بـــسم الله الرحمــن الرحـــيم..
السلام علــيكم ورحمة الله وبركاته..
°·• كـــلنا ذو خطــأ •·°
قال تعــالى :
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ..
(135) سورة آل عمران
سبب النزول:
قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت هذه الآية في نبهان التمار - وكنيته أبو مقبل - أتته امرأة حسناء باع منها تمرا، فضمها إلى نفسه وقبلها فندم على ذلك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له؛ فنزلت هذه الآية..
وهناك روايات اخرى في سبب نزول هذه الآيه..
قال ابن مسعود: كانت بنو إسرائيـل إذا أذنبوا, أصبح مكتوبا علـى بـابه الذنب وكفـارته, فأعطينا خيرا من ذلك هذه الاَية..
ويروى عن أنس بن مالك .. أن إبليس بكى حين نزلت هذه الآية.
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم"
الفاحشة تطلق على كل معصية..
أي ظلموا أنفسـهم بفعل المعاصي والذنوب..
"ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم"
ذكروا الله ..بالخوف من عقابه والحياء منه.
و ذكروا العرض الأكبر على الله...
وبادروا بذكر الله باللسان والاكثار من الاستغفار ..
"ومن يغفر الذنوب إلا الله"
أي ليس أحد يغفر المعصية ولا يزيل عقوبتها إلا الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « قال إبليس: يا رب وعزتك لا أزال أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم, فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني».
"ولم يصروا على ما فعلوا"
الإصرار : المداومة على المعاصي .. والثبات عليها
والاصرار ايضاً : هو التسويف
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا توبة مع إصرار).
قال عليه الصلاة والسلام:« ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون»
"وهم يعلمون"
يعلمون أن لهم ربا يغفر الذنب.
,, وقفــــــه ,,
كلنا ذوو خطأ ..
فعلى كل واحدة منا أن لا تنسى أنها لم تُخلق ملكا ولم تُخلق بشرا معصوما وإنما هي إنسان تتنازعه قوى الخير والشر ..
وكل ابن آدم خطاء ..
وخير الخطائين التوابون ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"
وفي الحديث القدسي " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بترابها مغفرة"
سبحان من يعفو ونهفو دائمًا** ولا يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه**جلاله عن العطا لذي الخَطَا
كلنا ذوو خطأ..
وكــلنا اصحـاب ذنوب وخطايــا ..والله يمهل ولا يهمل،
ولكن مع ذلك فإننا نعبد ربا رحيما ارحــم بنا منا .. يغفــر الذنب ويقبل التوب
(وَمَن يَعْمَلْ سُوءً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رحِيمًا)
هو القائل كما في الحديث القدسي "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا ، فاستغفروني أغفر لكم"..
إن صاحب الشمال -المَلَك الموكَّل بالسيئات- ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ ؛ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتبت عليه واحدة فضلاً مِن الله ومِنَّة،
والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها،
تذكري..
اننا كلنا ذوو خطأ، لكن الحسنات يذهبن السيئات، فلا تحقرين ذنبًا، ولا تستصغرين معصية، ولا تنظرين إلى صغر المعصية، ولكن انظري إلى عظمة من عصيتِ،
إن المؤمن ليرى ذنوبه كأنه قاعد تحت أصل جبل،
يخاف أن يقع هذا الجبل عليه،
وإن المنافق ليرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فأطاره بيده..
خلِّ الذنوب صغيرهـــــا **وكبيرها ذاك التُّقَى
واصنع كماشٍ فوق أرض **الشوك يحذر ما يرى
لا تحقــــــــــــــــرن صغيرة **إن الجبال من الحصى
,, قـــــصة ,,
عبد من بني إسرائيل أطاع الله أربعين عامًا، ثم انقلبت هذه المضغة
وانتكس ورجع على عقبيه، وارتد على عقبيه، فعصى الله أربعين عامًا أخرى فقال: وقد رفع يديه إلى الله، يا رب أطعتك أربعين، وعصيتك أربعين، فهل لي من توبة إن أنا تبت وأُبْت وعدت إليك يا رب؟ قال: فسمعت هاتفًا يهتف ويقول: أطعتنا فقربناك، وعصيتنا فأمهلناك، وإن رجعت إلينا قبلناك،
فلا إله إلا الله، ما أحلم الله بعباده! ما أرحم الله بعباده! ما ألطف الله بعباده! أسأله برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحمنا برحمته.
,, همــــسه ,,
فيا مخطئة وكلنا ذوو خطأ، ويا من سقطت في المعصية ..
صححي أخطاءكِ، وعالجي أمراضكِ،
وغسِّلي قلبــكِ مما قد ران عليها،
واستأنفي حيــاتكِ في ثوب التوبة النقي النظيف..
توضأ بماء التوبة اليوم نادمًا ***به ترأى أبواب الجنان الثماني
قد تدعّــي أحدانا التوبة ثـم لاتتوب..
إن ذلك كقول غاسل الثياب: قد غسلتها ولم يغسلها بعد،
فالقول لا ينظف الثياب،
وادِّعاء التوبة لا ينظف القلوب،
قال صلى الله عليه وسلم : «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه, غفر له ما تقدم من ذنبه»
لذلك ..
اطـلب من كل وحدة منكم قرت موضوعي .. ان تصـلي ركعتين وتجدد توبتها مع الله .. وان تعاهد نفسها ان إذا ظــلمت نفسها بالمعاصي ان تسرع الى الله