
يا بُني:
حسبك من التوبة -وهي قريبةٌ منك، وليست بنائيةٍ عنك
أن تستحضر ما كان من تقصيرٍ مدَّ يوماً رواقه عليك
فغمَّ عليك ذنبك حتى توارى بدموعٍ ساخنةٍ سحَّت بها عيناك على وجنتيك وأماطت الحوبة التي اقترفتها يدكَ أو مشت إليها قدمُك أو لقفتها أذنك أو أبصرت بها عينُك أو جاش بها صدرك أو أطافتها نفسك من حولك
فلم يَعُدْ لشيءٍ مضى أن يعود على صاحبه إلا بِعبْرَةٍ بها يفيد منها في يومه وغده
وما كان لأمر مرَّ وانقضى أن يثوبَ إلا بعظة تهديه إلى حال يأخذ منها أو يدع وهو موقن أنها ذاهبةٌ عنه
وليس يحسن بالمرء أن يُلِمَّ بفكرةٍ إلا ليبصر منها بحسنةٍ أفلتت منه يوماً، لعلَّه أن يصيب أحسن منها.