القوم لما جاءوا له، فنهضوا إلي الحرم ودعوالقومهم، فدعا داعيهم،
وهو قيل بن عتر، فأنشأ الله سحابات ثلاث: بيضاء، وحمراء،وسوداء، ثم ناداه مناد من السماء اختر لنفسك أو لقومك من هذا السحاب، فقال: اخترتالسحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء، فناداه مناد: اخترت رماد رمدداً لا تبقى منعاد أحداً، لا والداً تترك ولا ولداً، إلا جعلته همداً؛ إلا بني اللوذية الهمداقال: وهم بطن من عاد كانوا مقيمين بمكة، فلم يصبهم ما أصاب قومهم. قال: ومن بقى منأنسابهم وأعقابهم هم عاد الآخرة.

قال: وساق الله السحابة السوداء التياختارها قيل بن عتر بما فيها من النقمة إلي عاد حتى تخرج عليهم من واد يقال لهالمغيث، فلما رأوها استبشروا، وقالوا: هذا عارض ممطرنا فيقول تعالى:

هوما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم * تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلامساكنهم، كذلك نجزي القوم المجرمين

فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون امرأةمن عاد يقال لها: "مهد" فلما تبينت ما فيها صاحت ثم صعقت،
فلما أفاقت قالوا: مارأيت يا مهد؟ قالت: ريحاً فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونها. فسخرها الله عليهمسبع ليال وثمانية أيام حسوماً، والحسوم: الدائمة، فلم تدع من عاد أحداً إلا هلك.

قال: واعتزل هود عليه السلام ـ فيما ذكر لي ـ في حظيرة هو ومن معه منالمؤمنين ما يصيبهم إلا ما تلين عليهم الجلود، وتلذ الأنفس، وإنها لتمر على عادبالظعن فيما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة، وذكر تمام القصة.

وقدروي الإمام احمد حديثاً في مسنده يشبه هذه القصة فقال: حدثنا زيد بن الحباب حدثنيأبو المنذر سلام بن سليمان النحوي، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عنالحارث ـ وهو ابن حسان ـ ويقال ابن يزيد البكري، قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرميإلي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فمررت بالربذة، فإذا عجوز من بني تميم منقطعبها، فقال لي: يا عبد الله إن لي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فهل أنتمبلغي إليه؟

قال: فحملتها، فأتيت المدينة، فإذا المسجد غاص بأهله، وإذاراية سوداء تخفق وإذا بلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهاً.

قال: فجلست،قال: فدخل منزله ـ أو قال رحله ـ فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فسلمت، فقال: "هلكان بينكم وبين بني تميم شيء؟" فقلت: نعم، وكانت لنا الدائرة عليهم، ومررت بعجوز منبني تميم منقطع بها، فسألتني أن أحملها إليك وهاهي بالباب، فأذن لها فدخلت، فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزاً، فاجعل الدهناء،
فحميتالعجوز واستوفزت، وقالت: يا رسول الله فإلي أين تضطر مضطرك؟ قال فقلت: إن مثلي ماقال الأول: معزى حملت حتفها، حملت هذه الأمة ولا أشعر أنها كانت لي خصماً، أعوذبالله ورسوله أن أكون كوافد عاد، قال: هيه وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث مني ولكنيستطعمه.

قلت: إن عاداً قحطوا فبعثوا وافداً لهم يقال له: قيل، فمر بمعاويةبن بكر فأقام عنده شهراً يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما: الجرادتان، فلمامضى الشهر خرج إلي جبل تهامة، قال: اللهم إنك تعلم أني لم أجئ إلي مريض فأداويه،ولا إلي أسير فأفاديه، اللهم أسق عاداً ما كنت تسقيه.
فمرت به سحابات سود فنوديمنها: اختر، فأومأ إلي سحابة منها سوداء فنودي: خدها رماداً رمدداً، لا تبقى من عادأحداً، قال: فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا كقدر ما تجري في خاتمي هذا منالريح حتى هلكوا.



قال ابن وائل: وصدق، فكانت المرأة والرجل إذابعثوا وافداً لهم قالوا: لا تكن كوافد عاد. وهكذا رواه الترميذي عن عبد بن حميد، عنزيد بن الحباب به. ورواه النسائي من حيث سلام أبي المنذر، عن عاصم بن بهدلة، ومنطريقة رواه ابن ماجه. وهكذا أورد هذا الحديث وهذه القصة عند تفسير هذه القصة غيرواحد من المفسرين كابن جرير وغيره.

وقد يكون هذا السياق لإهلاك عاد الآخرة،فإن فيما ذكره ابن إسحاق وغيره ذكر لمكة ولم تبن إلا بعد إبراهيم الخليل، حين أسكنفيها هاجر وابنه إسماعيل، ونزلت جرهم عندهم كما سيأتي، وعاد الأولى قبل الخليل،وفيه ذكر معاوية بن بكر وشعره. وهو من الشعر المتأخر عن زمان عاد الأولى، ولا يشبهكلام المتقدمين. وفيه أن في تلك السحابة شرر النار، وعاد الأولى إنما هلكوا بريحصرصر. وقد قال ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من أئمة التابعين هي: الباردة،والعاتية: الشديدة الهبوب.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أموووونة 28-07-2009 01:39 PM





هود عليه السلام




5- نجاة هود
ونجَّى الله هودًا ومن آمنوا معه، قال تعالى: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ } [الأعراف: 72]
قالالإمام أحمد: حدثنا هارون بن معروف، أنبأنا عبد الله بن وهب، أنبأنا عمرو وهو أنالحارث، أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسولالله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً قط، حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم،وقالت: كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه، قالت: يا رسول الله: إن الناسإذا رأو الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيها المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهكالكراهية فقال: "يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب! قد عذب قوم عاد بالريح، وقدرأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا"

فهذا الحديث كالصريح في تغايرالقصتين كما أشرنا إليه أولاً. وعلى هذا تكون القصة المذكورة في سورة الأحقاف خبراًعن قوم عاد الثانية، ويكون بقية السياقات في القرآن خبراً عن عاد الأولى، واللهأعلم بالصواب. وهكذا رواه مسلم عن هارون بن معروف، وأخرجه البخاري، وأبو داود منحديث ابن وهب.

وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه ذكر صفة قبر هودعليه السلام في بلاد اليمن. وذكر آخرون أنه بدمشق، وبجامعها مكان في حائطه القبلييزعم بعض الناس أنه قبر هود عليه السلام والله أعلم

وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أموووونة 30-07-2009 10:27 PM

صالح عليه السلام


لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر أنه بعد هلاك قومهتوجه مع من أمن بالله إلي إلى مكة
وقيل أنهم أقاموا في ديارهم وماتوا وقبورهم غربي الكعبة , وقيل أنهم توجهوا إلى الرملة بفلسطين وهو الأرجح
وقيل أنهم توجهوا إلى حضرموت ويزعمون أن قبر النبي صالح عليه السلام هناكوالله اعلم.


1- قوم ثمود

في منطقة الحِجْر التي تقع بين الحجاز وتبوك، والتي تسمى الآن ( بمدائن صالح ) كانت تعيش قبيلة مشهورة تسمى ثمود وسميت القبيلة باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما أبنا عاثر بنإرم بن سام بن نوح. وكانوا عرباً من العاربة وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام
وكانت لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم،
فقد نحتوا الجبال واتخذوها بيوتًا، يسكنون فيها في الشتاء؛ لتحميهم من الأمطار والعواصف التي تأتي إليهم من حين لآخر واتخذوا من السهول قصورًا يقيمون فيها في الصيف.
وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (سورة الأعراف: 74)
وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (سورة الشعراء:149)


وأنعم الله -عز وجل- عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، فأعطاهم الأرض الخصبة، والماء العذب الغزير، والحدائق والنخيل، والزروع والثمار،

ولكنهم قابلوا النعمة بالجحود والنكران، فكفروا بالله -سبحانه- ولم يشكروه على نعمه
وعبدوا الأصنام، وجعلوها شريكة لله، وقدَّموا إليها القرابين، وذبحوا لها الذبائح وتضرعوا لها، وأخذوا يدعونها من دون الله
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






أموووونة 01-08-2009 09:22 PM




صالح عليه السلام


2- الدعوة إلى عبادة الله
فأراد الله هدايتهم، فأرسل إليهم نبيًّا منهم، هو صالح -عليه السلام- صالح بن عبيد بن ماشخ بن عبيد بن حاجر بنثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح
وكان رجلاً كريمًا تقيًّا محبوبًا لديهم.
وبدأ صالح يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له،
وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام،
وكانت دعوة صالح لهم واضحة وضوح الشمس, فهي دعوة التوحيد في صميمها, وهي اعلان مباشر بحرية العقل وحرية التفكير وحرية الاختيار فهذه الحجج بين أيديهم الله واحد, خالق كل شيء, لا شريك له وهو النافع وهو الرازق وهو الرحيم_ أمام حجر لا ينفع ولا يضر من صنع من يعبدونه, وهو من خلق الله سبحانه عز وجلّ.



فرفض قومه ذلك، وقالوا له: يا صالح قد كنت بيننا رجلا فاضلاً كريمًا محبوبًا نستشيرك في جميع أمورنا لعلمك وعقلك وصدقك، فماذا حدث لك؟!

وقال رجل من القوم: يا صالح ما الذي دعاك لأن تأمرنا أن نترك ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا، ونتبع دينًا جديدًا ؟!
وقال آخر: يا صالح قد خاب رجاؤنا فيك، وصِرْتَ في رأينا رجلا مختلَّ التفكير.
كل هذه الاتهامات وجهت لنبي الله صالح -عليه السلام-
فلم يقابل إساءتهم له بإساءة مثلها،
ولم ييأس من استهزائهم به وعدم استجابتهم له،
بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم، ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد،
ويذكِّرهم بما حدث للأمم التي قبلهم، وما حلَّ بهم من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم،
ثم أخذ صالح يذكِّرهم بنعم الله عليهم، فقال لهم:
{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء:146-148].
ثم أراد أن يبين لهم الطريق الصحيح لعبادة الله،
وأنهم لو استغفروا الله وتابوا إليه فإن الله سيقبل توبتهم،
فقال : {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } [هود: 61]
فآمنت به طائفة من الفقراء والمساكين، وكفرت طائفة الأغنياء، واستكبروا وكذبوه،
وقالوا: {أفَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } [القمر: 24-25].
وحاولت الفئة الكافرة ذات يوم أن تصرف الذين آمنوا بصالح عن دينهم وتجعلهم يشكون في رسالته،
فقالوا لهم: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ } _[الأعراف:75] أي: هل تأكدتم أنه رسول من عند الله؟
فأعلنت الفئة المؤمنة تمسكها بما أُنْزِلَ على صالح وبما جاء به من ربه، وقالوا:
{قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 75]
فأصرَّت الفئة الكافرة على ضلالها وقالوا معلنين كفرهم وضلالهم: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } [الأعراف: 76] ولما رأى
صالح -عليه السلام- إصرارهم على الضلال والكفر قال لهم: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هود: 63].
وكان صالح -عليه السلام- يخاطب قومه بأخلاق الداعي الكريمة، وآدابه الرفيعة ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة تارة، ويجادلهم تارة أخرى في موضع الجدال،
مؤكدًا على أن عبادة الله هي الحق، والطريق المستقيم.
ولكن قومه تمادوا في كفرهم، وأخذوا يدبرون له المكائد والحيل حتى لا يؤمن به أكثر الناس،
وذات يوم كان صالح -عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله، ويبين لهم نعم الله الكثيرة، وأنه يجب شكره وحمده عليها، فقالوا له: يا صالح ما أنت إلا بشر مثلنا، وإذا كنت تدعي أنك رسول الله، فلابد أن تأتينا بمعجزة وآية.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 02-08-2009 11:28 PM



صالح عليه السلام



3- صالح والمعجزة
قال الله تعالى
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الأعراف:73]
إن الله سبحانه وتعالى عندما يؤيد رسله وأنبياءه بالمعجزات فإنه لا يتحدى بها فردا واحدا, ولكنه يتحدى أمة بأكملها, إنه يطلب منهم أن يستعين بعضهم ببعض إن استطاعوا, ولن يستطيعوا.

