![]() |
يسلمووو
الموضوع قيم حقا جوزيتي كل الخير |
|
يونس عليه السلام 1 -إلى من بعث يونس عليه السلام بعث الله يونسعليه السلام وهو يونس بن متى إلي أهل "نينوي في أرض الموصل بالعراق انحرف أهلها عن منهج الله، وعن طريقه المستقيم، وصاروا يعبدون الأصنام، ويجعلونها ندًّا لله وشريكًا له، فأراد الله أن يهديهم إلى عبادته، والى طريقه الحق، فأرسل إليهم يونس عليه السلام ليدعوهم إلى الإيمان وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، لكنهم رفضوا الإيمان بالله وتمسكوا بعبادة الأصنام، واستعمروا على كفرهم وضلالهم دون أن يؤمن منهم أحد، بل إنهم كذَّبوا يونس وتمردوا عليه، واستهزءوا به وسخروا منه. }وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ {سورة الصافات:147 فغضب يونس من قومه، ويئس من استجابتهم له، فأوحى الله إليه أن يخبر قومه بأن الله سوف يعذبهم بسبب كفرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث }وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {سورة سبأ:34 وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
يونس عليه السلام 2 - يونس في بطن الحوت وبعد خروج يونس من قريته، ذهب إلى شاطئ البحر، وركب سفينة، وفي وسط البحر هاجت الأمواج واشتدت الرياح، فمالت السفينة وكادت تغرق. وكانت السفينة محملة بالبضائع الثقيلة، فألقى الناس بعضًا منها في البحر، لتخفيف الحمولة، ورغم ذلك لم تهدأ السفينة، بل ظلت مضطربة تتمايل بهم يمينًا ويسارًا فتشاوروا فيما بينهم على تخفيف الحمولة البشرية، فاتفقوا على عمل قرعة والذي تقع عليه؛ يرمي نفسه في البحر. فوقعت القرعة على نبي الله يونس، لكن القوم رفضوا أن يرمي يونس نفسه في البحر، وأعيدت القرعة مرة أخرى، فوقعت على يونس، فأعادوا مرة ثالثة فوقعت القرعة عليه أيضًا فقام يونس-عليه السلام-وألقى بنفسه في البحر لما يريده الله به من الأمر العظيم. وأمر الله تعالى حوتاً من البحر الأخضر أن يشق البحار وأن يلتقم يونس عليه السلام فلا يهشم له لحماً ولا يكسر له عظماً فجاء ذلك الحوت فالتقمه وذهب به فطاف به البحار كلها. والمقصود أنه لما جعل الحوت يطوف به قرار البحار اللجية، ويقتحم بهلجج الموج الأجاجي، فسمع تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحبوالنوى ورب السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ - إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ - فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ - فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) [الصافات: 139-142]. ولما استقر يونس في بطن الحوت حسب أنه قد مات ثم حرك رأسه ورجليه وأطرافه فإذا هو حي فقام فصلى في بطن الحوت, وكان من جملة دعائه يا رب اتخذت لك مسجداً في موضع لم يبلغه أحد من الناس و في موضع لم يعبدك أحد في مثله واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت فقيل ثلاثة أيام قاله قتادة. وقيل سبعة قاله جعفر الصادق رضي الله عنه, وقيل أربعين يوماً قاله أبو مالك. وقال مجاهد عن الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية, والله تعالى أعلم بمقدار ذلك } فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ - لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ - فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ{ سورة القلم:48ـ50 فلما انتهى به إلي أسفلالبحر سمع يونس حساً، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إنهذا تسبيح دواب البحر، فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفا بأرض غريبة! قال: ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطنالحوت في البحر، قالوا: العبد الصالح؛ الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عملصالح؟ قال: نعم، قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاءفتنجيه من البلاء؟ قال: بلى: فأمر الحوت فطرحه في العراء"فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل } فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{ سورة الصفات:145 } وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{ سورة الأنبياء:87 المعنى (فنادى في الظلمات) ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت (أن) أي بأن (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) في ذهابي من بين قومي بلا إذن (تفسير الجلالين) وقوله تعالى: }فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{ سورةالصافات:143ـ144 فلولا أنه سبح الله هنالك، وقال ما قال منالتهليل والتسبيح، والاعتراف لله بالخضوع، والتوبة إليه والرجوع؛ وقال بعض العلماء أنه كان من المسبحين يعني المصلين, وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك, وقال بعضهم كان من المسبحين في جوف أبويه, فلولا أنه كان من المسبحين للبث هنالك إلييوم القيامة ولصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة ولبعث من جوف ذلك الحوت }فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{ سورة الأنبياء:88 فاستجبنا له ونجيناه من الغم بتلك الكلمات كما ننجي المؤمنين من كربهم إذا استغاثوا بنا داعين فطرح بالعراءوهو المكان القفر الذي ليس فيه شيء من الأشجار ولا بناء قيل على جانب دجلة وقيل بأرض اليمن والله أعلم وهو سقيم أي ضعيف البدن كهيئة الصبي حين يولد ، قال ابن مسعود: كهيئة الفرخ ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من يقطين برحمةٍ من الله وهي شجرة الدباء، قالابن مسعود وابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم :أنها القرع وكل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين وفي رواية عنه كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين قال أبو هريرة: وهيأ اللهأروية وحشية تأكل من خشاش الأرض، أو قال: هشاش الأرض، قال: فتفسخ عليه فترويه منلبنها كل عشية وبكرة حتى نبت. وقال بعضالعلماء: في إنبات القرع عليه حكم جمة، منها أن سرعة نباته وتظليل ورقه لكبره ونعومته وكثير ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلي آخره، نياً ومطبوخاً، وبقشره وببذرهأيضاً، وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغيره وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء وتقدم كلام أبي هريرة فيتسخير الله تعالى له تلك الأروية التي كانت ترضعه لبنها وترعى في البرية، وتأتيهبكرة وعشية، وهذا من رحمة الله به ونعمته عليه وإحسانه إليه، ولهذا قال تعالى: فاستجبنا له ونجيناه من الغم أي: الكرب والضيق الذي كان فيه وقد أثنى الله -عز وجل- على يونس في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ )[الأنعام: 86 كما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على يونس-عليه السلام-فقال: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"[متفق عليه]. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي تصيبه مصيبة أو شر ثم يدعو بدعاء يونس-عليه السلام-، يفرِّج الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " (الترمذي) وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
3 – توبة قوم يونس بلغ يونس قومه ووعدهم بنزول العذاب والعقاب من الله تعالى، ثم خرج من بينهم، وعلم القوم أن يونس قد ترك القرية، فتحققوا حينئذ من أن العذاب سيأتيهم لا محالة، وأن يونس نبي لا يكذب، فسارعوا، وتابوا إلى الله سبحانه، ورجعوا إليه وندموا على ما فعلوه مع نبيهم، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات خوفًا من العذاب الذي سيقع عليهم، قال ابن مسعود ومجاهد وسعيدبن جبير وقتادة، وغيرهم من السلف والخلف: لما تحققوا مننزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلينبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلي الله عز وجل،وصرخوا، وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبناتوالأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي: فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقروأولادها، وثغب الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة. فلما رأى الله -سبحانه- صدق توبتهم ورجوعهم إليه فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب وأبعد عنهم العقاب بحوله وقوته }فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ { سورة يونس:98 وقد اختلف المفسرون: هل ينفعهم هذا الإيمان في الدارالآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟ والأظهر من السياق: نعم لأن هذاالمتاع إلي حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي، والله أعلم. وأمر الله يونس أن يذهب إلى قومه؛ ليخبرهم بأن الله تاب عليهم، ورضى عنهم، فامتثل يونس لأمر ربه، وذهب إلى قومه، وأخبرهم بما أوحى إليه، فآمنوا به بكاملهمفبارك الله لهم في أموالهم وأولادهم. قال تعالى: ( }وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ - فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {سورة الصافات:147- 148 عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إنما كانت رسالة يونس عليه الصلاة والسلام بعد ما نبذه الحوت, رواه ابن جرير وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أرسل يونس عليه الصلاة والسلام إليهم قبل أن يلتقمه الحوت وأمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه كلهم وآمنوا به وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون فآمن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم يونس عليه السلام جميعهم "فمتعناهم إلى حين" أي إلى وقت آجالهم قال علماءالتفسير: لم يوجد فيما سلف من القرونقرية آمنت بكمالهاإلا قوم يونس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
***
جزاك الله خير ولاحرمك الله الاجر *** |
جزاكِ الله خيرا أختي يالبى قلبك شكرا لكِ على المرور الكريم بارك الله فيكِ http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w.../mc3a23h3s.gif |
شعيب عليه السلام لم تذكر الكتب المدة التي عاشها. ضريحه في حطين القريبة من طبرية (فلسطين) 1 – نسبه قال محمد بن إسحاق: هم من سلالة مدين بن إبراهيم وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام قال واسمه بالسريانية يثرون وفي هذا نظر وشعيب تصغير شعب أو شعب ويروى أنه كان ابن بنت لوط وأمه ميكائيل بنت لوط وقال مكي: كان زوج بنت لوط. واختلف في نسبه وزعم الشرقي بن القطامي أن شعيباً بن عيفاء بن يوبب بن مدين بن إبراهيم. وزعم ابن سمعان أن شعيباً بن جزي بن يشجر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. قال عطاء هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم وقال قتادة: هو شعيب بن يوبب. وقيل: شعيب بن صفوان بن عيفاء بن ثابت بن مدين بن إبراهيم. والله أعلم (تفسير القرطبي) وكان ممن آمن بإبراهيم، وهاجر معه، ودخل معه دمشق. وعن وهب بنمنبه أنه قال: شعيب وملغم ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق بالنار، وهاجر معه إلي الشام، فزوجهما بنتي لوط عليه السلام. ذكره ابن قتيبة وفي هذا كله نظر أيضاً والله أعلم. وذكر عمر بن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة سلمة بن سعدي العنتري: أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وانتسب إلي عنزة، فقال: "نعم الحي عنزة مبغي عليهم، منصورون، رهط شعيب وأختان موسى" فلو صح هذا لدل على أن شعيباً صهر موسى وأنه من قبيلة من العرب العاربة يقال لهم عنزة ليس من عنزة بن أسدبن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، فإن هؤلاء بعده بدهر طويل، والله أعلم. وفي حديث أبي ذر الذي في صحيح ابن حبان في ذكر الأنبياء والرسل قال: "أربعة من العرب: هود،وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر". وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
مشكوره جزااك ربي كل الخييرر يااخيتووو روووووووووووووووووووووووووعه بورك فييك |
جزاكِ الله خيرا أختيرحـ القمر ـيل شكرا لك على المرور الكريم بارك الله فيكِ |
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/110382306.gif http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif شعيب عليه السلام 2 – أهل مدين كان أهل مدين قوماً عرباً يسكنون مدينتهم "مدين" التي هي قريبة من أرض معان منأطراف الشام، مما يلي ناحية الحجاز قريباً من بحيرة قوم لوط، وكانوا بعدهم بمدةقريبة. ومدين قبيلة عرفت بهم المدينة، وهم من بني مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل.. قيل في مدين: اسم بلد وقطر. وقيل: اسم قبيلة كما يقال: بكر وتميم. وقيل: هم من ولد مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام فمن رأى أن مدين اسم رجل لم يصرفه لأنه معرفة أعجمي ومن رآه اسماً للقبيلة أو الأرض فهو أحرى بألا يصرفه على أرض مدين، وهي منطقة بالأردن الآن، كان يعيش قوم كفار يقطعون الطريق، ويسلبون أموال الناس الذين يمرون عليهم، ويعبدون شجرة كثيفة تسمى الأيكةوهيشجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها وكانوا يسيئون معاملة الناس، ويغشُّون في البيع والشراء والمكيال والميزان، ويأخذون ما يزيد عن حقهم . وقال إسحاق بن بشر بن الضحاك، عن ابن عباس قال: كانوا طغاةبغاة يجلسون على الطريق، يبخسون الناس؛ يعني يعشرونهم، وكانوا أول من سن ذلك. فأرسل الله إليهم رجلاً منهم هو رسول الله شعيب-عليه السلام-، فدعاهم إلى عبادة الله وعدم الشرك به ونهاهم عن إتيان الأفعال الخبيثة من نقص الناس أشياءهم وسلب أموال القوافل التي تمر بديارهم. فقال لهم: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[الأعراف: 85]. أخاهم شعيباً في النسب لا في الدين وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
شعيب عليه السلام 3 – تهديد قومه له وظل شعيب يدعو قومه ويبين لهم الحق فآمن به عدد قليل من قومه وكفر أكثرهم، لكن شعيبا لم ييأس من عدم استجابتهم، بل أخذ يدعوهم، ويذكر لهم نعم الله التي لا تحصى، وينهاهم عن الغش في البيع والشراء. لكن قومه لم يتقبلوا كلامه، ولم يؤمنوا به، بل قالوا له على سبيل الاستهزاء والتهكم: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)[هود: 87]. فرد عليهم شعيب بعبارة لطيفة، يدعوهم فيها إلى الحق (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )[هود: 88]. وكان نبي الله شعيب قوي الحجة في دعوته إلى قومه، وقد سماه المفسرون خطيب الأنبياء لبراعته وبلاغته في دعاية قومه إلي الإيمان برسالته وقد روى ابن إسحاق بن بشر عن جويبر ومقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعبياً قال: "ذاك خطيب الأنبياء" ثم قال لهم ليخوفهم من عذاب الله: وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ )[هود: 89]. فأخذوا يهددونه ويتوعدونه بالقتل لولا أهله وعشيرته، وقالوا له: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ )[هود: 91]. وكان أعمى فقال لهم: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )[هود: 92]. ثم أخذ يهددهم ويخوفهم من عذاب الله إن استمروا على طريق الضلال والعصيان، وعند ذلك خيره قومه بين أمرين: إما العودة إلى دين الآباء والأجداد، أو الخروج من البلاد مع الذي آمنوا معه، ولكن شعيبًا والذين آمنوا معه يثبتون على إيمانهم، ويفوضون أمرهم لله. وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
4 – نهاية قوم شعيب فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب قائلين وهذا على سبيل الاستهزاء والتنقص والتهكم: أصلاتك هذهالتي تصليها؛ هي الآمرة لك بأن تحجر علينا فلا نعبد إلا إلهك؟ ونترك ما يعبد آباؤناالأقدمون وأسلافا الأولون؟ أو أنا لا نتعامل إلا على الوجه الذي ترتضيه أنت، ونتركالمعاملات التي تأباها إن كنا نحن نرضاها؟ فقال لهم لست آمركم بالأمر إلا وأنا أول فاعل له، وإذانهيتكم عن الشيء فأنا أول من يتركه. وهذه هي الصفة المحمودة العظيمة، وضدها هيالمردودة الذميمة، كما تلبس بها علماء بني إسرائيل في آخر زمنهم، وخطباؤهمالجاهلون. قال الله تعالى: } أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{سورة البقرة:44 وذكر في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه قال: "يؤتي بالرجل فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه ـ أي: تخرج أمعاؤه من بطنهـ فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألمتكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى: كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهىعن المنكر وآتيه" وهذه صفة مخالفي الأنبياء من الفجار والأشقياء، فأماالسادة من النجباء، والألباء من العلماء، الذين يخشون ربهم بالغيب، فحالهم كما قالنبي الله شعيب: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) أي: ما أريد في جميع أمري إلا الإصلاح في الفعال والمقال بجهدي وطاقتي. ثمانتقل إلي نوع من الترهيب فقال: لاتحملنكم مخالفتي ما جئتكم به على الاستمرار على ضلالكم وجهلكم ومخالفتكم، فيحل اللهبكم من العذاب والنكال، نظير ما أحله بنظرائكم وأشباهكم؛ من قوم نوح وقوم هود وقومصالح من المكذبين المخالفينوما قوم لوط منكم ببعيد فإنهم لم يكونوا بعيدين لا زماناً ولا مكاناً ولا صفاتا ثممزج الترهيب بالترغيب فقال: } وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{[هود: 90] أي: أقلعوا عما أنتم فيه، وتوبوا إلي ربكم الرحيم الودود، فإنه من تاب إليه تاب عليه،فإنه (رحيم) بعباده، أرحم بهم من الوالدة بولدها، (ودود) وهو المجيب ولو بعد التوبةعلى عبده، ولو من الموبقات العظام. لكهم قالوا لانفهمولا نعقل ما تقول لأنا لا نحبه ولا نريده، وليس لنا همة إليه فهددهم قائلا إذااستمروا على طريقتهم ومنهجهم وشاكلتهم، فسوف يعلمون من تكون له عاقبة الدار ومنيحل عليه الهلاك والبوار ومن يأتيه عذاب يخزيه في هذه الحياة الدنيا ويحلعليه عذاب مقيم أي في الآخرة وارتقبوا إني معكم رقيبوهذا أمر تهديد شديد ووعيد أكيد وسخروا من توعده إياهم العذابوهذا من كفرهم البليغ وعنادهمالشنيع ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا. فدعا شعيب ربه قائلاً: (رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ[الأعراف: 89] أي احكم بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت خير الحاكمين ثم استفتح على قومه، واستنصرربه عليهم في تعجيل ما يستحقونه فطلب الله سبحانه من شعيب أن يخرج هو ومن آمن معه؛ لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين ثم سلط الله على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار، فخرج الناس يلتمسون النجاة وذكرواأنهم أصابهم حر شديد، وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام، فكان لا ينفعهم معذلك ماء ولا ظل، ولا دخولهم في الأسراب، فهربوا من محلتهم إلي البرية، فأظلتهمسحابة سوداء، فظنوا أن فيها المطر والرحمة فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها، فلما تكاملوا فيه أرسلها الله ترميهم بشرروشهب فأنزلت عليهم حممًا حارقة، ونيرانا ملتهبة ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة من السماء، فأزهقت الأرواح وخرجت الأشباح واهتزت الأرض وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة. فذكر في سورة الأعراف أنهمأخذتهم رجفة، أي: رجفت بهم أرضهم، وزلزلت زلزالاً شديداً أزهقت أرواحهم من أجسادهم،وصيرت حيوانات أرضهم كجمادها، وأصبحت جثثهم جاثية؛ لا أرواح فيها، ولا حركات بها،ولا حواس لها. وقد جمع الله عليهم أنواعاً من العقوبات، وصنوفاً منالمثلات، وأشكالاً من البليات، وذلك لما اتصفوا به من قبيح الصفات، وسلط الله عليهمرجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظلة أرسل عليهم منها شررالنار من سائر أرجائها والجهات. ولكن تعالى أخبر عنهم في كل سورة بما يناسبسياقها ويوافق طباقها؛ ففي سياق قصة الأعراف أرجفوا بنبي الله وأصحابه، وتوعدوهمبالإخراج من قريتهم فقابل الإرجاف بالرجفة،والإخافة بالخيفة، وهذا مناسب لهذا السياق ومتعلق بما تقدمه من السياق. وأما في سورة هود؛ فذكر أنهم أخذتهم الصيحة في ديارهم جاثمين، وذلك لأنهمقالوا لنبي الله على سبيل التهكم والاستهزاء والتنقص: } أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) { [هود: 87] فناسب أن يذكر الصيحة التي هي كالزجر عن تعاطي هذا الكلام القبيح الذيواجهوا به هذا الرسول الكريم الأمين الفصيح، فجاءتهم صيحة أسكتتهم مع رجفةأسكتنهم. وأما في سورة الشعراء فذكر أنه أخذهم عذاب يوم الظلة، وكان ذلكإجابة لما طلبوا وتقريباً إلي ما إليه رغبوا، فإنهم قالوا: }قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{سورة الشعراء:185ـ 189 ومن زعممن المفسرين كقتادة وغيره: أن أصحاب الأيكة أمة أخرى غير أهل مدين فقوله ضعيف. وإنما عمدتهم شيئان: أحدهما: أنه قال: } كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ { سورة الشعراء:176ـ177 ولم يقول أخوهم، كما قال: } وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ً {سورة الأعراف:85 والثاني: أنه ذكر عذابهم بيوم الظلة، وذكر في أولئك الرجفة أو الصيحة. والجواب عن الأول: أنه لم يذكر الأخوة بعد قوله: (كذب أصحاب الأيكةالمرسلين) لأنه وصفهم بعبادة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة هاهنا، ولما نسبهم إليالقبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم. وهذا الفرق من النفائس العزيزة الشريفة. وأما احتجاجهم بيوم الظلة؛ فإن كان دليلاً بمجرده على أن هؤلاء أمة أخرى،فليكن تعداد الانتقام بالرجفة والصيحة دليلاً على أنهما أمتان أخريان. فأما الحديثالذي أورده الحافظ ابن عساكر في ترجمة النبي شعيب عليه السلام؛ من طريق محمد بنعثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، عن معاوية بن هشام، عن هشام ابن سعد، عن شقيق بن أبيهلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "إن قوم مدين وأصحاب الأيكةأمتان بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام". فإنه حديث غريب، وفيرجاله من تكلم فيه، والأشبه أنه من كلام عبد الله بن عمرو؛ مما أصابه يوم اليرموكمن تلك الزاملتين من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم. ثم قد ذكر الله عن أهل الأيكةمن المذمة ما ذكره عن أهل مدين من التطفيف في المكيال والميزان؛ فدل على أنهم أمةواحدة، أهلكوا بأنواع من العذاب، وذكر في كل موضع ما يناسب من الخطاب. ونجي الله شعيبًا والذين آمنوا معه من العذاب الأليم، قال تعالى: }وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ { [هود: 94-95]. وهذا في مقابلة قولهم: }لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ { سورة الأعراف:90 ثم ذكر تعالىعن نبيهم: أنه نعاهم إلي أنفسهم موبخاً ومؤنباً ومقرعاً، فقال تعالى: وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ {سورة الأعراف:93 أي: أعرض عنهم موليا عن محلتهم بعد هلاكهم قائلا: يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحتلكم وقد أديت ما كان واجباً على من البلاغ التام والنصح الكامل، وحرصت علىهدايتكم بكل ما أقدر عليه وأتوصل إليه، فلم ينفعكم ذلك؛ لأن الله لا يهدي من يضل،وما لهم من ناصرين، فلست أتأسف بعد هذا عليكم، لأنكم لم تكونوا تقبلون النصيحة، ولاتخافون يوم الفضيحة. فكيف أحزن على قوم كافرينلا يقبلون الحق ولا يرجعون إليه ولا يلتفتون عليه وقد ذكر الحافظابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس: أن شعيباً عليه السلام كان بعد يوسف عليه السلام. وعن وهب بن منبه: أن شعيباً مات بمكة ومن معه من المؤمنين، وقبورهم غربي الكعبة بيندار الندوة ودار بني وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
قصة قوم يس قال الله تعالى سورة يس :13ـ29 وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ *قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ *وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ* قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ 1 – أهل القرية كما جاء في تفسير ابن كثير يقول تعالى: واضرب يا محمد لقومك الذين كذبوك "مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : إنها مدينة أنطاكية وكان بها ملك يقال له أنطيخس بن أنطيخس وكان يعبد الأصنام, فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل, وهم صادق وصدوق وشلوم, فكذبهم, وهكذا روي عن بريدة بن الحصيب وعكرمة وقتادة والزهري أنها أنطاكية, وقد استشكل بعض الأئمة كونها أنطاكية بما سنذكره بعد تمام القصة إن شاء الله تعالى. وقوله تعالى: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما " أي بادروهما بالتكذيب "فعززنا بثالث" أي قويناهما وشددنا إزرهما برسول ثالث. قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال: كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا, واسم الثالث بوليس, والقرية أنطاكية فقالوا أي لأهل تلك القرية "إنا إليكم مرسلون" أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له, قاله أبو العالية , وزعم قتادة بن دعامة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية فقال أهل القرية ما أنتم إلا بشر مثلنا فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر, فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة ودائما الأممالكافرة يستبعدون أن يبعث الله نبياً بشرياً وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل: " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا " أي استعجبوا من ذلك وأنكروه. قال رسلهم الثلاثة ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ولوكنا كذبة عليه لعاقبنا وانتقم منا أشد الانتقام ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار, وما علينا إلا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم, فإذا أطعتم كانت لكم السعادة في الدنيا والاخرة, وإن لم تجيبوا فستعلمون غب ذلك, وكذا قال ابنجريج، عن وهب، عن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم المرسلين الأولين: شمعون،ويوحنا، واسم الثالث بولس، والقرية أنطاكية. وهذا القول ضعيف جداً؛ لأن أهلأنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح فيذلك الوقت. ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي تكون فيها بطاركة النصارى، وهن: أنطاكية، والقدس، وإسكندرية، ورومية ثم بعدها إلي القسطنطينية ولم يهلكوا. وأهل هذهالقرية المذكورة في القرآن أهلكوا، كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق المرسلين: إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون) ولكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورون فيالقرآن، بعثوا إلي أهل أنطاكية قديماً فكذبوهم وأهلكهم الله، ثم عمرت بعد ذلك، فلماكان في زمن المسيح آمنوا برسله إليهم، فلا يمنع هذا، والله أعلم. فأماالقول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح، فضعيف لما تقدم، ولأنظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله. وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
جـزآك الله خيرااااا
|
2 – رد أهل القرية على المرسلين فعند ذلك قال لهم أهل القرية"إنا تطيرنا بكم (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)يس 18 لم نر على وجوهكم خيراً في عيشنا. وقال قتادة : يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم. وقال مجاهد : يقولون لم يدخل مثلكم إلى قرية إلا عذب أهلها لذلك لئن لم تنتهوا لنرجمنكم بالحجارة وقال مجاهد : بالشتم وليمسنكم منا عقوبة شديدة وتوعدوهم بالقتل والإهانة فقالت لهم رسلهم "طائركم معكم" أي مردود عليكم, كقوله تعالى في قوم فرعون "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله" وقال قوم صالح "اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله" وقال قتادة ووهب بن منبه : أي أعمالكم معكم. وقال عز وجل: " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فقال لهم الرسل أمن أجل أنا ذكرناكم بالهدى ودعوناكم إليه وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له, قابلتمونا بهذا الكلام وتوعدتمونا وتهددتونا, بل أنتم قوم مسرفون لا تقبلون الحق ولا تريدونه وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/111122340.gif http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif قصة قوم يس 3 - وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى عندما هم أهل القرية بقتل رسلهم فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : هو حبيب النجار وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة. وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: اسم صاحب يس حبيب , وكان الجذام قد أسرع فيه. وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن سري . وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار وكان إسكافاً وقال عمر بن الحكم وقال قتادة كان اسم هذا الرجل "حبيب ابن مري"، ثم قيل: كان نجاراً، وقيل: حياكاً، وقيل: إسكافاً، وقيل قصاراً، وقيل: كان يتعبد في غار هناك، فالله أعلم قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له وإليه ترجعون يوم المعاد فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر إن هذه الآلهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً, فإن الله تعالى لو أرادني بسوء "فلا كاشف له إلا هو" وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه ولا ينقذونني مما أنا فيه إن اتخذتها آلهة من دون الله. فاسمعوا قولي ياقومي إيماني برسل الله جهرة مخاطب بذلك الرسل بقوله: "إني آمنت بربكم" أي الذي أرسلكم فاشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي فلما قال ذلك, وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه, ولم يكن له أحد يمنع عنه وقيل عضاً وحكى ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود قال: وطئوهبأرجلهم، حتى أخرجوا قصبته وقال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون, فلم يزالوا به حتى أقعصوه, وهو يقول كذلك, فقتلوه رحمه الله وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
4 – نهاية قوم يس قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ قال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود رضي الله عنه, أنهم وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره, وقال الله له: "ادخل الجنة" فدخلها فهو يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها. وقال مجاهد : قيل لحبيب النجار : ادخل الجنة, وذلك أنه قتل فوجبت له فلما رأى الثواب "قال يا ليت قومي يعلمون" قال قتادة : لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشاً. لما عاين ما عاين من كرامة الله تعالى: قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين فتمنى أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله فقال لو اطلعوا على ما حصل لي من هذا الثواب والجزاء والنعيم المقيم, لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل وقال ابن عباس : نصح قومه في حياته بقوله "يا قوم اتبعوا المرسلين" وبعد مماته في قوله " يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " رواه ابن أبي حاتم . فرحمه الله ورضي عنه فلقد كان حريصاً على هداية قومه. وقوله تبارك وتعالى: " وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ " يخبر تعالى أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه غضباً منه تبارك وتعالى عليهم, لأنهم كذبوا رسله وقتلوا وليه, ويذكر عز وجل أنه ما أنزل عليهم وما احتاج في إهلاكه إياهم إلى إنزال جند من الملائكة عليهم وما كاثرناهم بالجموع بل الأمر كان أيسر من ذلك. وما كنا ننزل الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم بل نبعث عليهم عذاباً يدمرهم قال: فأهلك الله تعالى ذلك الملك الجبار, وأهلك أهل أنطاكية قال المفسرون بعث الله تعالى إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام, فأخذ بعضادتي باب بلدهم, ثم صاح بهم صيحة واحدة, فإذا هم خامدون عن آخرهم لم تبق بهم روح تتردد في جسد فبادوا عن وجه الأرض فلم يبق منهم باقية وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية, وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام, كما نص عليه قتادة وغيره وفي ذلك نظر من وجوه: 1 - أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل, لا من جهة المسيح عليه السلام كما قال تعالى: " إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ " ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام. والله تعالى أعلم 2 - أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم, وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح, ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة, وهن: القدس لأنها بلد المسيح, وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها, والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين, ثم رومية لأنها مدنية الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده, ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها, كما ذكره سعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين, فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت, فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم, والله أعلم. 3 - أن قصة أنطاكية بعد نزول التوراة وقد ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره من السلف أن الله تبارك وتعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين عند قوله تبارك وتعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى " القصص (43) فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظاً في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة, فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك, والله سبحانه وتعالى أعلم. فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري , حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني , حدثنا حسين الأشقر , حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى عليه الصلاة والسلام يوشع بن نون , والسابق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام صاحب يس , والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه" فإنه حديث منكر, لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر , وهو شيعي متروك من الغلاة،وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. وإلى اللقاء مع قصة أخرى من قصص الأنبياء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موسى عليه السلام 1 – نسبه ونشأته موسى (كليم الله) عليه الصلاة والسلام كان بنو إسرائيل الذين يرجع نسبهم إلى نبي الله يعقوب-عليه السلام قد دخلوا مصر عندما كان سيدنا يوسف عليه السلام وزيراً عليها وبمرور الزمن أصبح فرعون ملك مصر وكان جبار طاغية استعبد قومه وهم بنو إسرائيل وطغى عليهم، وقسم رعيته إلى عدة أقسام، استضعف طائفة منهم، وأخذ في ظلمهم واستخدامهم في أخس الأعمال شرفًا ومكانة نسبهما: هما ابنا عمران (عمرام بالعبري) بن قاهت "قاهات" بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن. وأمهما يوكابد بنت لاوي عمة عمران، ولم يكن الزواج بالعمة حينئذ محرماً، ثم نزل تحريم ذلك على موسى. وهارون أسبق ميلاداً من موسى بثلاث سنين، ولهما شقيقة اسمها مريم كانت فوق سن الإِدراك حينما ولد موسى. ولد موسى بعد (64) سنة من وفاة يوسف، أي: بعد (425) سنة من ميلاد إبراهيم وبعد (250) سنة من وفاته وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
جز‘آك آلله آلف خير ...}
وج‘عله في موآزين حسنآتك ..~ق1~ |
شكرا لك أختي { آلحيآه كلمة} على مرورك على الموضوع بارك الله فيكِ |
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/887668606.gif http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/786580216.gif موسى عليه السلام 2 - ولادة موسى وهارون علا فرعون في الأرض وهو ملك القبط بالديار المصرية وتجبر وعتا وطغىوبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وكان معه "هامان" وهو وزيره في مملكته "وقارون" وكان أكثر الناس في زمانه مالاً وتجارة " وقسمرعيته إلي أقسام، وفرق وأنواع يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض،وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر، ويستعبدهم ويستخدمهم في أخسالصنائع والحرف وأردئها وأدناها وكان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوايتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام، من أنه سيخرج من ذريتهغلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارةمشهورة في بني إسرائيل، فتحدث بها القبط فيما بينهم، ووصلت إلي فرعون فذكرها له بعضأمرائه وهم يسمرون عنده وذكر السدي عن أبي صالح وأبي مالك،عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة: أن فرعون رأى في منامهكأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت القدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط، ولم تضر بنيإسرائيل، فلما استيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والحذقة والسحرة، وسألهم عن ذلك،فقالوا: سيولد في بني إسرائيل غلام سيكون سببا لهلاك أهل مصر، ففزع فرعون من هذه الرؤيا العجيبة، وأمر بقتل كل مولود ذكر يولد في بني إسرائيل، خوفا من أن يولد هذا الغلام ولكن لن يغني حذر من قدر والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز ألا يوجد موسى،حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى، ويعلمون مقيمات وضعهن، فلا تلد امرأةذكراً إلا ذبحه أولئك الذابحون من ساعته. وعند أهل الكتاب: أنه إنما كان يأمر بقتلالغلمان، لتضعف شوكة بني إسرائيل، فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم وهذا فيهنظر وإنما هذا الأمر بقتل الولدان بعد بعثة موسى،كما قال تعالى: }فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَال{ سورة غافر:25 فالصحيح أن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولاً، حذراً من وجود موسى أو لإذلال هذا الشعب وتقليل عددهم أو لمجموع الأمرين ومرت السنوات، ورأى أهل مصر أن بني إسرائيل قل عددهم بسبب قتل الذكور الصغار، فخافوا أن يموت الكبار مع قتل الصغار، فلا يجدون من يعمل في أراضيهم، فذهبوا إلى فرعون وأخبروه بذلك، ففكر فرعون، ثم أمر بقتل الذكور عامًا، وتركهم عامًا آخر. فولد هارون في العام الذي لا يُقتل فيه الأطفال. أما موسى فقد ولد في عام القتل و بدأت المعجزات في قصة موسى عليه السلام مع بدء حياته وفي طفولته, فها هو فرعون قد اتخذ قرارا بقتل كل طفل ينجب من بني إسرائيل, ولكن إرادة الله انصرفت لنجاة موسى بل وأن ينمو ويترعرع في قصر فرعون ذاته. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
3 – خوف أم موسى على موسى من القتل لم يظهر على أم موسى مخايل الحمل كغيرها, فلم تفطن لها الدايات ولكن لما وضعته ذكراً ضاقت به ذرعاً فقد ولد موسى في عام القتل ولم يشعر بولادته غير أخته فخافت أمه عليه خوفاً شديداً, وأحبته حباً زائداً, وكان موسى عليه السلام لا يراه أحد إلا أحبه قال الله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)[القصص: 7]. واحتار تفكيرها في المكان الذي تضعه فيه بعيدًا عن أعين جنود فرعون الذين يتربصون بكل مولود من بني إسرائيل لقتله وكانتدارها على حافة النيل فأوحى الله إليها وحي إلهام أو منام أن ترضعه وتضعه في صندوق مطلي بالقار من الداخل ممهد له فيه ثم تلقي هذا الصندوق في النيل وألقى في خلدها وروعها ألا تخافي ولا تحزني فإنه إن ذهب فإن الله سيردهإليك وإن الله سيجعله نبياً مرسلا فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي (تفسير الجلالين ) فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه ذهبت ووضعته في ذلك الصندوق, وسيرته في البحر وربطته بحبل عندها حتى إذا ذهبوا استرجعته إليها به, فلما كانت ذات يوم دخل عليها من تخافه, فذهبت فوضعته في ذلك الصندوق وأرسلته في البحر, وذهلت عن أن تربطه, فذهب مع الماء (تفسير ابن كثير) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[القصص: 10] يقول الله تعالى مخبراً عن فؤاد أم موسى حين ذهب ولدها في البحر أنه أصبح فارغاً, أي من كل شيء من أمور الدنيا إلا من موسى كادت من شدة وجدها وحزنها وأسفها لتظهر أنه ذهب لها ولد, وتخبر بحالها لولا أن الله ثبتها وصبرها لتكون من المؤمنين (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص: 11] فأمرت أخته بمتابعته والسير بجواره