مدينةَ الحب :
كثيرٌ من ذكرياتنا يا صديقتي كالحقيبةِ بلا ملابسْ
الحقيبةُ المؤلمُ منها
والملابسُ السعِدُ منها
نتذكر الحقيبةَ ونتألمْ
وننسى مابداخلها من ملابس الفرحةْ
ألا توافقينني يا حسنائي ؟
العين الدامعة :
أهلاً بكِ يا جميلتي هنا
قبلةٌ على جبينكِ من أجلِ حضوركِ الأولِ
ذكرياتنا المؤلمةُ يا حبيبتي هيَ كالجندي
تقتلُ هذا وذاكْ
وتضربُ ذاكَ وتلكْ
وتركضُ ، تركضُ وتركضْ
تستعمرُ الذاكرةْ
وتجلسُ على العرشِ المَلَكي منها
وتقولُ بصوتٍ عالٍ
ها أنا يا أنتمْ سلطتُ الأضواءَ عليْ
فابكوني ، وابكوني
ولكنْ دورنا نزيحَ هذا الفُتاتْ
ونقول لها الماضيْ ماتْ
لنْ أرضى يا صديقتي بحضورٍ واحدٍ فقطْ
رغماً عنكِ ستحضرينْ
فلحضوركِ لذةَ الحلوى 
فلكِ واحدةٌ ولمدينةَ الحب أخرى
بالمناسبةِ يا صديقتايْ
أتذكرُ أمراً
أن في عصرِ الجاهليةْ
إذا بلغتْ الفتاةُ سن الزواجْ
وجاءَ نصيبها ، كانوا يضعونها على ميزانْ
وبقدرِ ما تحملُ من كيلوغراماتْ
يدفعونَ مهرها ! 
إني لأعجبُ من أمرهمْ
فماذا ترونَ في هذا الأمر ؟