وحتى لا يقول الكفار: لقد جاء نبي يدعو الرسالة بشيء لم نتقنه ونبغ فيه, ولو تعلمناه لجئنا بمثل هذه المعجزة, جاءهم بشيء تعلموه بل ونبغوا فيه واشتهروا بفعله, ثم بعد ذلك تحداهم به, لكنهم يعجزون!!


ومعنى التحدي هو إثارة حماس القوى المعارضة لتفعل والقوى المعارضة هي الكفار, أو غير المؤمنين.


لقد تحدّاهم علنا, لتهيج نفوسهم أمام الناس, ويحاولوا قدر طاقاتهم أن يأتوا بمثل المعجزة ويحشدوا لها طاقاتهم, بل ويجنّدوا لها للرد عليها, ولكنهم مع كل ذلك, ورغم كل ذلك يعجزون.


واذا كان صالح عليه السلام قد احتاج من الله عز وجلّ معجزة, كي يعزز دعوته ورسالته بالحجة التي لا ترد فإننا يجب أن نعرف معنى المعجزة وما هي المعجزة؟


ومعنى المعجزة أن يأتي الله سبحانه وتعالى على يد رسول من البشر بأمر خارق ليثبت بها صدق بلاغ هذا الرسول عن الله عز وجل,
فكان الرسول يقول: أنا لم أعرف بينكم بما نبغتم فيه, ولكني أتيت بشيء لا تقدرون عليه.
وأنا أتحداكم أن تجتمعوا جميعا وتستعينوا بعضكم ببعض.. ولن تقدروا على الإتيان بهذ المعجزة.
وهذا دليل صدقي في التبليغ عن الله.. أن أعوزكم الدليل, وكنتم في شك مما أقول).
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد متولي الشعراوي.

وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوما في ناديهم, فجاءهم رسول الله صالح فدعاهم الى الله, وذكّرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم,
ولكنهم قالوا

) مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ( سورة الشعراء154

سألوا منه أن يأتيهم بخارق يدلعلى صدق ما جاءهم به.


فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة, وأشاروا إلى صخرة هناك_
إن أنت أخرجت لنا منها ناقة_ من صفاتها كذا وكذا وذكروا أوصافا فأسموها ونعتوها وتفننوا فيها, وأن تكون عشراء طويلة.( قصص الأنبياء لابن كثير).
فقال لهم صالح عليه السلام وهو يعرفهم ويعرف طباعهم: أرايتم ان أجبتكم الى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم, أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقون ما أرسلت به؟
فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك
.


كان شرط صالح عليه السلام واضحا لاجدال فيه, فهم يطلبون ناقة تخرج من صخرة أمامهم, عشراء طويلة, بكل الأوصاف التي طلبوها, وهذ الأمر في حدود تفكير البشر مستحيل, وقد طلبوه خصيصا لأنه مستحيل وظنوا أنهم بطلبهم المستحيل هذا يعجزون صالح.


هكذا وصلت حدود البشر ولا حدود لهم تتجاوز هذا الأمر.

أمّا صالح عليه السلام فقد استوثق منهم العهد ووضع الشرط وهو على يقين دائم بأن الله سبحانه عز وجل لن يخذله أبدا, ولم يتطرّق الى تفكيره أن ما يطلبونه مستحيل بل هو يسير على الله عز وجل فليطلب من ربه المعجزة اليسيرة على الله سبحانه, المستحيلة في ظنهم.

قام صالح إلي مصلاهفصلى لله عز وجل ما قدّر له أن يصلي
واتجه في خشوع وايمان الى ربه بالدعاء, فطلب من ربه أن يجيبهم الى ما طلبوا, فكان منه الدعاء ومن الله الاستجابة
فأمر اللهعز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة كوماء عشراء، على الوجه الذي طلبوا، وعلىالصفة التي نعتوا.
وانتظر القوم, وجهزوا سخريتهم عندما يعجز صالح عن الإتيان بناقة تخرج من هذه الصخرة التي أشاروا اليها وهذا مستحيل في ظنّهم وعرفهم ويقينهم.
وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عابرتـ سبيلـ , 04-08-2009 10:21 AM

قصص رائعه من اشخاص لهم مكانه وقدر كبير في قلوبنا عليهم السلام ...


جزاكِ الله خيرا اختي الفاضله ..

أموووونة 04-08-2009 11:55 PM

http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/110382306.gif
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif



صالح عليه السلام




4. الناقة المعجزة


استجاب الله عز وجل فأمر سبحانه جلّ شأنه تلك الصخرة التي أشاروا اليها أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه والشروط التي وضعوها, أو على الصفة التي نعتوا.

كانت الناقة آية ومعجزة من معجزات الله,

لأن الآية هي المعجزة,
ويقال أن الناقة كانت معجزة لأن صخرة في الجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة وخرج وراءها وليدها الصغير, وولدت من غير الطريق المعروف للولادة,

كانت هذه الناقة معجزة, ووصفها الله سبحانه وتعالى بقوله:

{ وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً }. هود 64.
لقد أضافها الله لنفسه سبحانه عز وجل بمعنى أنها ليست ناقة عادية وانما هي معجزة من الله.

انفطرت الصخرة عن الناقة, وظهرت لهم مع وليدها.

فلما عاينوها رأوا أمرا عظيما, ومنظرا هائلا, وقدرة باهرة,
وقد أدهشت الناقة قوم ثمود في البداية,
فقد كانت ناقة مباركة..
كان لبنها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال,
وكانت اذا نامت في موضع هجرته كل الحيوانات الأخرى,
كان واضحا أنها ليست مجرّد ناقة عاديّة, وانما هي آية من آيات الله.
ودليلا قاطعا, وبرهانا ساطعا فآمن كثير منهم, واستمرّ أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم.


وقال تعالى:

(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا( سورة الإسراء:59
(وآتينا ثمود الناقة) آية (مبصرة) بينة واضحة
(فظلموا) كفروا بها (وما نرسل بالآيات) المعجزات (إلا تخويفا) للعباد فيؤمنوا
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 05-08-2009 08:01 PM

صالح عليه السلام


5 -مخالفة صالح عليه السلام


قال تعالى: سورة القمر
إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ 27
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ28
فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ 29
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ 30
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ31

وأصدر الله أمره الى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو ايذائها أو قتلها, أمرهم أن يتركوها تأكل من أرض الله, وألا يمسوها بسوء, وحذرهم أنهم اذا مدّوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب.


} فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ{ سورة هود:64


وعاشت الناقة بينهم, فآمن منهم من آمن وبقي أغلبهم على الكفر والعناد.

وكان رئيس الذين آمنوا رجل يقال له: جندع بن عمرو بن محلاة وكان من رؤسائهم وأشرافهم. قصص الأنبياء لابن كثير.



وهمّ بقيّة الأشراف بالدخول في دين صالح إلا أن رجلا يقال له ذؤاب بن عمر ورجل آخر اسمه الحباب كان صاحب أصنامهم نهياهم عن ذلك.

ولما حذرهم صالح عليه السلام من أن هذه ناقة الله فلا يمسوها بسوء أبدا, تحسّروا على أن تبقى بين أظهرهم, ترعى حيث شاءت من أرضهم وترد الماء يوما بعد يوم, وكانت اذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك, فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم المخصص لهم ليشربوها في اليوم التالي يوم الناقة, ويقال أنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم,


وكانت الناقة فتنة لهم واختبارا عظيما لإيمانهم ليرى أيؤمنون بها أم يكفرون؟ والله أعلم بما يفعلون.


وقد قال الله عز وجل لصالح:{ فَارْتَقِبْهُمْ } أي انتظر ما يكون من أمرهم { وَاصْطَبِرْ } على أذاهم فسيأتيك الخبر على جليّة. وقال له عز وجل:

{ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ }.

}قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ {سورة الشعراء:155
ورغم أنه كان واضحا أنهاليست مجرد ناقة عادية,
وإنما هي آية ومعجزة من معجزات الله,
رغم ذلك تحوّلت الكراهية عن سيدنا صالح الى الناقة المباركة!! تركزت عليها الكراهية, وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة..
كره الكافرون هذه الناقة العظيمة, وهذه الآية المعجزة, كرهوا ناقة الله وآية الله العظيمة, ودبّروا في أنفسهم أمرا.

وقد كان طبيعيّا أن يجيء التدبير السيء من رؤساء القوم.


} وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ{سورة الشعراء: 156

وقد ذكر المؤرخون وعلماء التفسير(الطبري في تاريخه):
أن امرأتين من ثمود اسم احداها "صدوقة" ابنة المحيا بن زهير المختار, وكانت ذات حسب ومال, وكانت تحت رجل مسلم آمن بصالح ففارقته وتركته,
فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا, وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة,
واسم الأخرى "عنيزة" بنت غنيم بن مجلز, وتكنّى أم غنمة أو أم عثمان وكانت عجوزا كافرة لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمرو أحد الرؤساء
فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف, إن هو عقر الناقة فله أي بناتها شاء, أي واحدة منهن يرغبها.

فابتدر وانتدب هذان الشابان لعقرها وسعيا في قومهم بذلك, فاستجاب لهما سبعة آخرون فصاروا تسعة.

وهم المذكورون في قوله تعالى:

{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [النمل: 48]

وسعوا في بقيّة القبيلة قبيلة ثمود وحسّنوا لهم قتل الناقة وكان لهم مجلس كبير.

فلما سقط الليل على مدينة ثمود.

وانتصبت الجبال شامخة تحتضن البيوت المنحوتة فيها,
وبدا واضحا للكافرين أن أحدا لا يمكن أن ينالهم بسوء.


وفي داخل أحد القصور أضيئت المشاعل,

وجلس الكفار وقد دارت عليهم كؤوس الشراب وهم شبه دائرة. كل رؤساء القوم حضروا هذه الجلسة الخطيرة.
انعقدت الجلسة ودار بينهم حوار طويل.


قال أحد الكافرين:{ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} القمر 24.
(لفي ضلال) ذهاب عن الصواب (وسعر) جنون

وقال آخر:{ . أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ

}. القمر 25
(أشر) أي متكبر بطر

وعادت الكؤوس تدور وانتقل الحوار من صالح الى ناقة الله.

قال أحد الكافرين: اذا جاء الصيف جاءت الناقة الى ظل الوادي البارد فتهرب منه المواشي الى الحر.


وقال كافر آخر: واذا جاء الشتاء بحثت الناقة عن أدفأ مكان واستراحت فيه فتهرب مواشينا الى البرد وتتعرض للمرض.


وأصبح الجميع في سكر كامل وكؤوس الشراب تدور وهي تهتز في أيدي الشاربين, وأمر أحد الجالسين أن تكف المغنية عن الغناء حتى يستطيع أن يفكّر.. وصمت الجميع.


ثم قطع هذا الرجل السكّير صمت الحاضرين بقوله: ليس هناك غير حل واحد.

قالوا وما هو؟

قال: نقتل الناقة, ثم بعدها نقتل صالحا.


وبدأ الحاضرون في الحديث عن صالح بقول السوء

فقال أحدهم:
كم نتشاءم منه ونتطيّر,
ومن ناقته ومن كل الذين أمنوا معه.

إنه حل واحد نقتل الناقة, ثم نثني عليه, طرح اسم القاتل, انه رجل جبار من جبابرة المدينة, رجل يعبث في الأرض فسادا ولا يكف عن شرب الخمر والويل لمن يعترضه وهو مخمور, وله أعوان يساعدونه على القتل. ويستطيعون أن يكونوا أداة للجريمة ويختاروا مكان التنفيذ بأنفسهم.

}فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ{ القمر:29
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 07-08-2009 01:25 AM

صالح عليه السلام


6- ليلة المأساة

}إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا {سورة الشمس 12
}فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا{ الشمس 13
}
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا{ الشمس 14
}وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا{ الشمس 15


وجاءت ليلة الغدر, كانت الناقة المباركة تنام وهي تضم لصدرها طفلها الصغير الذي استدفأ بها, واستعدّ المجرمون التسعة لجريمتهم
وعلى رأسهم قدار بن سالف. لعنه الله,
وخرجوا من جوف الظلام وفي نفوسهم الخيانة, وكان زعيمهم قدار بن سالف قد شرب كثيرا من الخمر, حتى لم يعد يرى ما أمامه وهجم الرجال التسعة على الناقة فنهضت واقفة ونهض طفلها فزعا,
وامتدت الأيدي القاتلة إليها للقضاء عليها,
وكان أوّل من سطا على الناقة هو قدار بن سالف,
فعرقبها أي ضربها في عرقوبها فسقطت على الأرض,
ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود:65]
فلما رأى ذلك طفلها, شرد عنهم فعلا الى الجبل هناك ورغا ثلاث مرات
ولذلك أوحى الله لصالح أن المدة ثلاث أيام لوقوع العذاب كما رغا ابن الناقة ثلاث مرات
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 07-08-2009 08:10 PM





صالح عليه السلام



7 - نهاية قوم ثمود

ولما علم صالح عليه السلام بما حدث خرج غاضبا على قومه, وقال لهم: ألم أحذركم أن تمسوا الناقة.

{ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

} سورة الأعراف:77

قالوا: قتلناها فائتنا بالعذاب واستعجله لنا ألم تقل لنا أنك من المرسلين؟

فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه
:

منها: أنهم خالفواالله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة؛ التي جعلها الله لهم آية. ومنها: أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم، فاستحقوه من وجهيه: أحدهما: الشرط عليهم فيقوله:



فلهذا قال لهم صالح: (تمتعوافي داركم ثلاثة أيام) أي: غير يومهم ذلك،
فقال لهم صالح عليه السلام:
{ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ
} هود 65, أي غير يومهم ذلك.



فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد، بللما أمسوا هموا بقتله وأرادوا ـ فيما يزعمون ـ أن يلحقوه بالناقة. (قالوا تقاسموابالله لنبيتنه وأهله) أي: لنكبسنه في داره مع أهله فلنقتلنه، ثم لنجحدن قتله،ولننكرن ذلك، إن طالبنا أولياؤه بدمه،


وقال الله عز وجل:

{ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}. النمل 49.

وأصبحت ثمود يوم الخميس ـ وهو اليوم الأول من أيام النظرة ـ ووجوههم مصفرة؛ كما
أنذرهم صالح عليه السلام، فلما أمسوا نادوا بأجمعهم ألا قد مضى يوم من الأجل،

ثمأصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم الجمعة ـ ووجوههم محمرة، فلماأمسوا نادوا: ألا قد مضى يومان من الأجل،
ثم أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاعوهو يوم السبت ـ ووجوههم مسودة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى الأجل وليس هناك شيء من العذاب
فلما كانصبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم من العذاب والنكالوالنقمة
لا يدرون كيف يفعل بهم‍ ولا من أي جهة تأتيهم العذاب.


قال الله تعالى:
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
النمل: 50
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ
النمل: 51 –
{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
النمل: (52)
فلما أشرقتالشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة شديدة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح،وزهقت النفوس، وسكنت الحركات، وخشعت الأصوات، وحقت الحقائق، فأصبحوا في دارهمجائمين، جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها،
وانقضّت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي, وارتجفت الأرض رجفة جبّارة فهلك فوقها كل شيءو هلكوا جميعا في صرخة واحدة
فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
قالوا: ولم يبق منهم أحد إلا جارية كانتمقعدة واسمها "كلبة" ابنة السلق ـ ويقال لها الذريعة ـ وكانت شديدة الكفر والعداوةلصالح عليه السلام، فلما رأت العذاب أطلقت رجلاها، فقامت تسعى كأسرع شيء، فأتت حيامن العرب فأخبرتهم بما رأت وما حل بقومها واستسقتهم ماء، فلما شربتماتت.


قال الله تعالى:
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ
سورة هود:68
(كأن لم يغنوا فيها) أي: لم يقيموا فيها من سعة ورزقوغناء

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 08-08-2009 11:05 PM

صالح عليه السلام


8 -نجاة سيدنا صالح

وهكذا أهلك الله -عز وجل- قوم صالح بسبب كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة الله، والاستهزاء بنبيهم صالح -عليه السلام- وعدم إيمانهم به، وبعد أن أهلك الله الكافرين من ثمود، وقف صالح -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين ينظرون إليهم،
فقال صالح -عليه السلام- : {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } [الأعراف: 79].
وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ سورة النمل 53
(وأنجينا الذين آمنوا) بصالح وهم أربعة آلاف (وكانوا يتقون) الشرك تفسير الجلالين

أما الذين آمنوا بسيّدنا صالح فكانوا قد غادروا المكان مع النبي صالح عليه السلام ونجّاهم الله.
ويقال: إن صالحاً ـ عليه السلام ـ انتقل إلي حرم الله،فأقام به حتى مات.




ولقد مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على ديار ثمود

(المعروفة الآن بمدائن صالح)
وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع من الهجرة، فأمر أصحابه أن يمروا عليها خاشعين خائفين، كراهة أن يصيبهم ما أصاب أهلها، وأمرهم بعدم دخول القرية الظالمة وعدم الشرب من مائها. [متفق عليه].

وقال محمد بن إسحاق: حدثني يزيد بن محمد بن خثيم، عن محمد بن كعب، عنمحمد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلملعلي: "ألا أحدثك بأشقى الناس"؟ قال: بلى، قال: "رجلان: أحدهما أحيمر ثمود الذي عقرالناقة، والذي يضربك يا علي على هذا ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه ـ يعني لحيتهـ". رواه ابن أبي حاتم
قال الإمام احمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، حدثنا عبد الله بن عثمانبن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجرقال: "لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح، فكانت ـ يعني الناقة ـ ترد من هذا الفجتصدر من هذا الفج، فعتوا على أمر ربهم فعقروها، فكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربونلبنها يوماً، فعرقوها فأخذتهم صيحة أهمد الله عز وجل بها من تحت أديم السماء منهمإلا رجلاً واحداً كان في حرم الله عز وجل" فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: "هوأبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه". وهذا الحديث على شرط مسلم، وليسهو في شيء من الكتب الستة، والله أعلم.
وقال جاء من وجه آخر متصلاً كما ذكره محمد بن إسحاق في السيرة عن إسماعيل ابن أمية عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا معه إلي الطائف، فمررنا بقبر؛ فقال: "إن هذا قبر أبي زغال وهو أبو ثقيف؛ وكان من ثمود؛ وكان بهذا الحرم يدفع عنه؛ فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه" فابتدره الناس فاستخرجوا من الغصن. وهكذا رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق به.

قال الإمام احمد: حدثنا وكيع، وحدثنا زمعة بن صالح، عن
سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال: "يا أبا بكر أي واد هذا؟" قال: وادي عسفان، قال: "لقد مر به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق". إسناد حسن

وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أموووونة 11-08-2009 11:54 PM

إبراهيم عليه السلام

إبراهيم الخليل عليه السلام نبي الله, وهو خليل الرحمن, وأبو الأنبياء الأكبر من بعد نوح عليهما السلام
ولد بعد الطوفان بـ 1263 سنة
ولد إبراهيم عليه السلام في أور الكلدانيين في العراق, أما أبوه فهو "آزر" كما ورد في القرآن الكريم, وكان قوم إبراهيم عليه السلام الذين ولد فيهم يعبدون الكواكب السيّارة والأصنام, وقد دلت الآثار التي اكتشفت في العراق على صحة ما عرف في التاريخ من عبادتهم للأصنام الكثيرة, كما ورد في القرآن الكريم حتى كاد أن يكون لكل منهم صنم خاص به سواء الأغنياء أو الفقراء منهم في ذلك.
النار لا تحرق النبي


قال تعالى:{ قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين* قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} الأنبياء 68-70.


وقد عاب إبراهيم عليه السلام على قومه في العراق شركهم بالله وعبادتهم الأصنام, وجادل أباه وقومه في ذلك, ثم أراد أن يلفت أنظارهم إلى باطل ما هم عليه من عبادة غير الله بما جاء به من حجج مقنعة وقوية وقيامه بتكسيره أصنامهم إلا كبيرهم, ولكن لم يرجعوا عن كفرهم وضلالهم, وإنما قرروا قتله بإلقائه في النار.



هذه السطور هي ملخص سريع لقصة سيدنا إبراهيم إلى أن جاءت معجزة خروجه من النار ونجاته منها. ولنر هذا الصراع من البدء إلى أن وصل إلى نقطة القرار الشرير وهو السعي إلى حرق إبراهيم عليه السلام بالنار والتخلص منه.

وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكمورحمة الله وبركاته

أموووونة 12-08-2009 12:45 PM

إبراهيم عليه السلام


1. حوار مع الأب



بدأ إبراهيم عليه السلام حوارا مع أبيه بالدعوة إلى الله فنهاه عن عبادة الأصنام وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم.



قال عز وجل:{وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين}. الأنعام 74.



ولقد أنكر إبراهيم عليه السلام على أبيه عبادة الأصنام, وقال له: إني أراك وقومك تسلكون مسلك الضلال, فأنتم لا تهتدون إلى الطريق الصحيح, إنكم تائهون لا تهتدون إلى أين تذهبون, إن ضلالكم هذا واضح لا شبهة فيه لأن الأصنام والأوثان التي تعبدونها, والتي اتخذتموها آلهة لكم, لا تصلح أن تكون آلهة في أنفسها.



