..
الاتكـــاليه
مرض .. و انتشر
اتذكر قصة كنت سمعتها من فتره ليست بقصيرة و لكنى
نسيت مجالها يعنى دينية ام مجرد تاريخية .. و عموما
كانت تحكى ان كان هناك ازمة فقرر الحاكم حينها ان يجمع
الناس جميعهم لبـن فى بئر ما .. اي كل شخص فى هذا البلد
عليه ان يسكب كوب او ما كان حينها فى ذاك البئر لتحل هذه الازمة
و عندما جاء الصباح و نظر الجميع الى البئر كانت الصدمة ان البئر
لا يوجد به لبن .. بل مـــــــــاء !
هنا فهمـ كل شخص من نفسه السبب .. و هو ان كل شخص
اتكل على غيره و قال لو حطيت انا ماء بدل اللبن لن يظهر
و هكذا فكر الجميع و هذه كانت النتيجة !
لـ الاسف .. الاتكالية اصبحت فى كل المجالات تقريباً ..
لكن اذكر مجال العمل اين كان نوعه .. سياسى ام اجتماعى كان
فى مدرسة او جامعة او ادراة حكومية او حتى عامل بـ مكنسة !!
بل سأذكر ابسط الامثلة و التى اعتقد تمس الاغلبية و هى الاتكالية
داخل البيت .. بين الاخوات على سبيل المثال كل واحده تتكل على غيرها
الاولى تتكل على الثانية و الثانية على الثالثة و فى الاخير لا يتم فعل
او انجاز شئ .. و الله يا اخواتى حتى بدأت الاتكالية فى الامتحانات !!
لا تتعجبون فـ بالفعل هناك من يتكل على غيره فى المذاكرة ..
يعنى يفكر و يقول مدام هو هيذاكر يبقى هغش و انقل منه وخلاص
هو شاطر و متعود على الدرجات العالية و بكدا يكسل الطالب من دول
انه يذاكر لمجرد ان اللى وراه او اللى بجانبه .. مجتهد !
و لو بقيت اعطى امثلة لما انتهيت الليلة و لكن يكفى ان فكر كل منا
فى مثالين على الاقل .. سنرى كم حجم هذا المرض الذى ينتشر
بشـكل مخيف .. و نتائجه التى تظهر بـ شكل اشد خوفاً ..
خصوصا عندما يتكل العامل فى ادارة ما على رئيس الادراة ..
و رئيس الادارة يتكل على المدير العام .. و المدير العام يتكل بقية المسؤلين
ليصل الاتكال على الوزير ليتكل هو ايضاً على رئيس الوزراء و هنا
يتكمل الجميع على الرئيــــس .. اما الرئيس فلن يتكل الا على الشعب ..
و اشمعــــنى هو لا !! اما ان كان من ذى القلوب الرحيمة بحال الناس
فـ سوف يترك الامل لـ " التدخل الاجنبى " و اعتقد اننا نراهـ ونعيشه اليوم
اكثر من اي وقت اخر ،، و على فكرة هذا اخطرهمـ .. لان الاجنبى لن يأتيك
بالشئ المناسب مع عاداتك و ثقافتك الخاصة .. بل ما يناسبه هو
لذا ان لم تفكر انت سيفكر هو بطريقته هو و المصلحة الاولى لن تكون لغيره
و ان اردتمـ الحق .. فـ هو حقه .. فعندما نتقاعد فيما يخص شئون بلادنا
علينا الا ننتظر شئ ارحمـ .. عندما نتكاسل على التفكير و الاختراعات
العلمية و التكنولوجية علينا الا ننتظر ان نشرتيها بثمن هين
بل كما يجرى الان .. و هو دفع الثمن مع المقابل من خير بلادنا المتبقى !!!!
كما احبذ دائما فى نقاشنا .. كي يصبح نقاش ايجابى
له هدف يحمل ما نقول .. ألا وهو اقتراح حلول او مجرد تفكير جديد
فـ هنا عندنا اريد حلاً لـ الاتكالية سأفكر على الفور فى الاعتماد على النفس
اي العكس ! و لكن كي نكون واقعيين .. كم منا كـ مجتمع يصلح من نفسه
من اجل الغير .. من اجل الفائده العامة للمجتمع بأكمله ؟..
لذلك فلنفكر بطريقة اخرى .. و ان كانت مشابهه و لكن ستعطينا
شئ من الدفع .. و هى الاعتماد على النفس فى غاية ان الراجع الافيد
سيكون علي ان شاء الله .. لان ان اعتمدت على نفسى ..
حينها فقط استطيع ان اقول لمن هو اقل منى اعتمد على نفسك ولا تتكل علي
لانه ليس من الممكن ابداً ان اقول له اعتمد و اتكل على نفسك
و هو يعلم بأنى اتكل على غيرى .. و حينما يرانى الاعلى منى سيخجل من امره
و هكذا .. مجرد تفكير اشعر انه ربما يغير شئ ..
ولو اردنا الحل الامثل .. فـ كما اذكره فى اغلب مشاركاتى ..
وهو اعاده تأهيل الاسرة .. بمعنى ان نربى اطفالنا منذ الصغر على الاتكال
على الله عز وجل و من ثم نفسه .. و بأن الاتكال ليس معناه ان اقوم بما لا طاقة
لى عليه و لكن ان اقوم بما هو مطلوب منى و مسموح لى و يناسبنى
ليعم رضاء الله عز وجل علينا .. وهذه هى الغاية الكبــرى فـ كم تعلو الهمم
و يولد الحماس و تتفجر الطاقات حينما يكون القلب عامر بحب الله
و بغاية رضاه فى الارض و الاولى الشعور بـ اسلامنا و بما علينا ان نقدمه له !
اخيتى .. ربما قصدتى الاتكــال البسيط الذى يناسب الموقف الذى مررتى به
او مواقف اخرى لآخوات اخريات .. و لكن صدقينى حينما فكرت لـ اقل من دقيقة
وجدت ان الاتكال " مـرض " انتشر و ما زال ينتشر بيننا و الاصعب من كل هذا
انه مرض اجتماعى .. و يالا الخطر فى تلك الانواع من الامراض ،،
نســأل الله الهدى و الهداية من عنده .. اما عنكـِ فـ اي شكر هذا يوافيكـِ حقكـِ
أثابكـ الله خير ثواب ان شاء الله
و
يثبت الموضوع لما يحمل من قيمة !
..
نزف الحنين