
لا تنسي أن لك حقوقاً
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
(إن لجسدك عليك حقاً و لقلبك عليك حقاً و لأهلك عليك حقاً ، فأعط لكل ذي حقاً حقه) ..
ما هلكت أمة إلا بعد أن نسى أبناؤها حقوقهم أو سكتوهم عنها .. هل يقف في وجه الظالم إلا من يعرف حقه المهضوم ؟
الظلم والعدوان صفة بشرية سائدة في الناس ، لهذا السبب توضع القوانين والشرائع لكي تحول بين الناس و بين الأعداء على الآخرين ، فتعاقب المعتدي و تعيد الحق للمعتدي عليه
و لكن كيف يمكن للقانون أن يتدخل إذا لم يشك المعتدي عليه؟
وكيف سيعرف الناس أن هناك ظلماً إذا كان صاحب الحق لا يطالب بحقه و لا يهتم به؟
لقد وضع الإسلام قوانينه و أحكامه و شرائعه لتطبق ويحول دون اعتداء الناس على بعضهم البعض ،
وعلم المسلم أن لا يسكت عن حقه إذا حاول أحد أن يعتدي عليه ،
و عندما نظم العلاقة بين الرجل والمرأة جعل للرجل على المرأة حقوقاً يجب على المرأة أن تؤديها ،
لكنه في ذات الوقت جعل للمرأة على الرجل حقوقاً يجب على الرجل بدوره أن يؤديها ،
واعتبر التقصير من الطرفين في أداء الحقوق هذه اعتداء إثماً من أحدهما على الآخر
وعندما سادت التربية الحديثة اللاإسلامية في المجتمعات الإسلامية تركز وعي الناس على المطالبة بحقوق الرجل على المرأة و توسيع هذه الحقوق لدرجة الاعتداء على حقوقها و شخصيتها ، مما أدي إلى هضم حقوقها ، فسكتت على مضض
و استجارت بالله تدعوه ليل نهار ليخفف عنها ما هي فيه .. و كان لسان حالها يقول: "إنني لا أريد حقوقي و لكن خففوا عني هذا العبء الثقيل" ،
ولم تكن نساء الرعيل الأول يرضين هذا السكوت المهين ، بل كانت إحداهن تقف في وجه زوجها أو أبيها أو أخيها إذا هضم حقاً من حقوقها ..
و قد حدثتنا السيرة عن هؤلاء النسوة عن امرأة رفضت رأي أبيها في تزويجها من رجل لا تعرفه ، و شكت إلى النبي عليه السلام ذلك فأنصفها
و قصة المرأة التي اعترضت على عمر بن الخطاب حين أراد أن يحدد لهن المهور وواجهته بقوة ، مدافعة عن حقوق النساء
فقال عمر : أصابت المرأة وأخطأ عمر
واعلموا أن الحقوق التي أعطيت للرجل لا تختلف كثيراً عن تلك التي أعطيت للمرأة ، وإن الدرجة التي ذكرها القرآن الكريم بقوله:
(وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) "البقـرة228" ..
فإذا كنت تمتلك إيماناً راسخاً والتزاماً قوياً و شخصية متماسكة ، وتتسلح بعلم طيب بأمور الدين و الدنيا ، و تعرف حقوقك التي فرضها الله عليك فلن يستطيع أحد أن يظلمك و لو حاول أن يفعل ذلك فعليك أن تقف بحزم و تقول : " لا " بملء فمك .. لأن الساكت عن حقه يفقده ..
أختي المسلمة ..
من أين سنأتي بالعدالة للناس و نحن نظلم أنفسنا وأقرب الناس إلينا ؟
و كيف نطالب بتحقيق العدالة و نحن نمارس الظلم ضد أخواتنا و أمهاتنا و زوجاتنا و نحولهن إلى جواري بلا حقوق ونعلمهن الذل والخضوع والمهانة ؟!.
و كيف يا أختي المسلمة ستعلمين أبناءك العزة و الكرامة وأنت لا تستطيعين الدفاع عن حقوقك التي فرضها الله لك؟ ..
و أين شخصية المسلم القوية التي وصفها القرآن بقوله :
(أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) "سورة المائدة" ..
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته