عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /26-10-2007, 01:08 AM   #9

بحـــ الإحساس ـــر
مشرفة " معـنا أنـتِ محاورة نـاجحة "
عضوة مجلس إدارة بنات

 
    حالة الإتصال : بحـــ الإحساس ـــر غير متصلة
    رقم العضوية : 28201
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 1,759
    بمعدل : 0.26 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : بحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really nice
    التقييم : 442
    تقييم المستوى : 28
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 51711
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور بحـــ الإحساس ـــر عرض مواضيع بحـــ الإحساس ـــر عرض ردود بحـــ الإحساس ـــر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي


(( 2 ))



في مرابع حليمة
كانت أياماً تشع بالبراءة والجمال والبهجة لم يعكر صفوها إلا صراخ أخيه الصغير
ذات يوم قائلاً : إن محمد قتل
فما الذي حدث ولماذا يقتل طفل .. من يستطيع اغتيال تلك البراءة في مرعى الغنم الأخضر ؟
ما حدث هو أن الصباح أيقظ الطفلين .. فخرجا خلف أغنامهما .. ولم يذكرا أنهما بلا زاد
إلا عند وصولهما المرعى فذهب أخوه ليحضر الزاد
لقد جرى لهذا اليتيم شيءً لا يجري لغيره
يقول صلى الله علية وسلم ( فبينما أنا في بهم لنا أتاني رجلان , عليهما ثياب بيض
معهما طست من ذهب مملوء ثلجاً , فأضجعاني فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه
فأخرجا منه علقة سوداء , فألقياها , ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج ,حتى إذا أنقياه
رداه كما كان , ثم قال أحدهما لصاحبه :
زنه بعشرة من أمته . فوزنوني فوزنتهم
ثم قال :
زنه بمائه من أمنته . فوزنوني فوزنتهم
ثم قال :
زنه بألف من أمته . فوزنوني فوزنتهم
فقال : دعه عنك , لو وزنته بأمته لوزنهم )
أعادت حليمة محمد صلى الله علية وسلم بعد حادثة شق الصدر خوفا عليه
عاد محمد الصغير إلى أحضان أمه .. ترعاه وتحنو عليه .. تحدثه ويحدثها .. تلاعبه ويلاعبها
فأي براءة كانت تشع في عيني ذلك الطفل الطاهر المغسول بالثلج في مرابع حليمة
لا شيء كالأطفال براءةً .. فتخيلوا براءة محمدصلى الله علية وسلم وهو صغيريالبهجة آمنه وسعادتها به
بعد أن أخذته متجه نحو يثرب حيث قضى وقتاً هناك يمرح في طرقاتها ويتأملها وكأنه يقول: انتظريني يا يثرب فسأعود لكِ
ثم رجعت آمنه بصغيرها إلى مكة وفي مكان بين مكة والمدينة نزلت آمنه عن ظهر راحلتها ونزل صغيرها وقد تعلقت عيناه بها يراها تأن وتتوجع أمامه
فلا يستطيع منحها ما يخفف ألمها سوى نظرات حائرة خائفة .. وتزيد آلامها ويزيد أنينها
وتموت آمنه وتدفن أمام عينيه .. بعيداً عن مكة .. بعيداً عن عبد المطلب .. بعيداً عن أعمامه
تؤخذ آمنه منه .. وتوارى تحت التراب .. ويعود باكياً حزيناً وحيداً وقد تيتم مرة ثانية
يعود إلى مكة .. إلى ذلك البيت الصغير .. ويجول ببصرة في أركانه الصامتة .. هنا كانت
ترقد آمنه .. وهنا كانت تلاعبه
فيا للوعته ويا حر قلبه عليها
ربما تنبه ليله ولم يجدها قربه ففاضت عيناه بالدموع .. وألجمه الحزن والحنين إليها
لقد تعلق بها بالرغم أنه لم يحظ بقربها إلى سنوات قليلة
مر ذات يوم بقبرها فرئي له بكاءً لم يبكه من قبل
يقول بريدة رضي الله عنه انتهى النبي صلى الله علية وسلم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ثم بكى فستقبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال
هذا قبر آمنه بنت وهب استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي و استأذنته في الاستغفار لها
فأبى عليها و أدركتني رقتها فبكيت )
و يقول أبو هريرة رضي الله عنه
( خرجنا مع الرسول صلى الله علية وسلم حتى إذا كنا بودان قال : مكانكم حتى آتيكم
فانطلق ثم جاءنا وهو ثقيل . قال : إني أتيت قبر أم محمد )
وماذا يملك محمد لأمه سوى الدموع .. فهو مجرد نبي مرسل .. والأمر كله لله وحده
فعليه الصبر والاحتساب .. كما صبر في صغره على مرارة اليتم ووحشته