أمر ما فأسرعت الخطى لأستحم))
وبعد أن انتهيت من الاستحمامنزلت إلى غرفة الطعام
صباح الخير أمي
لم ترد علي كانت شاردة الفكر يا ترى ماالذي يشغل فكرها؟!
رددت تحية الصباح بصوت أقوى صباح الخير يا أمي
صباح النوريا وردتي
أسمعتون صوتها؟!
نبرتها مختلفة تنبأني بمصير مجهول قادم
ماذاهناك يا أمي سألتها بعد الانتهاء من تناول الفطور
أنتهيتي من تناول فطورك
أجبت نعم
حسنا سأخبرك
وأخبرتني بكل شيء منذ البداية وحتى النهاية
فثارت أعصابي ورميت بالكأس الذي بيدي على الأرض أبعدت الكرسي للخلف ووقفت صارخةبوجهها كيف له أن يتجرأ على طلب يدكِ؟
إنه عمك يا زهراء وأنا لم أوافق عليه ألالخوفي عليكِ وتأمينا على مستقبلك وأرثكِ الذي ورثتين من بعد رحيل والدكِ ونحن كماتعلمين كالمقطوعتين من الشجرة إذ أهلي ببلد آخر وليس لدينا هنا سوى عمكِ
صرخت مجددا لا لا لا مستحيل لن توافقي على هذا الزواج ولا أنا أؤيد هذهالزيجة التي لا محال ستكون زيجة فاشلة
فأنا بعد حادثة والدي أصبحت مزاجية لأبعدالحدود وأنانية وحادة الطباع
أومأت برأسها نفيا لقد وافقت وانتهى الأمر شعرتبالقهر يمزقني وبعيني تأكلانها بنظراتي الحاقدة وأدرت وجهي عنها صاعدة لغرفتي
وصلني صوتها مجددا المبحوح إلى أين ذاهبة
أجبتها بغضب إلى أين بربكِ إلىغرفتي لا شك بذلك
حسنا وأنا ذاهبة للعمل الآن بكل برود تخبرني بذهابها للعمل
دخلت غرفتي والألم يعتصرني والقهر يمزقني ويقتل الرحمة بقلبي فلم يسعفنيشيئا سوى قلمي ومفكرتي ففتحتها لأخط بها ما يخالجني وكتبت هذه السطور
بين حناياأضلعي الرقيقة بركان ثائر وبحر هائج وصرخات تدوي تجعلني عاجزة عن سماع أي صوتًآخر
بي قهر يهز جبال شامخات ويبدد غيوم اخترقتها ناطحات سحاب ويذبل له الزهرويتفتت إثره الصخر
لي قبضة يد تحطم
ودموع تلطم
والسن تنطق بخرس
وأعين تخترق قلوبا محدثه بها رعبا وخوفا لشراستها
بي قهر مكتوم وغيض مرسوموحسره آن لها أن تدوم
فأصرخ وأصرخ بصمت بألم بقهر بتمرد وقسوة
وكأني لبوأهثائرة هائجة غاضبة خارجة لتقف بوجه من أعقد لسان طريقها
هكذا أكون لحظاتالقهر
حتى أستسلم للدمع وأسجد خائرة القوى منهوكة الفكر منزوعة الفؤاد مجروحةالنفس
فأشعر وكأنما
صوت غاية في الصمت يدوي بداخلي
يهز أركانوجداني
يأجج النيران بين أجنح كسيرة لجراحاتي
تورمت مآقيي وتوردت وجناتي أثردمعاتي
يخرج صوت ألمي بين حشرجة قطعت أوصالي
أغلقت دفتري الذي طالما ماأحتضن مشاعري الثائرة الغاضبة تارة والمتألمة اليائسة تارة أخرى وداعب فرحي وخففحزني ولوعتي
وعلى وجبة الغذاء لم تجرأ أمي أن تستدعيني لتناول الغذاء معها
وبعد بضع ليالي أقيمت حفلة صغيرة بمنزلنا بمناسبة زواجها من عمي
طبعا لمأحضر الحفل ذهبت لأبات بمنزل صديقتي فاطمة