قد آمن إبراهيم عليه السلام وأيقن أن الله واحد لا شريك له صاحب معجزات تفوق كل هذا الكون آمن بذلك وبدأ يضرب الأمثال لقد أراه ربه الدلالة على وحدانيّته, فلما رأى كوكبا قال لقومه هذا ربي على زعمكم, لأنهم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والنجوم والقمر, وكذلك قال إبراهيم لقومه عن القمر فقال: انه ربي على زعم أنكم تقولون أنه اله ورب وكذلك عن الشمس, فلما غابت وأفلت, وقد رأى أفول الشمس قال للناس مبرّئا نفسه من الكفر والشرك: إني بريء من شرككم بالله تعالى. واني بريء أيضا من هذه الأصنام والكواكب والمعبودات التي جعلتموها آلهة مع الله, وقال إبراهيم عليه السلام:{ قال يا قوم إني بريء مما تشركون}. الأنعام 78.



ثم أضاف إبراهيم عليه السلام مبلّغا قومه رسالته ودينه وربّه الذي آمن به, فقال:



{ إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا, وما أنا من المشركين} الأنعام 79.



وهنا يقصد إبراهيم عليه السلام أنه قصد بعبادته وتوحيده لله عز وجلّ, وبذلك يكون إبراهيم عليه السلام حنيفا,أي مائلا للحق ومنحازا له, وقال إبراهيم عليه السلام نافيا عن نفسه الشرك:{ وما أنا من المشركين} ولن أشرك بعبادة ربي أبدا فهو الذي خلقني ورزقني ومنّ عليّ بكل هذه النعم التي لا تحصى ولا تعد.



ولكن القوم لم يقتنعوا بكل هذه الحجج القويّة والدعوة الواضحة.
وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 15-08-2009 10:56 PM

http://www12.0zz0.com/2009/06/30/21/577979180.jpg


إبراهيم عليه السلام


2. حوار مع قومه



جادل القوم الكفار إبراهيم عليه السلام فيما يقوله وفيما توصّل إليه من الحق بشأن معبوداتهم الباطلة,
لم يقنعهم قول الحق الذي قاله إبراهيم عليه السلام
فقال لهم: أتجادلونني في أمر الله الذي لا اله إلا هو, وقد بصّرني وهداني إلى الحق, فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة,
وإنني لا أخاف من آلهتكم ولا أبالي بها ولا أقيم لها وزنا أبدا فان كانت حقا آلهة وكان لها ضرر أو كيد فكيدوني بها ولا تمهلوني, فالذي ينفع ويضر هو الله وحده أفلا تعتبرون وتعقلون وتتذكرون ما بيّنته لكم لتعلموا أن هذه الأصنام باطلة فتبتعدوا عن عبادتها, كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله ولا تخافون أنتم من الله الذي أشركتم به.



فأي الطائفتين يا قوم أحق بالأمن والطمأنينة والنجاة من عذاب الله يوم القيامة.

هل هو الفريق الذي يعبد أصناما خرساء صمّاء لا تنفع ولا تضرّ, ولا تنطق ولا تعقل, أو من يعبد الله الذي بيده الضرر والنفع, وخالق كل هذه النعم, وكل هذا الكون بما فيه الكواكب والشمس والقمر والأحجار التي تعبدونها فهل تعقلون كل هذا؟
إن كنتم تعقلوه فاعبدوا الله وحده لا شريك له واتركوا عبادة الأصنام.



أما الآمنون المطمئنون فهم الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له, سبحانه عز وجلّ, إن هؤلاء المؤمنين هم الآمنون المهتدون في الدنيا.


وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 16-08-2009 11:14 PM




إبراهيم عليه السلام



3. حوار مع الأب ثانية


حرص إبراهيم كل الحرص على هداية أبيه وضمّه إلى دعوة التوحيد وترك الشرك بالله عز وجل, فكان عليه السلام صريحا معه, يصارحه فيما هو عليه من الكفر, ويقول له إن هذا الكفر إن لم تقلع عنه وتتركه ستذهب إلى النار, وستعذب عذابا شديدا.

لذلك فقد كان إبراهيم عليه السلام لطيفا ليّنا مع أبيه فهو يكرر دعوته له بغاية التلطف واللين معه,

مستعملا في حديثه كلمة {يا أبت} يشعره بأنه ابنه البار الحريص على ما ينفع أباه. وقد جاء حديثه في القرآن الكريم مع أبيه لطيفا ليّنا فقال له:
{واذكر في الكتاب إبراهيم, انه كان صدّيقا نبيّا* إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} مريم 41-42.

لقد سلك إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه مسلكا عظيما, ومنهجا حسنا, واحتج عليه أبدع احتجاج كل ذلك بحسن أدب وخلق جميل, حتى لا تأخذه عزة نفسه فيرتكب ذنبا ويستمر في شركه وكفره.

لقد طلب إبراهيم من أبيه معرفة السبب في عبادته لما لا ينفع ولا يضر ولا يستحق العبادة أصلا, كيف يترك عبادة الله الخالق الرازق النافع الضار الذي يحيي ويميت؟! وهل يستسيغ ذلك عاقل؟!

وابتعد إبراهيم عليه السلام عن وصف أبيه بالجهل
فقال:{ يا أبت أني قد جاءني من العلم ما لم يأتك}. مريم 43.

كان إبراهيم عليه السلام في حديثه وسطا, فلم يصف أباه بالجهل المطلق, ولم يصف نفسه بالعلم الفائق, ولكنه قال عليه السلام لأبيه: إن معي طائفة من العلم وشيئا منه ليس معك, وذلك علم الدلالة على الحق والطريق الصحيح, وهي دلالات وحجج واضحة قوية حاسمة لا لبس ولا شكّ فيها

فلا تستكثر يا أبت عليّ النصح وأقبل قولي.
فلك أن تتصوّر أنني أسير معك في طريق وعندي معرفة بالطريق ومسالكه, فمن مصلحتك أن تتبعني حتى تنجو من الضلال والتيه.



وحذر إبراهيم عليه السلام أباه من عبادة الشيطان, فقال له:
{ يا أبت لا تعبد الشيطان, إن الشيطان كان للرحمن عصيّا} مريم 44.

أي أن عبادتك لغير الله من أصنام وأوثان هي عبادة للشيطان, لأن الشيطان هو الذي يأمر بذلك وهو المؤول عنها, ولا ينبغي لك أن تطيع من يعصي الله الذي خلقك وأنعم عليك.

ثم قال إبراهيم لأبيه في تلطف: يا أبت إني أخاف إن عصيت الله وواليت عدوّه أن يقطع رحمته عنك كما قطعها عن الشيطان, فتكون كالشيطان يصيبك عذاب شديد.

وقد كان كل هذا التحذير والتخويف واضحا, ولكنه حمل أدبا وحسن خلق من إبراهيم حين
قال:{ أخاف أن يمسّك عذاب} مريم 45.

فذكر إبراهيم عليه السلام خوفه عليه حتى من مس العذاب.

هكذا كان إبراهيم عليه السلام لطيفا مع أبيه, حسن الخلق ينصحه ويدعوه لطاعة الله, فيبدأ كل نصيحة من نصائحه الأربع
بقوله { يا أبت} على سبيل التوسل إليه والاستعطاف, ونيل رضاه, بذلك ضرب إبراهيم عليه السلام مثلا عظيما في حسن الخلقوالتأدب مع أقرب الناس إليه وهو أبوه آزر, ولكن هل كان رد الأب ايجابيا؟

للأسف, لم يكن كذلك, فقد أصرّ على عناده وكفره

وقال لإبراهيم: أمعرض أنت يا إبراهيم ومنصرف عن آلهتي؟
لئن لم تمتنع عن الطعن والإساءة لآلهتي وان لم تبتعد عن نصحك لي بترك عبادتها لأرجمنّك بالحجارة, هيا اهجرني وابعد عني ولا تعد تأتيني أبدا.

سمع إبراهيم عليه السلام ردّ أبيه, ولم يعارضه بسوء الرد ولم يستمر معه في الجدال, وإنما قال له:
{ سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيّا}. مريم 47.

لن أصيبك بمكروه يا أبي, ولكن سأدعو ربي أن يغفر لك انه كان بي حفيا أي مبالغا في اللطف بي. القرطبي ج1 ص111-113.


وقال إبراهيم عليه السلام:

سأجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله, وأعبد ربي وحده لا شريك له عسى أن لا أكون بدعائه خائبا ضائع الجهد والسعي. ومضى إبراهيم عليه السلام لشأنه.

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 17-08-2009 11:22 PM




إبراهيم عليه السلام



4. حوار قبل تحطيم الأصنام



عاد إبراهيم عليه السلام ليحاور قومه, عسى أن يعودوا عن عنادهم وكفرهم, وسألهم قائلا: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} الأنبياء 52.

فأجابوا على الفور:{ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} الأنبياء 53.

أي أنهم يعبدونها تقليدا لأسلافهم وأجدادهم, وحجتهم أمام إبراهيم هي تقليد آبائهم الذين ضلوا الطريق.

فقال لهم إبراهيم عليه السلام وعلى الفور وفي جرأة شديدة:

{ لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} الأنبياء 54.

عند ذلك اتهموا إبراهيم عليه السلام باللعب بالألفاظ وقالوا له:

{ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين}. الأنبياء 55.

أي: أجئتنا بالجد في دعوتك ورسالتك ونسبتنا إلى الكفر والضلال, أم أنت من اللاعبين المازحين في كلامهم, إننا لم نسمع من قبل كلاما كالذي تقوله يا إبراهيم.

فقال إبراهيم عليه السلام: لست بلاعب, بل أدعوكم إلى الله ربكم خالق السموات والأرض الذي خلقهن وأبدعهن انه هو الذي يجب أن يعبد وليس هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع وأنا على ذلكم من الشاهدين, قوي الحجة, فهذه حجتي التي لا ينكرها أحد, وأنتم تحتجون بحجة باطلة وهي أنكم وجدتم آباءكم يعبدونها.
وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 18-08-2009 11:55 PM


5. إبراهيم يحطم الأصنام


بعد انتهاء هذا الجدال بين إبراهيم عليه السلام وقومه أراد إبراهيم عليه السلام أن يلفت أنظارهم, فعزم على تكسير أصنامهم وتحطيمها, لقد أقسم إبراهيم قائلا:{ وتالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} الأنبياء 57.

وانتظر إبراهيم انصرافهم وخروجهم من عيدهم وتجمعهم, وحمل فأسا ومضى إلى حيث توجد الأصنام وجعل يحطم ويكسر الأصنام, حتى جعلها جميعا قطعا متناثرة هنا وهناك وأبقى على صنمهم الأكبر, أكبر صنم فيهم وعلّق في عنقه الفأس التي كسر بها بقيّة الأصنام, لعلهم يرجعون إلى إبراهيم عليه السلام ودينه ويتعظون بهذه الموعظة.

وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



&>مصقوعة بطاسة<& 19-08-2009 12:09 AM

ماشاء الله
جزااااااك الله الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف خيييييييييير
والله ماشاء الله احسه تعب بس والله ياحضك ماشاء الله
على الحسنات الي اخذتيها
يالله الله يهنيك فيها والى الامام
مشكوره والله
مصقوعه

أموووونة 20-08-2009 12:40 AM

جزاكِ الله خيرا أختي &>مصقوعة بطاسة<&
شكرا لكِ على المرور الكريم
بارك الله فيكِ

أموووونة 20-08-2009 12:42 AM

إبراهيم عليه السلام

6. بدء المعجزة

عاد الكفار إلى الأصنام وهالهم وروّعهم ما شاهدوه.. لقد كسرت أصنامهم جميعها وعلّق الفأس في عنق الصنم الأكبر فقالوا: من الظالم الذي فعل هذا بآلهتنا؟ انه جريء في ظلمه هذا.

