عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /30-05-2007, 10:59 PM   #12

وهـج المشاعر
.๏• عضوة رائعة •๏.

    حالة الإتصال : وهـج المشاعر غير متصلة
    رقم العضوية : 29234
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 527
    بمعدل : 0.08 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : وهـج المشاعر has a spectacular aura aboutوهـج المشاعر has a spectacular aura about
    التقييم : 190
    تقييم المستوى : 21
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 3807

     SMS : أحبتي نبض وجدي..طبتم و طابت بكم الذكرى

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور وهـج المشاعر عرض مواضيع وهـج المشاعر عرض ردود وهـج المشاعر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

حصاد جديد..

;

أتدري ما هو الخُلق عندي ؟

هو شعور المرء أنه مسؤول أما م ضميره عمّا يجب أن يفعل...لذلك لا أسمي الكريمَ كريماً حتى تستوي عنده صدقة السر وصدقة العلانية، ولا العفيفُ عفيفاً حتى يعفُ في حالة الأمن كما يعفُ في حالة الخوف، ولا الصادقُ صادقاً في أفعاله صدقه في أقواله، ولا الرحيم رحيماً حتى يبكي قلبه قبل أن تبكي عيناه، ولا المتواضعُ متواضعاً حتى يكون رأيه في نفسه أقل من رأي الناس فيه.

التخلقُ غير الخُلق، وأكثر الذين نسميهم فاضلين متخلقين بخلق الفضيلة، لا فاضلون، لأنهم إنما يلبسون هذا الثوب مصانعةً للناس، أو خوفاً منهم، أو طمعاً فيهم، فإنْ ارتقوا عن ذلك قليلاً لبسوه طمعاً في الجنة التي أعدها الله للمحسنين، أو خوفاً من النار التي أعدها الله للمسيئين.
أما الذي يفعل الحسنة لأنها حسنة، أو يتقي السيئة لأنها سيئة فذلك من لا نعرف له وجوداً أو نعرف له مكاناً.

لا ينفع المرء أن يكون زاجره عن الشر خوفه من عذاب النار، لأنه لا يعدم أن يجد بين الزعماء الدينيين من يُلبَس له الشر لباس الخير فيمشي في طريق الرذيلة وهو يحسب أنه يمشي في طريق الفضيلة، أو خوفه من القانون، لأن القوانين شرائع سياسية وُضعِت لحماية الحكومات لا لحماية الآداب، أو خوفه من الناس، لأن الناس لا ينفرون من الرذائل بل ينفرون مما يضرُ بهم، رذائل كان أم فضائل، وإنما ينفعه أن يكون ضميره هو قائده الذي يهتدي به ومناره الذي سيتنير بنوره في طريق حياته.

ومازالت الأخلاق بخير حتى خذلها الضمير وتخلى عنها ، وتولت قيادتها العادات والمصطلحات، والقواعد والأنظمة، ففسد أمرها، واضطرب حبلها، واستحالت إلى صور ورسوم وأكاذيب وألاعيب، فرأينا الحاكم الذي يقف بين يدي الله ليؤدي صلاته وأسواط جلاديه تمزق على مرأى منه ومسمع جسم رجل مسكين لا ذنب له عنده إلا أنه يملك صبابة من المال يريد أن يسلبه إياها ، والأمير الذي يتقرب إلى الله ببناء مسجد قد هدَّم في سبيله ألف بيت من بيوت المسلمين، والفقيه الذي يتورع عن تدخين غليونه في مجلس القرآن، ولايتورع عن مخالفة القرآن نفسه من فاتحته إلى خاتمته، والغني الذي يسمع أنين جاره في جوف الليل من الجوع فلا يرق ولا يحفل به، فإذا أصبح الصباح ذهب إلى ضريح من أضرحة الأولياء ووضع في صندوق النذور بدرة من الذهب قد ينتفع بها من لاحاجة به إليها.

إلى كثير من أمثال هذه النقائض التي يزعم أصحابها ويزعم لهم كثير من الناس أنهم من ذوي الأخلاق الفاضلة والسيرة المستقيمة.

~*¤ô§ô¤*~ الخُلق هو الدمعةُ التي تترقرق في عين الرحيم كلما وقع نظره على منظر من مناظر البؤس ، أو مشهد من مشاهد الشقاء.~*¤ô§ô¤*~

~*¤ô§ô¤*~ هو القلقُ الذي يساور قلب الكريم ويحول بين جفنيه والاغتماض كلما ذكَر أنه رد سائلاً محتاجاً ، أو أساء إلى ضعيف مسكين.~*¤ô§ô¤*~

~*¤ô§ô¤*~ هو الحمرةُ التي تلبس وجه الحي خجلاً من الطارق المنتاب الذي لا يستطيع رده ، ولا يستطيع مد يد المعونة إليه.~*¤ô§ô¤*~

~*¤ô§ô¤*~ هو اللجلجلةُ التي تعتري لسان الشريف حينما تحّدثه نفسه بأكذوبة ربما دفعته إليها ضرورة من ضرورات الحياة.~*¤ô§ô¤*~

~*¤ô§ô¤*~ هو الشررُ الذي ينبعث من عيني الغيور حينما تمتد يد من الأيدي إلى العبث بعِرضه أو بكرامته.~*¤ô§ô¤*~

~*¤ô§ô¤*~ هو الصرخة ُالتي يصرخها الأبي في وجه من يحاول مساومته على خيانة وطنه أو ممالأة عدوه.~*¤ô§ô¤*~

الخُلق هو أداة الواجب لذاته، بقطع النظر عّما يترتب عليه من النتائج فمن أراد أن يعّلم الناس مكارم الأخلاق فليُحي ضمائرهم، وليبث في نفوسهم الشعور بحب الفضيلة، والنفور من الرذيلة بأية وسيلة شاء، ومن أي طريق أراد، فليست الفضيلة طائفة من المحفوظات تُحشَى بها الأذهان، بل ملكات تصدر عنها آثارها صدور الشعاع عن الكوكب ، والأريج عن الزهر.

للكاتب:مصطفى لطفي المنفلوطي..




 

  رد مع اقتباس