على البر لتراقبه، وتتعرف على المكان الذي استقر فيه الصندوق وكانت كبيرة تعي ما يقال لها وظل الصندوق طافيًا على وجه النهر وهو يتمايل يمينًا ويساراً، تتناقله الأمواج من جهة إلى أخرى، ثم استقرت به تلك الأمواج ناحية قصر فرعون الموجود على النيل، ولما رأت أخته ذلك أسرعت إلى أمها لتخبرها بما حدث وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موسى عليه السلام 4 - استقرار موسى عليه السلام بدار فرعون كانت السيدة آسية بنت مزاحم بن عبيد بنالريان ابن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف زوجة فرعون تمشي في حديقة القصر كعادتها، ويسير من خلفها جواريها، فرأت الصندوق على شاطئ النهر من ناحية القصر، فأمرت جواريها أن يأتين به، ثم فتحنه أمامها، ونظرت آسية في الصندوق، فوقع نظرها على طفل صغير فأوقع الله محبته في قلبها حين نظرت إليه, وذلك لسعادتها وما أراد الله من كرامتها وشقاوة بعلها, ولهذا قال الله تعالى ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)[القصص: 8] وكانت آسية عقيمًا لا تلد، فأخذته وضمته إلى صدرها ثم قبلته وعزمت على حمايته من القتل والذبح وأرادت أن تتخذه ولداً وتتبناه فلما رآه فرعون هم بقتله خوفاً من أن يكون من بني إسرائيل, فشرعت امرأته آسية تخاصم عنه وتذب دونه وتحببه إلى فرعون, فقالت: (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[القصص: 9] أي لا يدرون ما أراد الله منه بالتقاطهم إياه من الحكمة العظيمة البالغة والحجة القاطعة فلما رأى فرعون تمسك زوجته بهذا الطفل فقال فرعون: أما لك فنعم, وأما لي فلا, فكان كذلك, وهداها الله بسببه وأسكنها الجنة وأهلكه الله على يديه ومرت ساعات قليلة وزوجة فرعون تحمل الطفل فرحة مسرورة به، تضمه إلى صدرها وتقبله، وفجأة بكى موسى بشدة، فأدركت السيدة آسية أنه قد حان وقت رضاعته فأمرت بإحضار مرضعة لترضعه، وتهتم بأمره وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/838663881.gif http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/946142631.gif موسى عليه السلام 5 – رد موسى إلى أمه لما استقر موسى عليه السلام بدار فرعون وأمرت زوجة فرعون بإحضار مرضعة فجاء إلى القصر عدد كثير من المرضعات، لكن الطفل امتنع عن أن يرضع منهن، مما جعل أهل القصر ينشغلون بهذا الأمر قال الله تعالى: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ) القصص 12 فأرسلوه مع القوابل والنساء إلي السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته، فبينما هموقوف به والناس عكوف عليه إذ بصرت به أخته، فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت: (هل أدلكمعلى أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) قالوا لها: مايدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في سرور الملك ورجاء منفعته فأطلقوها وذهبوا معها إلي منزلهم، فأخذته أمه، فلما أرضعته التقم ثديهاوأخذ يمتصه ويرتضعه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً وذهب البشير إلي "آسية" يعلمهابذلك وفسروا قبول ثديها بأنها طيبة الريح طبية اللبن فاستدعتها إلي منزلها وهي لا تعرف أنها أمه في الحقيقة وعرضت عليها أن تكون عندها، وأن تحسن إليها، فأبتعليها، وقالت: إن لي بعلاً وأولاداً، ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي، فأرسلتهمعها، ورتبت لها رواتب، وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات، فرجعت به تحوزه إليرحلها، وقد جمع الله شمله بشملها. (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) القصص 13 ولم يكن بين الشدة والفرج إلا القليل يوم وليلة أو نحوه والله أعلمفحينئذ تحققت برده إليها أنه كائن منه رسول من المرسلين فعاش موسى فترة رضاعته مع أبيه وأمه وإخوته، ولما عاد إلى قصر فرعون اهتموا بتربيته تربية حسنة، فنشأ وتربى كأبناء الملوك والأمراء قويًّا جريئًا متعلماً. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
جزااك الرحمن الفردوس الاعلى
يعطيك العافيه تستاهلي التقييم يالغلا |
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif بارك الله فيكِ أختي الغالية بيسوو الهلاليه* شكرا لكِ على المرور العطر بارك الله فيكِ |
موسى عليه السلام 6 – خروج موسى من مصر كبر موسى وترعرع وأصبح فتيا شابا وتعلم علوما كثيرة وصار رجلاً قويًّا شجاعًا وعلم أنه ليس ابنا لفرعون من أمه ولكنه لم يخبر زوجة فرعون ولعله رحمة بها كان موسى عليه السلام موضع حب الجميع, فكان لا يراه أحد الا أحبّه وهذا من الله عز وجل اذ قال جلّ شأنه: { لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }. طه 39. وكان يرى اضطهاد فرعون ورجاله وأتباعه لبني اسرائيل (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) القصص 15 ودخل المدينة على حين غفلة ذات يوم, فوجد رجلا من أتباع فرعون مصري من أهل مصر يقتتل مع رجل من بني اسرائيل, واستغاث به الرجل الضعيف الإسرائيلي بموسى فتدخل فدفع الرجل الظالم ووكز بيده فسقط على الأرض قتيلا فوجد موسى نفسه في موقف عصيب، لأنه لم يقصد قتل هذا الرجل، بل كان يريد الدفاع عن مظلوم فقط، وحزن موسى، وتاب إلى الله ورجع إليه وقال { قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} القصص 15 وأخذ يدعوه سبحانه أن يغفر له هذا الذنب فقال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} القصص 16 فغفر الله تعالى له إنه هو الغفور الرحيم. ولكن سرعان ما انتشر الأمر في المدينة، وأخذ الناس يبحثون عن القاتل، ليعاقبوه، فلم يعثروا عليه ومرت الأيام، وبينما موسى كعادته يسير في المدينة فوجد الرجل الإسرائيلي نفسه يتشاجر مع مصري آخر، واستغاث مرة ثانية بموسى فغضب موسى من هذا الأمر فأدرك موسى أنه من هواة المشاجرات والمعارك فصرخ به موسى قائلا:{ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } القصص: 18 ثم تقدم ليفض هذا النزاع، فظن الإسرائيلي أن موسى سيقبل عليه ليضربه لأنه غضبان منه، فقال له: (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) القصص: 19 بهذه الكلمات كشف الرجل المصري سرا كان يبحث عنه جنود فرعون, فلم يكن قد عرف بعد قاتل الرجل فأخذوا يفكرون في الانتقام منه وأصبح موسى خائفا يترقب خطرا قد يلحق به وهو في المدينة, وأرسل الله عز وجل لموسى رجلا مصريا عاقلا ينصحه ويحذره بأن يبتعد عن المدينة فخرج موسى من المدينة وهو خائف، يتلفت يمينًا ويساراً يترقب أهلها، ويدعو الله أن ينجيه من القوم الظالمين ودعا ربّه:{ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } القصص: 21 وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/838663881.gif http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/946142631.gif موسى عليه السلام 7 – توجه موسى من المدينة إلى مدين خرج موسى وليس في ذهنه مكان معين يتوجه إليه وهو لا يدري أين يتوجه، ولا إلي أين يذهب، وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ) القصص22 ثم هداه تفكيره إلى أن يذهب إلى أرض مدين وهي قرية شعيب وهي المدينةالتي أهلك الله فيها أصحاب الأيكة، وهم قوم شعيب عليه السلام، وقد كان هلاكهم قبلزمن موسى عليه السلام ومدين تبعد مسيرة ثمانية أيام من مصر ولم يكن يعرف طريقها فقال عسى ربي أن يهديني الطريق الأقوم ففعل الله به ذلك وهداه إلى الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة, فجعله هادياً مهدياً وذكروا أن الله سبحانه وتعالى بعث إليه ملكاً على فرس أو بيده عنزة فأرشده إلى الطريق فتوكل على الله وواصل السير إليها والله أعلم (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) القصص 23 ولما وصل إلى مدين توجه ناحية شجرة من السمر بجوار بئر وجلس تحتها فقد سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر, وكان حافياً, فما وصل إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه, فجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه, وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع, وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه, وإنه لمحتاج إلى شق تمرة وكان البئر يرده رعاء الشاء فوجد عليه جماعة يسقون مواشيهم ووجد من دونهم امرأتين تمنعان أغنامهما عن الماء حتى لا تختلط مع غنم أولئك الرعاء فيؤذيا فلما رآهما موسى عليه السلام رق لهما ورحمهما وقال لهما ما شأنكما لا تسقيان قالتا لا نسقي حتى يرجع الرعاء من سقيهم ويصرفون مواشيهم من الماء خوف الزحام فنسقي وأبونا شيخ كبير لا يستطيع أن يتحمل مشقة هذا العمل وكان الرعاء إذا فرغوا من وردهم، وضعوا على فم البئر صخرة عظيمةفتجئ هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس فلما كان ذلك اليوم جاءموسى فرفع تلك الصخرة وحده، ثم استقى لهما وسقى غنمهما، ثم رد الحجر كما كان، قالأمير المؤمنين عمر: وكان لا يرفعه إلا عشرة، وإنما استقى ذنوباً واحداً فكفاهما. ثم عاد مرة أخرى إلى ظل الشجرة ليأخذ المزيد من الراحة بعد عناء السفر. وأخذ يدعو ربه قائلاً: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[القصص: 24] سمعتهالمرأتان فيما قيل، فذهبتا إلي أبيهما، فيقال إنه استنكر سرعة رجوعهما فأخبرتاهبما كان من أمر موسى عليه السلام، فأعجب الأب بهذا الرجل الغريب وشهامته ومروءته، وأمر إحدى ابنتيه أن تخرج إليه، وتدعوه للحضور حتى يكافئه فجاءتهإحداهما تمشي على استحياء وقالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيتلنا فصرحت له بهذا لئلا يوهم كلامها ريبة، وهذا من تمام حيائها وصيانتها فلبى موسى الدعوة، وذهب إلى هذا الرجل الصالح، فسأله الرجل عن اسمه وقصته، فقص عليه موسى سبب خروجه من بلاد مصر فراراً منفرعون فطمأنه الشيخ وقال له أنك خرجت من سلطانهمفلست في دولتهم وطلبت إحدى الفتاتين من أبيها أن يستأجر موسى ليعينهما لرعي الغنم فهو رجل قوي أمين قال لها أبوها: وما علمك بهذا؟ فقالت: إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة. وإنه لما جئت معهتقدمت أمامه، فقال: كوني من ورائي، فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاه أعلم بها كيفالطريق فعرض الشيخ على موسى عليه السلام أن يزوجه إحدى ابنتيه وقال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج،فإذا أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك فأيهما قضيت فلا عدوان علىوالله على مقالتنا سامع وشاهد ووكيل علي وعليك فوافق موسى على هذا الأمر وقال له ستجدني إن شاء الله من الصالحين وتزوج إحدى البنتين، واستمر يرعى الغنم عند ذلك الشيخ ولم يقض إلا أكمل الأجلينوأتمهما وهو العشر سنين كوامل تامة ثم أراد موسى الرحيل والعودة بأهله إلى مصر، فوافق الشيخ الصالح على ذلك، وأكرمه وزوده بما يعينه في طريق عودته إلى مصر وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