كان بعض الناس من الكفار قد سمعوا إبراهيم عليه السلام ويقول:{ لأكيدنّ أصنامكم} فقالوا: سمعنا فتى يذكر أصناما بمكروه منه اسمه إبراهيم.

فقرروا أن يشكّلوا له محكمة يحاكمونه فيها أمام حشد كبير من الناس وهذا ما يريده إبراهيم عليه السلام, حتى يبيّن لأكبر عدد من الناس وأمام أكبر عدد منهم أنهم جاهلون, وأغبياء عندما عبدوا هذه الأصنام التي لا تدفع عنهم الضرر ولا تدفع حتى عن نفسها الضرر, ولا تملك لنفسها ضرّا نصرا عندما تتعرّض لسوء وهذا أمر ماثل وواضح أمامكم.



واحتشد الناس وجيء بإبراهيم أمام حشد هائل من الناس وطرح عليه السؤال:{ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} الأنبياء 62.

أجابهم بما يريد من إثبات بطلان حجتهم, وغباء تفكيرهم قال:{ بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون}!! حتى يتبيّن لهم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تعقل فهي جماد, وبهذا قصد إبراهيم تقريعهم وتوبيخهم على عبادة هذه الأصنام, فراجعوا عقولهم, ورجع بعضهم إلى بعض لضعف حجتهم وعجزهم عن الرد, وقال بعضهم لبعض: أنتم الظالمون بعبادة من لا ينطق بلفظة ولا يملك لنفسه شيئا, فكيف بنفع من يعبده ويدفع عنه الضرر وقد فشلوا في منع الفأس من تكسيرهم وتحطيمهم.

ولكن الكفار عادوا إلى جهلهم وعنادهم وقالوا لإبراهيم: لقد علمت أنهم لا ينطقون يا إبراهيم فكيف تقول لنا اسألوهم إن كانوا ينطقون, وأنت تعلم أنها لا تنطق؟

عند ذلك بدأ إبراهيم عليه السلام في استثمار هذا الموقف بعد أن وضعهم في أوّل طريق الحجة السليمة الصحيحة فقال لهم:

إذا كانت لا تنطق ولا تنفع ولا تضر فلم تعبدونها من دون الله؟, ثم تضجّر إبراهيم وتأفف منهم وقال لهم:{ أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون} الأنبياء 67.


ورغم كل ذلك فقد صدر الأمر, أمر العاجز عن الإقناع بالحجة صدر الأمر بقتل إبراهيم عليه السلام, وأن يكون هذا القتل بطريقة بشعة, انه الحرق بالنار حتى الموت.

قالوا: { حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين} الأنبياء 68.

وجاء قولهم أو حكمهم في موضع آخر من الآيات الكريمة:{ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم* فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين*} الصافات 97-98.

لقد عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعت حجتهم وغلبهم إبراهيم عليه السلام بالحق, ولم تبق لهم حجة ولا شبهة إلا استعمال قوتهم وسلطانهم, لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم, فكادهم الله جل جلاله, وأملى كلمته ودينه وبرهانه.

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 24-08-2009 03:12 PM


إبراهيم عليه السلام


7. المعجزة



ذهب الكفار إلى رجل من الأكراد يقال له "هيزن" وطلبوا منه أن يصنع منجنيقا ليضعوا فيه إبراهيم عليه السلام ويلقوه في النار.



وشرعوا على الفور في جمع الحطب من جميع الأماكن والشعاب هنا وهناك, فمكثوا مدة طويلة حتى أن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحرق إبراهيم عليه السلام, وحفروا حفرة ضخمة فوضعوا فيها كل الحطب الذي جمعوه, وأشعلوا النار, فاضطرمت وتأججت والتهبت علاها شرر لم ير مثله قط.



ثم أخذوا يقيّدون إبراهيم ويكتنفونه ويربطونه بالحبال وهو يقول:" لا اله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك, لا شريك لك" رواه ابن عسكر في تاريخه 2\147.



فلما حملوه ووضعوه في كفة المنجنيق مقيّدا مكشوفا وأطلقوه إلى النار بالمنجنيق, لقيه جبريل في الهواء فقال له: يا إبراهيم ألك حاجة؟



فقال: أما إليك فلا! قصص الأنبياء لابن كثير ص 121.



وجاء أمر الله فوريّا وسريعا للنار فقال عز وجل:{ يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}



حتى قيل أنه لولا أن الله قال:{ وسلاما على إبراهيم} لآذى بردها إبراهيم عليه السلام.



وقيل انه لم يصب إبراهيم عليه السلام منها إلا العرق على وجهه كان يمسحه جبريل عليه السلام.



ولما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار كان يقول:



اللهم انك في السماء واحد, وأنا في الأرض واحد أعبدك.



وكان معه في النار ملك الظل, وصار إبراهيم عليه السلام من ميل الحفرة حوله نار وهو في روضة خضراء, والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول, ولا هو يخرج إليهم.



ومكث إبراهيم في النار أربعين يوما أو خمسين يوما كانت أطيب عيشا وأكثر بردا وسعادة.



ولم تحرق النار منه سوى وثاقه وحبله الذي ربطوه به فقط وكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم, خرج منها بمعجزة عظيمة منّ الله بها عليه, وأبت النار أن تحرق إلا الكفار, فإنها لا تحرق الأنبياء بأمر الله, وهذه معجزة من معجزات إبراهيم عليه السلام التي منّ الله بها عليه.

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 26-08-2009 12:39 AM

إبراهيم عليه السلام

8 -معجزة الكبش العظيم



قال تعالى: { فلما أسلما وتلّه للجبين* وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم} الصافات 103-107.



كان إبراهيم عليه السلام قد كبر ونالت منه الشيخوخة منالها ولم ينجب أبناء, وكان يدعو ربه دائما أن يرزقه الولد فأحست سارة برغبته هذه فقالت له: يا إبراهيم, إني عاقر, وأحب أن يرزقك الله بولد ولذلك فإنني سأهب لك جاريتي هاجر لكي تتزوّجها, فقد يرزقك الله بل ويرزقنا جميعا منها ولدا تقرّ به أعيننا!! صمت إبراهيم قليلا وحذر سارة من الغيرة إذا أتمّ هذا الأمر,فقالت سارة في ثقة واطمئنان تعودان إلى عاطفة وحنان متدفقين منها وهي أنثى شأنها شأن حواء على وجه الأرض, تحكم الأمور وتغلبها على الأرجح بعاطفتها, قالت: لا تخف يا إبراهيم, لا تخف.



تزوّج إبراهيم عليه السلام من هاجر التي وهبتها له سارة ومرّت أيام جميلة سعيدة فحملت هاجر وولدت لإبراهيم عليه السلام ولدا جميلا وضيئا أسمّاه إسماعيل.



وجاء إسماعيل بفرحة كبيرة دخلت على نفس إبراهيم عليه السلام فأحب إبراهيم عليه السلام إسماعيل حبا كثيرا, فكم من مرّة حمله وداعبه, وأحبه حبا كثيرا.



واستمرّت الأحوال في البيت النبوي الكبير هانئة سعيدة بوليدهم الصغير, فأبو الأنبياء سعيد غاية السعادة يشكر ربه ليل نهار ويسبّح بحمده على ما أفاء عليه من نعمة الولد وهو في هذا السن المتقدم.



وفجأة دوت في البيت النبوي الكبير مفاجأة كان مصدرها السيّدة سارة, فقد خرجت الأنوثة لطبيعتها تعبّر عما يجيش في صدرها دون تكلف, دبّت الغيرة في نفس الأنثى سارة وهي شأنه شأن بنات جنسها لا تستطيع أن تكتم ما في نفسها ولا أن تغيّر فطرة النساء وبنات حوّاء, جاهدت نفسها وكظمت غيظها, وحاولت أن تفعل شيئا, كانت تعلم أن هذا الأمر سيزعج إبراهيم عليه السلام ولكن نفسها لم تقاوم جبروت الغيرة, اقتربت من إبراهيم قليلا وتهاوت الدموع من عينيها قطرات وقالت في صوت متهدج: يا إبراهيم؛ إني لا أستطيع أن أساكن هاجر وابنها بعد اليوم, فانظر لنفسك ولها أمرا.



صمتت سارة وقد انتابها حزن شديد من أجل خليل الله الذي شاركها الصمت أيضا, نعم لا تستطيع سارة أن تكبح جماح الغيرة, وهذا ما كان يخشاه إبراهيم.



ظنّ إبراهيم عليه السلام في البداية أن الأمر بضع خطوات وينتهي الأمر بمسكن جديد قريب لهاجر وابنها, ولكن سارة ذهبت مذهبا بعيدا, قالت: إنني لا أريد أن تسكن هاجر بلدا أسكنه..



هكذا لم تستطع الصبر على مجرد وجودهما بالقرب من إبراهيم فيراهما بين الحين والآخر عن قرب.



انصرفت مشيئة الله أن يكون هذا قول سارة, وحاول إبراهيم أن يترضى سارة على هاجر وولدها إسماعيل, ولكنها أبت وأصرّت, فوجد أن لا مناص من أن يباعد بينهما.

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 30-08-2009 09:49 PM

http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif


إبراهيم عليه السلام




9 - ذهاب هاجر و إسماعيل

اصطحب إبراهيم هاجر وولده إسماعيل, وخرج بهما قاصدا مكانا يؤويهما فيه, وسار ما شاء الله له أن يسير, فترك فلسطين, وقصد جهة الجنوب, ضاربا في صحراء الحجاز, كان ذلك على ما يبدو بوحي خفي, فكان يمشي طوال النهار ولا يستقر في مكان إلا إذا أحس بتعب واحتاج للراحة أو أحس بجوع أو عطش, ثم يستأنف المسير بهاجر وولده الطفل الصغير, وظلّ على هذه الحال إلى أن استقرّ به المقام بوادي مكة, ومكان ملتقى الطرق للقادم والذاهب من الشام إلى اليمن وبالعكس, وفي هذا الوادي أقام إبراهيم لأسرته الصغيرة الأم ووليدها خيمة, يأويان إليها إذا جنّ عليهما الليل ويضعان فيها ما معهما من زاد ومتاع.



التفتت هاجر يمينا ونظرت يسارا, وكان ما تراه لا يوحي بشيء مريح, فهو مكان مجدب مقفر, فلم تقع عيناها على زرع ولا ضرع, ولا ماء, ولا حتى بشر يؤنسون وحدتها.



ساد الصمت برهة من الزمن هاجر تنظر هنا وهناك, وقد أصابتها حيرة ودهشة, فكيف اختار إبراهيم هذا المكان المقفر الموحش مستقرّا لأسرته, لا بد وأنه موحى إليه أو مأمور بذلك, وخطر ببالها أن تسأله حتى تجد تأكيد لخواطره وشكوكها, فرفعت رأسها وقالت في شغف: أأمرك ربك أن تتركنا هنا يا إبراهيم؟!.



قال إبراهيم: نعم.



