الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد : النكاح ميثاق غليظ كما قال الله تعالى : ( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) ، بل الزواج مشروع بكلمة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه في الصحيح : فاتقوا الله في النساء فإنكم استحللتم فروجهن بكلمة الله . وقد أجمع العلماء على أن أن كل العقود يجب فيها الإيجاب والقبول شرعا أو عرفا ، والمقصود بالإيجاب والقبول شرعا هو اللفظ الصريح المفيد لإثبات الزواج من ولي المرأة والرجل ، والمقصود بالإيجاب والقبول عرفا ما تعارف المسلمون على اعتباره عقد زواج بشرط عدم تناقضه مع أصول الشريعة في الباب . وإذا تقرر حكم الشرع في عقد الزواج بما سبق نصا من الكتاب والسنة والأجماع علمنا أن إجراء عقد الزواج واجب بل ركن لا يصح إلا به ، ويجب أن يكون العقد لفظيا أو قائما مقامه ، ولم يرخص أحد من أهل العلم في عدم إجراء عقد الزواج بركنه الأعظم وهو الصيغة . أما الوليمة والإشهار في عهد رسول الله صلى الهل عليه وسلم فلم تكن تغن مراسم عقد الزواج من إيجاب وقبول وشهود ، بل كان كل ذلك متوافرا ، وكانت الوليمة والأشهار زائدا على العقد. وأما المعاشرة الزوجة بمجرد الإشهار فليست هي من أعراف المسلمين من لدن عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى هذا العصر ، فكل المسلمين يحافظون على مراسم عقد الزواج سواء باللفظ أو بالكتابة والتوثيق ، فهذا ركن لا مفر منه ، وأي زواج أو معاشرة بدون العقد والإيجاب والقبول باطل لا يصح بل هو زنا لا تقره شريعة الله رب العالمين ، وفوق ذلك فإنه تقليد للكافرين الذين آمرنا باجتناب سبيلهم وعدم التشبه بهم . والحل بالنسبة لهذه المشكلة أن يذهب الكبار من العائلتين ويأمروا الرجل والمرأة بالفسخ حتى إذا انقضت العدة أعيدت مراسم الزواج على وفق أصول الشريعة المطهرة .. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
مادري جبت لك معلومات عنه ياليت تفيدك يالغلا
بتوفيقك يارب