8 - يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم سار موسى من مدين إلى مصر ، حتى حل عليهم الظلام، فجلسوا يستريحون من أثر هذا السفر، حتى يكملوا المسير بعد ذلك في الصباح، وكان الجو شديد البرودة وربما تاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلي السلوك في الدرب المألوف فأخذ موسى يبحث عن شيءيستدفئون عليه فرأى ناراً من بعيد تأجج في جانب الطور وهو الجبل الغربي منه عن يمينه فقال لأهله امكثوا إني آنستناراً وكأنه والله أعلم رآها دونهم لأن هذه النار هي نور الحقيقة ولا يصلحرؤيتها لكل أحد فطلب من أهله الانتظار؛ حتى يذهب إلى مكان النار، ويأتي منها بشيء يستدفئون به (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) النمل 7 }وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى{سورة طه:9ـ10 فقال سآتيكم منها بخبر عن الطريق أو آتيكم بشعلة نار لعلكم تستدفئون به وكان كما قال فإنه رجع منها بخبر عظيم, واقتبس منها نوراً عظيماً (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 8 توجه موسى وفي يده عصاه ناحية النار التي شاهدها فلما أتاها ورأى منظراً هائلاً عظيماً حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء لا تزداد النار إلا توقداً, ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة, ثم رفع رأسه, فإذا نورها متصل بعنان السماءفوقف موسى متعجباً مما رأى (يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النمل 9 ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى(11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى )[طه: 11-16] ثم نودي يا موسى أن بورك من في النار ومن حولها أي من الملائكة وأعلمه الله أن الذي يخاطبه ويناجيه هو ربه الله العزيز الذي لا إله إلا هو، الذي لاتصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له. ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنماالدار الباقية يوم القيامة، التي لابد من كونها ووجودها وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاهواتبع هواه، ثم قال مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء، الذي يقولللشيء كن فيكون (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) طه 17 ثم سأله الله عز وجل عما يحمله في يمينه فقال موسى: (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى )[طه: 18] فأمره الله عز وجل أن يلقي هذه العصا (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)النمل 10 } قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى {سورة طه:19ـ20 فألقاها فانقلبت العصا في الحال وتحولت إلى حية عظيمة هائلة في غاية الكبر وسرعة الحركة كسرعة الثعبان المسمى بالجان فولى موسى من الخوف هاربًا (قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)طه 21 فأمره الله عز وجل أن يعود ولا يخاف مما يرى, فإن الله لا يخاف عنده المرسلون فقد أصطفاه رسولاً وجعله نبياً وجيهاً وسوف تعود عصا كما كانت أول مرة، فمد موسى يده إلى تلك الحية ليأخذها فأدخل يده في فمها فإذا بها عصا كما كانت فتبين أن موضع الإدخال موضع مسكها بين شعبتيها فلما استمكن منها إذا هي قد عادتكما كانت عصاً ذات شعبتين، فسبحان القدير العظيم وأري الله ذلك لموسى لئلا يجزع إذا انقلبت حية لدى فرعون (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى) طه 22 ( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) القصص32 وكان موسى أسمر اللون، فأمره الله-عز وجل أن يدخل يده في ثيابه ثم يخرجها فخرجت بيضاء ناصعة البياض لها لمعان تتلألأ كالبرق الخاطف أو تتلألأ كالقمر من غير مرض أي لا برص ولا بهق فكانت هاتان معجزتين من الله لنبيه موسى من تسع آيات يؤيده بهن ويجعلهن برهاناً له إلى فرعون وقومه لتثبيته في رسالته المقبلة إليهم وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
ربي يسعدك .. كفيتي و وفيتي
|
موسى عليه السلام 9 – أمر الله موسى بالذهاب لفرعون (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) طه 24 أمر الله عز وجل نبيه موسى بالذهاب إلى فرعون ليدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له, ويأمره أن يحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم, فإنه قد طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الرب الأعلى وجاوز الحد في كفره إلى إدعاء الإلوهية فاستجاب موسى لأمر ربه ولكنه قبل أن يذهب أخذ يدعو ربه بأن يوفقه لما هو ذاهب إليه، ويسأله العون والمدد، فقال: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )[طه: 25-35]. فطلب موسى عليه السلام من ربه عز وجل أن يشرح له صدره فيما بعثه به, فإنه قد أمره بأمر عظيم وخطب جسيم, بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك وأجبرهم وأشدهم كفراً, وأكثرهم جنوداً, وأعمرهم ملكاً, وأطغاهم وأبلغهم تمرداً قال ابن عباس: كانت في لسانه رتة. وذلك أنه كان في حجر فرعون ذات يوم وهو طفل فلطمه لطمة، وأخذ بلحيته فنتفها فقال فرعون لآسية: هذا عدوي فهات الذباحين. فقالت آسية: على رسلك فإنه صبي لا يفرق بين الأشياء. ثم أتت بطستين فجعلت في أحدهما جمراً وفي الآخر الياقوت وقيل التمرة (تفسير ابن كثير) فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار حتى رفع جمرة ووضعها في فيه على لسانه، فكانت تلك الرتة (تفسير ابن كثير) - و(تفسير القرطبي) – و (تفسير البيضاوي) وروي أن يده احترقت وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ ولعل تبييض يده كان لذلك ولما دعاه قال: إلى أي رب تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها. وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المؤاكلة واختلف في زوال العقدة بكمالها فمن قال به تمسك بقوله " قد أوتيت سؤلك يا موسى " ومن لم يقل احتج بقوله " هو أفصح مني لساناً " وقوله " ولا يكاد يبين " وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقاً بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها وجعل يفقهوا جواب الأمر ، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة و أن يكون صلة احلل (تفسير البيضاوي وابن كثير) وقيل: لم تزل كلها، بدليل قوله حكاية عن فرعون: " ولا يكاد يبين " [الزخرف: 52] أي يفصح بالكلام لأنه عرف منه تلك العقدة في التربية، وما ثبت عنده أن الآفة زالت بعد سؤال موسى ربه(تفسير ابن كثير و القرطبي ) } قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ {سورة القصص:33ـ35 وقال ابن عباس : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه, فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام, وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءاً ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه, فآتاه سؤاله (تفسير ابن كثير) طمأن الله نبيّه موسى عليه السلام وقال انه سيكون معهما يسمع ويرى, وأن فرعون رغم جبروته وسطوته لن يمسّهما بسوء, وعرّف موسى أنه هو الغالب وعاد موسى إلى مصر، وأخبر أخاه هارون بما حدث بينه وبين الله-عز وجل ليشاركه في توصيل الرسالة إلى فرعون وقومه، ويساعده في إخراج بني إسرائيل من مصر، ففرح هارون بذلك، وأخذ يدعو مع موسى ويشاركه في نشر الدعوة وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/zzg2ucin207mybrfq4y.gif http://www.upislam.com/images/rsom0t9dtntiuhvhuok.gif موسى عليه السلام 10 – الذهاب لقصر فرعون مضى موسى عليه السلام الى مصر فتوجه مع أخيه هارون إلى الطاغية فرعون وكان فرعون شديد البطش والظلم ببني إسرائيل فدعوا ربهما أن ينقذهما من طغيان فرعون فقال لهما الله تعالى مطمئنًا ومثبتًا: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) [طه: 46-48] فلما ذهب موسى مع أخيه هارون قاما بدعوة الطاغية فرعون إلى الله، وإخراج بني إسرائيل معهم وأن يفك أسارى بنيإسرائيل من قبضته وقهره وسطوته، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاءوا ويتفرغون لتوحيدهودعائه والتضرع لديه فحدّثه موسى عليه السلام عن الله عز وجل وعن فضله ورحمته ورزقه, وحدّثه عن وجوب توحيده وعبادته, حاول أن يدعوه بطريق ليّنة, خاطب فيها وجدانه ولكن فرعون تكبّر وتجبّر وراح يستهزئ بهما، ويسخر منهما، ومما جاءا بهونظر إلي موسى بعين الازدراءوالتنقص وذكر موسى بأنه هو الذي انتشله من النيل طفلا ورباه في قصره وظل يرعاه حتى قتل المصري القبطي وفرَّ هاربًا فأخبره موسى عليه السلام أن الله قد هداه وجعله نبيًّا، لكي يدعوه إلى عبادة الله وطاعته فسأله فرعون عن رب العالمين فقال موسى عليه السلام: إنه ربي وربك, وجادل فرعون جدالا كثيرا ولم يستجب له عندئذ أدرك موسى أن الحجج لن تفلح والأمور العقلية لن تحرّك في هذا الفرعون المغرور المتكبّر ساكنا, فتحسس موسى عليه السلام العصا التي في يده, وأدرك أن وقت اظهار المعجزة قد جاء وآن أوانه فعرض عليه موسى أن يأتي له بدليل يبين له صدق رسالته وكان في نبرة موسى عليه السلام تحدّ لفرعون { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ } الشعراء 30. فقبل فرعون التحدي على الفور وطلب منه الدليل إن كان صادقًا { قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء 31 فألقى موسى عصاه في صالة القصر وسط ذهول فرعون والوزراء الجالسين حوله, الذين ظنوا أن العصا سقطت منه بسبب ارتباكه من طلب فرعون الدليل على صدقه وفجأة تحوّلت العصا الى ثعبان مبين, ثعبان هائل يتحرّك بسرعة عظيمة, اتجه الثعبان على الفور إلى فرعون, شحب وجه فرعون من الخوف وثبت مكانه في البداية, وخرج الناس مذعورين منفضين عن مجلسه, وذعر فرعون ثم وثب عن مكانه وقف الجميع على جوانب بوابات القصر ينظرون بذعر ويشهدون ما يفعله موسى, فمد موسى يده إلى الثعبان فعاد في يده عصا كما كان. ثم عاد موسى يكشف أمام الواقفين معجزته الثانية, أدخل يده في جيبه وأخرجها فاذا هي بيضاء كالقمر, فذهل الواقفون فرعون ووزراؤه. وبعد أن أنهى موسى كلامه والرد على فرعون, نظر اليه فرعون وقال في تهديد وعيد: { قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } الشعراء 29. ظن فرعون بعد كل ما حدث معه وشهده بنفسه أن أمر موسى وهارون عليهما السلام ضرب من ضروب السحر وقال لحاشيته: إن موسى ساحر يعرف علم السحر والسحرة, يريد أن يخرجكم به من أرضكم وأرى أننا لن نغلب موسى وننتصر عليه الا بمن هو مثله وقال له: أنت ساحر يا موسى.. ولقد قررت أن أكشف أمرك أمام الناس جميعا, وبعد أيام قليلة سأحضر السحرة من كل مكان لمواجهتك فقال موسى عليه السلام: ومتى ألتقي بالسحرة؟ قال فرعون: موعدكم يوم الزينة, إنه يوم من أيام الربيع يحتفل به الناس جميعا في مكان فسيح أمام قصر فرعون وسوف يأتي الناس في ضحى هذا اليوم هذا هو موعدك يا موسى وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/887668606.gif http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/786580216.gif موسى عليه السلام 11 – يوم الزينة (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) طه 59 بعد لقاء موسى مع فرعون خرج موسى عليه السلام من قصر فرعون, وركب عدد من الرجال مركباتهم وأسرعوا يتفرقون في مصر كلها: أن على جميع السحرة الماهرين التوجه إلى قصر فرعون لأمر هام. وسارع فرعون في إعلان الموعد لجميع الناس، ليشهدوا هذا اليوم وجاء اليوم المنتظر يوم الزينة, واجتمع السحرة الى فرعون فوعدهم بأجر كبير لو غلبوا موسى عليه السلام وأخذ يرغبهم ويعدهم ويمنيهم بآمال عظيمة إذ ما انتصروا على موسى وأخيه وتفوقوا عليهما، وكان السحرة يطمعون فيما عند فرعون من أجر ومكانة وتسابق الناس إلى ساحة المناظرة، ليروا من المنتصر؛ موسى أم السحرة؟ وخرج الناس جماعات جماعات, أطفالا ونسلاء, شبابا وشيوخا, جاؤوا ليشهدوا مباراة هي الأولى من نوعها: مباراة بين سحرة فكلهم يظنون أن موسى عليه السلام ساحرا!! بدأ الناس بأخذ أماكنهم في الاحتفال منذ الصباح الباكر, ولم يكن أحد في مصر لم يعرف قصة التحدي واللقاء بين هؤلاء السحرة, ولم يكن أحد يعرف بمعجزة موسى التي ستخرس كل الألسنة, وستجعل من فرعون وسحرته مثالا للكذب والتجني. جلس فرعون تحت مظلة واقية من الشمس, ومن حوله جنوده وحاشيته وقادته وهو يرتدي أفخم الثياب المرصّعة بالجواهر, أما موسى عليه السلام فوقف صامتا يذكر الله في نفسه ولا ينظر لشيء حوله (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) طه 64 كانت العصا في يد موسى عليه السلام واصطف السحرة ووقف موسىوهارون عليهما السلام تجاههم في ساحة المباراة أو قل ساحة الحرب والصراع بين الحق والباطل, بين الصدق والكذب, بين التواضع وبين الكبر والافتراء, انها معركة بين الكفر والايمان كفر فرعون وسحرته وايمان موسى عليه السلام ومعجزته. (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى)طه 65 بعد ذلك رفع فرعون يده إيذانا ببدء المناظرة وعرض السحرة على موسى أحد أمرين؛ إما أن يلقي عصاه أولاً أو يلقوا عصيهم أولاً فترك لهم موسى البداية وكانوا قد عمدوا إلي حبال وعصى فأودعوها الزئبق وغيره من الآلاتالتي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارهاوإنما تتحرك بسبب ذلك، فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم، وألقوا حبالهموعصيهم، وهم يقولون: }فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُون{الشعراء:44 فقال لهم موسى عليه السلام: { قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} طه 61 فتناجى السحرة فيما بينهم, فقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر فذلك قول الله تعالى:{ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} طه 62 فالتفت موسى فاذا جبريل على يمينه يقول له: يا موسى ترفق بأولياء الله, قال موسى لنفسه: هؤلاء سحرة جاؤوا ينصرون دين فرعون, عاد جبريل يقول: ترفّق بأولياء الله, هم من الساعة الى صلاة العصر عندك وبعد صلاة العصر في الجنة (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه 66 رمى السحرة بعصيّهم وحبالهم, فاذا المكان يمتلىء بالثعابين والحيّات التي تجري هنا وهناك فجأة لقد سحروا أعين الناس, واسترهبوهم وأخافوهم وجاؤوا بسحر عظيم, وهلّل المصريون مكان الاحتفال, وابتسم فرعون ابتسامة عريضة وظنّ أنه قضى على موسى عليه السلام (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى) طه: 67- 68 فخاف الناس من هول ما يرونه أمامهم، حتى موسى وهارون-عليهما السلام-أصابهما الخوف ولكن سرعان ما سمع موسى عليه السلام صوتا يقول له (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه 69 اطمأن نبي الله موسى حين سمع رب العالمين يطمئنه, ولم يعد يرتكب أو ترتعش يداه, ثم رفع عصاه وألقاها فجأة ولم تكد عصا موسى عليه السلام تلامس الأرض حتى وقعت المعجزة, فقد تحوّلت الى ثعبان جبار سريع الحركة, وتقدّم هذا الثعبان فجأة نحو حبال السحرة وعصيّهم التي كانت تتحرّك وبدأ بأكلها واحدا بعد آخر في أسرع ما يكون من الحركة وفي دقائق معدودات خلت ساحة المباراة تماما من كل حبال السحرة وعصيّهم, لقد اختفت في بطن عصا موسى, ومشى الثعبان الضخم في أدب نحو موسى, ومدّ موسى يده فتحوّل الثعبان الى عصا انها المعجزة التي تولّد معها الايمان بالله عز وجل.. ولكن لم ينتهي دور العصا بعد. فلما رأى السحرة ذلك علموا أنها معجزة من معجزات الله وليست سحرًا لعلمهم بالسحر وعلومه ، فشرح الله صدورهم للإيمان بالله وتصديق ما جاء به موسى وكانت المفاجأة الكبرى فسجدوا لله الواحد الأحد، معلنين إيمانهم برب موسى وهارون. وقالوا:{ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } طه 70 وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
12 – تعذيب السحرة اشتد غيظ فرعون عندما سجد السحرة لله الواحد الأحد معلنين إيمانهم برب موسى وهارون و لما رأى فرعون هؤلاء السحرة قدأسلموا وأشهروا ذكر موسى وهارون في الناس على هذه الصفة الجميلة، أفزعه ذلك، ورأىأمراً بهره، وأعمى بصيرته وبصره، وكان فيه كيد ومكر وخداع، وصنعة بليغة في الصد عنسبيل الله فقال مخاطباً للسحرة بحضرة الناس: آمنتم له قبل أن آذن لكم ولم تشاوروني فيما صنعتم من الأمر الفظيع بحضرة رعيتي؟! ثم تهدد وتوعد وأبرق وأرعدوكذب وافترىوكفر غاية الكفر في قوله: (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) وأتى ببهتان يعلمهالعالمون قائلا لهم: (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى )[طه: 71]. قال سعيد بن جبير وعكرمة والقاسم بن أبي بردة والأوزاعي وغيرهم: لما سجدالسحرة رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة تهيأ لهم، وتزخرف لقدومهم، ولهذا لم يلتفتواإلي تهويل فرعون وتهديده ووعيدهولم يخافوا ولم يفزعوا من كلامه وتهديداته، بعد أن أدخل الله في قلوبهم نور الحق والإيمان، فقالوا: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى)[طه: 72-76]. فغضب فرعون غضبا شديداوقال لهم لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف يعني يقطع اليداليمنى والرجل اليسرى وعكسه علىجذوعالنخل لأنها أعلى وأشهر مكانليجعلهم مثلة ونكالاً لئلايقتدي بهم أحد من رعيته وأهل ملته فقالوا لفرعون فافعل ما قدرت عليه إنما حكمك علينا فيهذه الحياة الدنيا فإذا انتقلنا منها إلي الدار الآخرة صرنا إلي حكم الذي أسلمناله واتبعنا رسلهوثوابه خير مما وعدتنا به منالتقريبوالترغيب وأدوم من هذه الدار الفانية ونطمع أن يغفر لنا ربناخطايانا وما اجترمناه من المآثم والمحارمفنحن أولالمؤمنينمن القبط، بموسى وهارون عليهما السلام. والظاهر من هذه السياقات أن فرعون ـلعنه الله ـ صلبهم وعذبهمقال عبد الله بن عباس وعبيد بن عمير: كانوامن أول النهار سحرة، فصاروا من آخره شهداء بررة ويؤيد هذا قولهمربناأفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين وأخذ المضللون من قوم فرعون يحرضونه على موسى وبني إسرائيل، فأصدر فرعون أوامره لجنوده أن يقتلوا أبناء الذين آمنوا من بني إسرائيل، ويتركوا النساء، واستطاع فرعون بهذه التهديدات أن يرهب الضعاف والذين في قلوبهم مرض من قوم موسى، فلم يؤمنوا به خوفًا من فرعون وبطشه، وحتى أولئك الذين آمنوا لم يسلموا تمامًا من الخوف والرهبة من فرعون. فلما رأى موسى ما أصاب قومه من خوف وهلع، توجه إلى الله بدعاء أن ينجيه والمؤمنين من كيد فرعون. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موسى عليه السلام 13 - ابتلاء قوم فرعون أخذ فرعون يفكر في حيلة للخلاص من موسى وذات يوم جمع أعوانه وعشيرته وأعلن لهم ما توصل إليه، وهو أن يقتل موسى. وبعد أن انتهى من كلامه إذا برجل من قومه وعشيرته قد آمن بموسى سرًّا يقول له: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ )[غافر: 28] ثم أخذ يدعو المصريين للإيمان بالله ويحذرهم من العذاب فأعرض فرعون عنه ولم يستمع إلى نصيحته. ومرت الأيام، وأخذ فرعون وأعوانه في تعذيب بني إسرائيل وتسخيرهم في العمل، ولم يسمع لما طلبه منه موسى في أن يتركه وقومه يخرجون من مصر إلى الشام فسلط الله عليهم أعوام جدب وفقر حيث قل ماء النيل، ونقصت الثمار، وجاع الناس، وعجزوا أمام بلاء الله-عز وجل فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ الأعراف 133 وأنزل الله بهم أنواعًا أخرى من العذاب إضافة إلى ما هم فيه كالطوفان الذي أغرق زروعهم وديارهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد الذي أكل ما بقي من زروعهم وأشجارهم وسلط عليهم السوس، فأكل ما اختزنوه في صوامعهم من الحبوب والدقيق، وأرسل إليهم الضفادع، فأقلقت راحتهم، وحوَّل مياههم التي تأتي من النيل والآبار والعيون دمًا. كل هذه البلايا أصابت فرعون وقومه فقط أما موسى ومن آمن معه فلم يحدث لهم أي شيء، فكان هذا دليلاً وبرهانًا على صدق ما جاء به موسى وأخيه هارون. واستمرت تلك البلايا، بل إنها كانت تزداد يومًا بعد يوم، فذهب المصريون إلى فرعون يشيرون عليه أن يطلق سراح بني إسرائيل مقابل أن يدعو موسى ربه أن يكشف ذلك الضر عنهم، ويشفع لهم عند ربه هذا العذاب والضيق. (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ) غافر49 فدعا موسى ربه، حتى استجاب له، وكشف ما أصاب فرعون وقومه من عذاب وبلاء. (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ) الأعراف 135 فلما كشف الله عنهم الرجز بدعاء موسى إذا هم ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم وزاد فرعون في عناده وكفره بالله و تكذيب موسى ومعه قومة الفاسقين (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) غافر54 ولما رأى موسى إصرار فرعون على كفره وجحوده، وتماديه في غيِّه وتكذيبه بكل الآيات التي جاء بها رفع يديه إلى السماء متوجهًا إلى الله متضرعًا ومتوسلاً إليه سبحانه أن يخلص بني إسرائيل من يدي فرعون وجنوده، وأن يعذب الكفرة بالعذاب المهين. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موسى عليه السلام 14 - غرق فرعون استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه ورسوله موسى وجاء الأمر الإلهي إلى موسى أن يخرج مع بني إسرائيل من مصر ليلاً (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ) الشعراء 52 ولا يخاف من العاقبة، وأخبره أن فرعون سيتبعه، ولكن الله منجيه هو ومن آمن معه وسيغرق فرعون وجنوده. فأخبر موسى بني إسرائيل بالخبر، وطلب منهم أن يتجهزوا للخروج معه إذا جنَّ الليل، فأسرع قوم موسى يتجهزون للرحيل من مصر، فهي الساعة التي طال انتظارهم بها. (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )الدخان 23 قال المفسرون وغيرهم من أهل الكتاب: استأذن بنو إسرائيل فرعونفي الخروج إلي عيد لهم، فأذن لهم وهو كاره، ولكنهم تجهزوا للخروج وتأهبوا له، وإنماكان في نفس الأمر مكيدة بفرعون وجنوده، ليتخلصوا منهم ويخرجوا عنهم. وأمرهم اللهتعالى ـ فيما ذكره أهل الكتاب ـ أن يستعيروا حلياً منهم، فأعاروهم شيئاً كثيراً،فخرجوا بليل فساروا مستمرين ذاهبين من فورهم، طالبين بلاد الشام وسار موسى وقومه في اتجاه البحر، وبعد ساعات طويلة كان موسى ومن معه قد قطعوا شوطًا طويلاً على أقدامهم، ووصل خبر خروج بني إسرائيل من مصر إلى فرعون فهاج هياجًا شديدًا وحنق عليهم كل الحنق، واشتد غضبه عليهم، وشرع في استحثاث جيشه وأصدر أوامره أن يجتمع إليه في الحال جميع جنوده ليلحقهم ويمحقهم (إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) الشعراء 54 - 56 وفي لحظات اجتمع إلى فرعون عدد كبير من الجنود والفرسان قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه والله أعلم فأخذهم وخرج بهم يترقب أثر موسى وقومه حتى أدركهم عند شروق الشمسوتراءى الجمعان ولم يبق ثم ريب ولا لبس، وعاين كل من الفريقين صاحبهوتحققه ورآه ولم يبق إلا المقاتلة والمجادلة والمحاماة وهنا تملك بني إسرائيل الرعب والفزع عندها قال أصحاب موسى وهمخائفون إنا لمدركون وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلي البحر فليس لهم طريق ولامحيد إلا سلوكه وخوضه، وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه، والجبال عن يسرتهموعن أيمانهم وهي شاهقة منيفة، وفرعون قد غالقهم وواجههم وعاينوا فرعون وجنوده وديوشهوعدده وعدته، وهم منه في غاية الخوف والذعر، لما قاسوا في سلطانه من الإهانةوالمكر. فراحوا يتخيلون ما سيوقعه فرعون بهم من ألوان العذاب والنكال، وظنوا أن فرعون سيدركهم لا محالة فأخذ موسى يطمئنهم ويذكرهم بأن الله سينصرهم وينجيهم (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)الشعراء61 – 63 فأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر، ففعل، فانشقَّ اثني عشر فرقا فكان كل فرق كالطود العظيم الجبل الضخم بينها مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده طريق يابس فاندفع بنو إسرائيل فيه قبل أن يصل فرعون وجنوده إليهم ولما وصل فرعون ومن معه إلى الشاطئ كان بنو إسرائيل قد خرجوا إلى الشاطئ الآخر (وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ) الدخان 24 أراد موسى عليه السلام أنيضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه، لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه لكن أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام أن يترك البحر ساكناً على هيئته فلما تركه على هيئته وحالته وصل فرعون ورأى أن الطريق الذي سلكه بنو إسرائيل مازال موجودًا فرأى مارأى وعاين ما عاين فهاله هذا المنظر العظيم وتحقق من أن هذامن فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم يتقدم لكنه أظهر لجنوده تجلداً وعاملهم معاملة العداء، وحملتهالنفس الكافرة والسجية الفاجرة، على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه، وعلى باطلهتابعوه: انظروا كيف انحسر البحر لأدرك عبيدي الآبقين من يدي، الخارجين عن طاعتيوبلدي وجعل يوري في نفسه أن يذهب خلفهم ويقدم تارة ولكنهيحجم تارات!. فذكروا أن جبريل عليه السلام تبدى في صورة فارس راكب على رمكةحائل واستبق الجواد وقد أجاد فبادر مسرعاً باقتحام البحر فلما رأته الجنود قد سلك البحر اقتحمواوراءه مسرعين، فحصلوا البحر أجمعين أكتعين أبصعين. حتى هم أولهم بالخروج منه، فعندذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فارتطم عليهمالبحر كما كان، فلم ينج منهم إنسان (تفسير ابن كثير) ولما أدرك فرعون أنه سيغرق أراد أن ينجو بحيلة فقال: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )[يونس: 90]. لكن هيهات لقد نفذ أمر الله، وغرق فرعون وعاين الموت، وأيقن أنه لا نجاة له منه، وفي هذا الوقت لا تنفع التوبة، ولا ينفع الندم، لقد بلغت الروح الحلقوم، وجاء إيمان فرعون متأخراً فقد حضر الموت، وفات أوان التوبة. (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس 92 وبعد أن لفظ فرعون أنفاسه الأخيرة، حملت الأمواج جثته، وألقتها على شاطئ البحر ليراها المصريون، ويدركوا جميعًا أن الرجل الذي عبدوه وأطاعوه من دون الله، لم يستطع دفع الموت عن نفسه، وأصبح عبرة لكل متكبر جبار عبرة لهم حتى لا يُقدِموا على مثل فعله وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موته فأُخرج لهم ليروه وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
شكرا
وفقك الله |
15 – التوجه إلى الأرض المقدسة وبعد أن عبر بنو إسرائيل البحر ونجاهم الله من فرعون وملئه ساروا متوجهين إلى الأرض المقدسة وفي الطريق رأوا قومًا يعبدون أصنامًا، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا مثل هؤلاء الكفار فصبر موسى عليهم وبين لهم جهلهم، وبين لهم نعم الله عليهم التي لا تحصى، وأن الله فضلهم على خلقه، وأنه نجاهم من فرعون وجنوده، وهو وحده المستحق للعبادة والطاعة. وواصل موسى ومن معه المسير، وحرارة الشمس تلفح وجوههم، فذهب بنو إسرائيل إلى موسى يشكون له ذلك، فسخر الله لهم الغمام يقف معهم إذا وقفوا، ويسير معهم إذا ساروا، ليظلهم ويقيهم ليهيب الشمس الحارقة ولما عطشوا أوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه التي يحملها معه الحجر، فرفع موسى عصاه وهوى بها على حجر في الجبل وإذا بمعجزة جديدة من معجزات موسى تحدث أمام عيون بني إسرائيل، حيث تتفجر بمجرد وقوع العصا على الحجر اثنتا عشرة عينًا، بعدد قبائل بني إسرائيل الذين كانوا معه، مما جعل موسى يخصص لكل قبيلة عينًا تشرب منها. ولما جاعوا أدركتهم نعمة الله، حيث ساق لهم المن، وهو نوع من الحلوى، والسلوى وهو نوع من الطير يشبه السمان، فأخذوا يأكلون منه، ولكنهم سرعان ما سئموا هذا الطعام وملُّوا منه، فذهبوا إلى موسى يشكون له ذلك (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )[البقرة: 61] فقالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها و فومها (الحنطة) وعدسها وبصلها فتعجب موسى وقال لهم أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وهذا فيه تقريع لهم وتوبيخ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد والطعام الهنيء الطيب النافع فهذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز بل هو كثير في أي بلد دخلتموها وجدتموه، فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن أسأل الله فيه وعاش بنو إسرائيل في انتظار الوصول إلى الأرض المقدسة وأصبحوا في حاجة إلى قانون يحتكمون إليه، وشريعة تنظم حياتهم، فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بمفرده إلى مكان معين، ليعطيه الشريعة التي يتحاكم إليها بنو إسرائيل وتنظم حياتهم، فاستخلف موسى أخاه هارون على قومه، ووعظه وذكره بالله، وحذره من المضلين الذين يحاولون أن يفسدوا غيرهم. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موسى عليه السلام 16 – ذهاب موسى لأخذ الألواح التي فيها التوراة وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)[الأعراف: 143] ذهب موسى إلى الجبل الذي نجاه فيه ربه عندما كان عائدًا من مدين إلى مصر وعنده أنزلت عليه التوراة، ولما رأى موسى إكرام ربه له، وتفضله الزائد عليه، طلب من الله أن يمكنه من رؤيته سبحانه، ظنًا منه أن رؤية الله ممكنة في الدنيا، فرد الله على موسى مبينًا أن الإنسان بتكوينه هذا لا يقدر على رؤية الله عز وجل وقال له يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده - تفسير ابن كثير وحتى يطمئن قلب موسى، فقد أخبره الله أنه سيتجلى للجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فإنه أكبر منك وأشد خلقاً وما على موسى إلا أن ينظر إلى الجبل ويلاحظ ما سيحدث ونظر موسى إلى الجبل فرآه قد اندك وتهدم أي انقعر فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة وخر موسى صعقاً أي مغشياً عليه رواه ابن جرير فلما أفاق "قال سبحانك" تنزيهاً وتعظيماً وإجلالاً أن يراه أحد في الدنيا إلا مات"تبت إليك" و أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة فأخذ موسى الألواح التي فيها التوراة، وكانت تتضمن المواعظ والأحكام التي بها تنتظم حياة بني إسرائيل وتستقيم وعاد إلى قومه وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
الساعة الآن 02:08 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.