قالت هاجر المؤمنة بربها على الفور: إذن توكل على الله, فقد وكلتنا إلى من لا يضيع عنده الرجاء.




وفي وداع يحمل هيبة الإيمان وجبروت المشاعر, ترك إبراهيم عليه السلام هاجر ووليدها الطفل الصغير إسماعيل ومضى وأحسب أن الدموع قد احتبست في حدقات هؤلاء البشر منها دموع طفل أنهكه السفر, وأقلقه أم ّ تضطرب أمام تجربة لم تعهدها من قبل.



ومضى إبراهيم منصرفا عن زوجته وابنه, فلما صار على مرمى النظر منهما, رفع رأسه وابتهل في دعاء خاشع فقال:



{ ربنا إني أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة تهوي أليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} إبراهيم 37.



وكانت نظرة الوداع من إبراهيم بعد هذا الدعاء المبارك, الذي يعد دعاء لمان, ومضى إبراهيم عليه السلام عائدا إلى بلاد الشام.



مرّت الأيام وعطش إسماعيل وبكى وهرولت هاجر من وادي المروة إلى جبل الصفا وكررت, وتفجّر بئر زمزم, وشرب إسماعيل من عين عذبة خصصت لضيوف الرحمن, ولم تخف هاجر الضيعة فهنا سيبني خليل الله بيت الله.



وكانت عين زمزم التي تفجر ماؤها خير شيء في هذا المكان رغبة المارّة, فنزلوا بها, وأقاموا أوقاتا إلى جوارها للاستراحة والاستسقاء.



وراق لإحدى قبائل العرب أن تنزل بجوار وادي مكة, وهي قبيلة جرهم, فاستأذنوا هاجر, فأذنت لهم, فوجدت إلى جوارها من تستأنس به, وتطمئن إلى جواره. وعمرت مكة بهذه القبيلة وأصبح الوادي عامرا بالناس والإبل والماشية والطيور, وتحققت دعوة إبراهيم عليه السلام عندما دعا لها وهو مغادر هذا الوادي قاصدا بلاد الشام وفلسطين التي تسكنها سارة حين دعا ربه قائلا: { فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات}.



وفي بلاد الشام شعر إبراهيم عليه السلام بحنين لرؤية ابنه إسماعيل وزوجته هاجر, وجاء خليل الله إبراهيم ليرى ما فعل الله بوديعته, فوجد عمرانا وناسا وخياما, وحياة تدب في كل مكان, حتى ظن أنه قد ضلّ عن وادي مكة الذي ترك فيه إسماعيل وهاجر بأمر ربه, فقد كان واديا غير ذي زرع, حتى أنه سأل:



أهذا وادي مكة, أهنا تسكن هاجر وإسماعيل؟



عرف إبراهيم عليه السلام أنه وادي مكة.



ومضى خليل الرحمن يبحث عن خيمة هاجر وابنه إسماعيل بلهفة ما بعدها لهفة, وشوق ما بعده شوق, لقد كثرت الخيام وتعددت, ولكن خيمة هاجر شهيرة, معروفة لدى العامة في مكة. فأرشده الناس إليها.



نظر إبراهيم الخليل عليه السلام في وجه طفله المشرق, فسرّه سرورا كثيرا, وفرح به فرحا وفرحت هاجر بلقاء زوجها وشكرا الله على ما أولاهما من نعم, وعلى ما حباهما من عطف.



وظلّ هذا حال إبراهيم عليه السلام يأتي إلى أسرته الصغيرة الجميلة بين الحين والحين لرؤية إسماعيل وأمه.



وفي كل مرّة كان إبراهيم يصلي ويسجد شكرا لله عز وجل الذي أقر عينه بجمال طفله وهو في هذه السن البعيدة والعمر المتأخر, ولم تكن هذه نعمة الله الوحيدة على إبراهيم الخليل عليه السلام, ولكن الله أفاء عليه بالكثير الكثير من النعم والعطايا. وأكبرها نعمة الإيمان.

وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 01-09-2009 01:40 AM

http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif

إبراهيم عليه السلام


10 - الكبش العظيم



كانت هذه المعجزة اختبارا عظيما, بكل المقاييس, ولكنه اختبار من الله لرجل هو خليله وهو عبده وهو نبي من الصالحين, أي نوع من أنواع الاختبار يا ترى سيجري على إبراهيم الخليل عليه السلام.



نحن أمام نبي يعدّ أبا الأنبياء, وخليل الرحمن, وصفه ربه بالحلم, ونحن أيضا أمام نبي قلبه أرحم قلب على وجه الأرض, فاتسع هذا القلب الكبير لحب الله عز وجل, وحب مخلوقاته, وهذا القلب الرحيم, يمتحن في دقاته دقة دقة ونبضاته نبضة نبضة, لقد كان إسماعيل دقات قلبه, وحبه الكبير, جاءه على كبر من السن, جاءه وهو طاعن في السن ولا أمل هناك في أن ينجب ثم يأتيه الاختبار الصعب في هذا الابن والذي هو قرّة عينه ونبضة قلبه.



ويجيء الأمر والاختبار أثناء النوم, لم يكن وحيا مباشرا فما إن استسلم إبراهيم عليه السلام للنوم حتى رأى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره و وحيده الذي لم ينجب غيره.



ترى ماذا حدث في هذه الرؤيا؟ لقد رأى إبراهيم عليه السلام في نومه هاتفا يهتف قائلا:



يا إبراهيم؛ اذبح ابنك في سبيل الله.



ترى ماذا فعل إبراهيم عليه السلام بعدما سمع هذا الهاتف؟ لقد هبّ عليه السلام من نومه مذعورا, واستعاذ بالله من مكر الشيطان, ثم عاود نومه مرة أخرى, فعاوده الهاتف أيضا يهتف قائلا:



يا إبراهيم اذبح ابنك في سبيل الله.



فهبّ إبراهيم عليه السلام قائما, وقد صحّ عنده أن الهاتف من عند الله عز وجل, وتحقق أن الله يأمره بذبح ابنه الحبيب إسماعيل.



من الخطأ أن يظن الإنسان أن صراعا من نفس إبراهيم لم ينشأ بعد هذه الرؤيا, فهذا بلاء مبين, لا بدّ أن ينشأ في النفس من أجله صراع طويل, نشب هذا الصراع في نفس إبراهيم عليه السلام, صراع الأبوّة الحانية والقلب الذي حمل أكبر قدر من الرحمة والحلم, فكّر إبراهيم في الأمر وتدبّر, وتراجع كل شيء إلا شيء واحد وهو الإيمان بالله, فهكذا أراه الله في المنام, وبهذه الرؤيا يكون الأمر بالتنفيذ من الله, ورؤيا الأنبياء حق, فلينفذ إبراهيم عليه السلام أمر ربه, فكله خير, فإذا كان التفكير يقتصر على إسماعيل الابن ومخاطبة قلب إبراهيم لنفسه, فان هذا الأمر لا بد وأن يتراجع إلى الخلف.



أزاح إبراهيم كل هذا من تفكيره, وصوّب فكره لاتجاه واحد يقول: نفذ أمر حبيبك يا إبراهيم..



كل ما فكر فيه إبراهيم عليه السلام, كيف يفاتح ابنه في الأمر وماذا يقول عنه إذا أرقده الأرض ليذبحه.



من الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا.

وصل إبراهيم إلى هذه القناعة, لا بد أن يكون صريحا وواضحا مع ابنه.


جاء إبراهيم إلى ابنه, فقال له: يا بنيّ خذ الحبل والسكين وانطلق بنا إلى هذه الهضبة لنجمع الحطب.

أطاع إبراهيم عليه السلام, وفعل ما أمره به أبوه, وتبعه إلى الهضبة التي أشار إليها والده, كان إسماعيل غلاما مطيعا لا يعصي أباه أبدا, مضى إلى هناك حيث أمره ووقف إبراهيم أمام ابنه إسماعيل عليهما السلام وقد أصبح الاثنان في خلوة لا يراهما أحد إلا الله سبحانه عز وجل, عندئذ قال إبراهيم لابنه إسماعيل:



{ يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى, قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}. الصافات 102.



انظر إلى تلطف إبراهيم في إبلاغ ولده هذا الأمر, وتركه للأمر لينظر فيه الابن بالطاعة, إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ وجاءت إجابة إسماعيل بنفس جواب إبراهيم عليه السلام هذا أمر يا أبي, انه أمر الله, فبادر بتنفيذه, وجاء الرد في القرآن على لسان إسماعيل يقول:



{ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.



انظر إلى هذا الشق من المعجزة, انه ردّ الابن, إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده.. إن شاء الله.. من الصابرين.




فلما تناول إبراهيم عليه السلام من إسماعيل الحبل ليوثقه والسكين في يده ليذبحه, قال إسماعيل له:



يا أبتاه, إذا أردت ذبحي فاشدد وثاقي لئلا يصيبك شيء من دمي فينقص أجري, إن الموت لشديد, ولا آمن أن أضطرب عند الذبح إذا أحسست مس السكين, واشحذ شفرتك حتى تجهز عليّ سريعا, فإذا أنت أضجعتني لتذبحني, فاكببني على وجهي, ولا تضجعني لجنبي, فاني أخشى أن أنت نظرت إلى وجهي أن تدركك رقة, فتحول بينك وبين تنفيذ أمر ربّك فيّ, وان أردت أن تردّ قميصي على أمي فافعل, فعسى أن يكون هذا أسلى لها.



فقال إبراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر الله.



ثم شحذ إبراهيم شفرته, وأحكم وثاق ابنه, وكبّه على وجهه أعلا جبينه إلى الأرض متحاشيا النظر إلى وجهه, وبسمل واستشهد ثم همّ بذبحه, ولم يكد يسحب السكين على قفا ابنه ليذبحه, حتى سمع مناديا ينادي, ماذا يقول المنادي إذن؟ انه يبشر بالمعجزة الكبرى.



قال المنادي يا إبراهيم؛ قد صدقت الرؤيا, فافتد ابنك بذبح عظيم..!!



نظر إبراهيم عليه السلام إلى حيث سمع المنادي, فوجد بجانبه كبشا أبيض أعين أقرن, فعرف أن الله سبحانه عز وجل قد أرسل هذا الكبش فداء لابنه إسماعيل, وقيل إن هذا الكبش رعى في الجنة أربعين خريفا الطبري في الريخه 1\277, وكان يرتفع في الجنة حتى تشقق, وكان له ثغاء, وقيل انه الكبش الذي قرّبه هابيل ابن آدم فتقبّل منه, تاريخ الطبري.



أخلى إبراهيم ابنه من وثاقه, وهو يقبّله باكيا من شدة الفرح ويقول: يا بنيّ؛ لقد وهبت لي اليوم من جديد.



ثم أوشق الكبش جيدا, وذبحه شاكرا ربه, وكان هذا البلاء العظيم الذي ابتلى الله به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هو اختبار عظيم, ومعجزة بكل المقاييس من المعجزات التي ساقتها إرادة الله عز وجلّ لهما, وقد ضرب إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام المثل العظيم في الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره, والطاعة الخاشعة المؤمنة لأمر الله, فوهبهما الله هذه المعجزة الكريمة, والأضحية المباركة. وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه المعجزة في لحظتها الحاسمة فقال عز وجل:



{ فلما أسلما وتلّه للجبين} الصافات 103.



قيل: أسلما:أي استسلما لأمر الله وعزم على ذلك فما إن ألقاه إلى وجهه:



{ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم}. الصافات 104-108.



هذا هو الإسلام الحقيقي, الذي ضرب فيه إبراهيم وإسماعيل ابنه المثل العظيم, فكان جزاء الله لهما عظيما, لأنهم أحسنوا عبادة الله, وأحسنوا طاعة الله, ونجحوا في اختبار صعب شمل المصاعب التي تهزم قوى الإنسان وتجعله يخرّ صريعا أمامها, ولكن بقدر ما كان للأب من إيمان مدهش وصبر عظيم وتسليك قانع راض بهذا القدر كان للابن الغلام الصغير.



إن إبراهيم عليه السلام كان معجزة إيمانية سلوكيّة, وإسماعيل ضرب مثلا في الطاعة فكان مدهشا في رباطة جأشه ووصوله إلى مدى بعيد الطاعة.



إن الموقف كله معجزة, ولم يكن الكبش وحده هو المعجزة, الأب, الابن, الكبش, مشيئة الله, كل هذه الأطراف صنعت معجزة هائلة لن تنساها البشريّة.

وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكمورحمة الله وبركاته




أموووونة 04-09-2009 12:17 AM





لوط عليه السلام



لم تذكر الكتب المدة التي عاشها لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها كما أنهيذكر أن له قبرا في قرية ( صوعر) التي لجأ إليها بعد هلاك قومه والله تعالى أعلم.






1- نسبه


لوط عليه السلام


هو لوط بن هاران بن تارخ ـ وهو آزر ـ ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل،


فإبراهيم وهاران وناحور إخوة


ويقال: إن هاران هذا هو الذي بنى حران، وهذا ضعيف لمخالفته ما بأيدي أهل الكتاب،والله أعلم.


وقصة سيدنا لوط عليه السلام وقعت في حياة إبراهيم الخليل عليه السلام وهي من الأمور العظيمة وما حل بهم من النقمة العميمة.


وللحديث بقية إن شاء الله


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أموووونة 06-09-2009 09:08 PM

لوط عليه السلام


2- إلى من أرسل لوط

هاجر لوط مع عمه إبراهيم -عليه السلام- إلى مصر، ومكثا فيها مدة من الزمن ثم عادا إلى فلسطين، وفي الطريق، استأذن لوط عمه إبراهيم، ليذهب إلى أرض سدوم (بجوار البحر الميت في بلاد الأردن الآن) حيث اختار الله لوطًا ليكون نبيًّا إلى أهل هذه الأرض، فأذن له إبراهيم وذهب لوط إلى سدوم وتزوج هناك.
وكان لوط قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بأمره لهوإذنه، فنزل بمدينة سدوم من أرض غور زغر، وكان أم تلك المحلة، ولها أرض ومعتملاتوقرى مضافة إليها، ولها أهل من أفجر الناس، وأكفرهم وأسوئهم طوية، وأردئهم سريرةوسيرة، يقطعون السبيل، ويأتون في ناديهم المنكر،
فكانوا لا يتعففون عن فعل المعصية، ولا يستحيون من المنكر، ويخونون الرفيق، ويقطعون الطريق، وفوق هذا كانوا يفعلون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين؛ فكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، إتيان الذكران منالعالمين، وترك ما خلق الله من النسوان لعباده الصالحين.


ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون.

فدعاهم لوط إليعبادة الله تعالى وحدة لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات، والفواحشوالمنكرات، والأفاعيل المستقبحات
وأخذ لوط -عليه السلام- يدعو أهل سدوم إلى الإيمان وترك الفاحشة، فقال لهم:
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 161-166].
لكن قوم لوط لم يستجيبوا له، وتكبروا عليه، وسخروا منه،
، فتمادوا على ضلالهم وطغيانهم، واستمروا علىفجورهم وكفرانهم،
فلم ييأس لوط وظل صابرًا على قومه يدعوهم في حكمة وأدب إلى عبادة الله وحده، وينهاهم ويحذرهم أشد التحذير من إتيان المحرمات وفعل الفواحش والمنكرات، ومع هذا لم يؤمن به أحد واستمر الناس في ضلالهم وطغيانهم وفجورهم،
وهددوه بطرده من القرية لأنه كان غريبًا في قومه
{اأَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [العنكبوت:29]
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ سورة النمل:56
وطلبوا منه وقوع ما حذرهم عنهمن العذاب الأليم، وحلول البأس العظيم، فعند ذلك دعا عليهم نبيهم الكريم، فسأل منرب العالمين وإله المرسلين أن ينصره على القوم المفسدين فغار الله لغيرته، وغضبلغضبته، واستجاب لدعوته، وأجابه إلي طلبته، وبعث رسله الكرام، وملائكته العظام،
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 08-09-2009 12:58 AM

لوط عليه السلام



3 - ترك لوط عليه السلام قومه
فغضب لوط من قومه وابتعد عنهم هو ومن آمن به من أهل بيته إلا زوجته، فقد كفرت وانحازت إلى قومها وشاركتهم في مضايقته والاستهزاء به، وضرب الله بها مثلاً في الكفر، فقال تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } [التحريم:10]
وخيانة امرأة لوط هي كفرها وعدم إيمانها بالله.
وأرسل الله ثلاثة من الملائكة على صورة ثلاثة رجال هيئتهم حسنة، فمروا على إبراهيم ، فظن إبراهيم أنهم بشر فقام على الفور وذبح لهم عجلاً سمينًا لكنهم لم يأكلوا منه، وبشرت الملائكة إبراهيم بأن الله -سبحانه- سوف يرزقه بولد من زوجته سارة هو إسحاق،
ثم أخبرته الملائكة أنهم ذاهبون إلى قرية سدوم لتعذيب أهلها وعقابهم على كفرهم ومعاصيهم، فأخبرهم إبراهيم بوجود لوط في هذه القرية، فطمأنته الملائكة بأن الله سينجيه وأهله إلا زوجته لأنها كفرت بالله.
وخرجت الملائكة من عند إبراهيم وتوجهوا إلى قرية سدوم، فوصلوا إلى بيت لوط وكانوا في صورة شبان حسان، فلما رآهم لوط خاف عليهم، ولم يعلم أحد بقدومهم إلا آل لوط، فخرجت امرأته وأخبرت قومها وقالت: إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط،
فجاء القوم يسرعون إلى بيت لوط يبغون الفاحشة مع هؤلاء الضيوف، واجتمع قوم لوط وازدحموا عند باب بيته وهم ينادون بصوت عالٍ يطلبوا من لوط أن يخرج لهم هؤلاء الضيوف، وكل منهم يمني نفسه بالمتعة والشهوة الحرام مع هؤلاء الرجال، فمنعهم لوط من دخول البيت ومن الهجوم والاعتداء على ضيوفه، وقال لهم:
{قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ} [الحجر:68-69]
وأخذ يذكرهم بأن الله خلق النساء لقضاء شهوة الرجال فهن أزكى لهم وأطيب، ولكن قوم لوط أصروا على الدخول، ولم يجد لوط من بينهم رجلاً عاقلاً يبين لهم ما هم فيه من الخطأ
وأحس لوط بضعفه أمام هؤلاء القوم، فقال:
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود:80].

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 09-09-2009 01:51 AM


4- نهاية قوم لوط


وعندئذ كشف الضيوف عن حقيقتهم، وأخبروا لوطًا بأنهم ليسوا بشرًا وإنما هم ملائكة من السماء جاءوا لتعذيب هؤلاء القوم الفاسقين،
وما هي إلا لحظات حتى اقتحم قوم لوط البيت على الملائكة فأشار أحد الملائكة، بيده ناحيتهم ففقد القوم أبصارهم وراحوا يتخبطون بين الجدران،
ثم طلبت الملائكة من لوط أن يرحل مع أهله عندما يقبل الليل لأن العذاب سينزل على قومه في الصباح، ونصحوه ألا يلتفت هو ولا أحد من أهله خلفهم عندما ينزل العذاب حتى لا يصيبهم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أموووونة 10-09-2009 12:37 AM


5 - عقابهم على كفرهم
وفي الليل خرج لوط وابنتاه وتركوا القرية، وما إن غادروها حتى انشق الصباح فأرسل الله العذاب الشديد على قرية سدوم، فاهتزت القرية هزة عنيفة وتزلزلت الأرض، واقتلع مَلَكٌ بطرف جناحه القرية بما فيها وارتفع بها حتى سمع أهل السماء نباح كلابها ثم انقلبت القرية رأسًا على عقب، وجعل الله عاليها سافلها وأمطر عليهم من السماء حجارة ملتهبة تحرقهم، وأحاط بهم دخان خانق يشوي وجوههم وأجسامهم.
قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:82-83]
ونجَّى الله لوطاً وابنتيه برحمة منه سبحانه، لأنهم حفظوا العهد، وشكروا النعمة وعبدوا الله الواحد الأحد وكانوا خير مثال للعفة والطهارة، وأصبحت قرية سدوم عبرة وعظة لكل الأجيال القادمة، قال تعالى: { وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ } [الذاريات:37
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملامح خجوله 10-09-2009 07:04 AM

جزآآك الله خيراا

أموووونة 11-09-2009 12:19 AM




إسماعيل عليه السلام



عاش 137 سنةدفن بجوار والدته بين الميزاب والحجر بالمسجد الحرام مكة المكرمة.




1 – مولد إسماعيل عليه السلام


هو أول ولد من أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام بن آزر


كان إبراهيم -عليه السلام- يحب أن تكون له ذرية صالحة تعبد الله -عز وجل- وتساعده في السعي على مصالحه


فعلمت السيدة سارة ما يريده زوجها، وكانت عاقرًا لا تلد فوهبت له خادمتها هاجر القبطية المصرية ليتزوجها لعلها تنجب له الولد فلما تزوجها إبراهيم -عليه السلام- حملت منه، وأنجبت له إسماعيل عليه السلام


وإسماعيل -عليه السلام- هو جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو العرب، قال صلى الله عليه وسلم:


(إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) [مسلم].


وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه نابتوقيذار


وبعد مرور فترة من ولادة إسماعيل أمر الله -عز وجل- إبراهيم أن يذهب بزوجته هاجر وولده إلى مكة، فاستجاب إبراهيم لأمر ربه


وقد روي أن سارة لما غارت من هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة، فروي أنه ركب البراق هو وهاجر والطفل فجاء في يوم واحد من الشام إلى بطن مكة، وترك ابنه وأمته هنالك وركب منصرفاً من يومه، فكان ذلك كله بوحي من الله تعالى(تفسير ابن كثير )

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أموووونة 11-09-2009 12:24 AM




شكرا لك أختي ملامح خجوله

على المرور

بارك الله فيكِ

أموووونة 11-09-2009 11:40 PM

http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif


إسماعيل عليه السلام

2 – وصول إسماعيل عليه السلام وأمه إلى مكة
وسار إبراهيم عليه السلام بإسماعيل الرضيع وأمه حتى وصلوا إلى جبال مكة عند موضع بناء الكعبة
ثم تركهما في هذا المكان وأراد العودة إلى الشام، فلما رأته زوجته هاجر عائدًا أسرعت خلفه وقالت له:
يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟!
فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام وظل صامتًا فألحت عليه وأخذت تكرر السؤال نفسه لكن دون فائدة
فقالت له: آلله أمرك بهذا؟
فقال إبراهيم: نعم، فقالت هاجر: إذن لن يضيعنا ثم رجعت
فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه
استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم:37]
ثم واصل السير إلى الشام، وظلت هاجر وحدها، ترضع ابنها إسماعيل، وتشرب من الماء الذي تركه لها إبراهيم
روى البخاري عن ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة
مسألة: لا يجوز لأحد أن يتعلق بهذا في طرح ولده وعياله بأرض مضيعة أتكالاً على العزيز الرحيم، واقتداءً بفعل إبراهيم الخليل، كما تقول غلاة الصوفية في حقيقة التوكل، فإن إبراهيم فعل ذلك بأمر اللهفلما ولى دعا بضمن هذه الآية المذكورة
وتضمنت هذه الآية أن الصلاة بمكة أفضل من الصلاة بغيرها، لأن معنى ( ربنا ليقيموا الصلاة) أي أسكنتهم عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فيه.
وقد اختلف العلماء هل الصلاة بمكة أفضل أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فذهب عامة أهل الأثر إلى أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمائة صلاة، واحتجوا بحديث عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أموووونة 12-09-2009 11:23 PM


إسماعيل عليه السلام


3 – بئر زمزم
وسار إبراهيم عليه السلام وترك زوجته وولده، وليس معهما من الطعام والماء إلا القليل وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها
بكى الطفل بشدة، وأخذ يتلوى، ويتمرغ أمامها من شدة العطش.
فتركته وانطلقت كراهية أن تنظر إليه
انطلقت تبحث عن الماء وأخذت هاجر تمشي حتى وصلت إلى جبل الصفا فقد كان أقرب جبل في الأرض يليها فصعدت إليه ثم نظرت إلى الوادي يمينًا ويسارًا؛ لعلها ترى بئرًا أو قافلة مارة من الطريق فتسألهم الطعام أو الماء، فلم تجد شيئًا، فهبطت من الصفا، وسارت في اتجاه جبل المروة فصعدته وأخذت تنظر بعيدًا لترى مُنقِذًا ينقذها هي وابنها مما هما فيه، إلا أنها لم تجد شيئًا كذلك، فنزلت من جبل المروة صاعدة جبل الصفا مرة أخرى لعلها تجد النجاة وظلت هكذا تنتقل من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا سبع مرات.
وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الحج، وذلك تخليدًا لهذه الذكرى،
قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } [البقرة:158]
وبعد أن تعبت هاجر، وأحست بالإجهاد والمشقة، عادت إلى ابنها دون أن يكون معها قطرة واحدة من الماء
فلما أراد الله تأسيس الحال، وتمهيد المقام، وخط الموضع للبيت المكرم، والبلد المحرم
فهنا أدركتها رحمة الله سبحانه فنزل الملك جبريل عليه السلام وضرب الأرضفبحث بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء فتفجرت وتدفقت منها بئر زمزم وتفجر منها ماء عذب غزير وأصبح الماء مقام الغذاء
عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تشتفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه
فراحت هاجر تغرف بيدها وتشرب وتسقى ابنها، وتملأ سقاءها، وشكرت الله -عز وجل- على نعمته، وعلى بئر زمزم التي فجرها لها.

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 13-09-2009 09:45 PM

إسماعيل عليه السلام


4 – استجابة الله لدعاء ابراهيم عليه السلام
{وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم:37]
احاط الله تعالى هاجر وابنها بعنايته وكفايته، فنعم الحسيب والكافي والوكيل والكفيل‏
ومرت أيام قليلة، وجاءت قافلة من قبيلة جرهم -وهي قبيلة عربية يمنية
فرأت طيرًا يحوم فوق مكان هاجر وابنها، فعلموا أن في ذلك المكان ماء، فأقبلوا نحو المكان الذي يطير فوقه الطير، فوجدوا بئر زمزم فتعجبوا من وجودها في هذه المكان
وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله
ووجدوا أم إسماعيل تجلس بجواره، فذهبوا إليها، وعرفوا قصتها فاستأذنوها في الإقامة بجوار هذه البئر
فأذنت لهم، وعاشت معهم هي وابنها
وذكرعلماء النسب أن إسماعيل عليه السلام أول من ركب الخيل، وكانت قبل ذلك وحوشاً فأنسهاوركبها‏.‏

وقد قال سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه‏:‏ حدثنا شيخ من قريش،حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏اتخذوا الخيل واعتبقوها فإنها مراث أبيكمإسماعيل‏)‏‏)‏‏.‏
وإنه أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد تعلمها من العربالعاربة الذين نزلوا عندهم بمكة، من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمينمن العرب قبل الخليل‏.‏

قال الأموي‏:‏ حدثني علي بن المغيرة، حدثنا أبوعبيدة، حدثنا مسمع بن مالك، عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال‏:‏

‏(‏‏(‏أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل، وهوابن أربع عشرة سنة‏)‏‏)‏‏.‏

فقال له يونس‏:‏ صدقت يا أبا سيار هكذا أبو جرىحدثني
وأخذت هاجر تربي ابنها إسماعيل تربية حسنة وتغرس فيه الخصال الطيبة والفضائل الحميدة، حتى كبر قليلاً، وصار يسعى في مصالحه لمساعدة أمه
فاستجاب الله لدعاء ابراهيم عليه السلام وأنبت لهم بالطائف سائر الأشجار، وبما يجلب إليهم من الأمصار

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 15-09-2009 12:03 AM


إسماعيل عليه السلام



5 – تفقد إبراهيم عليه السلام زوجته وإبنه
كان إبراهيم -عليه السلام- يزور هاجر وولده إسماعيل من حين لآخر لكي يطمئن عليهما
شب الغلام، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل ويقال أنه تزوج لما شب من العماليق امرأة قال الأموي‏:‏ هي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي
وذات يوم زار إبراهيم -عليه السلام- ابنه إسماعيل ليطالع تركته فلم يجد إسماعيل في بيته، ووجد زوجته وكانت لا تعرفه، فسألها إبراهيم عن زوجها إسماعيل، فقالت: خرج يبتغي لنا رزقًا، فسألها عن عيشهم، فقالت: إننا نعيش في ضيق وشدة، فقال إبراهيم : إذا جاء زوجك : فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه
فلما عاد إسماعيل كأنه آنس شيئاً فسأل زوجته: هل زارنا أحد اليوم؟
قالت له: نعم، زارنا شيخ صفته كذا وكذا، فقال إسماعيل: هل قال لك شيئًا؟قالت: سألني عنك وعن حالتنا وعيشتنا، فقال لها: وماذا قلت له؟ قالت: قلت له: إننا نعيش في ضيق وشدة، فقال إسماعيل: وهل أوصاك بشيء؟ قالت: قال لي: قولي لزوجك عندما يعود أن يغير عتبة بابه، فقال إسماعيل: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، فألحقي بأهلك فطلقها إسماعيل
وتزوج منهم أخرى وهي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي‏
ومرت فترة من الزمن، ثم عاد إبراهيم لزيارة ابنه إسماعيل، ولم يجده أيضًا، ووجد زوجته، وكانت هي أيضا لا تعرفه، فسألها أين زوجك إسماعيل؟ قالت له: خرج يبتغي لنا رزقًا، فقال إبراهيم: وكيف أنتم؟ قالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله
ففرح إبراهيم بهذه الزوجة، واطمأن لحالها، فقال لها: إذا جاء زوجك فاقرئي له مني السلامومريه أن يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل أخبرته زوجته بما حدث، وأثنت على إبراهيم، فقال إسماعيل: ذاك أبي وأمرني أن أمسكك [البخاري]
ويقال أن إبراهيم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم. قال فما شرابكم؟ قالت: الماء
قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه " وذكر الحديث وقال ابن عباس: قول إبراهيم " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " سأل أن يجعل الله الناس يهوون السكنى بمكة، فيصير بيتاً محرماً، وكل ذلك كان والحمد لله

وللحديث بقية إن شاء الله
ووالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أموووونة 16-09-2009 12:27 AM

إسماعيل عليه السلام



6 – البلاء المبين
وذات يوم رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل الذي جاء بعد شوق طويل فقد ولد إسماعيل ولد ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة، وولد إسحاق بعد مضي مائة سنة من عمر الخليل
فلما قام من نومه، علم أن ما رآه ما هو إلا أمر من الله؛ لأن رؤيا الأنبياء حق، فذهب إبراهيم إلى ابنه، وقال له:
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} [الصافات:102]
فقال إسماعيل: { قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } [الصافات:102]..
فطاوع أباه على ما إليه دعاه، ووعده بأن سيصبر، فوفى بذلك بأن سيصبر وصبر على ذلك‏
وأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وذهب به إلى مِنَى ثم ألقاه على وجهه كي لا يرى وجهه عند الذبح، فيتأثر بعاطفة الأبوة، واستسلم إسماعيل لأمر الله ووضع إبراهيم السكين على رقبة ابنه إسماعيل ليذبحه
وقبل أن يمر السكين سمع إبراهيم نداء الله تعالى يقول له: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ } [الصافات:104-106] وبعد لحظات من النداء الإلهي رأى إبراهيم الملك جبريل -عليه السلام- ومعه كبش عظيم، فأخذه إبراهيم وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل.
لقد أراد الله -عز وجل- أن يختبر إبراهيم في التضحية بابنه إسماعيل، فلما وجده قد امتثل لأمره دون كسل واعتراض كشف الله هذا البلاء، وفدى إسماعيل بكبش عظيم
وقد أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يسمي بعيد الأضحى
يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله وتخليدًا لهذه الذكري الطيبة
عاد إبراهيم بولده إلى البيت، ففرحت الأم بنجاة ولدها فرحًا شديدًا

وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

l l شجون l l 16-09-2009 08:03 PM

جزاااك الله كل خييير

والله يجعله في مواازيين حسناااتك

أموووونة 18-09-2009 12:27 AM

إسماعيل عليه السلام



7 – بناء بيت الله
عاد إبراهيم إلى فلسطين، وظل بها مدة طويلة يعبد الله -عز وجل- ثم ذهب لزيارة إسماعيل
فوجده يبري نبلاً له قرب بئر زمزم فلما رآه إسماعيل قام إليه واحتضنه واستقبله أحسن استقبال
ثم قال إبراهيم لابنه: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمرٍ.
فقال إسماعيل: اصنع ما أمرك به ربك
فقال إبراهيم: وتعينني عليه؟
قال إسماعيل: وأعينك عليه
فقال إبراهيم: إن الله أمرني أن أبني هنا بيتًا، كي يعبده الناس فيه، فوافق إسماعيل أباه
وبدأ ينقل معه الحجارة اللازمة لبناء هذا البيت، وكان إبراهيم يبني، وإسماعيل يعينه، حتى إذا ما ارتفع البناء واكتمل جاء جبريل بحجر من الجنة، وأعطاه لإبراهيم، ليضعه في الكعبة، وهو ما يسمى بالحجر الأسود.
وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- من بناء الكعبة وقفا يدعوان ربهما:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:127-128]

وللحديث بقية إن شاء الله
ووالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن 04:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.

Adsense Management by Losha

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM